أفادت مصادر في اللجان الشعبية المساندة لقوات الجيش في حربها ضد مليشيا الحوثي بمحافظة الجوف شمالي اليمن بأن تراجع مقاتلي اللجان والجيش ليس انهزاماً, مؤكدةً أنهم انسحبوا إلى وادي السلمات على حدود مديرية الغيل كإجراء تكتيكي.

وانسحبت قوات الجيش ومقاتلي اللجان الشعبية أمس الثلاثاء إلى وادي السلمات على حدود مديرية الغيل بمحافظة الجوف، في وقت يواصل فيه الطيران الحربي شن غاراته الجوية على مواقع مليشيا الحوثي.

وذكرت المصادر بأن مسلحي الحوثيين تقدموا في المناطق التي انسحب منها الجيش وأبناء القبائل، وهي منطقة الشيخ حسن أبكر وما جاورها، ومنطقة بيت الحباري.

وأضافت: إن منزل أبكر كان محل استهدافٍ للحوثيين منذ أن بدأت المعركة قبل حوالي80 يوماً وقد قصف بعشرات القذائف المدفعية المختلفة ولم يكن في الأخير سوى موقع عسكري كأي موقع من المواقع المذكورة.

وكانت مصادر إعلامية تحدثت مساء أمس عن أن مسلحي الحوثي تمكَّنوا من السيطرة على مواقع الجيش واللجان الشعبية في مديرية الغيل بالجوف، في الوقت الذي شن فيه الطيران الحربي أربع غارات جوية على مواقع تجمعات الحوثيين.

وشهدت مديرية الغيل مواجهات عنيفة منذ ليلة أمس الأول بين مسلحي الحوثي واللجان الشعبية المساندة للجيش.

وفي السياق أوضح القائد القبلي الشيخ الحسن أبكر أن انسحاب قوات الجيش واللجان الشعبية من المنطقة المحيطة بمنزله في مديرية الغيل هو انسحاب تكتيكي بحت.

 وأضاف أبكر في تصريح صحفي له بأنه تم سحب القوات بعد استماتة الحوثيين في محاولاتها السيطرة على المنزل كمحاولة لتحقيق نصر إعلامي , مضيفاً: إن الانسحاب هدف لعمل " فخ " للحوثيين بعد التنسيق مع سلاح الجو اليمني , حيث تم نسف المنزل بالكامل بعد دخول الحوثيين إليه.

 وأشار الشيخ أبكر الذي فقدَ أحد أبنائه خلال هذه المعركة الأسبوع الماضي وودع أمس اثنين من أبناء أخيه اللذين اُستشهدا في المعارك الدائرة في مديرية الغيل ــ أشار الى أن البيت لن يكون أفضل وأهم من الشهداء , متعهداً بمواصلة النضال قائلا: " والله إننا مشروع شهادة وربينا أنفسنا على ذلك ، معنوياتنا لم تهتز وحربنا لهم أشد وأنكى".

وفي سياق متصل أكدت مصادر قبلية أن نحو خمسين مسلحاً حوثياً لقو حتفهم في معارك عنيفة بمديرية مجزر.

وقد اندلعت المعارك بعد أن تسلل مسلحو الحوثي إلى وادي الجفرة من جهة حزم الراعي ــ وفقاً للمصادر.

وأشارت المصادر إلى أن مقاتلي القبائل هجموا عليهم في الوادي ودارت اشتباكات خلَّفت عشرات القتلى من الحوثيين, لافتةً إلى أن جثث القتلى ظلت ملقاة على الأرض حتى ساعة متأخرة من مساء أمس, وأفادت بأن مقاتلي القبائل لا زالوا مسيطرين على الوضع, مشيراً إلى معلومات تؤكد وصول الشيخ ربيش بن كعلان للتوسط لدى اللجان الشعبية لإخراج قتلى الحوثيين من الوادي.