رسمت أجندته قيادات حوثية وزعامات اشتراكية وحراكية بارزة في "بيروت" وبمشاركة قوى إقليمية ودولية منتصف 2013م.

مشروع استعادة الدولة الجنوبية.. هل يبدأ بتمكين الحوثي في الشمال عبر الرئيس التوافقي؟!

2014-07-21 16:38:34 أخبار اليوم/ خاص

كشفت مصادر خاصة لـ " أخبار اليوم" عن لقاءات جرت في العاصمة اللبنانية بيروت منتصف العام 2013م أثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني ضمت قياديين بارزين في جماعة الحوثي لعبتا دوراً بارزاً في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنتهي في يناير الماضي من خلال تعزيز التقارب والتنسيق بين الحزب الاشتراكي وجماعة الحوثي والحراك الجنوبي في الداخل والخارج مع قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني وقيادات في الحزب وقيادات وزعامات حراكية في الخارج بلورت حينها مشروعاً لاستعادة الدولة الجنوبية من خلال سيناريو سياسي تتخلله عمليات محدودة من المواجهات المسلحة في الشمال لتمكين جماعة الحوثي من السيطرة على المحافظات الشمالية من خلال المرور عبر بوابة الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي ووزير الدفاع وقيادات أخرى لإنجاز المشروع الذي شاركت فيه قوى إقليمية؛ منها ممثلون عن حزب الله اللبناني والنظام الإيراني وقوى دولية أخرى, من ضمنها دولة غربية ولم تحضر الجهات الرسمية في الرئاسة اليمنية أو ممثلون عنها تلك الاجتماعات التي صاغت المشروع في بيروت خلال أيام بعد أن حضرت له في صنعاء على هامش التنسيق في مؤتمر الحوار الوطني..

وأشارت المصادر إلى أن تلك القيادات الحوثية والزعامات الاشتراكية والحراكية حاولت توصيل المشروع بعد عودتها إلى المعنيين في النظام اليمني القائم في الرئاسة والدفاع ومواقع أخرى عبر أكثر من وسيلة مهدت لشرح المشروع ونجاحه في حال مروره عبر بوابة النظام والرئيس التوافقي ودائرته في القرار..

وتساءلت المصادر: هل تم فعلاً تنفيذ المشروع من خلال تمكين جماعة الحوثي من المحافظات الشمالية من أجل الوصول لواقع فرض استعادة الدولة الجنوبية وفق ما يحصل اليوم؟

وأوضحت المصادر أن لديها أنباء عن تمكن تلك القيادات الحوثية والاشتراكية من إقناع القيادات الانفصالية بجدوى هذا المشروع, كون مشروع استعادة الدولة الجنوبية مضمون تنفيذه في اطار السياسة أكثر من اطار الحرب والمواجهة بعد التجربة الفاشلة في عام 94م.

 وشددت على أن هذا لن يتأتى إلا بعد سيطرة جماعة الحوثي على الشمال مع العمل على إضعاف وعزل كافة مراكز القوى الأخرى وتحويلها إلى قوى هزيلة وإلى شخصيات غير مؤثرة وغير فاعلة وغير قادرة من خلال المضي في عملية التغيير والهيكلة في الجيش والأمن للحد من مراكز القوى من أحزاب وشخصيات شمالية مع استغلال عوامل الفرقة والانقسام التي تسود تلك القوى منذ 2011م.

وأضافت المصادر أنها لا تستبعد دخول الرئيس هادي على الخط وإقناعه من قبل تلك القوى بالمخطط وبالانضمام للمشروع منذ نهاية العام 2013 -أي قبل انتهاء مؤتمر الحوار الوطني بأسابيع- في ظل اندلاع حرب الحوثيين على دماج قبل انتهاء مؤتمر الحوار وما تلاها من حروب حوثية في حاشد وصولاً لسقوط محافظة عمران بالكامل وفي الجوف وفي ذمار وفي الرضمة بإب وفي حرض وحجور بحجة وفي شبام كوكبان بالمحويت والتي تمكنت جماعة الحوثي من السيطرة على معظم تلك المناطق وصولاً إلى همدان وبني مطر وبعض مناطق ارحب من محافظة صنعاء وحتى الجراف في شمالي العاصمة،. وتمكنت جماعة الحوثي من تمددها السريع من جنوب نجران حتى شمال العاصمة صنعاء بل وإلى ما وراء العاصمة في ذمار وإب وحتى تعز مع حصولها على غطاء اللجان الرئاسية المتتالية رغم ما تعرضت له مؤسسات الجيش والأمن والمعسكرات من حروب ونهب وتدمير وقتل للقادة والضباط الذين واجهوا جماعة الحوثي المسلحة وآخرها ما حدث للواء 310 مدرع في عمران واستشهاد قائده البطل العميد الركن/ حميد بن حميد منصور القشيبي واجتياح الحوثيين للمحافظة حتى اليوم مع استمرار حروبهم التوسعية في الجوف.

وأردفت المصادر أن هناك مؤشراً آخر على تنفيذ المشروع منذ نهاية العام 2013م على الصعيد السياسي من خلال تمرير عدد من المشاريع التي كانت ترفضها القوى السياسية الكبرى بما فيها حزب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وحزب الرشاد السلفي وغيرهم من القوى التي رفضت وناهضت وثيقة بن عمر والتي تم تمريرها لاحقاً كما ناهضت الحلول والمخرجات لأهم قضيتين في مؤتمر الحوار وهما قضيتا الجنوب وصعدة, إلا أنه تم تمريرها على الصعيد السياسي وتلتها قرارات أخرى مكنت الرئيس من التمديد لنفسه وفرض مدة مفتوحة للجنة صياغة وإعداد الدستور واتخذت قرارات سياسية مصيرية بالتزامن مع ما يحدث على الأرض اليوم من تمكين الحوثي في الشمال مع معلومات تشير لنقل معظم الأسلحة والطائرات إلى الجنوب بحجة الحرب على الإرهاب, فيما لم تتحرك الدولة رغم محاصرة لواء عسكري وعاصمة محافظة لنحو ثلاثة أشهر في عمران. ويأتي ذلك في ظل استمرار الدعم الرئاسي لتوحيد الفرقاء الجنوبيين في الداخل والخارج والاستجابة لكافة مطالبهم مع الاستمرار في التشرذم القائم في الشمال واستمرار تناحر القوى الرئيسية الفاعلة من أحزاب وشخصيات ومراكز قوى مع التمدد السريع لجماعة الحوثي وتمكينها من السيطرة على الشمال.. هذه المعطيات دفعت المصادر إلى التساؤل: هل بدأ ذلك السيناريو والمشروع بتمكين الحوثي في الشمال عبر بوابة الرئيس التوافقي من أجل استعادة الدولة الجنوبية, أم أن المشروع بات اليوم متجاوزاً أكثر من منتصف الطريق؟!.. وتساءلت المصادر- مجدداً- في ختام حديثها لــ "أخبار اليوم" عن هذا المشروع وأبعاده وشركائه ومستقبله؟..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد