مشكلة كبيرة تجثم على صدور أبناء الحالمة.

تعز.. خدمات غائبة وكهرباء أسلاك تطارد السكان

2014-07-10 04:22:19 تقرير/ فهمان الطيار

في أحياء محافظة تعز تمتد أسلاك الكهرباء عبر الشوارع وبطريقة فوضوية؛ تبعث على الدهشة.. مئات الأسلاك المهترئة تحملها أعمدة واهنة توصل التيار الكهربائي إلى المنازل حينها تجد أنها تضاعفت معاناة الكثير من الأسر في تعز بعد أن كان ضوء الكهرباء عاملاً رئيسياً للسعادة والراحة في كل منزل تتواجد فيه, أصبح ظلاماً دامساً يملئ قلب تلك الأم التي فقدت فلذات كبدها، وكذلك الأب الذي يسعى لتوفير لقمة العيش الحلال له ولعائلته، بسبب العشوائية المستفحلة في الآونة الأخيرة في تمرير أسلاك الكهرباء، والذي يدفع ثمنها المواطن البسيط ولكننا نأمل من "حكومة الوفاق الوطني" تحسين الأوضاع وإعادة النظر إلى كل الجوانب الناقصة الذي تسبب به النظام السابق وفرض رقابة على الجهات المعنية كلاً في مجال عمله..

إذ لا يمكن القبول بما يعانيه سكان تعز من عشوائية امتداد أسلاك الكهرباء التي لا تكاد تخفى عن الأعين حيث لا يمر وقت طويل حتى نسمع ونرى إزهاق تلك النفس البريئة المفترسة التي ندفع ثمن افتراسها أجراً شهرياً، بالإضافة إلى تلف الإلكترونيات نظراً للقانون الثابت (طفي ، لصي).. حتى نصل إلى ناتج لا يحمد عقباه والمحزن من ذلك أن الجهات المعنية في وزارة الكهرباء وبالأخص مؤسسة الكهرباء تنظر إلى مثل هكذا حوادث بكل بساطة وبرودة دم..

كما أنها لم تتوقف كتابات الصحفيين حول موضوع الكهرباء الذي اصبح في حد ذاته يهدد أمن وسلامة المواطن والقنوات الفضائية تضج بالحوادث الموحشة ونقل أنيين المواطنين ما بين برنامج وأخر بصورة مستمرة ..

رفض غير مباشر

ونحن نبحث في نقل الحقيقة وإيصال الجوانب الغامضة لكل من يخصه الأمر إذ أننا فعلنا ما علينا حاولنا التوصل مع الجهات المعنية ولكننا نجد رفضاً غير مباشر.. كل شخص يوجهك إلى الأخر حتى تشعر وكأنك لعبة بين أيديهم... وكما تحس بعدم اللا مبالاة .. وكذلك المكاتب لا يتواجد فيها سوى الموظف البسيط "السكرتارية" وإعطاء الوعود فلم نجد الملجأ سوى القلم والورق للبوح والتصريح للعلهم يقرأون إن كان لديهم أعين..

وأكثر ما فوجئنا رفض مدراء المستشفيات الحكومية بإعطائنا معلومات عن الإصابات التي يتلقونها ومعلومات بسيطة لا تدخل في اطار السياسة لكونهم يتهربون من السياسة عبر الصحف حد قول الأخرين.. لكننا حاولنا جاهدين وهذا ما توصلنا إليه من معاناة المواطنين ومحاكاة الواقع رغم خوفهم من التعسفات التي قد يلاقونها بسب الإدلاء بأقوالهم ... وإليكم الحصيلة:

حديثي سأبتدئه بقصة

"الدكتور عبد الحكم عون" "رئيس قسم الطوارئ" في "مستشفى الأمل" بتعز بدأ حديثه بقصة محزنة للغاية في شأن الكهرباء وتمديدها بشكل عشوائي قال: لدي قصة يوجد أمرأه مطلقة ولديها ولد وكانت تراه ضوء الحياة لها وفي أيام الصيف أيام هطول الأمطار صعد ولدها على سطح المنزل وسلك الكهرباء الضغط العالي متدني إلى درجة انه يلامس السطح وكان السطح مبتلاً بالماء فصعقته الكهرباء وتركته جثة هامدة تقلبها الأم بين أحضانها وسمعنا صراخها ودويها يملأ أرجاء الحارة وتقول ولدي لن يموت ولدي حي أليس كذلك ونحن نهدأ من روعها ونقول لها سيكون كل شيء بخير لا حول ولا قوة إلا بالله

ويضيف "عون": تأتي إلينا حالات مصابة بالكهرباء بشكل متكرر قبل أسبوع كان أحد العاملين يعمل نجار وبينما هو يعمل على السطح ولم ينتبه لسلك الممتد مكان العمل فإذا به يصعق فجأة فرمت به الكهرباء من الدور الثاني إلى الأرض فتم إسعافه إلى هذا المستشفى وهذا كشف لدينا بالإصابات التي نتلقاها متسائلاً " هل تريد أن أريكم بالحالات السابقة التي تم نقلها إلينا وفتح كشف المرضى وكان هناك الكثير من الحالات.

لولا لطف الباري

تلمح العشرات من الأسلاك الممتدة على الأرض بسبب قوة تيارات الهواء التي تسببت في انقطاعها، بل أن مرور السيارات المرتفعة نسبيا يتسبب في بعض الأحيان إلى حوادث خطيرة على صحة الإنسان والمجتمع حين تلامس سقوف السيارات الأسلاك، معرضة الإنسان والحيوان على السواء إلى الخطر لم يكتفي عون" بالحديث قائلاً:

قبل يومين كنت ماشي بسيارتي ومحمل عفش على سطح سيارتي وتلقيت موقفين لأسلاك الكهرباء الممتدة بشكل عشوائي لولا لطف الباري كان احد أصدقائي يمسك بالعفش فصاح بصوت عالي وأوقفني وإلا كانت ستحل الكارثة .

وآخر كلامه وجه رسالة للجهات المعنية المجلس المحلي ومؤسسة الكهرباء ووزارة الكهرباء بأن تلفت نظرها إلى مثل هذه الأمور التي لا تحتاج إلى بذل جهد أكبر, بينما مشكلتها وخطورتها أعظم.

القنبلة الموقوتة

الأستاذ محمد قائد عبادي – مدير مخازن للكتب المدرسية – من سكان حي جبل جره يبدأ حديثه قال: هذه الأسلاك تشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين لأنها دائماً ما تكون من الضغط العالي ومعظم الأطفال يلعبون بالقرب منها, متجاهلين مدى خطورتها عليهم فيجب على مؤسسة الكهرباء التدخل الفوري ووضع وسائل السلامة وتجنيب المواطنين من المصائب وحفاظاً على منظر وجمال المدينة .

وأضاف" هذه الأسلاك بمثابة القنبلة الموقوتة على سكان الحي المتواجدين بالقرب منها, مطالباً مؤسسة الكهرباء والجهات المعنية ممن يهمهم الأمر بإيجاد حل فوري لهذه المشكلة خاصة وأن معظم الأحياء تتواجد فيه هذه الأسلاك المتدنية والضغط العالي بشكل مفجع, متابعاً في بعض الأحيان تصبح الأسلاك لعبة بيد الأطفال لأنها في متناول أيديهم، فيعمدون إلى قطعها كنوع من المشاكسة التي يبديها بعضهم إلى البعض الآخر.

لا نزال نسمع الكثير عن صدمات الكهرباء

وتابع: كنا نصلي صلاة الجمعة في مسجد الحارة التي نسكن بها بالمركزي وبينما نحن على وشك مغادرة المسجد كان هناك سلك متدني قريب من الدرج مسك احد الجيران وحملناه على السيارة وتم إسعافه إلى مستشفى الثورة وقاموا بإجراء اللازم حيث انهم توصلوا إلى بتر رجليه وما زالت حالته مستاءة وتم المقابلة معه في بعض الوسائل الإعلامية ومنها قناة أزال..

ويضيف: عندي صديق يسكن في حي جبل جره أصيب بضربة كهربائية كادت أن ترديه قتيلاً وتم نقله إلى المستشفى وإنقاذ روحه ولا نزال نسمع الكثير عن صدمات الكهرباء ومصارعتها مع الروح البشرية.. بسبب عشوائيتها ولكن نأمل من الحكومة الجديدة النظر إلى هذه القضية التي قد تسبب الكثير والكثير من الحوادث المفجعة

رسالة

طالب عدد من سكان أحياء مدينة تعز برسالتهم التي وجهوها إلى مؤسسة الكهرباء والجهات المختصة بالنظر إلى أسلاك الكهرباء الرئيسية والأسلاك الممتدة عشوائياً والواقعة في منتصف الأحياء السكنية بمدينة تعز حيث إن معظمها مكشوفة وقد تشكل خطراً كبيراً حد قولهم على سكان هذه الأحياء والمتواجدين بالقرب من تلك الأسلاك وعلى الأطفال الذين يقومون باللعب بالقرب منها خاصة وأنها تمتد على اسطح المنازل ومتدنية على الأرض بالقرب من الأطفال.

وإلى وزارة الكهرباء كانت رسالتهم: يكفي ما وقع من حوادث وإصابات إلى الآن.. فلا مزيد من الصراخ والأنين نأمل منكم بكل ما تستطيعون من جهد الإشارة إلى مؤسسة الكهرباء لتفقد الأسلاك الممتدة على أسطح المنازل والقريبة من نوافذها وأيضاً الأسلاك المتدنية على الشوارع وإعادة تمريرها بشكل آمن وسليم يعطي للمواطن حق التمتع بهذه الخدمة الضرورية بشكل يحفظ سلامة الجميع.

ليس هناك عمل منظم

وبحسب مصدر من مؤسسة الكهرباء، فان شحة الكهرباء بمحافظة تعز تمثل مشكلة كبيرة تجثم على صدور أبناء تعز وخصوصا بعد أن وصلت ساعات القطع أكثر من ساعات "ولوعها" لليوم الواحد في بعض الأوقات، مما يجعل من الأسلاك أمراً لا مفر منه للحصول على التيار وتمديدها من قبل المواطنين بشكل عشوائي من خطوط أخرى لكونها متواجدة في خط وخط آخر لا توجد فيه.

وأضاف" ليس هناك عمل منظم بهذا الصدد، فكل بيت يمد سلكه بمحاذاة الجدران والأعمدة وما أن تبتعد عن البيت حتى يصعب عليك متابعة السلك الخاص بك بسبب تداخله مع آلاف الأسلاك الممتدة".

غياب الرقابة الحكومية والبيئية يزيد من مخاطر الأسلاك لاسيما وان الجميع يعتقد انه لا حاجة لصرف تكاليف إضافية لتنظيمها طالما أن الحكومة والجهات المختصة غير مهتمة.

وينهي حديثه" الحقيقة عكس ذلك، فهذه الأسلاك ستبقى لسنين أخرى قادمة، ولنا أن نتصور كم من الضحايا يتوقع المرء إذا استمر الأمر على هذا المنوال".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد