عام دراسي جديد في إب..

هموم وصعوبات وسط فساد رسمي ودور سلبي للمجالس المحلية

2014-09-11 11:56:07 تقرير/ محمود الحمزي ـ عبدالوارث الراشدي

في غمرة الانشغالات بأخبار الصراعات والعنف والشأن السياسي على طول الوقت واستئثار قضايا أخرى قد تكون مهمة، وقد لا تكون كذلك.. يغيب التعليم في أجندات المتحدثين والمعنيين ولا يحضر في الإعلام إلا بشكل عابر وكأنه لا يعنينا ولا يمثل طريق خلاصنا ونهضتنا وتطورنا كشأن كل الأمم والدول التي انتقلت من الحضيض إلى مصاف الريادة والتقدم في مختلف المجالات..

وفي إب شأنها شأن بقية المحافظات؛ العملية التعليمية والطلاب وأولياء أمور الطلاب يعيشون معاناة وهموم متعددة وسط فساد رسمي ودور سلبي للمجالس المحلية..


زحام وهموم

المواطن مارش دبوان قال بأن التعليم يزداد سوءاً عن كل عام مضى ، فقيمة العلم ضاعت لدى الأجيال الحالية والمعلمون لا يهتمون بالتعليم وتحديثه وتطوير أساليبه ، والفصول الدراسية عنوان للزحام والفوضى التعليمية وسط إهمال رسمي من الحكومة للاهتمام بالبنى التحتية.

مع هذه اللحظات الحرجة على الوطن واليمنيين في شتى ربوع اليمن، لن تكون طريق عودة الطلاب والطالبات إلى مدارسهم مفروشة بالورود، فالبلد الذي سيرددون نشيده الوطني في طابور الصباح ، يعيش تصدعات سياسية وأمنية واقتصادية غير مسبوقة.

يمثل قدوم العام الدراسي عبئاً إضافياً على الأسر اليمنية في كافة المحافظات، حيث الغالبية العظمى من الأسر والتي تعيش ظروفاً صعبة ، الأمر الذي يدفع بالكثير منها إلى اللجوء والبحث عن مساعدات تقدمها جمعيات خيرية أو الاستدانة أو التعلق بأي شيء يمكن أن يعنهم على تبعات هذا الأمر.

الاستعداد لعام جديد

المواطن عبد السلام فرحان عبد الله يبلغ من العمر 45 سنة له من الأولاد ستة أطفال، يدرسون في المدارس، يقول : “أنا مواطن ليس لديّ وظيفة حكومية، وأعمل في مجال البناء، وعن استعداده للعام الدراسي، قال: “أصبحنا نشتري ما نقدر على شرائه لأن الحالة المادية لا تسمح لنا بشراء كل الأشياء، رغم أن أسعار المستلزمات الدراسية لهذا الموسم تغيرت وارتفعت"

أزمات متلاحقة

تقول المواطنة راقية احمد علي :“لديّ ثلاث بنات وثلاثة أولاد يدرسون في المدارس الأساسية والثانوية ، و بنت تدرس بالجامعة، وأخاف أن لا نستطيع توفير مصاريف الدراسة، فزوجي عامل على باب الله”.

وتضيف: "بالأمس انتهينا من مستلزمات رمضان، ودخلنا لتوفير مستلزمات العيد، وها نحن الآن أمام مرحلة توفير مستلزمات المدارس، وغداً سنكون أمام مستلزمات عيد الأضحى” وهكذا من أزمة إلى أزمة وعلى الله الإعانة والمخرج".

يقول " علي مارش يوسف " من أهالي مديرية فرع العدين بمحافظة إب وهو أب لأربعة طلاب يدرسون في التعليم الحكومي" انه قد يتمكن من شراء مستلزمات دراسية لأولاده لكنه قد يسعى للاستدانة من أصدقاء له لكي يلبي كافة متطلبات أطفاله".

انعكاسات سلبية

تقول المواطنة أم محمد- خريجة ثانوية عامة- “الاستعداد للمدارس هذا العام، يجب ألا ينحصر فقط بتحضير الزي المدرسي أو بتوفير مستلزمات الدراسة، بقدر ما ينبغي أن يكون على مستوى الاستعداد في تأهيل المناهج، والاهتمام بمتطلبات المدارس، حيث يفترض على وزارة التربية والتعليم أن تبادر بالاستعداد لاستقبال العام الدراسي الجديد بالكثير من الخطوات الجادة، قبل استعداد الأهالي بشراء متطلبات واحتياجات أولادهم”.

ياسر مصلح قاسم الحربي - طالب سنة رابعة إدارة أعمال قال- "أعتقد أن الحالة النفسية للتلاميذ والتربويين عامة ستتأثر بالأحداث الأمنية الجارية، وهو ما سينعكس سلباً على أداء المعلم والتحصيل العلمي، كما أن الوضع الاقتصادي المتردي سيدفع بعض الأسر إلى حرمان بعض أبنائها من مواصلة التعليم".

صعوبات

الأستاذ محمد درهم الغزالي- نائب مدير عام مكتب التربية بإب- تحدث عن صعوبات كثيرة تواجه العملية التعليمية ، يقول "نستقبل بداية كل عام بالمحافظة من الطلاب الجدد في الصف الأول من 90 ألف إلى مائة ألف طالب جديد وعدم وجود توظيف لهذا العام سبب لنا إرباكاً ونقصاً وكذا حالات الوفاة وحالات المرضية وسط المعلمين, حيث في العام تصل تلك الحالات من 100 إلى 150 حالة, مما يسبب نقص في المدارس وكذا حالات الانتداب إلى بعض المكاتب في السلطة المحلية والعجز في المواد العلمية والعربي وهناك نقص في الكتاب والعناوين ما يصل إلى 30 عنوان وتأخرها ومنذ عشر سنوات لم يتم ترميم أي مدرسة مما سبب مشاكل وكذا توسعة غائبة والأثاث والكراسي صفر وقد رفعنا بها إلى الوزارة وكذا المعامل المدارس بعضها لا يوجد بها معامل.

 وأشاد الغزالي بقرار محافظ المحافظة في عودة الموجهين والإداريين إلى العمل ومع أي قرار وانتداب هذا سوف يوفر لنا معلمين.

ارتفاع الأسعار

ووفقا لـ "مراد علي" ، وهو مالك كشك لبيع الصحف و القرطاسيات، والذي تحدث للصحيفة قائلاً" الطالب الواحد بحاجة لدفاتر وكراسات وأقلام بمبلغ يصل إلى 3 آلاف ريال بخلاف الحقائب المدرسية والزي المدرسي".

الأستاذة / رفيقة أمين قاسم- معلمة في مدرسة خاصة- موضحة جانباً من المعاناة التي تتكبدها الكثير من الأسر والعائلات الفقيرة، قائلة: “معاناة توفير الاحتياجات لأولادنا كبيرة وصعبة، وهناك هذا العام غياب دور الجمعيات الخيرية في توزيع الحقائب المدرسية”.

دور سلبي

معلم من ريف إب قال" مشكلة التربية كبيرة وهناك مدارس لا وجود للمعلم والكتاب المدرسي لا شيء وفي الفصل من 100 طالب إلى 60 والكراسي غير متوفرة في بعض المدارس وغياب كبير لبعض المدرسين والمعامل لأغير متوفرة في الكثير من مدارس مديرية ريف إب وزحمة في الفصول".

الأستاذ محمد صالح من مديرية العدين قال بأن المجالس المحلية غائبة عن دورها في إنجاح العملية التعليمة والأمر أنها تكون ذات دور سلبي في هذا المجال.

وأضاف صالح بأن المجالس المحلية أحياناً كثيرة تتدخل بتعيين مدراء وفق أمزجتهم وأحياناً تفرض نقل معلمين وأجندات حزبية لا تخدم التعليم.

فساد التربية

الأستاذ سعيد أحمد حمود قال بأن مشكلة التعليم متعددة وأبرزها الفساد الرسمي والذي زاد بشكل أكبر في مكتب التربية بالمحافظة, فالمعلمون تم توزيعهم كموجهي أنشطة ونقلهم وغير ذلك. وأضاف حمود بأن التعليم الخاص أثر أيضاً على التعليم العام مما جعل كثيرين يلجئون بأبنائهم للتعليم الأهلي خصوصاً موظفي مكتب التربية بالمحافظة.

الأستاذ عبدالله الحبيشي مدير الإدارة التعليمية بمديرية ريف إب قال بأن أبرز المشكل التي تواجههم مشاكل في نقص الكادر أو التأهيل أو البنى التحتية وغيرها من الإشكالات التي يتم التغلب عليها بوسائل مختلفة- حد قوله.

مشاكل تتكرر

أولياء أمور الطلاب.. فقد تحدث لنا محمد البعداني قال" مشكلة التربية تتواصل من عام إلى آخر وهناك من يحارب تعليم العام من اجل الخاص وعدم وجود معلم وتسيب وغياب في عدد من المدارس وزحمة في الفصول والمعامل صفر لا شيء والكتاب يصل في منتصف الفصل, كيف نريد من أن نُخرِّج جيلاً فاهماً وواعياً وفي الفصل 100 طالب في المدينة".

حميد الجبري قال بأن التعليم صفر والمدارس ينقصها الكثير من معامل وكتاب مدرسي وصيانة ومعلم فاهم ومتدرب وأشاد بمنهج القراءة المبكر الصفوف الأولى أثبت نجاحه وسعر هذا العام مرتفع الدفاتر والأقلام والملازم وزي المدرسي وكله على رأس المواطن.

عامل مكتبة المعرفة وسط مدينة إب فتحي الحبشي قال: سعر دفاتر لم ترتفع بشكل كبير هذا العام الارتفاع قليل في أسعار دفاتر مختلفة الأحجام والأشكال مقارنة مع العام الماضي يعني الارتفاع لا يذكر وأمامكم الأسعار في سعر الحبة والجملة.

حمود أحمد- ولي أمر لخمسة طلاب- قال: كلفة الطالب من زي ودفاتر وحذاء تصل إلى 8000 ألف ريال على الأقل ولديّ خمسة طلاب وهذا يعني أن أستعد بـ40 ألف ريال وهو ما لا يتوافق مع الوضع الاقتصادي لنا.

تدني مستوى التعليم

وحول أسباب تدني مستوى التعليم في المدارس الحكومية، وكثرة عدد الطلاب في الفصول الدراسية، إلى جانب ضعف الكادر التربوي المستجد، قال محمد أمين الزيادي -خريج لغة إنجليزية ولم يتوظف بعد ويعمل في الجولة- يقول: نضطر أحياناً إلى تسجيل أولادنا في المعاهد الخاصة أو المراكز التعليمية أو بيوت أحد المدرسين نتيجة ضعف التعليم.

التسرب يزداد

لا أحد يستطيع إنكار تزايد ظاهرة التسرب من التعليم, فالتربوي محمد قحطان قال: برزت ظاهرة تسرب التعليم في اليمن مؤخراً بشكل كبير وهنالك دعوات تطالب بوضع حد لهذه الظاهرة, مضيفاً تلك الدعوات جميلة لكنها لا تتناسب مع حجم الخطر القائم، فأبناؤنا تركوا التعليم بحثاً عن مهن تقيهم سوء الأيام القائمة.

وحول الدفع بالطلاب إلى المدارس قال يونس عبده قائد الراشدي: إذا لم نساهم في دفع الأطفال للمدارس ليتعلموا ويخدموا أنفسهم وبلادهم, فإن البديل أن يلتحقوا مثل غيرهم بصفوف الأميين الذين يكونون في الغالب مشاريع ضاره لأسرهم ولوطنهم ولذا تتنامى ظواهر الانحرافات الاجتماعية لدرجة أن الطالب ينظر للتعليم بأنه مجرد شهادة يمكنه أن يحصل عليها دون أن يدرس أو بالغش, أما من لم يقتنع فهو يبرر تخلفه بالالتحاق بالمدرسة بعدم ضمانة الحصول على وظيفة مستقبلاً بالرغم أنه ما يزال في بداية الطريق.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد