في ظل غياب أدنى شروط الحياة..

قرية الأساعدة بشرعب السلام.. عزلة إجبارية عن الحياة

2014-03-28 10:26:55 استطلاع/ وئام المخلافي

تفتقد قرية الأساعدة التابعة لمديرية شرعب السلام بمحافظة تعز إلى خدمات ضرورية ومهمة في حياة الأهالي, أنه - وحسب قول أحد أعيان القرية- لا يوجد بها مدارس للمرحلة الثانوية للبنات, فبعد أن تنهي الطالبة دراستها بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة تصبح معاناة الأهالي كبيرة جداً في البحث عن مدرسة بالقرى المجاورة للأساعدة كون الأساعدة لا يوجد بها مدرسة للمرحلة الثانوية وهذه معاناة يتكبدها الأهالي وبناتهم نظراً لحرص الأهالي على استكمال بناتهم الدراسة حتى التخرج من الكليات أو الجامعات.

 يقول أحد أعيان القرية, يوجد بجوار المدرسة الحالية الابتدائية والمتوسطة أرض فضاء يستعد الأهالي التبرع بها لإنشاء مدرسة ثانوية بها, فهم بأمس الحاجة لها وسبق أن طالبوا ووعدوا بإنشاء المبنى وافتتاح المدرسة منذ أعوام طويلة ولم يتم- حتى الآن- ونطالب المسئولين في وزارة التربية والتعليم, التدخل لإنهاء معاناتنا ومعاناة فلذات أكبادنا الذين يقطعون مسافات كبيرة للدراسة بمدارس القرى المجاورة ويقطعون مسافات طويلة على أقدامهم وبطريق وعرة وتزداد المعاناة في موسم الأمطار

ويشير إلى أن المعاناة لم تقف عند هذا الحد بالمدارس بل إن قرية الأساعدة تمتلك مدرسة واحدة للبنين والبنات مع بعض للمرحلة الابتدائية والمتوسطة ولهذا امتدت إلى الطلاب, حيث لا توجد حتى مدرسة واحة للثانوية حتى للبنين مما تسبب ذلك في تشتيت أبنائنا إلى المدارس الأخرى وهي معاناة كبيرة لأولياء الأمور..
 حالة من العزلة

كما يعيش مواطنو قرى الهشمة بمديرية التعزية بمحافظة تعز حالة من العزلة الإجبارية على الحياة العصرية ومتطلباتها، فرضتها عليهم سياسة مختلف الأحزاب والصراعات الحزبية على مر السنوات، وتناست كلية تلك القرى التي لازالت تفتقد لأبسط شروط الحياة الكريمة? ومن بين المشاكل التي يعاني منها مواطنو بعض قرى الهشمة بمديرية التعزية غياب النقل، اهتراء الطرق، ومختلف المرافق الحيوية والأماكن الترفيهية التي أصبح تحقيقها ضربا من الخيال، حيث يعيش السكان حسب قولهم، على الوعود الوهمية التي تطلقها السلطات في كل مرة يتقدمون فيها من أجل إسماع صيحتهم، إضافة إلى تلك الحالة الكارثية التي آلت إليها شبكة الطرق وتفاقم رحلة السكان في البحث عن الغاز، وغيرها من المعاناة والنقائص التي أثقلت كاهل السكان وجعلتهم يعيشون في قهر مستمر ويومياتهم يطبعها البؤس والشقاء الذي صنعته سياسة الحرمان والإقصاء وهو ما أعرب عنه سكان المديرية ? أنهم يعانون من ويلات التهميش والحرمان بسبب افتقارهم لأدنى ضروريات الحياة البسيطة، مما يجعلهم يصارعون على أكثر من صعيد وأصبحوا يلهثون وراء الحصول على لقمة العيش في ظروف قاسية يطبعها الفقر والنسيان الذي فرضته السلطات المحلية عليهم?، وعلى إثر هذه المعاناة التي يتكبدها سكان القرية، ارتأت "أخبار اليوم" التقرب من المديرية لنقل معاناتها لعل وعسى أن تؤخذ مطالبها على محمل الجد!!

تهميش

خلال زيارتنا التفقدية لقرى الهشمة كانت ملامح العزلة والتهميش بادية وذلك في ظل غياب الضروريات الأساسية، إذ لا طرقات معبدة، وغياب تام لمياه الصرف الصحي الذي يغيب أكثر مما يحضر، بالرغم من دفعهم لفاتورة الماء وبأثمان غالية، على حد قول أحد قاطني قرى الهشمة? وكل زائر إلى هذه القرى يلاحظ معاناة السكان، فهي لا توحي بأنها منطقة يقطنها بشر، فلا وجود لأي هيكل أو مرفق بإمكانه أن يجعلك تتصور أنك في قرية، وبمجرد أن تتحدث مع السكان، تتأكد من أن الوضعية أخطر مما تتصورنها وأن السكان يعانون، بسبب الغياب شبه الكلي للتنمية، وهي المشكلة الأولى التي طرحها السكان، حيث أكدوا أنهم يعيشون حرمانا حقيقيا من أبسط ضروريات ; العيش الكريم- ورغم مطالباتهم المستمرة الموجهة إلى السلطات المحلية- إلا أنهم لا يتلقون إلا الوعود التي لا تجسّد على أرض الواقع بدليل بقاء معاناتهم وحرمانهم من أدنى المشاريع التنموية?

 وفي هذا الصدد، أبدى قاطنو الهشمة- في لقائنا بهم- استيائهم الشديد من سياسة التهميش والإقصاء والتجاهل التي تنتهجها السلطات المحلية في حقهم، لا سيما فيما يخص توفير الخدمات الضرورية، كالماء والمرافق الصحية, ناهيك عن العزلة المفروضة على السكان نتيجة صعوبة المسالك المؤدية إلى منطقتهم وإلى القرى المجاورة لهم?
هاجس المواطنين والناقلين

 
وخلال الجولة التي قادت "أخبار اليوم" إلى قرى الهشمة وقفنا على عديد النقائص التي يتخبط فيها السكان، ولعل أولها قلة النقل على مستوى القرى، حيث أن سعيد الحظ من يجد لنفسه مكاناً في الحافلات التي تستغل بعض الخطوط المارة بمنطقة الهشمة..

 مما يؤدي بالغالبية منهم إلى المشي على الأقدام أو البحث عن سيارات الأجرة التي لا تكاد تجد لها أثراً لقلتها، وفي سؤالنا لصاحب حافلة حول الأسباب التي أدت إلى نفور الناقلين من استغلال الخطوط المؤدية إلى الأحياء الأخرى، أرجع ذلك إلى قلة المواطنين من جهة، وكذا الحالة الكارثية التي توجد عليها الطرقات من جهة أخرى، حيث يخشى الناقلون من تعرض حافلاتهم لأعطاب, وبالتالي يتلقون خسائر مادية، كما أضاف إن المواطنين راسلوا في العديد من المرات السلطات المحلية لإيجاد حل للوضع، لكن في كل مرة تذر في أعينهم ذرات الوعود التي لم تر طريقها على أرض الواقع منذ سنوات.. حسب تعبيره.

وجراء ما تعيشه قرى منطقة الهشمة بمديرية التعزية، يطالب سكان المنطقة, السلطات المعنية بالتدخل العاجل من أجل الدفع بعجلة التنمية وبالتالي، إخراجها من دائرة الإقصاء والحرمان الذي يعيشه سكان القرية لسنين عديدة?

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد