سياسيون: التعديلات لا تلبي طموحات الشعب

2014-06-17 11:43:04 استطلاع/ماجد البكالي

يجمع اليمنيون أن التغيرات الوزارية التي حدثت في إعفاء وزراء وتعيين وزراء جدد ليس هو المطلوب الذي يبحث عنه اليمنيون، كما يرى المواطنون أن وزراءً كان من المفترض أن تأتي عليهم قرار الإعفاء عن مهامهم خاصة بعد ثبوت فسادهم وضياعهم للمؤسسات..

 "أخبار اليوم" استطلعت أراء اليمنيين وانطباعاتهم حول القرارات الرئاسية الجديدة قبل أيام.. فإلى الحصيلة:


تغيرات لا تلبي الطموحات الشعبية

في البدء اعتبر فؤاد البحيري التعيينات الجديدة للحكومة خطوة جيدة ولكنها تغييرات محدودة وجزئية ولن تلبي تطلعات وطموح اليمنيين من حيث كمها أما كيفها, فهو ما سيتضح من خلال أداء الوزراء الجدد الذين تم تغييرهم والذين نتمنى ويتمنى كل يمني أن يخدموا الوطن والمواطن وأن يتحلوا بالمسئولية الوطنية.. وهذه التغيرات شملت وزراء شاع فسادهم وثبت عجزهم عن تقديم الخدمات التي يريدها المواطن أو عن تنفيذ السياسات والاستراتيجيات التي تخدم الصالح العام.

كان الأحرى إعفاءه

من جانبه يرى مطهر القرضي أن تطلعات اليمنيين كانت بأن يكون وزير الدفاع في أول قائمة من يجب إعفائهم من مهامهم بل ومحاسبتهم على تقصيرهم في أداء مسئوليتهم الوطنية, سواء بفساد مالي تناولته كل وسائل الإعلام وتحدث عنه الجميع- عسكريون ومدنيون- أو بالإضرار بالقوات المسلحة وتوجيهها بقرارات سلبية وفاشلة أضرت بالمؤسسة العسكرية وأضاعت هيبتها وجعلتها هدفاً ومسرحاً لكل عابث أو إرهابي , فقدت المؤسسة العسكرية في عهده الآلاف من رجالها, ونُهبت أسلحة ومخازن, وتعرضت المسكرات والنقاط العسكرية, ووزارة الدفاع جميعها تعرض للقتل والنهب.. سقوط وتضحيات وخسائر وفساد لم تتعرض له المؤسسة العسكرية منذ ثورة 26سبتمبر1962م.. يعرف كل جندي ومواطن أن وزير الدفاع غير أهل للقيادة ولا جدير بها وأنه عدو لهذه المؤسسة لا خادم ولا قائد لها وكان الأجدر والأولى برئيس الجمهورية الذي يتهمه كل اليمنيين أنه يعلم كل هذه المعلومات التي يعلمونها بل وأكثر يتهمونه بالتواطؤ مع هذا الوزير تواطؤاً غير مرغوب ولا مرحب به لأنه مضر بمصير الوطن برمته.

علمتهم الحياة

الحياة وكثرة المعاناة علمت اليمنيين أن المسئولين الحكوميين والحكومات المتعاقبة تغدر بطموحاتهم وتصادر آمالهم وتطلعاتهم وأن الأشخاص قبل بلوغهم المناصب طيبون ويرفعون برامج وشعارات الوطنية والمواطن والوطن, وبعد بلوغهم المناصب يتعرضون لمسخ كلي وما يشبه عملية الفرمتة لكل أفكارهم وبرامجهم السابقة إلا ما ندر فيكون في حكم الصدفة أو القدر ذلك, ما أكده محمد سيف الفقيه على أن اليمنيين اليوم أضحوا يؤجلون فرحتهم بتعيين أي شخص حتى وأن عرفوه أنه كان جيداً أو وطنياً ولم يعودوا يؤمنون بثقافة ولا سلوك ما قبل المنصب وينتظرون الأداء لهذا الوزير أو ذاك خوفاً من تكرار ما عانوه مع وزراء كُثر فرحوا قليلاً عند تعيينهم كوزراء أو مدراء ثم بكوا كثيراً عندما لامسوا الأداء لمن وثقوا بهم وتجرعوا مرارة وويلات وسوء أداء من دعموهم بالأمس, مشيراً إلى نماذج عدة يتحدث عنها اليمنيون ويضربون بها المثل في التحول من الإيجابي إلى سلبي تام, وتندر نماذج التحول من السلبي إلى الإيجابي.

المحاصة

عبد الله الهبوب أوضح أن معاناة المواطن اليمني المستمرة طوال 3سنوات والتراجع المخيف في الاقتصاد الوطني وسوء الأداء الذي تعانيه غالبية مؤسسات الدولة مؤشرات خطيرة اقتصادية وإدارية تحدثت عنها ووثقتها تقارير دولية ومحلية, وهو وضع جاء كنتيجة للمحاصة الحزبية للوزارات ومؤسسات الدولة محاصصة ربطت أداء المؤسسات بسياسات وتوجهات الأحزاب بقصد أو عن غير قصد فكان كل شيء سلبي وما وصلت إليه اليمن اليوم إلا نتيجة لذلك, موضحاً أنه كان الأجدر بالرئيس هادي ومستشاريه التنبه لهذه القضية المحورية والأساسية قبل إصدار أي قرارات, وإدراك أن تجريب المجرب الذي ثبت ضرره يعد مخاطرة ,وأن يكون أي قرار مبنياً على معايير مهنية وموضوعية تحقق النفع العام للوطن والمواطن لا مبني على معايير المحاصة الحزبية التي ثبت فشلها الذريع. وبالتالي فإن النتيجة ستكون بلا شك سريعة أو بطيئة هي الفشل لأي تغيير لا يقوم على الكفاءة والمسئولية الوطنية.

وتعقيباً لذلك؛ فإن استمرار طغيان المحاصصة الحزبية على التعديلات الوزارية وغيرها من القرارات الجمهورية وعدم اعتماد الكفاءة في قرارات كثيرة والمسئولية كمعايير هامة لشغل المناصب الإدارية والقيادية في الحكومة؛ مخاطرة بمصير وطن واستمرار لمعاناة المواطن وعدم توفير لخدماته ومتطلباته ولا تلبية لتطلعاته..

بعد النار و الدخان

محمد العنزة : يرى أن صدور قرارات التعديلات لحكومة الوفاق الوطني لم تولد إلا بعد أن اشتعلت شوارع وأحياء أمانة العاصمة بالنيران وقُطعت بالحواجز المختلفة, وامتلأت سماؤها بالدخان وأضحت الحياة في العاصمة السياسية أشبه بالفوضى المرشحة للانقلاب على نظام الحكم.

 واعتبر العنزة أن مثل ذلك تعاطي يغرس في نفس المواطنين أن رئيس الجمهورية لا يفهم الحقائق ولا يلبي معاناة المواطن إلا بعد أن تشاع الفوضى وتصبح مهددة لمقره وكرسي حكمه, فطوال عامين مضت لم يقرر عزل وزير فاسد. وأشار العنزة إلى ما نشرته تقارير رسمية عن فساد وزراء من قِبل المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني بإجراء تعديلات وتغييرات لحكومة الفساد بما يلبي المصلحة العامة للشعب ولم يفعل ذلك.. مُعطيات وأسباب عدة تدفع بأي متابع للحكم بأن هادي الذي تلافي الأوضاع هذه المرة في لحظات حرجة ومحرجة له بتعديلات وزارية في حكومة الوفاق كان الأجدر به فعلها قبل حدوث الفوضى..

ويبقى أن المواطنين لن يصمتوا بعد ذلك على مطالبهم ولن تفيد حينها أي قرارات بعد خروجهم للشارع أو إشعالهم للنيران فإنها لن تنطفئ بقرار يسكتها بعد طول معاناة وكثرة ضرر.

تفاؤل لا ينتهي بخير!

الشيخ/مجاهد ناصر الدباء مُدير عام مصلحة شؤون القبائل قال: إن المؤسسات الحكومية والوزراء الجدد بأمس الحاجة إلى العمل على تغيير هذه النظرة بل المعتقد الذي أضحى سائداً لدى عامة اليمنيين, وجدير بهم وكل مسئول حكومي العمل على تغيير هذا المعتقد والذي بلا شك أثر سلباً على ثقة الناس بالجهات الحكومية بدءاً من الحكومات نفسها, مؤكداً على أن تحقيق هذا التغيير لن يتأتى بحملات دعائية ولا بترويج شخصي وإنما من خلال أداء صادق ومسئول للمسئول الحكومي بدءاً من الوزير مروراً بالمحافظين ومدراء العموم والمدراء التنفيذيين, يتحلى الجميع أو الغالبية منهم برقابة لله ورقابة ذاتية ويعون حجم الخطر الذي يهدد وطنهم نتيجة للأداء السلبي المليء بالفساد والعشوائية وعدم رعاية والحرص على المصلحة العامة, مُشيراً إلى أنهم أن تحلوا بذلك واقعاً سينعكس في أدائهم بلا شك وسيلمسه الناس وبالتالي سيتغير معتقد وثقافة العامة عن المناصب الحكومية وعن المسئول العام.

وأثناء لقاءنا مع المواطن يصرحون دائما: مع كل تغيير حكومة أو مسؤول يعقد الناس خيراً ويتوقعن بتطور في الحياة لكن بمجرد مرور أسابيع أو أشهر يرون ويلمسون واقع مختلف تماماً ومعاناة متنوعة, ناتجة عن ممارسات لا تخدم الوطن ولا المواطن, مثلت تلك السمة الغالبة على غالبية التغييرات الحكومية ولكثرة تكرارها أضحى المواطن اليمني يعاني عدم الثقة بل واليأس من أن أي تغييرات للأشخاص قد تخدم الوطن أو المواطن نتيجة لتجارب متتالية ومعاناة حقيقية لمسها الناس وذاقوا مرارتها.

قد يأتي القدر ينقذهم

في ضوء الواقع وما يطرحه اليمنيون من أراء حول التعديلات الوزارية لحكومة الوفاق, فالعامة متفائلون بأن يصدق الوزراء الجدد مع المواطن والوطن ويعملون على تلبية وتقديم الخدمات التي يحتاجها اليمنيون وبشكل مسئول ووطني, لكنهم أضحوا يؤمنون ليس بتغيير الشخصيات لأنهم يرون الحكومات المتعاقبة عابثة ومهمتها الفساد والإفساد وإهدار وسلب المال العام, ذلك هو الانطباع العام, لكن الجميع يرددون المثل الشعبي القائل :"من مشناقة إلى مشناقة فرج".. معولين على ضربة حظ أو تدخل للقدر قد ينقذ الناس مما هم فيه أو يرفع عنهم جزءاً من معاناتهم التراكمية المستمرة, فهل يعي الوزراء والمسؤولون في بلادنا هذه الحقائق؟..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد