الأكاديمي والناشط السياسي د.نصر القديمي لـ" أخبار اليوم":

هادي في مهمة عاجلة لشرذمة الوطن

2014-08-19 14:37:26 حاوره/ماجد البكالي

ليس حُباً للحوثي ولا موالاة له.. صمت الرئيس هادي إزاء حروب الحوثيين وتمكينهم من أسلحة الدولة ومن التوسع الجغرافي في محافظات" عمران, صنعاء, و.. إلخ", بل لأن هادي وجد في الحوثيين الوسيلة والأداة الأنسب لبلوغ غاية أكبر من الحوثيين وغيرهم وهي التمكين والتهيئة لاستعادة دولة الجنوب وتمزيق الوطن على أساس الجغرافيا..

ما سبق ذكره الأكاديمي والناشط السياسي- د/نصر القديمي في حديثه لـ" أخبار اليوم", مؤكداً على أن شواهد تحقيق تلك الغاية بائنة للعيان منذ تولي هادي الحكم بدءاً من تمكين الزمرة من كل المناصب القيادية والهامة, لاسيما في القوات المسلحة وضرب الطُعمة, وطريقة إدارته للصِراع في المحافظات الجنوبية واختلافها عن إدارة الصِراع في شمال الشمال..

الحوار التالي يسلط الضوء على عدد من الحقائق والمعلومات الهامة التي تحدث عنها الأكاديمي والناشط السياسي د/نصر القُديمي.. فإلى الحصيلة:


يؤكد د.القُديمي أن استقراء وتتبع قرارات وإجراءات وممارسات الرئيس هادي منذ توليه زمام الحكم في اليمن يدرك بجلاء أن أداء الرجل وتصرفاته وممارساته لم ولن تخدم اليمن لا أرضاً ولا إنسان, بل تخدم وتمهد لمشروع واحد هو شرذمة اليمن في إطار غاية تكتم عنها وأخفاها عندما كان نائباً للرئيس وهي استعادة دولة الجنوب, وكان التكتم والتخفي له مبرراته لكون الأرضية لم تكن مناسبة وإفشاء موقفه لم يكن مُجد حينها؛ لكن بعد أن صار هو الرجل الأول في اتخاذ القرار والمتصرف بكل شيء" المناصب, الخزينة العامة, و.. إلخ " سرعان ما بدأ التنفيذ السريع والمستعجل لتحقيق تلك الغاية واتضح ذلك من خلال:

تمكين الزمرة


ويرى د.القديمي أن من أبرز الشواهد الملموسة منذ اللحظات الأولى لتولي هادي الحكم في اليمن هي: تمكين ما عُرف بـ(الزُمرة)في صِراع الجنوب قبل الوحدة من غالبية المناصب القيادية في كل مؤسسات الدولة مدنية وعسكرية حيث تتابعت القرارات الجمهورية بتعيين الزمرة كقيادات للمؤسسة العسكرية وللمرافق الحيوية والإرادية, مؤكداً على أن هذا واقع بإمكان أي يمني التأكد منه ومراجعة تلك القرارات والعودة لتاريخ تلك القيادات.

نعرة الصراع


بخلاف تعامل الرئيس السابق مع الانفصال في صيف 1994م والذي لم يلجأ لإثارة نعرات وصراعات الماضي في جنوب الوطن ليقضي على معلني الانفصال دون إقحام للمؤسسة العسكرية ولا خسائر للدولة ولكنه تعامل بروح وطنية ومسئولية تفصح عن غاية فعلية في بناء دولة وتجنيب المواطنين في الجنوب حرب أهلية طاحنة يقتل بعضهم بعض وتتعمق الجِراح والثارات؛ لذلك حسمها عسكرياً واستمرت وحدة الوطن.., ولكن بخلاف ذلك تعامل الرئيس هادي حيث سعى وبحقد دفين منذ توليه الحكم إلى نبش صِراع قديم في شمال الشمال وهو: الصِراع بين الملكيين والجمهوريين, ورأى هادي أن الحوثيين هم الأداة المناسبة لتحقيق ذلك الصِراع كونهم يمثلون تيار الملكية والرجعية فأعطاهم التسهيلات والتطمينات وتحركوا وبشكل سريع ومهول في ظل حكمه وقيد المؤسسة العسكرية من ردعهم بل وقطع المدد وعاقب المعسكرات التي تصدت لهجمات وتوسع الحوثيين, وحول دوره والمؤسسة العسكرية في صِراع شمال الشمال إلى لجان تحكيم ووساطة تمكن للحوثيين مرة بعد أُخرى..

وغاية هادي- بحسب القديمي- من تمكين الحوثيين هي كسر أقوى جبهة قد تقف ضد مشروع الانفصال واستعادة دولة الجنوب, ولعلمه بأن طموحات الحوثيين محصورة بالرجعية وينبذ مشروع الوحدة؛ لأنه لو كان لدى هذه الجماعة مشروع وطني لأنشأت حزباً سياسياً ولكن غايتها محصورة بالرجعية والتمترس على إقليم أزال فقط؛ لأن أحد لن يسمح لها بدخول إقليمه أو تمثيله بعد أن قسم هادي وحكومته الوطن على أساس الجغرافيا يبقى كل واحد "متديول" وسلطته في حدود إقليمه.. ففرح هادي بما يصنع الحوثي في شمال الشمال ومنع تدخل المؤسسة العسكرية وتحويلها إلى غنائم للحوثيين ليس حُبا للحوثي ولا ولاء ولكن تنفيذا لغاية الانفصال وشرذمة الوطن كما أسلفنا.

زيارة عمران


يستغرب د.القديمي من زيارة الرئيس هادي لمحافظة عمران, خصوصا أن الجميع يدركون أنه لم يخرج حتى للستين منذ توليه الحكم, مؤكدا على أن لا تفسير لتلك الزيارة والخطاب في المحافظة والتي لم تأت في أوج الاقتتال بين الجيش والحوثيين وإنما بعد مقتل قائد اللواء310مدرع وتصفيته ونهب الحوثيين لمخازنه وعتاده.. لذلك ليس لزيارة هادي من تفسير سوى أنها: مباركة للحوثي على ما تحقق له وعلى سيطرته على المحافظة.

دك الطُعمة


ويشير القديمي إلى واحد من أبرز شواهد سعي هادي للانفصال وهي: دك الطُعمة في جنوب الوطن باعتبارهم خصوم الزمرة واستخدام القوات المسلحة في ضرب الخصوم في الضالع ويافع وحيثما وجدوا, ورفد ضبعان بكل التعزيزات والمعدات وهو يضرب المدارس والنساء والأطفال في الضالع؛ لأنه يتخلص من الخصوم ويؤسس لهيبة دولة, لكن في الشمال يُمنع الجيش من مواجهة الحوثيين ويُقطع الإمداد عن القشيبي واللواء 310مدرع بل وقتل قائد اللواء وعشرات الضباط والجنود ونهب مخازنه وعتاده؛ لأنه واجه المسلحين ورفض أوامر عدم المواجهة.

سياسية التفرد

ومن الشواهد التي تمثل ممارسات سياسية تعكس جري هادي نحو الانفصال وشرذمة الوطن والحديث مستمر للدكتور/القديمي هي: مسارعة هادي فور انتهاء مؤتمر الحوار إلى إصدار قرار الأقاليم والتفرد بذلك دون التشاور مع الأحزاب ولا القيادات الوطنية, بل وإصدار ذلك القرار قبل إصدار قرار لجنة الأقاليم, كذا تفرجه وتلذذه على ما يدور في الشمال, ومنع القوات المسلحة من واجبها, والسماح بتتابع واستمرار قتل وتدمير المؤسسة العسكرية ونهبها؛ لأن استمرارها وقوتها سيحول دون غاية هادي في تمزيق الوطن كما حال في 1994م.

اللجان الشعبية

عمد هادي لإنشاء لجان شعبية في أبين وحضرموت ولحج وإغداق الأموال عليهم واستباحة الخزينة العامة كي يخلق له حامية وولاءات بعد عودته إلى إقليمه, وبعد أن يتحقق له وأجندته الغاية التي أرادوا وهي شرذمة وتمزيق اليمن, فسيعود إليهم وقيادة الزمرة لتكن حمايتهم وتمكينهم حق على اللجان الشعبية التي أغدقوا عليها الأموال وأغنوها, ومكنوها من مخازن القوات المسلحة وعتادها.

عبث هادي والزمرة


ويصف د.القديمي عبث هادي بالموازنة العامة وصرفها على الزمرة, وعبث قراراته بتمكينهم من كل شيء, وعبثه بتدمير المؤسسة العسكرية بتحويلها ومعداتها وخازنها إلى غنائم للقبائل في حضرموت وأبين وشبوة وللحوثيين ذلك التصرف غير المسئول ولا الوطني؛ يصفه بأنه ناجم عن ثقة هادي والزمرة؛ أنهم بعد أن نجحوا في تقسيم الوطن على أساس جغرافي ومناطقي أطمأنوا بأن لا سلطة مركزية بعدهم ستأتي وتحاسبهم وأن فترتهم هذه هي فترة فيد وعبث, لأنهم سيعودون إلى إقليمهم ولن يتمكن حينها المواطنون في عمران أو صعده أو الجوف من محاسبتهم على المجازر التي ارتكبوها, ولن تقدر دولة قادمة على محاكمتهم على ما نهبوا من أموال الشعب ولا على تدمير المؤسسة العسكرية والأمنية.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد