ستة عشر يوماً على العدوان الوحشي على غزة, حيث بلغ عدد الشهداء 632شهيداً، منهم / 161 طفلاً و 66 سيدة و 35 مسناً بالإضافة إلى أكثر من 4010 جرحى، منهم / 1213 طفلا و 698 سيدة و 161 مسناً ) كما شمل القصف العشوائي كل مناطق القطاع ومدنه تقريبا فيما أُبيدت حارات تماماً ودُفنت عوائل تحت الأنقاض ولم يسلم حتى الهاربين إلى بنايات ظنوها آمنة وتم قصفها أيضا ولم تسلم مدارس الأونروا من القصف ولا المساجد ولا الملاعب الرياضية ولا المستشفيات وتميزت الأيام الأربعة الماضية بوحشية غير مسبوقة في التاريخ حيث عشرات العوائل استشهدت بالكامل منها عوائل ب 25 فرداً وسط تواطؤ دولي وصمت عربي ومساء أمس تم تدمير العشرات من منازل المواطنين فوق رؤوس ساكنيها أما النازحين إلى مدارس الأونروا وهم أكثر من 100 ألف حسب تقديرات الأمم المتحدة والذين دُمِّرت بيوتهم واحترقت بكل أمتعتها وممن نجوا فإنهم يعانون ظروفاً لا مثيل لها من انعدام الطعام والماء والفراش وقد وجهوا نداءات للإغاثة وسط شُح تام في القطاع المحاصر منذ 8 سنوات وزادته المحرقة كارثة وفي ظل رفض السلطات المصرية إدخال المساعدات والقوافل بل وحتى الأطباء والمسعفين والأدوية .

من جهة ثانية فإن المقاومة الفلسطينية تصاعدت أيضا في الأربع والعشرين ساعة الماضية فقد اعترفت القناة العبرية الثانية بأن صواريخ المقاومة زادت بعد بدء العملية البرية, وأن صواريخ المقاومة لازالت تسقط على تل أبيب وأفادت بأن هناك ما لايق عن عشر إصابات في تل أبيب وحدها إثر سقوط الصواريخ على بنايات فيها, كما طال القصف مناطق في القدس وبئر السبع والنقب وغيرها وفي تطور خطير على الكيان الصهيوني يضاعف من هزائمه, فقد تم ضرب مطار بن غوريون وأعلنت القسام التابعة لحماس إنذارها لمن تبقى من الشركات التي تسيّر رحلاتها إلى الكيان وعلى إثرها توقفت الرحلات تماماً في المطار, ممّا دعا رئيس وزراء العدو إلى الاستنجاد بوزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري ليطلب منه دعوة شركات الطيران إلى العدول عن قراراتها بتعليق رحلاتها إلى كيان الاحتلال حيث كانت شركات الطيران الأمريكية والأوربية والتركية وعشرات الشركات العالمية قد أوقفت رحلاتها إلى الكيان وقالت مصادر العدو : إن مطار "بن غوريون" مصاب بالشلل وأفادت صحيفة يديعوت احرونوت:" سماؤنا مغلقة، لا رحلات جوية إلى البلاد".

 

وعلى صعيد آخر أعلن الكيان الصهيوني اعترافه بأسر القسام للرقيب شاؤول بعد تكتُّم دام يومين وقالت أسرة الأسير نحن نصدق حماس ولا نصدق حكومتنا, فيما أعلن العدو أيضا عن مقتل ما يقرب من ثلاثين عسكرياً وعشرات الجرحى تناوبت المشافي بإعلان أرقامها ممّا يقدر بأنها زادت عن ثلاثمائة منذ بدء العدوان حسب إحصائيات العدو نفسه, منها إصابات خطرة وفي عداد الموتى وقالت القناة الثانية الصهيونية: إنه تم قبر 13 جندياً صهيونياً نهار أمس والليلة من تعداد القتلي الذين سقطوا في المعارك الطاحنة مع المقاومة على تخوم قطاع غزة

 وأعلنت "القسام" عن مصادر لها إن من بين قتلى العدو في كمين شرق التفاح قائد عمليات لواء جولاني ونائب قائد كتيبة الاستطلاع في اللواء وإصابة قائد اللواء بجراح خطرة, وأضافت: إنها منذ فجر اليوم قامت بالاشتباك مع قوة خاصة في منطقة العيسة بجحر الديك وقع فيها إصابات محققة واُستهدف منزل هربت إليه هذه القوات ودُمِّر بالكامل.

من جهة أخرى أعلن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان: الموقف العربي لا يجب أن يكون محايداً فكيف إذا شعرنا أنه منحاز للأسف إلى إسرائيل وأن المبادرة المصرية انتهت نهائياً وأنه لا اتفاق ووقف للنار إلا بالرضوخ لشروط المقاومة وأن هناك مبادرات قد تُطرح مستقبلاً من دول أخرى غير مصر . وشنَّ الرئيس عباس هجوماً غير مسبوق في خطابٍ له على الكيان الصهيوني بتصعيده العدوان وحربه التي وصفها بالمحرقة وحرب الإبادة وقال: إن الشعب الفلسطيني لا يركع إلا لله وحده, فيما طالبت بعض القوى الفلسطينية الرئيس عباس بتطبيق ما قاله على الأرض بوقف التعاون الامني مع الصهاينة وإن كانت قد أشادت بهذه الخطوة باعتبارها تراجعاً عن هجماته السابقة ضد المقاومة وموافقته على الورقة المصرية التي عدل اليوم عنها بالقول: إنه لا اتفاق إلا برفع الظلم والحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة وفتح الميناء والصيد والمعابر.