د. الشرجبي لـ"أخبار اليوم": تعامل صانع القرار مع مليشيا الحوثي تعاملٌ مشبوه

المرحلة ستشهد صراع بين المشروع الوطني والمشروع الحوثي المرتبط بإيران

2014-07-20 15:19:03 حوار/ إبراهيم المجاهد

قال المحلل السياسي الدكتور نبيل الشرجبي- أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحديدة- إن صانع القرار السياسي ما زال يتعامل مع الزحف المسلح لجماعة الحوثي تعاملاً مشبوهاً بشكل كبير جداً.

واعتبر الشرجبي في حوار مع "أخبار اليوم" عملية إسقاط محافظة عمران بيد جماعة الحوثي المسلحة إيذاناً بإسقاط العاصمة صنعاء..

وأوضح بان طريقة إسقاط العاصمة قد تختلف عن طريقة إسقاط مدينة عمران بوسائل عسكرية, حيث قد يكون هناك نوع من الحصار ومن حرب الشوارع وقد يكون هناك نوع من الضغوط العالية جداً على صانع القرار، مشيراً إلى عامل وصفه بالأخطر يتمثل في عدم وجود اتفاق كامل بين كافة المجموعات السياسية من الطيف اليمني لمواجهة جماعة الحوثي المسلحة.. فإلى نص الحوار:



* كيف تقرأون توجهات وتعامل الحكومة مع الجماعات المسلحة وهي تنتشر بقوة السلاح في أكثر من منطقة حتى باتت تسيطر على محافظة جديدة؛ محافظة عمران وتحيط العاصمة بميلشياتها المسلحة وتهدد بانها قد تقتحم العاصمة في ظل تواتر الأنباء حول هذا التوجه؟

ـ طبعا تردت أحاديث كثيرة جداً حول هذا الموضوع وسبق أن نبهنا إلى أن هذه الجماعة ذاهبة في مشروعها إلى ابعد مدى و لكنها أيضاَ في نفس الوقت ما زالت تستخدم كل الوارق التي لديها استخداماً أذكى من الطرف الآخر, بمعنى أنها استطاعت توظيف العامل العسكري لخدمة توسعها بشكل اكبر أيضا استغلت غياب أي رؤية رسمية أو غير رسمية لتحدد المسألة الأمنية أين تبدأ وأين تنتهي، أين تبدأ الخطوط الحمراء أين تنتهي الخطوط الحمراء، أيضاً استطاعت أن تلعب على كثير جدا من التناقضات التي وجدت داخل المجتمع اليمني ووظفتها لصالحها، الحراك والتوسع بدأ ينتج بشكل اكبر. إنها قادمة على مشروع ولن يقف هذا المشروع إلا بتحقيق أهدافها ولكن الغريب أن صانع القرار السياسي ما زال يتعامل مع هذه الحالة تعاملاً غريباً وربما قد يكون مشبوهاً بشلك كبير جداً. أولاً لم يقم بعملية توظيف الأوراق التي ما زال يمتلكها لمحاولة وقف مثل هذا الزحف. ثانياً: لم يقم بإجراء أي دراسات يستطيع من خلالها أن يتمكن من التعامل مع هذه الظاهرة بمعنى انهم ركزوا على الجانب العسكري ولم يركزوا على الجوانب الأخرى. ثالثاً: الدولة لم تستعن بأي فريق سواء كان تفاوضياً مع هذه الجماعة. رابعاً: لم تقم كما نقول نحن باستنفاد كافة الأوراق التي لديها بمعنى أن يكون لديها استعداد عسكري استعداد سياسي استعداد تفاوضي بمعنى أن هذه الأوراق ربما تحتاجها في أي أوقات معنية وبإمكان أن تحرك مثل هذه الأوراق، الشيء الآخر عندما تقوم الدولة وتعلن شروطها وتطلب من الطرق الآخر أن يقوم بتنفيذ هذه الشروط، لا يعقل في عقل أي سياسي أن تقوم هذه الجماعة بعد هذه التضحيات وهذه المعارك وهذا الدم وهذ العنف, ثم تقوم طواعية باستجابة لطلب الحكومة، لذلك أمام الدولة ثلاثة أشياء؛ الشيء الأول هو بداية لتحديد ماذا يجب على الدولة وماذا يجب أن تكون, ثانياً: أن تدرك تماماً الدولة بأن مجموعة الحوثي لن تتوقف عن المعارك أو عن التوسع أو عن التهديد أو عن التمدد إلا اذا تحقق شرطين؛ الشرط الأول أن جماعة الحوثي تصل إلى مرحلة أنها تأكدت تماماً أن العمليات العسكرية لن تحقق لها أي أهداف أو أي توسع في المستقبل, الشيء الثاني: أن تصل جماعة الحوثي إلى قناعة كاملة أنها قادرة على تحقيق أهدافها بالوسائل السلمية والتفاوضية بدرجة مقبولة اكثر من استخدام العمل العسكري .

* إيقاف الزحف الحوثي..

*فيما يخص النقطة الثانية دكتور: ما هو العامل الذي يجعل هذه الجماعة تقتنع بانها لن تسطيع أن تحقق أي أهداف سياسية أو أي توسعات من العمليات المسلحة؟ ماهي الأداة التي يمكن للدولة أن تستخدمها؟ 

ـ اذا وصلت رسالة واضحة لجماعة الحوثي؛ أن أي تقدم جديد لها أو أن أي عملية عسكرية جديدة لها أو أي زحف جديد, سيصبح مكلفاً ومكلفاً جداً عند هذه المرحلة أنا استطيع أن أؤكد لك أن الجماعة ستمتنع عن مثل هذا التقدم أو الزحف أو الانتشار.

* حكومة مكبلة واستراتيجيات غائبة..

*ألا يشعرك يا دكتور أنت كمتابع سياسي ومواطن يمني أن تواجد الحوثيين في اكثر من منطقة محيطه بالعاصمة أو في جميع الجهات المحيطة بمداخل العاصمة بات يثير قلقاً شديداً لدى الساكنين ولدى الدولة والحكومة؟


ـ بكل تأكيد؛ الغريب في الأمر أن الأوساط الشعبية والرسمية لا تخفي هذا القلق، وتعبر عنه بشكل واضح جدا عبر الخطابات الرسمية أو الاجتماعات أو البيانات التي تصدر من هذه الجهات، ولكن الشيء الأغرب انه في نفس الوقت لم تكن هناك أي ترجمة عملية لمواجهة مثل هذا القلق أو لمواجهة منع الحد من هذ القلق سوى الطلب من الطرف الآخر أن يقوم بتنفيذ شروطهم.

*هل وصلت الحكومة والرئاسة اليمنية إلى مستوى هذا العجز؛ أنها تقف عند الطلب فقط للحوثي بالخروج و الانسحاب؟


ـ نعم.. السبب الأول الأساسي: أن اليمن ربما لأول مرة تواجه مثل هذه الأزمات المركبة، سياسية، أمنية، اقتصادية، اجتماعية, هذا يكبل الحكومة بشكل كبير جدا في أن يكون لديها رؤية واضحة, ثانياً: غياب أي رؤية استراتيجية على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد للتعامل من قبل الدولة للتعامل مع هذه الجماعة أو للحد منها أو من خطورتها, إضافة إلى عدم وجود أي رؤية للدولة لعملية الاندماج الآمن حتى لهذ المجموعة فيما لو قررت الدولة أن تسير في الجانب السياسي، الجانب العسكري الدولة فشلت فيه, هل هناك رؤية لعملية اندماج آمن لهذه المجموعة؟؛ لا تمتلك هذا بسب غياب الرؤية الاستراتيجية من صانع القرار بل أيضاً غياب أي استراتيجيين قريبين من صانع القرار يستطيعون أن يقوموا بتوفير مثل هذه المعلومات أو القرارات لتساعد صانع القرار بعلمية اتخاذ القرار لموجهة هذه الجماعة، الشيء الثالث والأهم والأخطر: انه ليس هناك اتفاق كامل بين كافة المجموعات السياسية من الطيف اليمني لمواجهة هذه الجماعة؛ الجميع يشعر بخطر, " الجميع يصيح ويتحسس", لكن غياب الرؤية الكاملة أو المجتمعية أو الشاملة لهذه القوة أيضاً هو عامل آخر من عوامل عدم قدرة الدولة على مواجهة هذا الخطر.

* إسقاط عمران.. إسقاطاً للعاصمة!!

*أمام هذه العوامل دكتور: هل نحن أمام نذر بسقوط العاصمة بيد الحوثي؟


ـ إلى حد كبير جداً نحن كنا نقول: إن عملية إسقاط عمران هي ستكون إيذاناً بإسقاط العاصمة لكن طريقة إسقاط العاصمة قد تختلف عن طريقة إسقاط مدينة عمران التي تمت بوسائل عسكرية, بمعنى قد يكون هناك نوع من الحصار قد يكون هناك نوع من حرب الشوارع, قد يكون هناك نوع من الضغوط العالية جداً على صانع القرار؛ إما يجعله يستجيب لطلبات الحوثي لأشياء ربما كانت تعتبر خطوطاً حمراء، هذا الشيء قد يجعل من هذا الصراع اليمني- اليمني يجلب إليه صراعات عربية إقليمية لمساعدة هذا الطرف، ومن ثم يصبح هذه الطرف الخارجي هو عامل ضغط على الحكومة اليمنية أن تقوم بتلبية بعض الشروط لجماعة الحوثي ومن ثم السقوط في أمانة العاصمة لن يكون سقوط عسكرياً بقدر ما يكون سقوطاً أمنياً وسياسياً تستطيع من خلاله جماعة الحوثي أن تحقق كثيراً من الشروط التي تطلبها في المرحلة القادمة.

*نعم.. دكتور تحدثتم عن مشروع لهذه الجماعة وهي تسير في هذا المشروع, هل هو مرتبط بأجندة إيران في المنطقة؟

ـ إلى حد كبير جداً.. واحدة من السياسيات الاستراتيجية الإيرانية لرسم سياستها في المنطقة سواء لمواجهة الأطراف الإقليمية العربية أو الأطراف الدولية، هي عملية دعم ومساعدة المليشيات أو الجماعات التي تؤمن بمذهبها أو بسلوكها ومن ثم فإن الحالة في اليمن لا تختلف عن الحالات الأخرى المتواجدة في لبنان أو في العراق أو في البحرين وهذه واحدة من الأوراق الاستراتيجية التي تستطيع من خلالها إيران أن تقوم بالوصول إلى مطالبها أو التفاوض على كثير من القضايا التي تهم إيران في المنطقة, ولذلك نرى الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة عندما امتنعت على استخدام الفيتو بجعل جماعة الحوثي جماعة إرهابية، جاء من هذا المنطلق أن الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع أن تدخل في عملية صراع جديد مع إيران في المنطقة, القدرات الأميركية استهدفت في الفترة الأخيرة في هذه الصراعات المتواجدة في المنطقة ومن ثم أميركا عندما امتنعت فهي منعت أن تدخل في صراع جديد مع ايران وتستنزف القوة بشكل اكبر والولايات المتحدة تدرك تماما أنها اذا أرادت أن تحدد أو تسير في هذا الملف؛ ملف الحوثي, فهي لن تتجه مباشرة إلى جماعة الحوثي بل ستتجه إلى إيران لأنها هي الدولة الأقدر على التأثير على هذه المجموعات بشكل كبير جداً.

* نعم دكتور.. هذا المشروع أيضاً بالتأكيد إنه يتعارض مع المشروع الوطني لدى اليمنيين ومخرجات الحوار اليمني؟

ـ إلى حد كبير نعم؛ البيانات الأولية التي تصدر من هذه الجماعات هي غير مؤمنة بالدولة وهي غير معترفة بالمؤسسات القائمة وهي لا تعترف بشرعية الرئيس ولا بشرعية القرارات ولا بشرعية المؤسسات التي أنشأت وأيضا هي ما زالت توجه الانتقاد تلو الانتقاد..

ـ وأيضا عندما زاد التوجه والانتقاد تلو الانتقاد لكل المؤسسات ولكل شرائح المجتمع وكأنها دخلت في حرب ضد الجميع، إضافة إلى أن مشروعها أو سلاحها يصطدم تماماً مع مشروع أو مع سلاح أو مع الحدث النهائي من سلاح الدولة أو من مشروع الدولة وهذا يعني بشكل طبيعي انه سيكون هناك صدام شديد جداً بين هذين المشروعين؛ مشروع الدولة أو مشروع جماعة الحوثي بسبب الاختلافات الكبيرة وبسبب عدم اعتراف هذه المجموعات بكل ما يترتب من قرارات ومن مؤسسات من ثقل الدولة.

* الرؤية "الجندارية" مفقودة..

*إذن ما الجدوى من تعامل الدولة السياسي مع هذه الجماعة وإشراكها في الحوار وإدخالها في تشكيل حكومي يتم بحثه الآن؟

ـ نحن قلنا في مرات عديدة وسابقة: أن صانع القرار عندما يفتقد الرؤية "الاستراتيجية" المبكرة لطبيعة هذه المشاكل تجعله يقفز من مرحلة إلى مرحلة ولم يعمل على حل هذه المشكلة ولا حد لهذه المشكلة ومن ثم لا بد أن تنشط هذه المشكلة بعد مراحل قصيرة، لان جماعة الحوثي في بداية الأمر إنهم غير معترفين بكل قرارات مؤتمر الحوار الوطني، كان يفترض هنا من القيادة ومن صانع القرار ومن جميع الأحزاب أن يتوقفوا قليلاً وان يبدأوا في بحث هذه المسألة فيما بينهم ثم التوجه إلى هذه المجموعة لمعرفة ما هي الأسباب التي لا تجعلهم قابلين بهذا المشروع من اجل أن نقوم بحل لهذه الإشكاليات. ولكن عندما تغافلت الدولة ومؤتمر الحوار الوطني هذا الإعلان من الحوثيين وسابق للأمام، نرى أن هذه المشكلات قد زادت بشكل كبير جداً، الشيء الآخر هل الدولة تمتلك مشروعاً لمواجهة هذا التمدد، هي أيضاً لا تمتلك، الدولة كانت تدرك تماماً أن عملية تحول هذه المجموعة من العمل العسكري إلى العمل السياسي لم يحين بعد، على اعتبار أن العامل السياسي سيكون مكملاً أو متمماً للعمل العسكري الحوثي، ومن ثم العمل العسكري لليوم لم يكتمل حتى يعلن عن قيام هذه المجموعات بحزب سياسي, أيضاً الدولة لم تنتبه لمثل هذا الموضوع وتقوم بمعالجة مثل هذه المشاكل, بمعنى أن الكلام الأخير أو التحليل الأخير؛ نلحظ بان كل القرارات الخاطئة والتردد وعدم الحزم وعدم اليقين من قبل المجموعة السياسية سواء رسمية أو غير رسمية هي السبب الأول والأساسي والرئيسي فيما وصلنا إليه من عبث ومن عنف في هذه الأيام على الأرض اليمنية.

*هل تلمس أن هناك تواطؤاً رسمياً من قبل قيادات أو مؤسسات بالدولة مع هذه الجماعة تدفع بها إلى هذا التوسع والسيطرة كي تكون دولة داخل دولة في هذه المرحلة والمرحلة القادمة؟


ـ إلى الآن هناك نظرتان و كلاهما أخطر من الأخرى, عندما ترى الدولة أن بإمكانها أن تتساير مع هذا الوضع؛ وجود دولة داخل دولة إلى مرحلة ما, وهذه المرحلة تسمى مرحلة تطبيق مؤتمر الحوار الوطني فهذا خلل، لان هذه الجماعة لن تنتظر حتى نطبق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ولن تأتي هذه المرحلة إلا وقد أكلت مجموعة الحوثي الأرض اليمنية كاملة, الخلل الثاني: انه إلى يومنا هذا لم يدعى إلى قرار إجماع أو شبة إجماع من القوى الرسمية والقوى الاجتماعية لوضع شروط معينة ومعقولة ومقبولة يتجهوا بها إلى جماعة الحوثي ليقبلوا فيها بشرط أن تكون هذه الشروط قادرة أن تلامس المشاكل الحقيقية التي تعاني منها أو ترفعها أو ترفضها جماعة الحوثي وكذلك تعمل على حل المشكلات بشكل جذري، كافة المشكلات المتواجدة في الساحة اليمنية, وبدون هذا الإجماع الوطني على هذه المطالب وعلى ملامسة كافة المشاكل لكل الأطراف, فإن الفشل سيظل هو حليف الدولة اليمنية.

* طيب.. هل تتفق دكتور بان هناك شيئاً من التساهل من قبل مؤسسة الرئاسة أو الرئيس هادي مع هذه الجماعة كي يستخدمهم ورقة ضغط أمام قوى سياسية أخرى ليتمكن من الاستمرار في الحكم؟


ـ هذه المجموعة ليس من السهولة أن تنخرط في مثل هذا المشروع, لأن لديها أهدافها الخاصة والبعيدة جداً عن أي مجموعة سياسية أو طرف سياسي معين, الشيء الثاني أنه من الخطورة جداً أن يعتقد صانع القرار انه يستطيع أن يذهب بهذه الرؤية مع هذه المجموعة لأنه أول من ستنقلب عليه، ولن تعمل هذه المجموعة على تحقيق شروط أو مطالب رئيس الجمهورية بقدر ما ستسعى لتحقيق شروطها ومطالبها هي أولاً, لكن ما استطيع أن أقوله لك: إن الوضع في اليمن من محللين ومن مثقفين ومن جماعات وصلت إلى مرحلة عدم اليقين في رؤية رئيس الجمهورية اذا كان متساهلاً أو لا، وأيضاً وصل إلى مرحلة عدم اليقين في المؤسسات وفي القرارات وفي الأفراد, هذه الحالة هي واحدة من أخطر الحالات التي تواجه أي شعب وتواجه أي وضع وأي حكومة ويستغلها الطرف الآخر لزيادة مثل هذا التوتر، بل ويستغلها الطرف الآخر لجعل كثير جداً من الجماعات التي كانت تقف ضد جماعة الحوثي أو محايدة, تنضم إلى هذه المجموعات لان الدولة غير قادرة على حمايتها وفاشلة ولن تستطيع أن تقدم أي حماية أو حلول لهذه المجموعات التي تقف مع الدولة وهذا بالنسبة لوضع جماعة الحوثي هو يعتبر وضعاً مثالياً لتحقيق مشاريعها.

التحالف الحوثي- المؤتمري حقيقة واقعية..

*ما مدى صوابية القول بوجود تحالف بين الرئيس السابق صالح أو النظام السابق وهذه الجماعة، الهدف منه تحقق الجماعة أهدافها ونظام صالح يتمكن من تصفية حسابه مع القوى الأخرى التي أزاحته عن السلطة؟


ـ عملية سيطرة الأحزاب أو كونترول الأحزاب مع أعضائها في الجانب اليمني مازالت عملية ضعيفة جداً جداً، حرية الأشخاص أو الجماعات داخل الأحزاب اليمنية مازالت لها الصوت الأعلى في تصرفات كل الأحزاب وتستطيع كثير جدا من الجماعات أو الأفراد داخل هذه الأحزاب أن تتصرف دون العودة إلى هذه القيادات.. ما سمعنا عنه في الفترة الأخيرة من تحالفات جماعة الحوثي مع مجموعة من المؤتمر هي حقيقة واقعية وخاصة مع الجناح القبلي التقليدي الذي له مشكلات وثارات كبيرة مع عائلة بيت الأحمر وخاصة في منطقة عمران وهذه المجموعة كان تحالفها مع مجموعة الحوثي كتحالف انتقامي من المجموعات السابقة، ربما ظنت هذه المجموعة المؤتمرية أو المجموعات الأخرى أن جماعة الحوثي ستعمل على إعادة الحق أو على إعادة تنصيب هذه المجموعات التي انضمت إليها بسبب تحالفها مع مجموعة الحوثي ولكني استطيع أن أؤكد لك أن الأيام القادمة ستثبت لك، خطأ هذه المجموعات المؤتمرية أو غيرها من أن جماعة الحوثي ستلبي مطالب هذه المجموعات التي انضمت إليها إنْ لم تكن من هذه المجموعات التي انضمت إلى الحوثي تؤمن إيماناً كاملاً وتنخرط في المشروع الحوثي، فلن يكون لها أي موقع في الحياة السياسية القادمة.

* مواجهة الخطر الحوثي..

*كمحلل سياسي كلمة يقدمها الدكتور نبيل الشرجبي للقوى السياسية على الساحة اليمنية لإنقاذ المشروع الوطني الذي يواجه مثل هذه المشاريع الصغيرة؟

ـ في الأول؛ أنا لا استطيع أن أوجه رسائل ولكنني استطيع أن أوجه مئات من رسائل العزاء لهذا العنف ولهذا القتل الذي يحدث على الساحة اليمنية, لكنني اطلب في الأول أن يتم عقد اجتماع لوضع رؤية جديدة واقعية تتعامل مع هذا الخطر الجديد, الشيء الثاني: أن يكون لدى الدولة قدرة على مواجهة أي خطر قادم لهذه المجموعات وفي نفس الوقت اطلب من جماعة الحوثي أن تقوم بتحكيم العقل والضمير اليمني وان تضع كامل شروطها على طاولة البحث ليتم النظر والبحث فيها والاتفاق على ما يمكن الاتفاق عليه وجعل المشروع السياسي القادم أو المنافسة أو الصراع السياسي هو المتحكم الأساسي في العملية السياسية وإلا فإن اليمن بكاملها ستخسر ودائرة العنف ستكبر ودائرة القتل ستتوسع أكثر وقبل هذا وذاك يجب على الدولة من اليوم أن تقوم بوضع خارطة أمنية باستشعار مكامن الخطر أو مكامن الانفجارات والاحتكاكات العسكرية والاجتماعية القادمة، لتبدأ بالتواجد فيها قبل أن ينفجر الوضع، وأنا في اعتقادي إذا توصلت الدولة لهذه الخريطة ربما سنقلِّل إلى حد كبير جداً من درجات العنف, الأمر الذي قد يسمح لكافة الأطراف من الجلوس على طاولة التفاوض للاتفاق على ما يريد كل طرف تحقيقه.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد