روسيا لأوكرانيا: الاستسلام بالقرم أو مواجهة العاصفة

2014-03-04 11:57:55 أخبار اليوم/ متابعات



أمهل الأسطول الروسي في إقليم القرم, القوات الأوكرانية للاستسلام بحلول فجر يومنا هذا الثلاثاء في وقت رفضت فيه روسيا تهديد واشنطن بفرض عقوبات عليها, وواصلت تعزيز قواتها بالإقليم الذي خرج عن سيطرة كييف, وقد تواصلت الضغوط الغربية على موسكو لسحب قواتها من القرم.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية أن أسطول البحر الأسود الروسي المتمركز في القرم أمهل القوات الأوكرانية حتى الساعة الثالثة من فجر يومنا هذا الثلاثاء للاسستلام وإلا سيرغمها على ذلك.
وفي وقت سابق يوم أمس الاثنين, أعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف أن بلاده بدأت بناء جسر فوق المضيق البحري الفاصل بين روسيا وشبه جزيرة القرم قرب مدينة كريتش, وهو ما أكده جهاز حرس الحدود الأوكراني.
تعزيزات روسية
وتحدث هذا الجهاز عن تعزيزات جديدة من المدرعات الروسية على الجانب الروسي من مضيق كيرش, في وقت تحدثت فيه السلطات في كييف عن دخول مروحيات عسكرية روسية إلى القرم دون إبلاغ السلطات طبقا للاتفاقيات المبرمة بين البلدين الجارين.
هذا.. وقال حرس الحدود الأوكراني، أمس الاثنين، إن هناك تعزيزات من المدرعات على الجانب الروسي من القناة الضيقة التي تفصل بين روسيا ومنطقة القرم الأوكرانية.
وقال متحدث باسم حرس الحدود أيضاً إن سفناً روسية تحركت في ميناء سيفاستوبول وحوله، حيث توجد قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسي، وإن القوات الروسية عطلت خدمات الهواتف المحمولة في بعض المناطق.
خرق المقاتلات
وتحدثت كييف أيضا عن خرق مقاتلات روسية أجواء أوكرانيا مساء أمس الأول, وقالت إن طائرات أوكرانية من طراز "سوخوي 27" اعترضت المقاتلات الروسية. كما أشارت إلى تحرك سفن روسية بميناء سيفاستوبول وحوله حيث توجد قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسي, وقالت إن القوات الروسية عطلت خدمات الهواتف المحمولة ببعض المناطق.
وكانت كييف استنفرت قواتها واستدعت كل وحدات الاحتياط تحسبا لمواجهة محتملة مع روسيا وهو احتمال يستبعده محللون بالنظر إلى اختلال ميزان القوة العسكرية لصالح موسكو.
وقالت مصادر مطلعة في كييف إن عشرات الشبان الأوكرانيين قدموا إلى مكاتب التجنيد لتسجيل أسمائهم, بينما أفاد مراسل الجزيرة بموسكو بأن بوتين أشرف على تدريبات عسكرية غربي روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا.
تهديد مرفوض
وفي وقت سابق أمس الاثنين, قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن تهديد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا وأخرى دبلوماسية تشمل إبعادها من مجموعة الثماني غير مقبول.
كما رفضت قرار الدول السبع الأخرى في هذه المجموعة تعليق الاجتماعات التحضيرية للقمة المقرر عقدها في سوتشي الروسية الصيف المقبل.
وقبيل صدور هذا البيان, رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصف الغرب للأحداث الجارية بشبه جزيرة القرم بالعدوان, وبرر ذلك بما سماها التهديدات الموجهة للأقليات, في إشارة للناطقين بالروسية بشرقي أوكرانيا وبإقليم القرم جنوبي البلاد.
ودعا لافروف الغرب إلى الكف عن الحسابات السياسية والجغرافية ووضع مصلحة الشعب الأوكراني أولا, والالتزام بالاتفاق المبرم قبل نحو أسبوعين بين المعارضة الأوكرانية والرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش.
وأدى تهديد واشنطن بفرض عقوبات على روسيا وعزلها دبلوماسيا إلى تراجع حاد لبورصة موسكو أمس الاثنين بأكثر من 13%, وفاقت خسائرها منذ يوم الجمعة الماضي أكثر من خمسين مليار دولار.
مساع للتسوية
سياسيا, حثّ وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ روسيا على سحب قوّاتها من شبه جزيرة القرم, بينما طالبت واشنطن منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بنشر مراقبين بالإقليم.
وقالت فيكتوريا نولاند -مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا، إثر اجتماع بفيينا لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا- إن مراقبين من المنظمة سيتوجهون مساء اليوم إلى كييف, لكنها أشارت إلى اعتراضات روسية.
وفي بروكسل, عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين اجتماعا طارئا لبحث أزمة أوكرانيا. وقد أعلن الاتحاد الأوروبي أنه علق مباحثات مع روسيا بشأن تأشيرات الدخول بسبب الأزمة الأوكرانية.
وكانت دول أوروبية حثت موسكو على تجنب التصعيد, وهو الموقف الذي عبر عنه أيضا الأمين العام للأمين المتحدة بان كي مون.
مفتي موسكو 
من جانبه دعا مفتي موسكو ألبير كرغانوف سكان شبه الجزيرة القرم من مختلف الطوائف إلى التعاون من أجل تعزيز السلام في المنطقة لكي لا تتحول الأزمة الحالية في أوكرانيا إلى فتنة طائفية. وجاء في بيان صادر عن المفتي أمس الاثنين ، أن بدء عملية توحد جهود تتر القرم والروس الرامية إلى إحلال السلام تبعث على الأمل في تسوية الأزمة سلميا والحيلولة دون تحول النزاع في أوكرانيا إلى نزاع طائفي وديني. وأعرب البيان عن قلق مفتي موسكو بشأن إطلاق دعوات لإثارة الفتنة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن أحداث كوسوفو وليبيا ومصر وسورية أظهرت بوضوح أن مثل هذه الفتنة في القرم ستلحق ضررا كبيرا بسكانها.
لن نتخلى عن القرم
وعلى صعيد منفصل فقد قال أرسيني ياتسينيوك، رئيس الوزراء الأوكراني، أمس الاثنين، إن بلاده لن تتخلى عن القرم. وكانت قوات روسية سيطرت على القرم وهي جزء من أوكرانيا إلا أن ياتسينيوك قال للصحافيين "لن نتخلى عن القرم لأي أحد".
وأكد وزيرا الخارجية الروسي والصيني سيرغي لافروف ووانغ يي في اتصال هاتفي، تطابق وجهات نظرهما بشأن الوضع في أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف ووانغ شددا "على تطابق وجهات النظر الواسع حول الوضع في أوكرانيا".
هذا واعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، أمس الاثنين، أن الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش لا يزال الرئيس الشرعي لهذه الجمهورية السوفيتية السابقة وإن كانت سلطته محدودة.
وكتب مدفيديف على حسابه على موقع فيسبوك "نعم، سلطة الرئيس يانوكوفيتش شبه معدومة، لكن ذلك لا يلغي أنه الرئيس الشرعي للدولة بموجب الدستور الأوكراني".
القرن الـ 19
من جانبها أعلنت واشنطن دعمها لكييف، التي سيصلها وزير الخارجية جون كيري يومناهذا الثلاثاء، وألغت اجتماعات اقتصادية مقررة مع روسيا، فيما أعلنت بريطانيا انسحابها من الاجتماعات التمهيدية لدول الثماني الكبرى في سوتشي احتجاجاً على التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، كما انتقد حلف الناتو الموقف الروسي معتبراً أنه يشكل تهديداً للاستقرار في العالم.
وكان كيري أدان تدخل روسيا في أوكرانيا، مهدداً بتبعات خطيرة من الولايات المتحدة ودول أخرى تشمل عقوبات ستعزل روسيا اقتصادياً.
وقال كيري: "حين النظر لمفاهيم القرن الواحد والعشرين، وإذا أرادت روسيا أن تتصرف كدولة عظمى، يجب عليها أن تلتزم سلوك الدول العظمى.. هي الآن تتصرف بأسلوب القرن التاسع عشر بغزو بلد آخر بحجة ملفقة تماماً.. العمل العدواني لروسيا في أوكرانيا لا يصدق، وعليه ستترتب تبعات خطيرة جداً من الولايات المتحدة ودول أخرى تشمل عقوبات ستعزلها اقتصادياً.. لذا أقول إنه لدى روسيا مجموعة سليمة من الخيارات يمكنها استخدامها لنزع فتيل الأزمة".
وفي بادرة ذات مغزى يقوم كيري بزيارة إلى كييف بغية التعبير عن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في الوقت الذي باتت فيه شبه جزيرة القرم تحت السيطرة الكاملة للقوات الروسية على حد ما نقلته وكالات الأنباء عن مسؤولين أميركيين.
تأكيد روسي
إلى ذلك أكدت روسيا أن قواتها سوف تبقى في الأراضي الأوكرانية "لحماية المصالح الروسية والمواطنين الروس" إلى أن تعود الأمور هناك إلى طبيعتها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا "تدافع عن حقوق الإنسان لمواطنيها في وجه القوميين المتطرفين".. وتسيطر روسيا الآن على شبه جزيرة القرم بالرغم من إدانة الغرب "لانتهاك سيادة أوكرانيا".
وأعلنت أوكرانيا التعبئة العسكرية العامة ردا على التدخل العسكري الروسي.
وقالت مصادر إعلامية مطلعة في سيفاستوبول إن القرم أصبحت الآن بحكم الأمر الواقع تحت السيطرة الروسية، وإن لم تطلق أي رصاصة.. مضيفة أن القوات الروسية تحيط بقاعدتين أوكرانيتين عسكريتين، وتحتل بعض المنشآت مثل المطارات.
وقد تجاوزت القوات الروسية التي وصلت إلى المنطقة الوجود العسكري الأوكراني، كما نصبت، متاريس لسد الطرق المؤدية إلى القرم.
اجتماع مفتوح
 إلى ذلك عقد مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين ، اجتماعا مفتوحا لمناقشة الأوضاع في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم. وأبلغ رئيس مجلس الأمن مندوب لكسمبورغ الدائم لدى المجلس بقية الأعضاء أن الاجتماع عقد مساء أمس الاثنين. ويعتبر هذا الاجتماع الثالث خلال الأيام الأربعة الأخيرة إذ اجتمع المجلس يوم الجمعة والسبت الماضيين بمشاركة سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة يوريي سيرغييف.



المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد