قال وزير الخارجية التركي الدكتور/ أحمد داود أوغلو ـ أمس السبت ـ إن مؤتمر الحوار الوطني الشامل بين الأطراف اليمنية لا يمكن نجاحه دون مشاركة كافة الأطراف.
ودعا أوغلو ـ في مؤتمر صحفي في صنعاء مع نظيره اليمني ـ كافة الأطراف والقوى باليمن؛ سواء أكانت سياسية أو مدنية أو قبلية وعشائرية إلى الالتفاف والتوافق حول وحدة اليمن التي قال إنه يجب أن نفتخر ونعتز بها، مطالباً دول المنطقة ومن بينها إيران بدعم التحول السياسي باليمن بشكل ايجابي وتجنب العمل على التفرقة وزرع بذوره أوساط الشعب اليمني، وذلك في إشارة منه إلى ما تقوم به طهران من نشاط تجسسي باليمن ودعمها لجماعات مسلحة تخريبية.
وأضاف: اليمن يمر بمنعطف تاريخي هام وهو بصدد القيام بإصلاحات يجب أن ندعمها بقوة لأن نجاح اليمن هو نجاحنا، لافتاً إلى أنه التقى برئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة/ محمد سالم باسندوة لبحث قضايا التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين وكيفية تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والتعاون في مكافحة التطرف والإرهاب، منوهاً إلى أن نجاح اليمن في مرحلته الانتقالية هذه سيساعد بتنمية وتطوير كل الديمقراطيات الموجودة بالمنطقة.
ولفت وزير خارجية تركيا ـ الذي وصل أمس صنعاء مع وفد من التجار ورجال الأعمال التركيين ـ لفت إلى أن زيارته لليمن تأتي في إطار دعم اليمن في مرحلة الانتقالية التي تتضمن حد قوله؛ المصالحة الوطنية الشاملة والانتقال إلى الديمقراطية والتنمية الاقتصادية وتامين استقرار الوطن.
وأكد أن تركيا عازمة على رفع مستوى التعاون الاقتصادي مع اليمن إلى أرقى المستويات، مشيرا إلى أن هناك مشاريع ومجالات متعددة للتعاون الاقتصادي ومنها في التعليم وتنمية المناطق اليمنية والطاقة والزراعة وغيرها، وقال: سنستمر في تشجيع رجال أعمالنا بتنفيذ مشروعات استثمارية جديدة.
اوغلو ـ خلال حديثه ـ أكد استمرار تركيا في دعم اليمن في كافة القضايا لأن نجاح اليمن- حد قوله- شرط أساسي لنجاحات أخرى بالمنطقة.
وكان الرئيس/ عبدربه منصور هادي استقبل أمس السبت بصنعاء وزير الخارجية التركي الدكتور/ أحمد داوود أوغلو الذي وصل إلى صنعاء في زيارة تهدف لدعم ومساندة اليمن خلال المرحلة الانتقالية، حسبما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وقال الدكتور/ أوغلو إن الرئيس هادي استطاع في ظرف دقيق وصعب واستثنائي أن يقود اليمن إلى الآفاق الواسعة والخروج من الأزمة والظروف الصعبة بصوره تدريجية ناجحة.
 وأدان وزير الخارجية التركي الهجوم الذي نفذه عناصر تنظيم القاعدة في أبين أمس الجمعة والذي راح ضحيته 18 عسكرياً يمنياً، كما قدم التعازي في وفاة عبد القوي الإرياني سفير اليمن في تركيا.
واستغرب اوغلو من سيناريوهات بعض الدول التي تحاول المساس بأمن ووحدة اليمن.
 وقال: «نحن نتابع مجريات الأوضاع في اليمن، ونستغرب من سيناريوهات بعض الدول التي تحاول فيها المساس بأمن ووحدة اليمن».
 وأعرب عن أمله في أن «لا تستطيع أي قوة المساس وبوحدة وأمن واستقرار اليمن، لأن تركيا لا تريد حتى أن تسمع مثل هذا الكلام وهي مع وحدة وأمن واستقرار اليمن».
 وتابع: «اليمن من أقدم الحضارات على مستوى المنطقة والشرق الأوسط وتقع على أهم منطقة جغرافية ومنطقة مائية تهم المنطقة والعالم وعلى هذا الأساس فإن أمنها واستقرارها تعتبر قصية إستراتيجية دولية».
 وقال وزير الخارجية التركي إن بلاده «على استعداد لتقديم المساعدات اللازمة على مختلف المستويات اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وستعمل على تقديم برامج مساعدات مختلفة في مجالات المشاريع التنموية والتعليمية والصحية وكذلك المنح الدراسية».
 وأشار إلى أن نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية التركي سيصل إلى صنعاء قريباً لـ«مناقشة مواضيع تتصل بشؤون الشباب والأيادي العاملة والفرص الوظيفية وكذلك ما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه».
وبشأن الوضع في سوريا أشار أوغلو ـ خلال المؤتمر الصحفي ـ إلى أن اتفاقاً لانتقال السلطة على غرار الاتفاق اليمني الذي سمح للرئيس/ علي عبد الله صالح بالتنحي لم يعد مناسباً للتنفيذ في سوريا، لأن كل بلد له ظروفه الخاصة وبسبب التطورات الأخيرة على الساحة السورية التي شهدت استخدام المدفعية والقوة الجوية في قصف المدن السورية أصبحت الفرصة ضيقة أمام تطبيق مثل هذه الحلول. حد قوله"
وقال أوغلو إنه لا بد للنظام السوري أن يوقف وحشيته ضد شعبه.