النائب العديني في حوار ساخن مع "أخبار اليوم":

الإسلام له منهاجه في التغيير وهذا الأسلوب الذي ينتهجه من يرفع السلاح في وجه الدولة والمواطن ليس طريقاً للتغيير

2014-08-16 16:21:43 حاوره/ عبد العليم الحاج

دعا النائب البرلماني وعضو هيئة علماء اليمن عبدالله أحمد العديني إلى ثورة جديدة تسقط النظام القائم الذي وصفه بالانقلابي والمتآمر على الشعب اليمني وأهداف ثورته.

وقال في لقاء مع "أخبار اليوم" بأن حزب الإصلاح كان عليه الانسحاب من الحكومة فور صدور قرار الجرعة التي اعتبرها بمثابة إعلان حرب على الشعب اليمني والخروج إلى الشارع ليقود ثورة جديدة في الشارع ضد مخرجات الحوار والدستور القادم الذي رأى بأنه سيصنع هوية جديدة للبلد وسيشهد اليمن في ظله انتكاسات عدة, ولفت إلى أن الفرصة مازالت سانحة أما الإصلاح للخروج من الحكومة لأنه بدأ يخسر خسارة كبيرة وإلا فهو جزء من المنظومة الفاشلة كما وصفها, وأدان العديني العملية الإرهابية في حضرموت واتهم وزارة الدفاع بالتواطؤ والتآمر في تسليم المحافظات للجماعات المسلحة التي بدأت تنزع سلاح الدولة وليس العكس, إلى تفاصيل الحوار:


*نبدأ فضيلة الشيخ من آخر عملية إرهابية بحق أربعة عشر جندياً في حضرموت, كيف تابعتم تلك العملية وما تعليقكم عليها ؟


-العملية التي اُرتكبت في حضرموت أزعجت كل اليمنيين بل أستطيع القول بأنها أزعجت كل الضمائر الإنسانية , ويمكن أن نسميها بالتصرف الأعمى, فقتل الناس بغير ذنب جريمة توعد الله مرتكبيها حين قال: "ومن يقتل مؤمناُ متعمداُ فجزاؤه جهنم خالداُ فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباُ عظيما", خاصة أنها جريمة ليست في معركة المواجهة, فهؤلاء الجنود مسافرون وتم ملاحقتهم ومتابعتهم ظلماً وعدواناً وأي مسلم يستنكر مثل تلك العمليات وندعو شبابنا إلى أن يتبصروا في أعمالهم وكما أن هذا الفعل الإرهابي جريمة شنعاء نعتبر أيضاً أن ضرب اليمنيين بالطائرات بدون طيار الأمريكية أيضاً جريمة نستنكرها وندين كل سفك دم للمسلم اليمني عن طريق ضرب الطائرات بدون طيار أو عن طريق قتلهم كالذي جرى في حضرموت.

* برأيك ما الهدف وما الرسالة المراد إيصالها من قتل جنود بتلك البشاعة وتصوير عملية إعدامهم وعرضها على وسائل الإعلام ؟


- في حقيقة الأمر هناك نوع من الفعل ورد الفعل وهذا يسوق البلاد إلى الهاوية والبلد بحاجة إلى معالجات واضحة وإلى طريق يخرج البلد من هذا النفق وإذا أردت أن نستقصي الحقيقة فإن الجيش أصبح مستهدفا بصرة ملفتة للنظر فهو مستهدف من قبل أنصار الله وأنصار الشريعة ومستهدف أيضا ممن يرعى هذا الجيش وأقر بأن هناك تواطؤ وتقصير واضح من قبل وزارة الدفاع وإذا ردنا أن نسيء الظن نستطيع القول بأنها متآمرة وأن هذا التفريط بدماء الجيش إنما يعتبر تفريطا بسيادة هذا البلد, اليوم نحن نبحث عمن يحمي الجيش وهذه هي الجريمة الكبرى ومن أكبر الأخطاء التي ترتكبها وزارة الدفاع هي التفريط بسيادة اليمن والسماح للطائرات بدون طيار أن تضرب اليمنيين وتلاحقهم وهذه العمليات أحيانا تأتي كرد فعل لتلك العملية .

*مقاطعاً: هل يمكن المقارنة أو المساواة بين ما اعتبرته الفعل وردة الفعل وهل يكون الرد بذبح جنود أبرياء ببشاعة ووحشية ؟

ـ الإسلام له منهاجه في التغيير وهذا الأسلوب الذي ينتهجه من يرفع السلاح في وجه الدولة والمواطن ليس طريقاً للتغيير إطلاقاً ونحن ندعو هؤلاء الشباب إلى أن يعيدوا النظر في الأسلوب الذي يتخذونه كوسيلة للتغيير لان سفك الدماء لن يؤدي إلى نتيجة فسيضر الشعب اليمني وسيضر بمن يقوم بهذا العمل نفسه ولذلك لن نصل إلى مستوى التغيير إذا سلكنا هذا المسلك.

*فضيلة الشيخ أنت كداعية ولك تجربة في الحياة برأيك أين الخلل لدى هؤلاء الشباب وأين تكمن المشكلة؟


ـ أستطيع أن أقول بأن الخلل الأول هو ما يجري على مستوى العالم الإسلامي وما يشاهده المسلمون من ظلم ومن إرهاب الدولة، فما تقوم به أمريكا من إرهاب وما فعلته في العراق وما تقوم به إسرائيل في غزة وما يفعله الإرهاب العالمي في سوريا وما يجري في مصر أيضا وأفغانستان يؤدي إلى ردود فعل خاطئة, الأمر الثاني أنه لا مقارنة بين إرهاب الأفراد وإرهاب الدولة والأمر الثالث أستطيع أن أقول أن قنوات التوعية معطلة داخل العالم الإسلامي من إعلام وثقافة وتعليم لا تسير في خدمة بناء الإنسان الصحيح والعقل السليم

 

*هناك من يحملكم كهيئة علماء اليمن جانباً من المسئولية لعدم قيامكم بدوركم على أكمل وجه فيما لم ترقَ إدانتكم لإرهاب القاعدة إلى المستوى المطلوب كيف تُعلقون ؟


ـ اسمح لي أن أقول لك: بأن هيئة علماء اليمن محاصرة من كل أطياف العمل السياسي داخل البلد وممنوعة من التحدث في وسائل الإعلام وممارسة عملها لأن هناك توجه أمريكي يدير البلد ولا يريد لهؤلاء العلماء أن يكون لها نفس ناهيك أن يكون لهم صوت مرتفع لأنهم يضيقون من أصوات العلماء التي هي موجودة إلا أنها تخاطب شريحة بسيطة وإذا أتيح للعالم أن يتحدث في مسجد لألفي شخص أو خمسمائة شخص فإن وسائل الإعلام هي التي تتولى مخاطبة الملايين , فالعلماء يؤدون دورهم بقدر ما يستطيعون لكن الأبواب دونهم موصدة ومغلقة.

 *فضيلة الشيخ/ كيف تفسرون إتهام البعض لجامعة الإيمان والزج بها في كل عملية ينفذها تنظيم القاعدة ويقولون إن عدداً من عناصر التنظيم كانوا طلاباً في الجامعة أو لهم علاقة بها؟

- هذا نوع من المناكفات والأحقاد القائمة على الشريعة الإسلامية قبل أن تكون على جامعة الإيمان التي يصب حولها الإشاعات والدعايات لأنها جامعة وسطية تتبنى جيل يفهم الإسلام ويفهم شرعيته وهناك توجه خارجي وداخلي أيضا لبعض القوى في أنهم لا يريدون للشريعة الإسلامية أن يبقى لها منبر من المنابر بينما نتحداهم أن يثبتوا عملية واحدة تقف وراءها جامعة الإيمان ,ورئيس الجامعة الشيخ عبد المجيد الزنداني يدين في كل حادثة إرهابية وينفي أن يكون للجامعة صلة بها.

*مقاطعاً: هم يقولون بأن المنهج الذي يُدرّس يحمل فكراً متطرفاً ما قولكم في ذلك؟


- هكذا قالوا من قبل عن المعاهد العلمية التي أعلنوا الحرب عليها حتى وصلوا إلى إلغائها واليوم يبحثون عن تلك المعاهد العلمية التي أثبتت نجاحا كبيرا في تربية الجيل اليمني , جامعة الإيمان اليوم هي المنبر الوحيد الذي لا يزال يغذي شباب اليمن بالفكر الإسلامي الوسطي الصحيح ولكن أعداء هذا الفكر الوسطي هم أولئك الذين يصبون جام غضبهم على جامعة الإيمان.

*هل تعتقد بأن جامعة الإيمان هي المستهدف القادم ؟



- مائة بالمائة فهناك مخطط لإطفاء أي شمعة لا تزال تضيء في سماء أن يفهم اليمنيون إسلامهم الصحيح ولذلك فهناك مؤامرة داخلية وخارجية تستهدف هذه القلعة الشامخة التي تظل منارة تعلم الناس مفاهيم الإسلام الصحيح.

* هل ترى بأن هناك مخططاً طائفياً يستهدف اليمن على غرار سوريا والعراق ولبنان ومن هي الجهات التي تموله ولماذا في هذا الوقت تحديدا ؟


ـ هناك مخطط طائفي وهناك مخطط صليبي وتلتقي الطائفية مع الصليبية وكل هذه المخططات من أجل ضرب الإسلام وتحت شعار ضرب الإسلام السياسي سواء في اليمن أو غيرها وكما أننا نعلم بأن السياسة جزء من الإسلام وأمريكا التي ترأس هذا المخطط ثم تليها إيران التي تقود العملية الطائفية, لا يمكن أن تقوم للأمة الإسلامية قائمة إلا بأن يقودها الإسلام السياسي , وهم يعلمون أن قيام الإسلام السياسي يعني قوة الأمة وعزتها وحضارتها وتحريرها من التبعية .

*من يمثل الإسلام السياسي اليوم ؟ 

ـ الإسلام السياسي إذا تأملت يقوده الإخوان المسلمون وهناك طوائف من السلفيين وأفراد من التبليغ والصوفيين يؤيدونهم على ذلك , كل مسلم يفهم الإسلام فهما حقيقيا هو ينظم إلى مشروع الإسلام السياسي , لذلك الحرب اليوم قائمة على حركة الإخوان المسلمين التي تضرب ضربا قويا في مصر وفي غزة وهؤلاء هم الذين يقودون حركة الإخوان الحقيقية.

*هل يمكن القول بأن المشروع الطائفي في اليمن قد بدأ فعلا؟

ـ المشروع الطائفي في اليمن يمارس بقوة داخل اليمن وخارجه ولكن كما قلت لك أن النظام القائم يساعد على إتاحة الفرص لهذا النظام الطائفي أيضا غياب الوعي الدعوي في المساجد وهناك قصور من الجماعات والأحزاب الإسلامية أتاح للمشروع الطائفي أن يمتد هذا الامتداد.

* في موضوع الجرعة السعرية التي نفذتها الحكومة مؤخراً كيف تقرأ اتخاذ هذا القرار في الوقت الحالي وهل كانت هناك بدائل يفترض على الحكومة القيام بها؟

 

ـ هناك من البدائل بالمئات وليس بالعشرات فحسب , وأستطيع أن أقول بأن قرار الجرعة السعرية التي صدرت هي إعلان حرب على الشعب اليمني وهي جرعة من جرعات , وعلينا أن ننظر إلى المنكر نظرة موحدة لان هناك من يدير العمليات الإرهابية ويرفع السلاح في وجه الدولة وهناك من يدير الجرعة السعرية , فنحن ندين العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات المسلحة وندين ضرب الطائرات بدون طيار وندين الجرعة السعرية كما ندين أيضا هذا الدستور القادم الذي سيصنع هوية جديدة للبلد وسيشهد اليمن أيضا انتكاسات وسيقع في مستنقع أكبر من هذا المستنقع في ظل هذا الدستور فهذه كلها منظومة واحدة من المنكرات أما أن هناك بدائل للجرعة فهناك الفساد الذي ما يزال يستشري والعجيب أن الذين صنعوا بالثورة تركوا الفساد كما هو وذهبوا ينقلبون على الشعب وأتحدث هنا عن الجميع بمن فيهم النظام السابق والحالي , وأقول لك بأن المبادرة الخليجية لم تكن سوى صفقة بين المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك حدث فيها انقلاب على الثورة وعلى الشعب اليمني الذي يعيش اليوم بدون راع يرعاه وانقلاب على ودماء الشهداء ومكتسبات الثورات السابقة وليس فقط ثورة فبراير, وخذها مني أن رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق والأحزاب الكل انقلب على هذا الشعب الذي هو بحاجة إلى أن يستيقظ من غفلته وسكرته التي يعيش فيها ويبدأ يرتب لثورة جديدة تجتث هذا النظام الانقلابي القائم.

مقاطعا: هل حزب الإصلاح يندرج تحت هذا النظام الانقلابي كما تسميه ؟

كل الأحزاب القائمة اليوم على الحكم بدون استثناء وأنا كنت قد ناشدت من منبر الجمعة حزب الإصلاح ومعه الرشاد وطالبت بأن ينسحب من الحكم فور صدور الجرعة ويخرج ليقود ثورة ضد الدستور وضد مخرجات الحوار وإن لم يفعل ذلك فهو جزء من هذه المنظومة الظالمة الفاشلة .

ألا ترى أن حزب الإصلاح لو كان انسحب من الحكومة وقاد الشارع ضد الجرعة سيعد بنظر المجتمع الدولي معرقلاً للتسوية السياسية وبالتالي ستفرض عليه العقوبات؟

هذا المنطق يجعلنا نستسلم ونؤمن أن الذي يحكم اليمن من الخارج وليس من الداخل وهذه هي مشكلة اليمن اليوم في أن النظام السابق والحالي قبل بالبند السابع وجلب لنفسه مشكلة بنفسه , الحق ينبغي أن يستبين والحق الواضح يقول بأن الشعب اليمني وقع في مظلمة كبرى وأن الحزب الذي يحترم نفسه وقواعده ينبغي أن ينحاز إلى المظلومين ويخرج من الحكومة ويبدأ يقود الجماهير لإسقاطها وهذا هو الوفاء للشعب وللثورة اليمنية ومن لم يفعل ذلك فهو يبحث لنفسه عن مبررات هي للضعفاء للحرص على الحكم والتمسك به, الأحرار يجب أن ينحازوا إلى المستضعفين ولو كلفهم ذلك ما كلفهم.

 

* هل يمكننا القول إن الإصلاح بدأ يخسر شعبيته بعد موافقته على الجرعة ؟


ـ الإصلاح بدأ يخسر خسارة كبيرة أكثر من أي حزب لان الأحزاب الأخرى كانت قد احترقت وبقي حزب الإصلاح يحمل سمعة طيبة وقد طالبته أكثر من مره بأن يتدارك نفسه ويعلن الخروج عن الحكومة ورفضه لمخرجات الحوار والدستور الذي يتنافى تنافيا تاما مع توجهات الإصلاح الذي يسير اليوم في الطريق الخطأ وعلى قواعده والعقلاء فيه أن يضغطوا ما استطاعوا على قيادة الحزب حتى تعلن براءتها من هذا النظام القائم المتآمر على الشعب اليمني.

 *لماذا لا نقول إن الإصلاح فهم الدرس حتى لا يكون مصيره مماثلاً لمصير جماعة الإخوان في مصر؟


ـ فليكن , إن الإخوان المسلمين في مصر ليسوا على الطريق الخطأ , وهناك أربعة وعشرون ألفا منهم خلف القضبان صامدين صمود الجبال ومعهم الشارع, والشعب المصري بقيادة الإخوان المسلمين يقودون ثورة حقيقية, ولذلك لا ينبغي أن يكون ما يجري في مصر بعبع يخيف حزب الإصلاح في اليمن , والوضع اليمني يختلف عن وضع مصر حيث أن الإصلاح وضعه أقوى مما هو عليه الإخوان في مصر, فلا يجب على الإصلاح أن يبحث له عن مبررات واهية , ولو أن الرسول الكريم نظر إلى المآلات السلبية لما رفع صوته في الدعوة داخل مكة.

*هل تعتقد بأن هناك صفقة مررت عن طريقها الجرعة ؟

ـ هناك صفقة جرت بين أطراف الحكم جميعا لأننا رأينا أن الجرعة حين صدرت الكل صمت عنها لأنهم جميعا وقعوا عليها ولذلك المسئولية يتحملها الجميع, فثورة فبراير خرجت ضد الجرع فكيف نرى الجرعات مستمرة وهذه الجرعة لا يتحملها المواطن البسيط, ولذلك دائما أقول إن الشعب اليمني أصبح بلا معارضة وهذا هو المخطط الأمريكي في أن يجمعوا الأحزاب ويجعلوهم في صف واحد , واليوم الرئيس والحكومة والأحزاب في خندق والشعب في خندق آخر, نحن بحاجة إلى معارضة ,أين هم العلماء يتفضلوا إلى الشارع ويرفعوا راية المعارضة.

*هل تعتقد أن الفرصة لا تزال سانحة أمام الإصلاح للانسحاب من الحكومة ؟


ـ هناك فرصة كبيرة والإصلاح يجب عليه أن يتدارك نفسه وشعبيته وأهدافه وبقاءه الإصلاح في الحكم ليس تفريط بشعبيته وإنما بالمنهاج لان الإصلاح يسير في مسار يتنافى مع المنهج الذي يحمله الإصلاح الذي عرفناه حركة إسلامية تتبنى الحق وإقامة الشريعة الإسلامية. 

*ما هو تقيمك لمواقف الرئيس هادي وتعامله مع مختلف القضايا و الأحداث الراهنة ؟

ـ أنا في عدة تصريحات لأخبار اليوم قلت بأن شرعية الرئيس سقطت من جوانب متعددة وهذا الرئيس اختاره الشعب اليمني باتفاق وخرجنا كلنا ندعو لانتخابه واعتبرناه المخرج لأزمات كثيرة إلا أنه كان للأسف هو النفق الذي أوقعنا في مشكلات عديدة , موافقته على مخرجات الحوار ووقوفه أمام تساقط المحافظات وأمام هذا الإجرام الذي يتحدى الجيش وأمام انتهاك السيادة اليمنية وتفكك الوحدة اليمنية عبر نظام الفيدرالية التي هي انقلاب على الوحدة واستجابة واضحة لمخطط أمريكي , هذا الرئيس إذا لم يراجع نفسه فإن النتائج ستقود البلاد إلى مستنقع ونفق مظلم.

*قلتم بان الرئيس سقطت شرعيته وبالتالي مجلس النواب الذي أنتم جزء فيه أيضا سقطت شرعيته؟


ـ إذا تريد رأيي فأنا أدعو إلى إلغاء مجلس النواب وكان بدلا من توفير الجرعة هو إلغاء مجلس النواب والشورى لأنها مؤسسات فقدت صلاحيتها , وصحيح أنه لم يبق مؤسسات منتخبة سوى مجلس النواب مع ذلك فان المبادرة الخليجية قد سلبت منه كل اختصاصاته وصلاحياته وأصبح اليوم مجرد جلسة على كرسي واستلام مرتب وليس له أي دور, فما لم يتفق أعضاء مجلس النواب على قضية رفعوها إلى رئيس الجمهورية ,وعلى العموم كل شيء في مفاصل هذا الحكم لابد من إلغاءه لأنه أصبح يضر ولا ينفع والذي يتحمل المشقة والعناء هو هذا الشعب المسكين الذي خرج ينشد التغيير إلا أن الثورة بيعت بسوق النخاسين.

 * بعد سقوط عمران بيد جماعة الحوثي المسلحة هل يمكننا القول إن الحوثي في طريق إقامة مشروعه الطائفي في محافظات شمال الشمال؟

ـ عمران وصعدة لم تعد تحت هيمنة الدولة وإنما أصبحت تحت هيمنة الحوثي , ومخرجات الحوار لم تحمل شيئاً من الإيجابية وكلها مؤامرة على الشعب اليمني والشيء الإيجابي الوحيد فيها هو نزع السلاح من أيدي الجماعات المسلحة.

مقاطعا: لكن مخرجات الحوار لم تطبق حتى اللحظة؟


ـ المخرجات لم تطبق ولن تطبق وكنا نريد تلك الإيجابية فقط أن تطبق ماعدا ذلك فيضر بالشعب اليمني, والذي حدث الآن أن الجماعات المسلحة تنزع سلاح الدولة وليس الدولة وهذا يدل على أن مخرجات الحوار عبارة عن خدعة من أمريكا باعتبار أن الحوار الوطني هو فكرة أمريكية ولذلك فإن اليمن اليوم يتفكك سواء في شمال الشمال أو في الجنوب لان البرنامج الذي يسير بهذا البلد يسعى نحو هذا التفكك

* هناك من يقول إن الدولة متواطئة مع الحوثيين والدليل أنها سلمت لهم عمران وهي في طريقها لتسليم محافظة الجوف هل تتفق مع هذا الطرح؟

ـ هذه حقائق ولو أن الدولة قامت بواجبها لما سقطت عمران وقبلها صعدة , والدولة عندما قررت أن تخرج عناصر الشريعة من أبين خاضت المعركة وأخرجتهم وعندما قررت أن تمنع القاعدة من أن يسيطروا على حضرموت استطاعت أن تمنعهم, والحرب على القاعدة ليست كالحرب على الحوثي لان الأولى تتبناه أمريكا وأما الحوثيون فأمريكا راضية عنهم ولذلك الدولة اليوم لا تبذل قرارها لان قرارها بأيدي خارجية , والتواطؤ من قبل النظام أصبح حقيقة .

*تناقلت وسائل إعلام وبعضها تابع للنظام السابق تصريحات لكم وخطب جمعة أثارت جدلا امتدحتم من خلالها الرئيس المخلوع ونظامه السابق ما صحة هذا وما الذي دفعكم لذلك؟


ـ أنا ضد النظام السابق وضد النظام القائم حاليا بشكل عام , ولا يعني أن من انتقد الأوضاع الحالية إنما يقف مع النظام السابق الذي هو جزء من هذه المنظومة كونه يمسك بنصف الحكومة , والزبيري ـ رحمة الله عليه ـ حين قامت ثورة سبتمبر رأى بأنها لم تحقق لليمنيين ما أرادوه فأعلن الحرب , واليوم من أراد أن ينتقد حكومة الوفاق أو رئيس الجمهورية أو مخرجات الحوار قالوا له أنت مع النظام السابق , وعلى اليمنيين أن لا يقبلوا بهذا النظام القائم, وأنا عند مطالبتي للإصلاح بالخروج إلى الشارع ورفض هذا النظام فإني دعوت المؤتمر إلى اللحاق به فأي مدح للمؤتمر في ذلك.

حدث نوع من التحريف في ذلك, وأطالب المؤتمر الشعبي العام والأطياف السياسية بأن يسعون للوصول إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع بعيدا عن طريق العنف والدماء

*هل أنت مع المصالحة التي أطلقها الرئيس هادي مؤخراً؟


ـ أنا مع مصالحة واصطفاف وطني بشرط أن لا يضر بالشعب اليمني لان الإشكال اليوم بأن هذه القوى كلما اتفقوا فأنهم يتفقون ضد الشعب وضد الشريعة الإسلامية , فكما قال أحد الأشخاص بأن الأحزاب إن اختلفوا قتلوا الشعب وان اتفقوا نهبوا الشعب , نحن نريد اصطفاف ولكن تحت راية واضحة لا تحت الأنظمة الدولية .

*قد يقول قائل بأنكم تبالغون في التخوف على الشريعة الإسلامية والشعب اليمني أساساً هو مسلم بالفطرة فلماذا هذا التخوف؟

ـ مادام أن الشعب اليمني مسلم فلماذا يُحرم شعب مسلم من أن يحكم بشريعته فمخرجات الحوار والدستور القادم جعل الهيمنة للاتفاقيات الدولية وجنب الشريعة ودائما العلماني يقول بأن الإسلام بيته المسجد ومخرجات الحوار لم تترك للإسلام حتى المسجد , وليس هناك مبالغة في التخوف من مخرجات الحوار وهناك فتوى من مائتي عالم صدرت تطالب رئيس الجمهورية بتعديل هذه المخرجات التي أبعدت الشريعة وأكبر دليل على ذلك هو وجود مادة تقول بأن الدولة تلتزم بمواءمة كل التشريعات الوطنية بما يتوافق مع الاتفاقيات الدولية فلماذا التزوير في الحقائق وسيفضح هؤلاء مع الأيام.

*إلى أين يتجه البلد باعتقادك ؟


ـ إذا ظل البلد يسير في هذا المسار فهو يتجه إلى الهاوية وإلى اقتتال وتفكك وصراع دائم فلابد من مراجعات تبدأ من قوله تعالى" فإن آمنوا بما ءامنتم فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق" تبدأ بالعودة إلى المنهاج الإسلامي الصحيح الذي يحفظ للإسلام هويته وحريته وكرامته وتبدأ هذه الأطياف السياسية بمراجعة نفسها وتسمع لأنّات المظلومين , الجرعة أيقظت النائمين وصحيح أن الشعب اليمن ظللوا عليه عبر وسائل الإعلام بجرعات فكرية لم ينتبه لها لكن عندما جاءت الجرعة السعرية استقض من غفوته ويقظة الشعب هي في الحقيقة ستقوم ثورة على هؤلاء الظلمة الذين يحكمون البلد .

*سؤالي الأخير: كيف تعلقون على ما يجري اليوم في غزة في الصمت العربي وما يصفه البعض باشتراك بعض الأنظمة العربية مع إسرائيل في حربها على غزة ؟


- اليوم المؤامرة على القضية الفلسطينية تقودها الأنظمة العربية على رأسها مصر والسعودية والإمارات والأردن أربع دول أعلنت بصراحة أنها طلبت من نتنياهو أن يدمر حركة حماس ويقضي عليها لان إسرائيل استطاعت أن تحقق هدفها بدولة كبرى من النيل حتى الفرات وأصبح الصوت الأعلى في المنطقة العربية للصهاينة العرب واليهود ولذلك لم يعد مخرج سوى أن تثور هذه الشعوب على أنظمتها والمؤسف اليوم أن هذه الشعوب تصنع ثورات ولا تتابع نتيجتها, وحماس اليوم استطاعت أن تغير المعادلة وأرسلت رسالة لكل القوى العالمية بأنها رغم الحصار إلا أنها استطاعت أن تحافظ على قوتها واستطاعت أن تهزم العدو وتذله ورسالة للجيوش العربية مفادها: أنكم جيوش فاشلة وأنه لا مبرر لوجودكم وهي بهذا تصنع واقعاً جديداً تسير فيه إلى الأمام وغيرهم يسيرون إلى الخلف.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد