الجـراد يلتهم 3600كم من الأراضي المزروعة

2013-12-09 14:04:34 أخبار اليوم/ تقرير خاص


في منتصف يونيو من العام الجاري غزت اسراب الجراد المناطق الداخلية لليمن والمتمثلة في مأرب وحضرموت وسيئون وشبوة وخلال هذه الفترة حذرت وزارة الزراعة من قدوم اسراب (الحوريات) التي تنتج عن فقس البيض الذي وضعته هذه الأسراب لكن لم تحرك هذه التحذيرات المسؤولين ولو خطوة واحدة.

 والآن تجتاح هذه الأسراب سهل تهامة ومنطقة عبس وأجزاءً من محافظات: لحج وأبين وشبوة مخلفةً أضراراً فادحة في المحاصيل الزراعية وإلى الآن لا يزال الجراد يلتهم طعام أبناء سهل تهامة ولم يبقَ لهم سوى عيدان الذرة والدخن.. هنا نستطيع أن نقول بأن اليمن على مشارف كارثة اقتصادية تلوح في الأفق القريب..


ويوضح مختصو المكافحة أن الجراد التهم مساحة خضراء من سهل تهامة تقدر بـ 3600 كم تمتد من ميدي إلى منطقة الزهرة وما يزيد الأمر خطورة هو أن هذه المنطقة تعتبر منطقة التكاثر الشتوية؛ أي أن الجراد سوف يكون السرب الثاني له في أواخر شهر يناير القادم. هذا الوضع جعل المزارعين يضربون أخماساً في أسداس متحسرين على ضياع محصولهم وقوتهم وقوت أبنائهم.

ويقول رئيس جمعية الجر الزراعية في مديرية عبس محافظة حجة- محمد الرجوي: الأضرار كبيرة وأسراب الجراد وأعدادها تفوق ما تخيله الناس, حيث وأنها بدأت بالانتشار منذ أربعة أيام مضت فالجراد الذي ينتشر في مزارعنا هو جراد حديث النشأة وهذا أخطر من الجراد الطيار البالغ فهو يهاجم محصول المانجو والذي لا يزال عبارة عن أزهار وهذه الأزهار التي تشكل ثمار المانجو تعرضت للأكل من قبل الجراد, إضافة إلى محصول الطماطم والسمسم والبطيخ وغيرها من المحاصيل، ويضيف: للأسف الشديد الجهات المسؤولة مقصرة بشكل كبير فمنطقة زراعية كبيرة كالجر لم تُخصص لها سوى سيارتين للمكافحة مع أنها المنطقة الساحلية المتصلة بسهل تهامة وهنا تكمن الخطورة، لذا نطالب وزارة الزراعة بزيادة جهودها قبل أن يقضي الجراد على كل محاصيلنا الزراعية.

مجاعة وكارثة تلوح بالأفق
ويوضح عادل إبراهيم الشيباني- مدير مركز مكافحة الجراد الصحراوي- أن هذه الأسراب كانت بدايتها الأولى في شهر يونيو, حيث قدمت من المملكة العربية السعودية وتمركزت في المناطق الداخلية لليمن وهي المناطق الصحراوية وكانت أسراباً غير ناضجة وتستطيع التحرك من منطقة إلى أخرى وبعد أن وصلت إلى مرحلة النضوج الجنسي بدأت بعملية التكاثر ووضعت البيض في فصل الصيف وهي مناطق تكاثر صيفية وما زاد الوضع خطورة هو هطول الأمطار على هذه المناطق الصحراوية.

ويضيف" هنا وفي هذه اللحظة قمنا بالتحذير من خطورة الوضع, حيث وأن هذه الحوريات أو ما يسمى (الدبا) سوف تغزو في فصل الشتاء سهل تهامة كونها مناطق تكاثر شتوية لهذه الأسراب، ونحن حركنا بعض المعدات للمكافحة, لكننا كنا نتعرض لعمليات نهب السيارات خاصة في مأرب والجوف وشبوة، كما أن النحالين منعونا من رش المبيدات على هذه الأسراب خوفاً من تضرر خلايا النحل وأبرز عامل منعنا من مكافحة هذه الأسراب قبل وصولها إلى سهل تهامة ولحج هو الجانب المالي حيث ولدينا العدد الكافي من السيارات ومعدات الرش إلا أن القدرة التشغيلية لا تكفي لتحريك هذه المعدات.

 وقال: الآن الوضع في سهل تهامة كارثي للغاية ونحن لا نكافح إلا بـ 20 سيارة، وتساءل ماذا ستفعل هذه السيارات القليلة العدد في وقت مستوى المكافحة فيه لا يلبي إلا 30 ٪ من مستوى المكافحة المطلوبة؟!.

وبحسب وقاية النبات في وزارة الزراعة؛ فإنه في مناطق عبس والمنصورية والزهرة توجد 15 وحدة مكافحة أمام كم هائل من الجراد ينتشر على مساحة شاسعة، ويحتل 2 مليون من الجراد الكيلو الواحد ولنا أن نتخيل هذا العدد المهول على مساحة 3600 كم وأسراب الجراد في هذه المناطق قد قضت على محصول الدخن والذرة حتى أزهار أشجار المانجو, لكن الخسارة الفادحة كانت في محصول الدخن الذي يشكل ما نسبته 40 ٪ من طعام أبناء تهامة.

وتشير إلى أن هناك كارثة ومجاعة تلوح في الأفق وتهدد أبناء تهامة الذين يعتمدون في حياتهم على المحاصيل الزراعية، ويرى أن المكافحة بحاجة إلى مبلغ 100 مليون ريال لتدارك الأوضاع وتخفيف أعراض هذه الكارثة لأن ما تم صرفه لنا من وزارة المالية هو 17 مليون ريال ذهب كله في تسديد ديون اقترضناها أثناء عمليات المكافحة، لذا نطالب وزارة المالية بتحمل المسؤولية وعليها أن تدرك حجم الكارثة التي نحن فيها.

استغاثة يمنية
ودعت الحكومة اليمنية المنظمات الدولية المعنية بالأمن الغذائي والمانحين والدول المجاورة إلى دعمه ومساعدته للسيطرة على موجة الاجتياح الكثيف لأسراب الجراد الصحراوي في مناطق التكاثر الشتوية بسهل تهامة بمحافظة الحديدة بغرب البلاد. ونقلت وكالة سبأ عن محمد الغشم وكيل وزارة الزراعة والري اليمنية لقطاع الخدمات الزراعية قوله "نتيجة لشح الموارد والإمكانيات اللازمة للسيطرة على الوضع الكارثي لانتشار الجراد في مناطق السهل التهامي فإن اليمن يناشد المنظمات الدولية المعنية بالأمن الغذائي والمانحين والدول المجاورة إلى مساعدته ودعمه لتمكينه من السيطرة على الحشود المليونية من الجراد الذي أصبح ينذر بكارثة اقتصادية على الوضع الزراعي إذا لم يتم السيطرة عليه خاصة أن الجراد في تلك المناطق أغلبه جراد طائر ينتقل من منطقة إلى أخرى.

وأشار الغشم إلى أن استمرار تواجد وانتشار الجراد في مناطق السهل التهامي يشكل تهديداً حقيقياً لمصادر الأمن الغذائي لليمن ودول الإقليم والدول المجاورة، وأضاف المسؤول اليمني ان جهود مكافحة حشرات الجراد في مناطق سهل تهامة ما تزال بحاجة إلى إمكانيات وفرق ميدانية أخرى نتيجة للانتشار الكثيف والواسع للجراد الذي ألحق دمارا كبيرا في محاصيل المزارعين في تلك المناطق وألحق خسائر اقتصادية كبيرة بمحاصيل السمسم والحبوب الغذائية المختلفة خاصة الدخن (الذرة الحمراء) والذرة الرفيعة وكذا الأعلاف وأشجار المانجو.

وقالت الوكالة ان وزارة الزراعة والري اليمنية عززت جهود المكافحة الميدانية للجراد الصحراوي في مناطق التكاثر الشتوية بسهل تهامة "سلة الغذاء في اليمن" كما يطلق عليه والتي أطلقتها مطلع الشهر الماضي بفرق مكافحة إضافية مزودة بعشرين سيارة رش محملة بمعدات وآليات رش ومكافحة، وتتزامن هذه التعزيزات مع إعلان المركز الوطني السعودي لمكافحة الجراد حالة الطوارئ لمواجهة أسراب جراد وصلت الأسبوع الماضي من اليمن إلى منطقة المسارحة بجازان بعد نزول أسراب أخرى من أريتريا إلى منطقة القنفذة ما يزيد من خطورة الوضع الكارثي بسبب انتشار الجراد إذا لم تتخذ التدابير اللازمة لاحتواء هذه الآفة قبل اتساعها على نطاق واسع.

وأثارت المعلومات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بخصوص توقعات بوصول أسراب جراد صحراوي من إريتريا مخاوف كبيرة من خروج الوضع عن السيطرة في حال وصولها إلى مناطق التكاثر الشتوية بالسهل التهامي الذي يمتاز بغطاء نباتي ملائم لتكاثر الجراد ووضع البيض خاصة مع غزارة الأمطار وتوفر بيئة خصبة ملائمة لتكاثر الجراد وانتشاره فضلا عن الرياح الموسمية التي استخدمها الجراد وسيلة لغزو البلاد قادما من القرن الإفريقي عبر السواحل الشرقية والجنوبية الشرقية في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة ومأرب والجوف، وكانت مناطق التكاثر الشتوية في اليمن شهدت في أواخر أكتوبر تشرين الأول الماضي انتشاراً واسعاً للجراد الصحراوي خاصة في منطقة تهامة بمحافظة الحديدة والذي انتقل من بعض المواقع في مناطق التكاثر الصيفية الشهيرة بإنتاج العسل في حضرموت وشبوة ومأرب والجوف, الأمر الذي يشكل خطراً يهدد بخسائر اقتصادية وتراجع الإنتاجية الزراعية في تلك المناطق.

يذكر أن حالات الغزو والتكاثر المحلي للجراد الصحراوي تحدث مرة واحدة ما بين خمس إلى سبع سنوات وكانت المرة الأخيرة التي شهد فيها اليمن غزو الجراد في عام 2007 وقبلها عامي 1997 و1998 وشملت مساحات شاسعة داخل اليمن سواء في الربع الخالي أو في محافظات حضرموت وشبوة ومأرب والجوف والحديدة.

الجراد القادم من السعودية
وفي يونيو كانت وزارة الزراعة والري أفادت أن أسراباً كبيرة من الجراد الصحراوي ذوي اللون الأحمر ( غير الناضج ) وصل إلى مديرية كتاف بالبقع محافظة صعدة شمالي اليمن قادماً من المملكة العربية السعودية، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ عن وكيل الوزارة لقطاع الخدمات الزراعية الدكتور محمد الغشم قوله إن سرب الجراد تم مشاهدته متجهاً إلى مديرية الصفراء بمناطق ( رهوان ، نشور , آل سالم ) بصعدة ، كما شوهد سرباً صغيراً في مديرية اليتمة محافظة الجوف، وأوضح أن الوزارة ستقوم بمراقبة تحركات الجراد واتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من انتشاره, خاصة وان مناطق المرتفعات الجبلية تشهد بداية موسم زراعي.. مشيراً إلى أن فرق المسح والترصد التابعة للمركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي وفرق المسح والترصد التابعة لمكاتب الزراعة بمحافظات حضرموت وشبوة ومأرب استكملت المرحلة الأولى من المسح والترصد للجراد في تلك المحافظات.

وأشار إلى أن نتائج المسح تشير الى توفر البيئة المناسبة لتكاثر الجراد والمتمثل في وجود رطوبة عالية وتربة ذات غطاء نباتي كثيف ، ما يدعو الى تكثيف أنشطة المراقبة لتكاثر الجراد, لافتا إلى أن الفرق الفنية ستواصل أعمال المسح في المناطق الصحراوية في مناطق الجوف والصحراء الواقعة بين حضرموت والمهرة.

أسراب تغزو حضرموت
وفي شهر أكتوبر دق ناقوس الخطر ببدء أسراب كبيرة من الجراد تغزو وادى وصحراء حضرموت, مهددة بكارثة اقتصادية في حالة لم يتم تدارك الأمر من قبل السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، ومكتب وزارة الزراعة والري بوادي وصحراء حضرموت قال إنه بدأ حملات الرش لمكافحة الجراد بالشريط الصحراوي الممتد من مديرية رماه شرقاً حتى مديرية العبر وزمخ ومنوخ غرباً لما يشكله من خطورة اقتصادية على المحاصيل الزراعية ومناطق الرعي للبدو الرحل بتلك المناطق ومنع انتشاره وتكاثره حتى لا يشكل اكثر خطورة على المحافظات والدول المجاورة.

وقال المهندس عمر سالم بامحيمود مدير عام مكتب وزارة الزراعة والري بوادي وصحراء حضرموت "بأن الجراد الصحراوي من أكبر الآفات الزراعية التي تحصد الأخضر واليابس ولهذا فإن الجراد الصحراوي يعتبر آفة دولية وليست وطنية لأسباب أن أسراب الجراد لها القدرة على عبور البحار والدول, ولذا فإن مسألة مكافحتها يعتبر شاناً دولياً تتبناه منظمة الأغذية والزراعة العالمية بميزانيات سنوية وهناك خريطة للعالم تظهر فيها مواقع النمو والانتشار الرئيسية مثل هذه المناطق (النمو والانتشار) وهي المناطق الصحراوية كما هو حاصل بوادي حضرموت بالمديريات الصحراوية ( مديرية رماه شرقا حتى مديرية العبر و زمخ ومنوخ غربا)".

آفة خطرة
واعتبر مكتب الوزارة بالوادي ظهور الجراد الصحراوي آفة خاصة إذا استمر نموها وانتشارها في هذه المناطق, مؤكدا أن ذلك يشكل خطرا على الزراعة بالوادي أولاً وعلى اليمن وللدول المجاورة ثانيا وسوف نعتبر من المصدريين لهذه الآفة للضرر بالآخرين في حالة عدم مكافحتها, مؤكدا بأن مكافحة الجراد الصحراوي مهم جدا وعلى الجميع المشاركة بفعالية من مواطنين ونحالين وبدو رحل وأصحاب الثروة الحيوانية وكذلك السلطة المحلية بالمديريات الصحراوية وبالوادي والصحراء.

وأوضح بامحيمود بأن الجراد ينمو وينتشر في ظروف بيئية مطرية في هذه المناطق الصحراوية وهي في نفس الوقت بيئة لتربية النحل والثروة الحيوانية لوجود المرعى بشكل افضل وقال " لذا نحن حريصون على هذه الثروات المحلية ونحن من يشجع ذلك وبالتالي لابد من تقارب وجهات النظر بيننا وبين الملاك لتلك الثروات وأهالي المنطقة لوضع الحلول للقضاء على تلك الآفة بحيث لا يكون ضرر ولا ضرار لكي يستفيدوا من المرعى وزيادة إنتاجهم من تلك الثروات من خلال الإشعار المبكر لمكتب وزارة الزراعة بوجود اسراب الجراد وظهور هذه الحشرة بعد الفقس من بيضها في الاسبوع الاول الذي يسمى بالحوريات (الدَباء) ونحن بدورنا سنتحرك بأسرع ما يمكن في القضاء والمكافحة بمبيدات آمنة لا تضر النحل ولا الثروة الحيوانية وخاصة في بداية ظهور الحوريات (الدَباء).

وحذر أنه في حالة لم يتم التعاون والإبلاغ سريعا وظهر الجراد في أسبوعه الرابع والخامس سوف نضطر بالرش والمكافحة بالمبيدات الكيماوية, وهي عملية تأخذ وقتا ويتأخر عملية المكافحة لأبعاد النحالين نحلهم إلى مواقع أخرى ولفترة أسبوع وهذا الأمر الذي يسبب لنا الإحراج ومشاكل مع فرق المكافحة والأهالي".

خسائر اقتصادية
يقول مدير إدارة وقاية النبات بمكتب الزراعة والري بالوادي والصحراء المهندس / عاشور مفتاح الزبيري والمشرف الفني لحملة مكافحة الجراد بأن خطورة الجراد تكمن في تحركات تجمعاته الكبيرة من مكان لآخر ومن بلد لأخر لذلك فهو يهدد الأمن الغذائي, وتعتبر صحراء وادي حضرموت من ضمن مناطق التكاثر الصيفي والتي تشمل أيضاً مأرب والجوف وشبوه, وكان أخر غزو لأسراب الجراد في محافظة حضرموت في عام 2007م.

وحذر المهندس/ عاشور الزبيري بأن خطورة هذا الجراد تكمن في حالة عدم المكافحة أو ترك بعض المناطق بدون مكافحة في تشكيل اسراب من الجراد وهذه الاسراب سوف تهاجر من مناطق التكاثر مثل ( قف العوامر ، قف الكثيري ، حوارم ، القيعان ، الخشعة . رخية ... الخ ) وسوف تغزو المزارع وتتغذى على المحاصيل الزراعية وسوف تسبب خسائر اقتصادية كبيرة وخاصة وان الموسم الزراعي قد بدأ في وادي حضرموت وتواصل رحلتها إلى مناطق التكاثر الشتوي في سهل تهامة والمناطق الساحلية من خليج عدن والبحر العربي وبمجرد أن تصل إلى هذه المناطق سوف تقوم بوضع البيض في حالة توفر الظروف البيئية المناسبة للتكاثر ".

ونبه المواطنين في وادي حضرموت من أكل الجراد لأنه قد يكون محملاً بمتبقيات المبيدات التي سوف يكون لها ضرر على الإنسان, مشيراً إلى أنه قد بدأت الحملة الثانية الآن لمكافحة الجراد بعد التنسيق مع السلطة المحلية بتلك المديريات والأهالي وهي تواصل عملية الرش من خلال فرق المكافحة.

أكله ولمسه يسبب السرطان
وحذر خبير بوزارة الصحة السعودية من أن أكل الجراد المهاجر قد يسبب السرطان ومصدر نقل أمراض فيروسية معدية غير معروفة مع توسع دائرة انتشاره من الغرب إلى الجنوب وأجزاء من مدن المنطقة الوسطى في السعودية، وقال إن تناول الجراد كغذاء أو حتى لمسة قد يسبب أمراضاً عديدة ومنها مرض السرطان كما يعقبها نقل أمراض فيروسية غير معروفة، وشدد الدكتور محمد الزهراني استشاري نواقل الأمراض المشرف على إدارات نواقل الأمراض بوزارة الصحة بأن أكل الجراد كحشرة يسبب أمراضاً طفيلية أو فيروسية، واستدرك: لكن متى ما تمت مكافحته بمواد كيميائية كيرقة أو بيض أو حشرة كاملة فإن الأمر يختلف تماماً.

ولفت "الزهراني" إلى أنه يشيع بين السعوديين أن تناول هذا النوع من الحشرات يفيد الجسم ويقيه من أمراض عديدة كون الجراد يتغذى على الأعشاب البرية، وقال: "لكن هذا الاعتقاد خاطئ وأصبح عكسياً تماماً بعد أن اتخذت وزارة الزراعة جهوداً كبيرة في القضاء على الحشرة كحشرة مبيدة للمحاصيل الزراعية فأصبحت تستهدف بطرق عديدة وباستخدام مواد كيميائية لمكافحتها والتقليل من أعدادها"، وأضاف: "بما أن مكافحة الجراد تعرضه لمواد ميكانيكية ومبيدات فسفورية سامة فإن لمسه وأكله قد يصيب الشخص بأمراض عديدة أولها السرطان، نتيجة لتراكم تلك السموم في الجسم لسنوات عديدة قد لا تظهر آثارها المسرطنة والخطيرة إلا بعد فترة طويلة".

وقال إن وزارة الصحة تخشى أن التعرض لهذه الكميات الهائلة من الحشرات المهاجرة وأكلها قد يتسبب في نقل أمراض فيروسية جديدة وغير معروفة فيما يسمى بالنقل الميكانيكي الحركي وذلك لاحتمالية التصاق الفيروسات المسببة للأمراض بأرجل هذه الحشرات مما يتسبب في نقلها من بيئة إلى أخرى، ولفت إلى أن الوزارة أوصت كل المواطنين بعدم الانسياق وراء الأهواء الشخصية حرصاً منها على صحتهم وأمنهم الغذائي السليم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد