انتشارٌ لأكوام القمامة وطفحٌ للصّـرف الصحي وانعدامٌ للديزل والغاز المنزلي

الحديدة محافظة تملؤها المنغصات

2014-04-21 10:01:22 تقرير/ فتحي الطعامي

تعيش مدينة الحديدة عاصمة المحافظة وضعاً مأساوياً على كل الأصعدة الخدمية, فمن انتشار أكوام القمامة في شوارع وأحياء مدينة الحديدة بسبب إضراب عمال النظافة على خلفية مطالبات مالية , مروراً بأزمة الديزل والغاز المنزلي الخانقة وليس انتهاءً بطفح مياه الصرف الصحي في الشوارع الرئيسية والخلفية في المدينة.. هذا الوضع الكارثي أرهق المواطنين في مدينة الحديدة والذين استغربوا من عدم قيام الجهات المسؤولة في المحافظة بمسؤولياتها لإنقاذ أبناء هذا المحافظة ممّا يعانون هذه الأيام..


فمشكلة القمامة المنتشرة بأكوامها الكبيرة في شوارع مدينة الحديدة وحاراتها ما تزال قائمة باستمرار اضراب عمال النظافة بالحديدة والذين نفذوا إضرابهم منذ ما يقارب الأسبوعين؛ الأمر الذي حوّل شوارع المدينة دون استثناء الى مقالب للقمامة .. بعض تلك الأكوام أعاقت حركة السير وأصبحت مصدراً لانتشار البعوض والروائح الكريهة .. وبالرغم من المناشدات المستمرة والوفود المتتالية من قبل المواطنين إلا أن السلطة المحلية لم تعمل على إيجاد حل لهذه المشكلة والتي باتت مؤرقة للمواطنين في المدينة (الحديدة).. فإضراب موظفي عمال النظافة والذي يأتي في غالبه بسبب صراع بين نقابة عمال النظافة وبين إدارة الصندوق والتي تم تغيير 3 مدراء فيها خلال عام على خلفية هذه الصراعات..
وضع كارثي

اليوم وبعد مرور أسبوعين من استمرار الإضراب فإن مدينة الحديدة تسير نحو وضع كارثي صحي وبيئي ينتظر أبناء هذه المحافظة خلال الفترة القادمة؛ الأمر الذي دفع المواطنين في مدينة الحديدة إلى إحراق أكوام القمامة ليلاً خوفاً من تزايدها وتجنُّباً لانتشار الأمراض..

آخرين قاموا بتبني حملة مجتمعية لرفع مخلفات القمامة المتكدسة في الشوارع منذ أسبوعين.. وشارك في هذه الحملة بعض طلاب المدارس والجامعات وكيانات شبابية وعبر بعض من قاموا بتنفيذ هذه الحملة عن أنهم باتوا يعيشون قلقاً بسبب تزايد انتشار القمامة في الشوارع؛ ممّا قد يؤدي الى كارثة صحية؛ خاصةً وأن أغلب مدارس الطلاب في المرحلة الأساسية باتت تحيط بها أكوام القمامة والبعوض والنامس’ الأمر الذي قد يؤدي الى إصابة هؤلاء الطلبة بأمراض الملاريا والضنك وغيرها من الأمراض التي تنقل في مثل هكذا وضع.
اتهامات

في الأيام الماضية ناقش مجلس إدارة صندوق النظافة والتحسين في الحديدة برئاسة المحافظ أكرم عطية مسببات تردي أعمال النظافة وتراكم المُخلّفات في شوارع المدينة بتأثير من إضراب ينفذه بعض عمال ومنتسبي الصندوق. محافظ المحافظة المهندس أكرم عطية وفي اجتماع مجلس ادارة صندوق النظافة أكد على عدم التهاون مع المقصرين من عمال النظافة كون قيادة الصندوق نفذّت أغلب مطالبهم خاصةً وأن المدينة تعيش وضع مأساوياً يزداد يوماً بعد آخر بسبب هذا الاضراب ". واتّهم عطية رئيس وقيادة نقابة عمال النظافة بالحديدة بابتزاز السلطة المحلية والعمل على عدم استقرار الوضع في المحافظة بسبب مطالبهم الكثيرة وإضراباتهم المستمرة. ووجّه المحافظ قيادة الصندوق بإبعاد الأسماء التي تتلقى مرتبات من الصندوق أو مكافآت ولديها مرتبات من جهات أخرى وإعادة العمال المنتدبين في الصندوق من قبل الجهات الحكومية الأخرى للعمل في وحداتهم الإدارة..

مدراء مديريات مدينة الحديدة ( الحالي – الحوك – الميناء ) قاموا بتنفيذ حملة شعبية رسمية لإزالة بعض القمامة من الشوارع الرئيسية في مدينة الحديدة بمشاركة بعض طلاب المدارس والجهات المجتمعية.. مدير مديرية الحوك علي هندي قال (الحملة تهدف إلى تعزيز مفهوم المشاركة المجتمعية في النظافة العامة والإسهام بما يخفف من هذا الوضع الذي تعيشه مدينة الحديدة هذه الأيام بسبب استمرار إضراب موظفي النظافة..
عودة طفح المجاري

وعلى صعيد آخر شهدت العديد من شوارع المحافظة عودة طفح مياه الصرف الصحي بشكل كبير بعد فترة من التوقف في فترة الشتاء.. فشارع جمال أحد الشوارع الرئيسية في مدينة الحديدة وعلى طوله وبمسافة تقدر بـ 2 كيلو تقريبا تمتد فيه مياه الصرف الصحي بشكل مقزز وعمل على إعاقة الحركة وانبعاث الروائح الكريهة بجوار تلك الروائح المنبعثة من أكوام القمامة..

الوضع الذي يعيشه شارع جمال بسبب طفح مياه الصرف الصحي وانتشار بحيراته ليس الوحيد , فحارات غليل والصبالية والدهمية والربصة والزعفران والشحارية باتت تعاني من طفح المجاري؛ الأمر الذي يعيد الى ذاكرة المواطنين في مدينة الحديدة مأساة العام المنصرم وفي مثل هذه الأيام التي عانت فيها المدينة من طفح كبير للمجاري ( الصرف الصحي ), وبالرغم من المعالجات الشكلية التي نفذتها مؤسسة المياه والصرف الصحي خلال الأشهر الماضية إلا أن الوضع ينذر بكارثة قادمة في فترة الصيف ( الذي بدأ بالدخول ) ربما تتحول فيها مدينة الحديدة الى ما يشبه بحيرة مجاري كبيرة خاصة وأن السلطة المحلية ومؤسسة المياه لم تعملا على ايجاد حلول جذرية لحل مشكلة انهيار شبكة الصرف الصحي بمدينة الحديدة..
أزمة نفط خانقة

على صعيد آخر ما تزال محافظة الحديدة تعيش أزمة خانقة للمشتقات النفطية, خاصةً الديزل والغاز المنزلي والذي بات الحصول عليهما يمثل صعوبة كبيرة في ظل الازدحام الكبير الذي تشهده محطات المعنية بصرف هذه المادتين.. هذا الانعدام تسبب في وجود طوابير كبيرة وطويلة من أصحاب السيارات والناقلات التي تعتمد على مادة الغاز بعض تلك الطوابير تظل لمدة تزيد عن 24 ساعة فأكثر..

وقال عدد من أصحاب الباصات الذين يعتمدون على الغاز: إنهم باتوا يعانون من قلة العمل نظرا لعدم حصولهم على مادة الغاز والتي ينتظرون الحصول عليها لأيام عديدة.. من جهتهم طالب اصحاب المزارع في رسالة مناشدة جديدة لهم هذا الاسبوع من السلطة المحلية تحمل مسئولياتهم في إنقاذ محاصيلهم الزراعية التي اوشكت على الهلاك نظراً لانعدام مادة الديزل.
تلف محاصيل زراعية

عبد السلام الطيب رئيس هيئة تطوير تهامة بمحافظة الحديدة أكد أن المحاصيل الزراعية تعيش في هذه الأيام في أسوء مراحلها وأن بعض تلك المحاصيل انتهت بالفعل وذلك لعدم تزويد المزارعين بمادة الديزل والتي يعتمد عليها مزارعو تهامة..

وقال: إن الخسائر التي تعرض لها المزارعون في سهل تهامة منذ أكثر من ثلاثة أشهر كبيرة جداً نتيجة انعدام مادة الديزل وقلة الأمطار بالمحافظة حيث تضرر ما تجاوز 50% من المحاصيل الزراعية التي يتم انتاجها بل إن بعض المزارع أُغلقت تماما وسَرّحت المئات من الأيادي العاملة في هذه المزارع نتيجة تلَف المحاصيل الزراعية والسبب يعود إلى الأزمة التي تعيشها البلاد والمتمثلة في انعدام الديزل؛ ممّا أعاق ريها في الأوقات المحددة بل إن بعض تلك المحاصيل قد تراجَع إنتاجها كما هول حاصل للمانجو في هذا الموسم والذي تراجع إلى أكثر من 50% عن انتاجه في العام السابق كذلك أشجار النخيل تضررت بشكل كبير وسيؤثر ذلك على إنتاجها من التمور في الموسم الحالي.

وأشار إلى أن امتناع المزارعين خلال الموسم الزراعي الحالي عن زراعة القطن ناتج عن عدة أسباب, منها: عدم حصولهم على مادة الديزل وعدم التزام مؤسسة القطن بسداد مستحقات المزارعين من قيمة القطن للموسم الماضي في وقت تسليم المنتج.

هذا الوضع الذي تعيشه المحافظة وعاصمته يحتم على المسئولين في الدولة وفي السلطة المحلية في المحافظة التحرك لإنقاذ المواطنين والذين لم تفارقهم المعاناة منذ عقود من الزمن كما أنهم لم يعرفوا للراحة طعم في ظل تزاحم المنغصات العديد والكثيرة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد