للأذى ومصادر دخل أسرهم للتوقف تبدو مؤشراتها وبوادرها تلوح في الأفق.. أبناء المحافظات الشمالية في الحبيلين..

بين تنكيل معلن.. وابتزاز مُضمر

2014-04-15 08:14:04 أخبار اليوم/ غازي العلوي

يبدو أنه لم يعد بمقدور قيادات السلطة المحلية والأجهزة الأمنية ولا الحراك واللجان الشعبية في ردفان بمحافظة لحج القيام بدورها في وضع حد للمعاناة التي يرزح تحت وطأتها العشرات من التجار والمواطنين البسطاء من أبناء المحافظات الشمالية العاملين في مدينة الحبيلين- كبرى مدن رباعيات ردفان- والذين ماتزال محالهم التجارية مغلقة ومصالحهم معطلة منذ انطلاق الهبة الشعبية في العشرين من ديسمبر من العام الماضي.. كما لم يعد بمقدورهم ضمان عدم حدوث أي ردود أفعال قد يقدم عليها مواطنون من أبناء المحافظات الشمالية جراء تعرض مصالح أقاربهم وذويهم



 إضافة إلى كل ذلك فإن عجز قيادات السلطة المحلية والأمن والحراك واللجان الشعبية وشيوخ القبائل عن إيقاف تلك الأعمال والممارسات سوف يعطي مبرراً لقوات الجيش التدخل والعودة إلى فرض حصارها على المدينة واقتحامها إن لزم الأمر لحماية المواطنين وملاحقة المسلحين الذين عجزت السلطات المحلية والأمن واللجان الشعبية عن إيقافهم عن ممارسة أعمال التنكيل والتهديد وإجبار المواطنين والتجار من أبناء المحافظات الشمالية على إغلاق محالهم التجارية بقوة السلاح.. وهي الأعمال والممارسات التي أعلنت قيادات الحراك الجنوبي في المنطقة رفضها لها وأعلنت بأن الحراك لا صلة له بمن يمارسون تلك الأعمال التي اعتبرتها منافية لأخلاقيات ومبادئ الثورة السلمية الجنوبية.
استئناف معرقل

وعلى إثر دعوات أطلقتها منتصف الأسبوع الماضي قيادات الحراك الجنوبي والسلطة المحلية واللجان الشعبية وبعضاً من شيوخ القبائل للتجار من أبناء المحافظات الشمالية بالعودة إلى ممارسة نشاطهم التجاري وفتح محالهم وممارسة حياتهم الطبيعية في مدينة الحبيلين فقد سارع أمس البعض من التجار وأصحاب الأكشاك المغلقة بفتح محلاتهم وممارسة نشاطهم التجاري.

وقال قائد اللجان الشعبية في ردفان الشيخ علي بارجيلة- في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم"- بأن اللجان الشعبية وبالتعاون مع كل الشرفاء من أبناء ردفان قد قاموا صباح (أمس) بالإشراف على عملية فتح المحال التجارية التي يعمل فيها تجار ومواطنين من أبناء المحافظات الشمالية والتي تم إغلاقها أثناء انطلاق الهبة الشعبية في الـ(20) من ديسمبر من العام الماضي.          

وأوضح الشيخ بارجيلة بأن البعض من المواطنين والتجار المنتمين إلى المحافظات الشمالية قد بدأوا صباح أمس وبشكل تدريجي باستئناف نشاطهم التجاري ومزاولة عملهم في مدينة الحبيلين, مشيراً إلى وجود بعض العراقيل التي قال بأن البعض من الشباب وكذلك البعض من التجار من أبناء المحافظات الشمالية يختلقونها لأغراض خاصة بهم, مؤكداً بأن اللجان الشعبية وكافة الشرفاء من أبناء ردفان سوف يواصلون حملتهم في حماية وتأمين عودة المواطنين والتجاور لمزاولة عملهم ونشاطهم التجاري, داعياً في الوقت ذاته أصحاب المحلات التجارية من أبناء المحافظات الشمالية الذين غادروا المدينة إلى العودة لفتح محالهم التجارية واستئناف نشاطهم التجاري في المدينة.
وتستمر المعاناة

 

معاناة المواطنين والتجار من أبناء المحافظات الشمالية العاملين في مدينة الحبيلين لن تتوقف بمجرد السماح لهم بفتح محالهم التجارية ومزاولة نشاطهم التجاري بل إنها سوف تستمر لعدة أشهر بسبب ما لحق بهم من أضرار وخسائر مالية طائلة جراء التوقف القسري عن مزاولة نشاطهم التجاري والممتد لأكثر من أربعة أشهر تحملوا خلالها دفع إيجارات السكن والمحلات التجارية, إضافة إلى تعرض بضائعهم للتلف فيما تعرضت محلات وبسطات البعض منهم للبسط والتخريب.

وتلقت "أخبار اليوم" كماً هائلاً من الاتصالات الهاتفية من عدد كبير من المواطنين والتجار من أبناء المحافظات الشمالية المتضررين من الإيقاف القسري لهم عن مزاولة نشاطهم التجاري في مدينة الحبيلين, ناشدوا- خلالها- الجهات المختصة في السلطة بتعويضهم عما لحق بهم من خسائر مادية ومعنوية وفقدان البعض منهم لمصدر رزقهم طوال أربعة أشهر وأكثر لم تقم السلطة خلالها بواجبها في رفع الظلم عنهم وإنصافهم, مؤكدين بأن الغالبية منهم وحتى مساء أمس الاثنين لم يتمكنوا من فتح محلاتهم التجارية في المدينة خوفاً من أي اعتداءات قد تطالهم خاصة في ضل ما تشهده المدينة من انفلات أمني وانتشار للكثير من المسلحين.
الحراك.. تباين وتناقض

 

مجلس الثورة السلمية الجنوبية في الحبيلين وفي خطوة عدها مراقبون بأنها مخالفة لمواقف قياداته ورموزه البارزين في المنطقة حيال قضية استمرار إغلاق محلات أبناء المحافظات الشمالية فقد أكد المجلس في بيان صادر عن اجتماع عقده الأربعاء الماضي وتحديدا في الفقرة الرابعة من البيان على أنه ليس طرفاً في المشكلة وبالتالي فقد أعلن بأنه غير مسئول عن فتح المحلات التجارية الخاصة بأبناء المحافظات الشمالية.

وقال البيان: يؤكد مجلس الثورة السلمية م الحبيلين ردفان على انتهاج خيار النضال السلمي ويؤكد موقفة الواضح والمعلن فيما يخص فتح او غلق المحلات التجارية الخاصة بالتجار الشماليين بكون المجلس ليس طرفا في إغلاق تلك المحلات التجارية فهو كذلك غير مسؤول عن فتحها.

أما المسئول الإعلامي لمجلس الثورة في الحبيلين احمد محمد قايد فقد وجه الدعوة لكافة ملاك العقارات في الحبيلين ممن يقومون بتأجير المحلات والمباني للتجار من ابناء المحافظات الشمالية بأن يقوموا بسحبها منهم وتأجيرها لأبناء المنطقة ولو بسعر أقل وذلك في خطوة عدها (قايد) خلال منشور نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك"– عدها بأنها تهدف إلى تضييق الخناق على أبناء الشمال وإجبارهم على الرحيل من المدينة وتشجيع العمال والتجار من أبناء ردفان لممارسة النشاط التجاري والقضاء على البطالة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد