تواصلت التظاهرات الاحتجاجية في مديريات محافظة عدن أمس ولليوم الثالث على التوالي، مطالبين بإسقاط النظام ومحاسبة المتسببين في أحداث يومي الخميس والجمعة الماضيين
وقد ارتفعت حصيلة القتلى من المتظاهرين منذ يوم الأربعاء الماضي وحتى مساء أمس إلى تسعة في مديريات الشيخ عثمان والمنصورة وخور مكسر، حيث قام المتظاهرون في مديرية الشيخ عثمان مساء أمس بإحراق مبنى الشرطة القديم وكذا مبنى إدارة البلدية بالمديرية وقاموا أيضاً بإحراق الإطارات في الشوارع العامة وواجهتهم الأجهزة الأمنية بإطلاق الرصاص الحي وقنابل مسيلة للدموع، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين.
أما في مديرية خور مكسر فقد قتل الشابان مقبل أحمد عاطف من منطقة العريش وهاني محمد هيثم من حي السعادة وأصيب كل من إياد فيصل أحمد ومحمد أحمد علي وأكرم سعيد، جراء قيام الأجهزة الأمنية باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين والقنابل المسيلة الدموع، مما استدعى أعضاء المجلس المحلي لإعلان تعليق نشاطهم حتى يتم محاسبة قيادات أمن المحافظة في مقتل المتظاهرين العزل من السلاح.
ومازالت موجة الاحتجاجات في مديرية خور مسكر تتواصل، حيث انتشرت الأجهزة الأمنية في المديرية بشكل كثيف لمواجهة المحتجين وتم فصل التيار عن بعض أحياء المديرية.
من جانبه عبر مدير عام مديرية المحفد بمحافظة أبين عن استنكاره لاستهداف الأجهزة الأمنية للمتظاهرين ومقتل الشاب احمد عاطف الكازحي، مؤكداً بأن قبيلة آل العنبوري لن تستلم جثة الشاب حتى يتم الكشف عن الجناة الحقيقيين.
 وفي مديرية المنصورة أيضاً خرج المئات من المتظاهرين بعد صلاة الجمعة أمس منددين باستخدام القوة من قبل أجهزة الأمن ومطالبين بتغيير النظام ومحاسبة من تسبب في مقتل أبناء مديريتهم خلال اليومين الماضيين، وأعلن الشباب المنخرطين في التظاهرة عن تقديم استقالاتهم الجماعية من عضوية المؤتمر الشعبي العام.
أما في مديريتي التواهي والمعلا فقد اجتمع المتظاهرون في مناطق متفرقة من المديريتين وقاموا بتمزيق الأعلام التشطيرية ورفعوا شعارات مطالبة بإسقاط النظام ومحاسبة من تسبب في قتل زملائهم المتظاهرين في مديريتي المنصورة، كما قام المتظاهرون بإحراق الإطارات وقطع الطريق العام وقد منعت الأجهزة الأمنية المتظاهرين من الوصول إلى القصر الرئاسي بمنطقة الفتح.
إلى ذلك اتهمت الأجهزة الأمنية في محافظة عدن عناصر تخريبية خارجه عن القانون ـ حسب بيانها ـ بقطع الطرقات العامة وإحراق السيارات الخاصة، وإطلاق النار على مثيري الشغب، كما نفى بيان الأجهزة الأمنية ما أعلنه أمين عام المجلس المحلي بمديرية المنصورة عن توقيف مدير أمن محافظة عدن.
من جهته نفى مصدر بوزارة الداخلية صحة المعلومات التي قالت إن ثلاثة محتجين قتلوا بالرصاص في عدن ووصفها بأنها «مغلوطة».
وحمـّل نائب وزير الداخلية اللواء/ حسين صالح الزوعري في حديثه لقناة الجزيرة ما يسمى بـ «الحراك الانفصالي المسلح» في الجنوب مسؤولية سقوط الضحايا من بين المتظاهرين في مديرية المنصورة بعدن.
وقال إن المتظاهرين التابعين لأحزاب المشترك (المعارض) في كريتر والتواهي بعدن لم يمسوا أي مؤسسة مدنية أو عسكرية، ولكن المتظاهرين في المنصورة جاءوا من محافظات مجاورة لعدن وقاموا بالتخريب والبلطجة واقتحام المؤسسات الحكومية وأولها المجلس المحلي بالمنصورة، مشيراً إلى أن مسلحي «الحراك» يقومون بإطلاق النار على متظاهرين من أجل توجيه التهمة للأمن.