تنبأ بفشل الحوار الوطني وتحدث عن مؤامرة الخارج ضد اليمن..

الشيخ/ عدنان القاضي في حديث مع الجمل قبل استشهاده عام 2012

2014-07-11 14:32:16 حوار

هذه مقتطفات من حديث جرى بين الصحفي/ عبدالرزاق الجمل والشيخ/ عدنان القاضي- الذي قتل في غارة أميركية في قرية السرين بسنحان محافظة صنعاء, نشرها الزميل/ الجمل- في صفحته على الفيس بوك- وقال إنها تمت عام 2012م لمعرفة إلى أي مدى كان عدنان يقرأ ما يجري بشكل صحيح.. وأكد الجمل أن هذا الحديث أجراه معه قبل عشرين يوما من مقتله..

نص الحديث:

مؤتمر الحوار ومصالح الخارج

يرى الشيخ/ عدنان القاضي, أن الحوار الوطني الشامل يمثل حلاً للأزمة اليمنية بالفعل، لكن شريطة أن يكون في إطار الشريعة الإسلامية، وأن يكون خارج أي تدخل إقليمي ودولي، أما حين يكون الحوار الوطني الشامل من مقترحات الخارج الإقليمي والدولي، وبرعايته وتحت إشرافه أيضا، فلن يهتم به ذاك الخارج إلا من زاوية مصالحه، ومصالحه لا تلتقي مع مصالحنا عند أية نقطه.

قلت له "لكن من صالح هذا الخارج الذي تتحدث عنه أن يبقى اليمن موحدا ومستقرا، على اعتبار أن الفوضى والانفصال سيوجدان بيئة خصبة لنشاط تنظيم القاعدة الذي لا تهتم أميركا في اليمن بغيره؟".

قال "إن هذا بالفعل ما يقوله الخارج، بالذات الولايات المتحدة الأميركية، لكن ما يقومون به على أرض الواقع يقول العكس، وسأخبرك لماذا:

أميركا يا أخي تعتقد أن مشاكل الشمال لن تُحل، بل لا نهاية لها، وأن التهديد الإقليمي والدولي من الشمال غير موجود، بل إن من صالحها بقاء أوضاع الشمال بهذا الشكل، مادامت قادرة على السيطرة على الفوضى فيه واستثمارها وإدارتها، والأميركيان الآن يصنعون انفلاتا أمنيا بطريقة تؤمّنهم من نتائجه ومن تأثيره على الوضع في الجنوب".

انفصال الجنوب

وأضاف عدنان" إن انفصال الجنوب عن الشمال هو ما تعمل له أميركا، أو ما ترى أنه سيصب في خدمة مصالحها، وأميركا لن تتحدث عن هذا السيناريو ولن تعمل له بشكل مباشر، لكنها ستُوصل اليمنيين إليه كحقيقة وأمر واقع، وعبر ما كان اليمنيون يعولون عليه لحل مشاكلهم".

سألته: لكن كيف:

أجاب: "أولا.. عن طريق الحوار، وإلا ما معنى أن تكون القضية الجنوبية هي القضية الأولى في حوار محكوم عليه بالفشل؟. إن فشل عبد ربه منصور هادي في مهمته يعني ضرب المشروع الوحدوي في الدولة الاندماجية، على اعتبار أنه ورئيس الحكومة ووزير الدفاع جنوبيون، ويذهب إلى أن هذا هو ما تريده أميركا في حقيقة الأمر".

ويضيف: "وإذا قضى الأميركان بعبد ربه منصور هادي على فكرة الوحدة الاندماجية فإن الجنوبيين مهيؤون نفسيا لدولة مدنية علمانية ".

سألته: لكن كيف ستضمن أميركا عدم وصول فوضى الشمال إلى الجنوب؟.

أجاب: هذا ما كنت سأقوله في "ثانيا":

ثانيا: "إذا كان انفصال الجنوب عن الشمال خيارا أميركيا لحماية المصالح الأميركية فإن حماية الانفصال مسئولية أميركية، وهو ما يفسره التواجد العسكري الأميركي الكثيف في جنوب اليمن، خصوصاً قاعدة العند التي تقول بعض المصادر إنها تأوي ما لا يقل عن ثلاثة آلاف جندي من مشاة البحرية الأميركية، إلى جانب آليات عسكرية وتقنيات متطورة، وحتى لا يتحرك الشمال للجهاد في الجنوب بعد الانفصال إن بنت أميركا لها قواعد عسكرية هناك، فقد بدأت بالتواجد من الآن، حتى يصبح ذلك أمرا واقعا، وسيتقبله الناس مثلما صاروا يتقبلون الوجود الأميركي في الخليج".

المارنز في اليمن

ويضيف: "ولأن أميركا تدير كل هذا من العاصمة صنعاء، فقد أرسلت قوات من مشاة البحرية الأميركية لحماية سفارتها، وكان الأصل، إن عجزت الحكومة اليمنية عن حماية السفارة، أن تسحب أميركا بعثتها الدبلوماسية لا أن ترسل مزيدا من قوات المارينز لحمايتها، لكن ضرورة وجود السفارة اقتضى وجود حماية عسكرية أميركية، أما الوجود العسكري الأميركي الفعلي فهو في جنوب اليمن".

ومن هنا يعتقد عدنان القاضي أن جهات على صلة بنظام الرئيس عبد ربه هادي قد تكون هي التي سهَّلت عملية اقتحام السفارة، كمبرر للتواجد الأميركي العسكري في صنعاء.. ويتوقع أن يصل المزيد من الجنود الأميركيين إلى العاصمة صنعاء، ولا يحول بينهم وبين أن يكونوا في العاصمة سوى إيجاد المبرر.

ويبدي القاضي استغرابه من فتح أكثر الممرات القريبة من السفارة الأميركية بعد وصول قوات المارينز إليها، إذ كان يُفترض أن يحدث العكس.. ويرى أن أميركا تستفز التنظيم بهذا، حتى يسارع التنظيم بعمليات ضد جنودها في صنعاء، وبالتالي التسريع من مشروعها، كما أن تواجد قوات أميركية في صنعاء سيكون مهما لتهديد أية جهة تسير في اتجاه معاكس للاتجاه الذي يسير فيه مشروع أميركا في الجنوب.

المشروع الأميركي

وبخصوص موقف القوى اليمنية في الشمال إن بدا لها من أميركا ما لم تكن تحتسب، يقول القاضي: إن مختلف القوى في الشمال لا تملك سوى الانخراط في المشروع الدولي المشار إليه، فالقائد العسكري المنشق علي محسن، إن خرج من السلطة سيصطدم بعدد كبير من الأعداء، أنصار الشريعة، جماعة الحوثي، قوى الحراك، وخصومه في النظام السابق.

أما نجل الرئيس السابق أحمد علي، فإذا خرج من السلك العسكري، وهو في نظر المجتمع لم يتورط في الصراعات المتوالية، بالإضافة إلى أنه لا يزال شابا، فقد يكون له مستقبل سياسي، وليس من صالحه العمل في اتجاه معاكس للمشروع الأميركي.

الحوثي ورقة ضغط

وبالنسبة للحوثيين فأميركا لا تريد أن تضغط عليهم أصلا، وإنما بهم، لكنهم يعرفون أثر الضربات الجوية الأميركية، هذا إن لم تجد أميركا في إقامتهم لدولة في الشمال مبررا لإيجاد قاعدة عسكرية أميركية في جنوب المملكة العربية السعودية.

ويعتقد القاضي أن القاعدة هي الجهة الوحيدة التي جربت معها أميركا كل وسائل الضغط، من قصف، وتجفيف منابع الدعم، وحرب فكرية وإعلامية، لكن دون جدوى. وهي الجهة الوحيدة التي تقف ضد المشروع الأميركي في جنوب اليمن وفي شماله، بل وفي العالمين العربي والإسلامي، ومن هنا أيضا يصرّ التنظيم على التواجد في الجنوب بشكل أكبر، وتصر أميركا على إخراجه منه.

 

ويختتم حديثه: إن كان هذا السيناريو خاطئا فهذه مشكلتي أنا، لكن أروني ما هو السيناريو الصحيح، ومن ثم ندع الحكم للأيام.

وحين سألته عن إمكانية نجاح الحوار الوطني القادم قال لي: إن نجح الحوار أو تم في موعده بشكل طبيعي فتعال احلق لحيتي..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد