قلل مراقبون سياسيون ممّا ستحققه اللجنة الرئاسية التي وصلت يوم أمس إلى محافظة صعدة، المكلفة بالتفاوض مع عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي المسلحة، لنزع سلاح جماعة الحوثي لتحقيق مطلبه المتمثل في المشاركة في أي تشكيل حكومي قادم وأوضح المراقبون في حديثهم مع "أخبار اليوم" مساء أمس أنه من غير الممكن أن تحقق هذه اللجنة الرئاسية ـ التي تضم في عضويتها كلاً من اللواء الركن/ ناصر عبد ربه الطاهري، رئيس عمليات وزارة الدفاع اليمنية واللواء/ جلال الرويشان رئيس جهاز الأمن السياسي، وعبدالملك المخلافي الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري ـ أوضحوا أنه من غير الممكن أن تُحقق هذه اللجنة أي نتائج فيما يخص نزع سلاح جماعة الحوثي, خاصةً وأن الرئاسة اليمنية لم تطلب من الحوثي قبل بدء هذه المفاوضات ــ حتّى ــ إنهاء الحصار الذي تفرضه مليشياته المسلحة على مدينة عمران ولو كبادرة حُسن نيّة..
واعتبر المراقبون ذهاب اللجنة في هذا التوقيت وقبل أسبوع فقط من اجتماع لجنة العقوبات التي شكّلها مجلس الأمن وقُبيل تقديم المبعوث الأممي جمال بن عمر تقريره الدوري لمجلس الأمن، اعتبروا مهمتها إنقاذية لجماعة الحوثي المسلحة كي لا يتم تصنيفهم جماعةً أو أفراداً مُعرقلين لعملية الانتقال السياسي في اليمن، حيث من المتوقع أن يكتفي جمال بن عمر في تقريره بالحديث عن بدء عملية التفاوض مع جماعة الحوثي لنزع سلاح الجماعة وكذا إيجاد مبرر للرئيس هادي وبعض الدول الرعاية لعملية التسوية السياسية في اليمن للضغط على بقية القوى السياسية لقبول مشاركة جماعة الحوثي في أي تشكيل حكومي قادم دون نزع سلاحه بحجة أنه قدم تم تحديد جدول زمني للعملية وبدأت عملية التفاوض..
وأعرب المراقبون عن قلقهم من أن تتحول مهمة هذه اللجنة بموافقة أطراف عليا في السلطة إلى مهمة لتضليل الشعب والرأي العام حول مسألة جدّية السلطة من عدمه في نزع سلاح جماعة الحوثي، محذّرين في الوقت ذاته الرئيس هادي وجميع أطراف العملية السياسية الموقعين على المبادرة الخليجية من قبول مشاركة جماعة الحوثي أو تمثيلها في أي تشكيل حكومي قبل أن يتم نزع سلاحها بالكامل ومغادرة مليشياتها المسلحة من المناطق التي باتت تتواجد وتتمترس فيها وتقيم نقاط تقطُّع ومتارس وتحشد فيها لقتال جميع من يخالفوها ويرفضون فرض سيطرة مليشيا الحوثي على مناطق قبلية في عمران وصنعاء بقوة السلاح دون أن تقوم القوات الأمنية والعسكرية بمنعهم من القيام بهذا العمل..
هذا وكانت اللجنة الرئاسية قد وصلت يوم أمس إلى محافظة صعدة على متن مروحيتين واستقبلهم في مطار صعدة فارس مناع الذي عينته قيادة جماعة الحوثي المسلحة محافظاً للمحافظة قبل أكثر من سنتين والتقى أعضاء اللجنة يوم أمس بالقصر الجمهوري بقيادة السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية بالمحافظة وأبلغتهم بضرورة العمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي من بينها نزع سلاح الجماعات المسلحة, هذا ومن المتوقع أن تلتقي اللجنة اليوم بقيادات جماعة الحوثي.
