"كهرباء ومياه وصحة وطُرق" مطالب أساسية للقرية..

"العفّاج" بمضاربة لحج.. سكان يشربون الماء المالح ويعيشون في الظلام

2014-07-10 04:28:52 تقرير/محمد المسيحي

يعيش أهالي قرية "العفّاج"- التابعة إدارياً لمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج- ظروفاً قاسية وصعبة ازدادت تردياً مع حلول شهر رمضان المبارك الذي تزامن مع انقطاع الكثير من الخدمات في المنطقة وخصوصاً في جلب المياه الذي أصبح أكثر عبئاً على النساء اللواتي يحملن من أماكن بعيدة ومتفرقة وعلى رؤوسهن أو بالوسيلة القديمة بالنقل على ظهور الحمير، فأهالي تلك القرية لحقت بهم المتاعب، ففي قرية كهذه لا صوت يعلو فوق صوت الآمال والأماني؛ أناس كل حديثهم عن المشاكل التي يعانون منها بسبب عزلتهم وغياب الخدمات لقريتهم والتي تزداد يوماً تلو الأخر، وفيها الكثير من الفقراء والمساكين الذين غلب عليهم الفقراء وهناك البعض الأخر من هو مستور الحال لتحسين حال أسرته.

ينتظر الأهالي تنفيذ مشروع المياه الذي مضى عليه عدد من الأشهر وأصبح القائمون عليه في تماطل وغموض ووعود عُرقوبية حتى اللحظة..

 سكان قرية العفّاج لم يفلحوا بشربة ماء من مشروعهم الجديد؛ مقاولون مختفون وسلطات متغاضية، تفاصيل أكثر في التقرير التالي:



مشروع مياه متوقف

ما زال أهالي قرية "العفاج في مضرابة لحج " ينتظرون تنفيذ مشروع المياه رغم تعاقب القائمين عليه وتكرار وعودهم ، الأهالي أيضاً وجهوا عدداً من المناشدات إلى سلطات المحافظة بلحج إلا أن الأمر ازداد إهمالاً ،ومضت الأشهر والمشروع مازال متوقفاً ولم يستكمل المقاول المنفذ مهمته التي التزم بها، ويظل القائمون في تماطل في عدم تنفيذه ويردفون على الأهالي وعود عرقوبية في كل لحظة، فسكان قرية العفاج يعانون في جلب المياه ومن أماكن بعيده وفوق رؤوس النساء أو على ظهور الحمير والقرية في افتقار لعدد من المشاريع، ومصادر المياه التي يجلبوها من أعماق الآبار تأتي من مصادر غير ملائمة وبعضها مالحة بسبب وجود الآبار في أماكن مكشوفة وهذا ما سبب لهم الكثير من الأمراض وخصوصا في شهر رمضان المبارك يستمر النساء فيه بالعمل وجلب المياه وسط أشعة الشمس، كما أن جميع أهالي القرية يقومون بنقل احتياجات المنزل؛ إما على ظهورهم أو على الحمير وهي المساعدة لنقل البضائع ووصولها إلى المنازل.

الحمير وسيلة لجلب الماء

أصبحت الحمير الوسيلة الوحيدة للنقل المياه حيث لا يوجد في المنطقة أي وسيلة جديدة سوى تراكم المعاناة، كل وجهاء المنطقة أصبحوا في انشغال بمصالحهم الشخصية وترك القرية تعاني كل الأمور الصعبة، فالمعاناة يومية في ظل غياب كل الخدمات الأساسية ولهذا السبب جعل القرية معزولة وكأنها ليست من ضمن خريطة اليمن.

القرية تعيش الظلام

خلافاً للقرى التي وفرت لها أعمدة الكهرباء في عموم مديريات محافظة لحج ومناطقها, إلا أن الأمر يزداد تعقيداً لعدم وجود أي خدمة تبشر الأهالي بفرج الخير لا كهرباء ولا مياه ولا طرقات ولا صحة.. قرية خالية من جميع الخدمات، رغم تكرار وعود المعنيين إلا أنها تبخرت وظلت حبراً على ورق, فهي قرية بسيطة متواضعة, ببساطة أهلها الطيبين إلا أن هناك من يريد أن يدمر حواجز الخير فيها ويجعلها تعيش في ظلام مستمر وهذا من أبنائها ومن وثق بهم المواطنون ليجعلوهم رموزاً لهم وتمثيلهم في جميع المشاريع إلا أن الوعود التي قدمت من قبلهم لم يفوا بها لانشغالهم بأمور شخصية أخرى وجمع الأموال لأسرهم لا غيرها، فتلك القرية لم تعرف النور قط, فسكانها يعتمدون على "الفانوس" كسراج ليضيء لبضع الدقائق وينطفئ وهكذا تستمر معاناتهم يوماً تلو الأخر ويعيشون في ظلام.

 مجلس محلي وجوده مثل عدمه

لكل قرية عضوٌ في المجلس المحلي و هو المحرك في تنفيذ المشاريع وسرعة تنفيذها, ففي قرية العفاج يوجد عضو في المجلس المحلي ولكن منذ أن تم ترشيحه وتنصيبه عضواً للقرية لا يرى الأهالي منه أي خير سوى القعود في منزله وأصبح في سبات لا يحرك ساكناً, مشاريع لا يعلم بها واجتماعات متغيب عنها فقط حياته مقصورة بأموره الشخصية وترك أهالي القرية في مزبلة الفساد المستنقع دون أن يراجع نفسه يوماً بما هو مكلف به، وضع كل أهالي القرية ثقتهم فيه ووعدهم بعدد من المشاريع قبل أن يفوز في الانتخابات المحلية ولكن بمجرد أن فلح ذلك اتخذ فرصة وحيدة وهي تلك الوعود العرقوبية, فوجوده كعدمه لا يحرك أي ساكن سوى مواكبة المشاكل وتعددها دون أن يشعر بالخجل.

وحدة صحية بلا أدوية

العجيب في الصحة أنها وفرت "مساعد طبيب" في القرية ووحدة صحية تتبع احد الشخصيات في المنطقة كانت قديماً منزلاً وتحولت إلى وحدة صحية قدمها رجل خير في المنطقة يدعى طه احمد علي سيف، نظرا لظروف الأهالي وصعوبة العيش قدم منزله لسكان القرية بان يكون وحدة صحية لعدم لتوفر مشفى قريب من القرية وكل القرى المجاورة لهم وهب تلك المنزل ليكون معالجاً لجميع الأسر، ولكن الغريب في ذلك أن الوحدة الصحية بلا أدوية وتفتقر لعدد من الأدوية ومهملة لدرجة كبيرة من قبل القائمين بأمورها والصحة في المديرية لم تراقب ذلك العمل الذي أصبح مماطلاً لعدم توفير الأدوية وكذا الدوام المتتالي من قبل "المساعد الطبيب" الذي وجد لمعالجة الأسر الفقيرة والميسورة, فهو مزاجي في جميع أموره لا يصحو من نومه في وقت متأخر وكأن ذلك ليس من مهامه, متغيب عن الوحدة الصحية لا يحضرها إلا في وقت محدد في النهار, أما في أوقات المساء وفي الحالات المتضررة لا ينهض من بيته وهو في حالة نوم وما يلاحظ من قبله انه وجد لتغير المزاج فقط ليس للمساعدة لجميع أفراد القرية ومع مرور الأيام فإذا بالنور يظهر في توفير وحدة صحية حكومية ولكن لم تستكمل حتى اللحظة ومازال المقاول يمارس عملة فيها، فهنا في قرية العفاج الموت إجهاضاً هو المصير من لا يسعفهن الوقت ويسر قدوم سيارات "الانجيز" إلى مشافي المدينة وكذا هو حال باقي المرضى العاجزين عن السير لكن المضحك في الأمر أن تلك الوحدة الصحية المتواجدة في القرية لم ينقذ احد حتى مشفى المديرية "الشط" حالة كحال الوحدة الصحية في القرية فهما أصبحا عملتين واحدة في موت البشرية فقط لا إنقاذهم، فأقصى خدماته تظل موسمية في حملات اللقاح السنوية أو الفصلية, غير أن الأهالي يؤكدون أن وعورة الطريق الواصلة بين الوحدة الصحية وبعض المناطق الأخرى القريبة والبعيدة منه يجعل أفراد حملات التطعيم تلك يؤجّلون يوماً بعد أخر حتى تنقضي الفترة المحددة واللقاحات المتوافرة ما يدفع بالأهالي إلى جلب أطفالهم إلى مراكز أخرى أو وصولاً مشياً على الأقدام إلى الوحدة الصحية الخالية من خدمات العلاج لتلقيح أطفالهم لعدم ضياع فترة التلقيح والبعض الأخر من الأسر ممن يتجاهل اللقاح برمته.

الرحلة والموت

عندما تسال أهالي القرية عن البعد والرحلة بين القرية والمدينة لعدم وجود طريق معبد يربط القرية بالطريق العام المار بخط عدن الحديدة، فهنا تجد الجواب في رحلتهم الشاقة أكثرهم لا يذهب للمدينة إلا وفي جيبه أكثر من 10 آلاف ريال منها مواصلات وأخرى للمأكل والمشرب- حد قول الأهالي، رغم تزايد السعر في السفر من قبل بعض الميسرين ممن لديهم سيارات نقل تجد المعاناة تتفرقع في وعورة الطريق وبعدها ووسط أتربة ورمال وصحراء قاحلة لا يوجد فيها "أنيس ولا جليس" سوى المشقة المتعبة فقط وبعدها عن المدينة مما جعل بعض الحالات المرضية تموت في الطريق لوعرة الطريق وبعدها والبعض الأخر ممن يعاني المخاض قد لا توصل إلى المشفى إلا وقد وضعت الجنين في وسط الطريق هذا مما يلاقوه أهالي قرية العفاج مشقة ومعاناة مستمرة لا تتوقف عنهم وكأنها خلقت ملازمة لحياتهم ووضعهم المعيشي.

أطفال منسيون

أطفال قرية العفاج ليس كالأطفال.. ليس من حقهم اللعب لان حياتهم مهددة بالخطر لعدم وجود أي وسيلة تساعدهم على اللعب أو النهوض إلى مراتب أعلى، وهذا ببساطة لان واقعهم المؤلم اختار أن يطمس حقوقهم وأحلامهم بان يعيشوا طفولتهم ويجعل هم معيليهم توفير قوتهم اليومي فقط.

وبمجرد الاقتراب من احدهم تعرف حقيقة أطفال يعانون بحق، وبالنظر إلى أياديهم المشققة والتي يسيل منها الدم من قسوة الشقاء والمتاعب التي لحقت بهم، وهذا تحدثك عن فقر أسرهم واحمرار وجناتهم يخبرك أنهم من كوكب آخر غير الذي نوجد فيه، همّهم الوحيد قطعة خبز يسدون به رمقهم في درجات الحرارة المرتفعة، لكن لبساهم هو الأخر ينبئك أن أهلهم لا حول لهم ولا قوة, فهم يتأقلمون مع الزمان رغم قسوته وظلم قيادته لهم إلا أنهم صابرون بكل ما يحدث من تقلب وتغيير، فهم لا يجدون أي مكان آخر للجوء إليه سوى الوقوف على مرارة العيش التي كتبت لهم في قريتهم" العفّاج".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد