اعتبر الدكتور/ عبدالله أبو الغيث- أستاذ التاريخ الحضاري والعلاقات السياسية بجامعة صنعاء- أن مفاتيح الوضع الجاري باليمن في يد إيران والسعودية أكثر مما هي في يد السلطات بصنعاء.
وقال- في تصريح لـ"أخبار اليوم"- إن إيران تحاول- من خلال الخطوة المتمثلة بالتصعيد الحوثي في صنعاء- أن تحصل على تنازلات من الرياض في سوريا أولا وفي العراق ثانيا، مشيرا إلى أن إيران تعتبر النظام السوري حليفا استراتيجيا لا يمكن التفريط به بسهوله وتريد من السعودية أن تقطع دعمها عن الثورة السورية وبالتالي هي تضغط عن طريق الحوثيين في صنعاء لكي تحصل على تنازلات من السعودية بالمقابل في سوريا تحديدا.
وأفاد أبو الغيث بأن جماعة الحوثي تنفذ أجندات إيرانية, لافتا إلى أنها رفعت ثلاثة مطالب وقد تم الاستجابة لها من خلال تخفيض الجرعة السعرية والإعلان عن تشكيل حكومة جديدة بمشاركة الحوثيين وتنفيذ مخرجات الحوار من قبل الحكومة القادمة متطرقا إلى ما يشاع من مطالب تطرح من تحت الطاولة في لقاءات اللجان التي يشكلها الرئيس لمحاورتهم, مؤكدا أن ذلك يعبر عن تبني الحوثيين أجندات إقليمية.
وأضاف إن الحوثيين ينشرون ويشعلون النار ويريدون أن يضغطوا لتحقيق مطالب سواء لهم أو لفرقاء إقليميين لهم على حساب أطراف أخرى، مستبعدا أن تصل الأمور حد الاشتباكات المسلحة.
وأكد على ضرورة أن تقوم قوات الجيش والأمن بدورها إذا تطورت الأمور ووصلت إلى حد المواجهات المسلحة مع أي طرف من الأطراف, لافتا إلى أن الحوثيين يرددون إن مشكلتهم ليست مع الدولة وإنما مشكلتهم مع أطراف سياسية أخرى وأنه في هذه الحالة إذا تفجرت الأوضاع وحدث صدام بين الدولة والحوثيين فإن جماعة الحوثي لن تكون منتصرة، الأمر الذي اعتبره أبو الغيث، يفسّر ما طرحه رئيس الجمهورية لدى لقائه مشايخ وأعيان حزيز جنوب العاصمة صنعاء من أن السلاح منتشر وكل مواطن قد يدافع عن نفسه ومنزله وممتلكاته وعرضه، مضيفا: دعنا أن نأخذ الأمور من منظور إيجابي ولا نريد أن نذهب إلى تشبيهه بما كان يحذر به الرئيس السابق من اشتعال الحرب "من شارع إلى شارع ومن طاقة إلى طاقة" .
ورأى بأن الرئيس كان بهذا التصريح يحذر من العواقب الوخيمة من أي حمل أي طرف من الأطراف للسلاح واعتقاده انه الأقوى وأنه قادر على حسم المعركة فربما كان التنبيه من الرئيس للفت نظر الحوثيين لهذه الجزئية التي لا يعتقد أنهم يغفلون عنها.. حسب تعبيره.
