قالت صحيفة أميركية: إن المحللين في وكالة المخابرات المركزية ووكالات مكافحة الإرهاب يراجعون شريط فيديونُشر مؤخراً على مواقع الجماعات الاسلامية بحثاً عن مؤشرات على مؤامرات محتملة.

وأضافت: "واشنطن بوست الأميركية" في تقرير لها بأنشريط الفيديو الذي نُشر مؤخرا يُظهر مجموعة كبيرة من مقاتلي القاعدة، بما فيهم الرجل الثاني في الشبكة الإرهابية، يحضرون تجمُّعاً وقحاً في الهواء الطلق، على ما يبدو كانوا غير مبالين إزاء احتمال تعرضهم لهجوم بطائرة بدون طيار أمريكية.

ونقلت عن مسؤولين أمريكيين: إن الفيديو يُظهر أنه حديث ومُصور بطريقة تقليدية، ورفض المسؤولون الحديث عن سبب عدم شن هجوم أمريكي على ذلك التجمُّع أو إذا كانت وكالات التجسس الأمريكية على علم بذلك التجمع قبل ظهور الفيديو.

في إحدى لقطات الفيديو، يظهر زعيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي وهو يصدر تحذيراً من أن القاعدة لا تزال تركز على مهاجمة الولايات المتحدة. ووفقاً لترجمة الفيديو، قال الوحيشي: "يجب علينا القضاء على الصليب"، في إشارة إلى أن الصليب هي أمريكا.

تعلّق الصحيفة بالقول: ظهر الوحيشي في الفيديو بدون أن يغطي وجهه متحدثاً إلى عشرات من المسلحين، في ظهور مستفز منذ أن بدأت الولايات المتحدة حملة الضربات الجوية ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن عام 2010م مردفة:" وجوه بعض الشخصيات الظاهرة في الفيديو كانت محجوبة فنياً، ممّا أثار القلق من أن القاعدة تسعى لحماية هويات المجندين من الدول الغربية أو غيرهم الذين يُحتمل أنه يُجرى إعدادهم لتنفيذ هجمات.

مسؤولو مكافحة الإرهاب الأمريكيون يعتبرون فرع القاعدة في اليمن أكبر تهديد إرهابي للولايات المتحدة. وكان فرع القاعدة في اليمن مسؤولاً عن سلسلة من الهجمات، منها المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ركاب كانت متجهة الى ديترويت في يوم عيد الميلاد عام 2009.

ويُعتبر الوحيشي الخليفة المحتمل لأيمن الظواهري، الذي يقود تنظيم القاعدة منذ مقتل مؤسسها أسامة بن لادن عام 2011. وربما أن الدور البارز للوحيشي في الفيديو كان جزءاً من محاولة لتركيزٍ أوسع عليه وتأمين مطالبته بقيادة تنظيم القاعدة في نهاية المطاف.

تسجيل الفيديو يُظهر حشداً من الرجال، العديد منهم يلّوحون بالأعلام السوداء والبنادق على خلفية جبلية وعرة. هذه اللقطات تُذكّر بمشاهد من معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان في أواخر التسعينيات، لكن فرع القاعدة في اليمن تجنّب بشكل عام إظهار مثل هذه العروض - وفقاً للصحيفة الأميركية.

المتشددون يشاركون في التدريبات ويحضرون تجمُّعات لسماع الخُطب من القادة، مما يُظهر عدم وجود أي محاولة واضحة لإخفاء التجمعات أو تجنب انكشافهم للطائرات بدون طيار.

وقد نفذت الولايات المتحدةنحو ثمان ضربات جوية في اليمن منذ بداية هذا العام، وفي عام 2013 بلغ مجموع الضربات 26 ضربة جوية بطائرات بدون طيار.

لعدة سنوات ووكالة المخابرات المركزية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة الأمريكية تديران برنامجين متوازيين لطائرات بدون طيار في اليمن. لكن عمليات الجيش الأمريكي تم تعليقها منذ الغارة التي استهدفت بالخطأ موكب عرس في ديسمبر الماضي وقتلت أكثر من 12 شخصاً- وفقا للصحيفة.