البيضاء.. مقتل زعيم القاعدة في رداع قائد الذهب بغارة أميركية استهدفته بـ5 صواريخ

2013-08-31 17:04:36 أخبار اليوم-رداع/ خاص


بعد فشلها أكثر من مرة, تمكنت طائرة من دون طيار من اغتيال القيادي في تنظيم القاعدة الشيخ/ قايد أحمد ناصر الذهب, في غارة جوية شنتها بعد فحر أمس الجمعة على منطقة "المناسح" بقيفة رداع مسقط رأس الذهب.
شهود عيان قالوا إن غارة جوية قصفت ساحة مدرسة "المناسح", حيث كان يتواجد الشيخ/ قايد الذهب ومرافقوه, بخمسة صواريخ في وقت متأخر من ليلة الجمعة، أثناء خروجه من السيارة وابتعاده عنها بأمتار ما أدى إلى مصرع الشيخ الذهب، بالإضافة إلى الحمدني وإصابة شخصين آخرين بجروح متفاوتة.
وكان طارق الذهب ومسلحون من القاعدة سيطروا ـ في يناير 2012ـ على أجزاء من مدينة رداع التاريخية في البيضاء قبل أن ينسحبوا بعد وساطة قبلية, وقتل الرجل في فبراير من العام ذاته على يد شقيقه حزام والذي لقي مصرعه هو الآخر.
وتتهم السلطات الحكومية, أبناء الذهب، وهم زعماء قبيلة "قيفة" في رداع، بدعم أنشطة مسلحي تنظيم القاعدة في المحافظة.
ويعد الشيخ/ قايد أحمد ناصر الذهب ـ أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة في اليمن ـ بترت يده اليمنى في المواجهات التي شهدتها محافظة أبين أثناء سيطرة تنظيم القاعدة (أنصار الشريعة) عليها مطلع العام الماضي.
وتولى قيادة التنظيم في محافظة البيضاء بعد مقتل شقيقه الأكبر الشيخ/ طارق الذهب في وقت سابق على يد أخية غير الشقيق/ حزام الذهب ـ الذي اقتحم مسجد الحصن منتصف الليل وأطلق الرصاص عليه حتى أرداه قتيلاً قبل أن يحتمي في حصن العائلة المنيع ويغلق أبوابه ثم اشتبك مع أنصار طارق لساعات سقط خلالها قتلى وجرحى من ضمنهم أحمد بن أحمد ناصر الذهب ـ شقيق طارق ـ وأحمد علي أحمد الذهب بن الأخ الشقيق لحزام..
ورغم محاصرة أنصار الشيخ طارق للحصن ـ مكان تواجد الشيخ حزام ـ إلا أنهم لم يتمكنوا منه نظراً لمناعته.. ويستمر الاشتباك حتى وصول الشيخ قايد ـ الذي قام بتفخيخ إحدى السيارات ـ ثم وضعها تحت الحصن وأخلى المكان ثم قام بتفجير الحصن بما فيه ليجدوا بعد ذلك جثة حزام الذهب قد تفحمت من الانفجار الشديد .
وتوصف شخصية الشيخ/ قايد الذهب ـ الذي لا يظهر إلا نادراً ـ بالصارمة، ونجا أكثر من مرة من محاولات اغتيال لطائرات من دون طيار, وكان قد أصيب في إحدى الغارات الجوية بالقرب من المناسح بجروح بالغة اختفى على إثرها شهوراً..
لم يكن الشيخ/ قايد الذهب, طرفاً في الاتفاق والصلح المبرم الذي تم بوساطة قبلية قادها الشيخ/ محمد أحمد جرعون ـ شيخ مشائخ آل محن يزيد بقيفه رداع ـ والشيخ/ القردعي وغيرهم من مشائخ اليمن بين أشقائه عبدالرؤوف وعبدالإله وسلطان من جهة والدولة من جهة أخرى, ممثلة بمحافظ المحافظة اللواء الركن/ الظاهري أحمد الشدادي والتي أفضت إلى إخلاء منطقة المناسح وما حولها من المسلحين اللذين وفدوا عليها مع التنظيم بمن فيهم الشيخ قايد والشيخ نبيل اللذان رفضا أن يكونا طرفاً في الصلح وذلك مقابل ارتفاع الحملة العسكرية المحاصرة للمنطقة بقيادة نائب رئيس هيئة الأركان اللواء الركن/ محمد علي المقدشي، بالإضافة إلى التزام الدولة بتقديم مشاريع خدمية في الطرقات والكهرباء والمدارس, التي تفتقر إلى أبسط مقومات البنية التحتية, ليقام بعدها مهرجان جماهيري حاشد رسمي وشعبي في منطقة "المناسح" احتفلاً بهذا الاتفاق في يوم الجمعة 22 فبراير الماضي، بعد جولات من القتال والحرب التي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى من الطرفين..
وكان الشيخ/ عبد الإله الذهب, قد أشار ـ في كلمة له بالمهرجان ـ حينها إلى أن هناك أطرافا لم يسمها لا تريد للاتفاق أن ينجح ولا لصلح أن يستمر بهدف تحقيق مكاسب سياسية وحزبية على حساب دماء أبناء المنطقة.
وكان التنظيم يسيطر على أجزاء من مناطق "قيفة" مثل منطقة "المناسح" ـ مسقط رأس قائد الذهب ـ وما حواليها ومنطقة "حمة صرار".
ويمتلك التنظيم أسلحة ومعدات ثقيلة تم السيطرة عليها أثناء سيطرة التنظيم على محافظة أبين كالرشاشات وبي 10 وآر بي جي وصواريخ لو. ولدى التنظيم معسكرات للتدريب في منطقتي "يكلا والمناسح".
وسبق وسيطر مسلحون من تنظيم القاعدة في يناير 2012م على أجزاء من مدينة رداع لعدة أيام قبل أن تتمكن وساطة قبلية من إخراجهم مقابل إطلاق سراح سجناء لدى الحكومة.
وجاءت الحملة ـ التي يزيد قوامها عن 50 دبابة ومدرعة وأطقم عسكرية ومئات الجنود ـ لتنفيذ حملة عسكرية لإعادة السيطرة على المناطق ـ التي تبدو شبه خاضعة لسيطرة المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وتتكون الحملة العسكرية المرابطة في مدينة رداع القريبة من مناطق تمركز المسلحين من عدة ألوية هي: "اللواء الأول مشاة جبلي واللواء 26 واللواء 55 واللواء التاسع وكتيبتين من القوات الخاصة"، وتم نقل تلك الوحدات بصورة متفرقة من صنعاء ومأرب وخولان على مدى الأيام الماضية بمرافقة مروحيات عسكرية.
الصلح والاتفاق ـ الذي كان أبرم حينها ـ لم يستمر لأكثر من 24 ساعة, حيث قامت قوات مرابطة بجبل الثعالب المطل على مناطق واسعة لقبائل "قيفة" ـ بالقصف العشوائي على مناطق مزارعين أصيب خلالها اثنين والحقت اضرار في الممتلكات والمزارع .
وكان من بنود الصلح, تعويض المتضررين جراء الحرب التي سبقت الصلح، حيث أقرت لجنة الصلح تعويض المزارعين بما يقارب 6 ملايين و150 ألف ريال, إلا أن ذلك لم يتم؛ حيث تواصل نقض الصلح بعدها بأسابيع بقتل جندي وإصابة آخر في كمين نصب لهم بمنطقة «الزوب» بمديرية القريشية من قبل أشخاص قال الجيش إنهم هربوا إلى منطقة المناسح.
الشيخ/ عبد الرؤف الذهب ـ في تصريح سابق للصحيفة تم نشره في عدد سابق ـ اتهم الدولة بنقضها للاتفاق وتنصلها من التزاماتها، وأكد التزامه والتزام إخوانه بما تم الاتفاق عليه..
يذكر أن الأب الشيخ/ أحمد ناصر الذهب ـ هو الشيخ المؤسس للأسرة وقد توفي في الثمانينات ـ كما أن الشيخ/ طارق أحمد ناصر الذهب, تزعم قيادة تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وارتبط بالتنظيم عبر علاقة شخصية ارتبط بها مع أنور العولقي, كون العولقي صهر طارق وزوج أخته.
وسيطر طارق على مدينة رداع مطلع العام الماضي، لكنه خرج منها عبر الحوار والتفاوض في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ التنظيم وهذا ما جعله محل احترام الكثير، وقتل على يد أخيه غير الشقيق حزام في مارس 2012م في مسقط رأسه بقرية المناسح.
 الشيخ/ نبيل أحمد ناصر الذهب ـ وهو الأخ الشقيق لطارق وطالب جامعي اعتقل في سوريا عام 2005م وسلّم للأمن السياسي اليمني وتم الإفراج عنه مطلع العام الماضي إثر صفقة خروج التنظيم من مدينة رداع, أصيب أثناء المواجهات مع أنصار حزام ليلة مقتل طارق ـ رفض أن يكون طرفاً في اتفاق المناسح، وغادرها مع شقيقه قايد بعد الاتفاق.
فيما الشيخ/ عبدالإله الذهب ـ الأخ الشقيق لطارق, قائد الاتفاق والصلح الذي تم مع الدولة مع إخوانه عبدالرؤف.. والشيخ عبدالرؤوف أحمد الذهب، الأخ الشقيق لطارق، وهو شيخ قبلي تم اختياره شيخا من القبيلة وكسب ثقة القبائل برغم صغر عمره و تعرض لأكثر من محاولة اغتيال عبر الطيران.
والشيخ/ أحمد بن أحمد ناصر الذهب وهو الأخ الشقيق لطارق، وقتل مع طارق على يد حزام، فيما الشيخ/ سلطان الذهب الأخ الشقيق والأصغر لطارق انظم مع عبدالاله وعبدالرؤوف في الاتفاق وبقي في المناسح يعين عبدالرؤوف في حل القضايا ، ويقال إن سبب ارتباط عائلة الذهب بتنظيم القاعدة يعود إلى المصاهرة مع أنور العولقي.
ويعد الشيخ/ حزام أحمد الذهب ـ الأخ غير الشقيق لطارق ـ الشيخ الفعلي في المنطقة بجوار ماجد، وقد قتل بعد قتله لطارق من قبل قايد.. الشيخ/ خالد أحمد الذهب، يعرف بتأييده لأحزاب اللقاء المشترك، فيما الشيخ/ أحمد علي أحمد الذهب ـ ابن الأخ غير الشقيق لطارق ـ قتل مع عمه حزام بعد مقتل طارق.
ويحظى آل الذهب ـ الذين يعتبرون مشائخ آل مهدي بمديرية ولد ربيع ـ بمكانة اجتماعية واسعة لدى القبائل، الأمر الذي وفر فرصة لسيطرة المسلحين على أجزاء كبيرة من منطقة قيفة.
وقد انظم للجماعة أفراد من مناطق "قيفة" أبرزها منطقة "حمة صرار والتيوس وآل عامر والزوب ونوفان والعقلة وخبزه، وغيرها، إلا أن بعض وجهاء تلك المناطق أعلنت تأييدها للدولة.
وأقام التنظيم محكمة للقضاء بين الناس والفصل بين المتنازعين من أبناء منطقة "قيفه" أو من بقية مديريات قطاع رداع.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد