قتل وجرح يوم أمس السبت 18 شخصاً, بينهم عدد من العناصر المحسوبة على تنظيم القاعدة في غارة جوية شنتها طائرة بدون طيار على سيارة كانت تقل مفترضين من القاعدة بمحافظة البيضاء جنوب شرق البلاد.
وقالت مصادر محلية إن 12شخصاً قتلوا بينهم 9 عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة و3 مدنيين فيما أصيب 6 آخرين بينهم شخص واحد محسوب على القاعدة و5 موطنين مدنيين جراء قصف الطائرة الأميركية حين استهدفت سيارة كانت تقلهم في منطقة الحازمية في منطقة المشرع التابعة لمديرية الصومعة بالمحافظة.
وقال مصدر محلي لـ(أخبار اليوم) إن صاروخا أطلق من طائرة أميركية بدون طيار استهدف- عند السادسة صباحا- سيارة شاص موديل 2013م تابعة لعناصر تنظيم القاعدة أثناء مرورها في مفرق الحازمية القريب من منطقة المشرع التابعة لمديرية الصومعة.
وأضاف إن القصف أسفر عن مقتل وجرح 18 بينهم عدد من عناصر تنظيم القاعدة بالإضافة إلى مدنيين من قبيلة (الخشم) كانوا يستقلون سيارة هيلوكس غمارتين بالقرب من سيارة العناصر المحسوبة على القاعدة المستهدفة وأصيب 5 آخرين من قبيلة الخشم وشخص من القاعدة وصفت حالة بعضهم بالخطرة وتم نقل ثلاثة منهم إلى صنعاء والبقية تم إسعافهم إلى أحد مستشفيات البيضاء.
وذكرت المصادر أن التسعة الأشخاص اللذين كانوا على متن السيارة الشاص المستهدفة لقوا مصرعهم جميعاً في الغارة أثناء مرورهم بمنطقة «الحازمية» بمديرية الصومعة، التي تبعد عن مدينة البيضاء عاصمة المحافظة, نحو عشرة كيلومترات تقريباً.
وأضاف المصدر إن سيارة نوع هيلوكس كانت تقل عمالاً مدنيين أصيبت جراء القصف ما أدى إلى قتل ثلاثة منهم أحدهم في طريقه إلى المملكة العربية السعودية للعمل, فيما أصيب ستة آخرين.
وبحسب المصدر، فإن جثث عناصر تنظيم القاعدة تناثرت في كل مكان وإن سيارتهم تفحمت بشكل كلي.. لافتا إلى أن أحد عناصر التنظيم نجا من القصف وتم نقله مع المصابين المدنيين إلى مدينة الصومعة.
وفي سياق متصل قال مصدر محلي" إن مسلحين ملثمين قدموا على متن «باص وسط» في العاشرة صباحا، وأخذوا جثث القتلى المسلحين التسعة والتي كانت مرمية على الأرض منذ أن شُنت الغارة في الساعة السادسة صباحاً".
وأضاف لـ«المصدر أونلاين" إن المسلحين دفنوا الجثث في قبر جماعي في مديرية الصومعة.
وروى أن المسلحين الملثمين الذين قدموا لانتشال الجثث ينتمون إلى المنطقة، فيما نفى آخر وقال إنهم من خارج المنطقة.
وقال المصدر «هذا يشير إلى غياب الدولة في المنطقة.. كان من المفترض أن تأتي الشرطة لانتشال جثث القتلى من أجل التعرف على هوياتهم».
وأضاف إن أهالي القتلى المدنيين انتشلوا جثث العمال الثلاثة، ولم يدفنوا حتى الآن.
ووفقاً للمعلومات الأولية التي أوردتها المنظمة الوطنية لضحايا "الدرونز" قتل على متن السيارة نوع هايلوكس ثلاثة أشخاص على الفور وكانت تقل على متنها عشرة أشخاص، معظمهم من أبناء المنطقة، وهم عمّال بناء.
وأشارت المنظمة إلى أن من قتلوا في الغارة من المدنيين هم: أحمد ناصر الخشم، ياسر علي مسود، صدام حسن الخشم، عبدالله ناصر الخشم" بينما أصيب ستة آخرين بجروح خطيرة، ونقل ثلاثة جرحى آخرون حالتهم خطيرة إلى عدن، وهم" عبدالرحمن حسين، ناصر محمد ناصر الخشم، باسم بريم" بينما لا يزال يرقد هناك في مستشفى الزهراء الجرحى الثلاثة الآخرون، حالتهم أكثر خطورة، وهم" سالم ناصر الخشم، نجيب حسن نايف، والثالث عامل من محافظة ريمة، لا يزال فاقد الوعي لم يتعرف عليه".
وجددت المنظمة استنكارها لاستمرار هذه الانتهاكات الأميركية لحقوق الإنسان وتجاوز القوانين المحلية والدولية، مؤكدةً بأنها لا تعدو أن تكون جرائم ممنهجة ضد الإنسانية، وأن من شأنها أن تكرس للعنف والفوضى والتفريط بالسيادة الوطنية وانتهاك القانون.
ودعت المنظمة الوطنية لضحايا الدرونز، السلطات اليمنية، وفي مقدمتها رئيس الجمهورية العمل على وقف هذه الهجمات فوراً- إن كانت حريصة على كرامة الإنسان اليمني- ووقف نزيف الدم، والاحتكام إلى إجراءات القضاء، وفقاً للدستور والقوانين اليمنية النافذة، في التعاطي مع كل شخص يشتبه بضلوعه في أي فعل مجرّم قانوناً، أو يشكل خطراً على أمن الوطن ومصالحه, كما دعت المنظمة, كافة مؤسسات الدولة ذات الصلة والأحزاب والقوى اليمنية والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية، إلى إدانة جرائم الطائرات بدون طيار في اليمن، والإسراع في فتح تحقيق نزيه ومستقل حول كل الهجمات الأمريكية بطائرات بدون طيار، ومحاسبة المسئولين عنها وتقديمهم إلى القضاء.
وقام أهالي الضحايا المدنيين من آل الخشم بحمل جثث الضحايا إلى مدينة البيضاء, معبرين عن استنكارهم واحتجاجهم على سقوط ضحايا مدنيين خلال الغارة، قبل أن تتدخل وساطة قبلية يقودها الشيخ الرصاص لاحتواء الموقف وتحكيم أهالي الضحايا الثلاثة والمصابين من آل الخشم تمهيداً لتعويضهم .
وزار مدير أمن محافظة البيضاء العميد/ عادل الأصبحي, الجرحى المصابين من آل الخشم بالمستشفى وجه بعلاجهم على نفقه الدولة.
من جهتها اعترفت اللجنة الأمنية العليا بسقوط ضحايا مدنيين في الغارة على لسان مصدر مسؤول فيها خلال البيان الصادر الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ.
وأضاف المصدر إنه نتج عن الضربة مقتل 3 مواطنين وإصابة خمسة آخرين كانوا على متن سيارة هيلوكس تواجدت بشكل مفاجئ بالقرب من السيارة المستهدفة وقت الضربة".
إلى ذلك قال ثلاثة مسئولين في وزارة الدفاع اليمنية للـ(سي إن إن) إن ثلاثة من كبار نشطاء القاعدة كانوا متشددين مشتبه بهم قُتلوا في غارة بطائرة بدون طيار أميركية في اليمن يوم السبت.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسئول رفيع المستوى في وزارة الدفاع قوله: "المتشددون كانوا في مهمة تنسيق ونحن كان لدينا عيون تترصدهم لفترة من الزمن". وقد وصفت وزارة الدفاع الهجوم بالضربة الجوية الناجحة.
وقال مصدر آخر من المنطقة إن الضربة الجوية كانت تستهدف ثلاثة من نشطاء القاعدة المعروفين بارتباطهم بمعسكر تدريب في جنوب اليمن.
وقال المصدر إنه لا يعتقد بأن من بين القتلى أحد من قيادات القاعدة في شبه الجزيرة العربية, وأكد المصدر أن المستهدفين في غارة الطائرة بدون طيار كانوا مُراقبين بشدة لبعض الوقت خلال أنشطتهم في معسكر التدريب.
ووقعت الضربة الجوية بعد انتشار فيديو مؤخرا يُظهر تجمعاً كبيراً لأعضاء القاعدة في اليمن, لكن ليس هناك ما يشير إلى أن هذه الضربة الجوية لها ارتباط بالفيديو، الذي تم تصويره الشهر الماضي.
وقال سالم القشم- وهو شاهد عيان للضربة الجوية- "كانت سيارتنا تبعد حوالي 15 مترا عن السيارة المستهدفة في الهجوم، وقد تطايرت الشضايا على سيارتنا. وما هي إلا دقائق بعد الضربة الأولى إلا وحدثت الضربة الثانية التي قتلت ثلاثة من أصدقائي" وفقا للشبكة الأميركية".
وقال القشم: "ثم ظلت الطائرة بدون طيار تحلق في شكل دائري بعد الهجوم لضمان أن أيا من المتشددين لم يتمكنوا من الفرار".
وقال أحد المسئولين اليمنيين: "من المؤسف وجود مدنيين هناك في الوقت الخطأ, وقد تم نقل أربعة مدنيين إلى العناية الطبية فوراً بعد أن جُرحوا في غارة الطائرة بدون طيار.
