وقائع الندوة التي احتضنتها جامعة العلم المستنيــــــــــــــــــــــــــــــــــر « الإيمان » للرد على ضلالات وشبهات الترابي..لايوجد أي مسوّغ لمغالطات الترابي إلاّ الانــــــــــــــــــــــــــحراف والعياذ بالله والسعي وراء التغريب

2006-11-21 18:56:44

 

د. أمين علي مقبل : الترابي تجرأ على كثير من الأحكام الشرعية الثابتة والقطعية بالمخالفة والإفتاء مما يوجب أن نبين باطله للناس حتى لايضلوا بسببه.

الشيخ الديلمي : الترابي يدعو إلى التقارب مع الغرب والرافضة والعلمانية، ولو فعل ذلك المسلمون لأنكروا بذلك قضية الولاء والبراء وهذا طمس لحقيقة الإسلام، بل مسخ له والعياذ بالله

الحلقة الثانية:

اقيمت الاثنين ندوة احتضنتها جامعة الايمان ضمت عدداً من المشائخ والعلماء ناقشوا خلالها افكار ومنطلقات ودعاوى وزيف الدكتور حسن الترابي وضلالاته واطروحاته المثيرة للجدل في الاوساط الاسلامية وذلك لما يثيره من شبهات حول الثوابت والمسلمات ولتوجيهه انتقادات لنصوص شرعية ثابتة في محاولة منه للتشكيك بمصادر التشريع الاسلامي واصوله وكذلك مصادمته لما هو معلوم من الدين بالضرورة كقوله بعدم عقوبة شارب الخمر وحرمته ايضاً وكانكاره عذاب القبر وليلة القدر وتجويزه زواج المسلمة من الكتابي وغيرها من السموم التي يبثها الترابي وانصاره بين الفينة والاخرى لتحقيق اهداف خفية ومعلنة كخدمة للهيمنة العالمية والقبول بمشاريعها الاستعمارية وافكارها المنحطة التي تحارب الدين الاسلامي واتباعه وفي هذه الندوة ناقش العلماء كل ما صدر عن الترابي مبينين مصادر افكاره واقواله وداحضين ذلك بالبراهين الساطعة والحجج الدامغة التي توضح وبشكل جلي مدى ما اصاب الترابي من هوى وزيغ عن الحق وفيما يلي وقائع الندوة في حلقتها الثانية:
ويواصل الصبري معلقاً : جزى الله الاخ الدعيس خيراً لقد لاحظتم ان اقوال الترابي ليست حديثاً لكنها مما تقولب حولها منذ زمن ومع هذه الردود المقولبة لم تشتهر وكانت هي الاصل وصدر الترابي طوال هذه الفترة للناس على انه من العلماء والمفكرين وفتن به الكثير الذنب ذنب هؤلاء الذين انحرفوا وضلوا الطريق، اعتقد ان كثيراً من الذنب يشارك فيه من لم يوضح حال الرجل وهكذا الاصل في حق كل من انحرف عن الجادة ان يوضح للناس.. نحن امة يجب ان تدور حول شريعة الله حول كتاب ربها وسنة نبيها.. أيها الاخوة الكرام نقل عن شيخ الاسلام بن تيمية وعن بن القيم وعن القاضي من الحنابلة ان الامام احمد الذي قيل عنه أنه كان يحفظ الف حديث عن ظهر قلب جاءه رجل فسأله فقال يا امام هل يجوز لمن حفظ مائة الف حديث ان يفتي قال له فمئتا الف قال لا قال له فثلاث مائة الف قال لا قال فاربع مائة الف قال فقال بيديه هكذا أيد بخطورة القول على الله، ان كثير من الناس اليوم بمجرد ان يقرأ في صحيفة أو يقرأ في مكان اخر يصور نفسه على انه من العلماء ثم يوجد كثير من الاضرار وبعض ما قيل في هؤلاء قال الامام مالك سئل في مسألة قال ان تنزل السموات السبع على الارضين السبع وانا بينهما خير لي من ان اقول على الله ماليس لي به علم ارجو ان تعرفوا خطورة الفتوى وارجوا ان تعلموا ان هؤلاء الاصل ان يحجر عليهم انه يحجر على السفيه في حق نفسه الذي لا يحسن التصرف والمال ماله يحجر عليه افلا يحجر على هؤلاء الذين يفتنون الامة ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الاثم والوزر مثل اوزار من تبعه لا ينقص من اوزارهم شيئا إلى ان يلقى الله والله لقد تعجبت ان وجد من يدافع في الصحف والمجلات عن الترابي وعن افكاره فضل واضل وما يزال هناك البعض من يتقولب إلى هذه الثقافات بدون سبب شرعي نسأل الله السلامة والنجاة ننتقل إلى فضيلة الشيخ العلامة والدي الشيخ عبدالوهاب الديلمي -أستاذ العقيدة حفظه الله- يتحدث في وقت محدد له حول بعض الردود على بعض المغالطات والاكاذيب التي قالها الترابي في مجال العقيدة فليتفضل جزاه الله خيرا.
الشيخ الديلمي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فشكر الله لمن كان سبباً في هذا الاجتماع المبارك لقضية هامة لا لانها صدرت من شخص معين ولكن لأن الامر يتعلق بقضية الدفاع عن دين الله عز وجل وما سمعته اليوم مما تلاه اخونا الاستاذ محمد الدعيس جزاه الله خير عن كلام اهل العلم فيما صدر عن الدكتور الترابي من اراء شاذة ومصادمة لنصوص الشرع في تقديري ان هذا الذي صدر كان كافياً بأن يقنع كل من عنده شيء من الانصاف للوصول إلى الحق ذلك ان العلماء على اختلاف اماكنهم واقطارهم وانتماءاتهم وربما اختلافهم الفقهي وربما الاختلاف في بعض القضايا العقائدية يكاد هؤلاء جميعاً ان يجمعوا على تغطئة من صدر منه مثل هذه الفتاوى أو الاقاويل الباطلة ومع قطع النظر عن مصدر هذا الكلام سواء كان الترابي أو غير الترابي فان هذه الفتاوى معلوم من الدين بالضرورة انها مصادمة لشرع الله عز وجل ونحن عندما نتحدث عن بطلان مثل هذه الاشياء لا نستهدف شخص الترابي ولكننا نريد بيان الحق فان بعض الامور التي اسندت اليه لا ندري هل قالها أو لم يقلها وان كنا لا نستطيع ان ننكر أو نتجنى على من ينسب اليه مثل هذه الاقوال من اهل العلم ان يكونوا قد اخطأوا في حقه أو نسبوا اليه مالم يقل وفي هذه الورقة التي طرحت بين ايدينا اسند إليّ بعض القضايا لاتحدث عنها فمن هذه الامور انه يعزى اليه القول بنظرية داروين وهو القول بأن اصل الانسان قرد واعتقد ان هذه القضية التي صاحبها في الاصل يهودي لا تحتاج عند المسلم العارف بدين الله عز وجل وشرع الله ونصوص القرآن التي تحدثت عن اصل خلق الانسان لا تحتاج إلى رد ولا إلى بحث ولا امعان في القضية وربنا سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الكريم اصل خلق ادم عليه السلام وجاءت الآيات المتعددة في القرآن الكريم تارة يخبر الله عز وجل ان الانسان خلق من تراب وتارة من طين وتارة من صلصال وتارة من ماء وتارة من صلصال من حما مسنون إلى غير ذلك وعند التتبع لهذه الآيات المباركة حاولت ان ابحث في بعض كتب التفسير فوجدت ان هذه الادوار التي مر بها ادم عليه السلام قبل ان ينفخ فيه الروح كانت كالاتي كان اولاً تراباً ثم حوله الله عز وجل إلى طين لازب كما جاء في بعض الآيات والطين كما هو معروف هو التراب المختلط بالماء واللازب الثابت الشديد الثبوت أو الذي امتزج بعضه البعض أو شديد التماسك وفي قول الله عز وجل «من سلالة من طين» قال اهل العلم السلالة التي تسل من الطين وهي ألطف اجزاء الطين ثم تحول هذا الطين اللازب إلى حمأ والحمأ هو الطين الاسود المنتن وفي قول الله عز وجل «من حمأ مسنون» اختلف اهل العلم في المسنون هل المراد به المتغير وهذا يؤيد الوصف بالحمأ فان الحمأ المراد به المنتن أو المتغير وطبعاً اذا فسر المسنون بالمتغير فيؤيده قول الله عز وجل «وانظروا إلى طعامك وشرابك لم يتسنه» يعني لم يتغير وقد قيل ان المسنون هو المصور بصورة الانسان الاجوف يعني بعد ان مر بهذه المراحل جعله الله عزوجل في صورة انسان يعني صلصال جاف مصور بصورة انسان ثم نفخ فيه الروح ولذلك كما قلنا تحول هذا الحمأ إلى صلصال كالفخار والصلصال هو الطين الجاف قبل ان يدخل في النار فاذا دخل في النار فهو الفخار الذي هو الخزف وسمي صلصالاً لان الصلصلة هي الصوت فكان هذا الطين بهذا الشكل يظهرمنه صوت كما يظهر الصوت من الخزف ثم تحول هذا الصلصال إلى انسان بعد ان نفخ الله عز وجل فيه من روحه فصار انسانا سويا كما قال الله تبارك وتعالى «لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم» وقال عز وجل «الذي خلقك فسواك فعدلك» هذه الايات التي يذكر الله عز وجل فيها تطور خلق الانسان بقدرة الله عز وجل وارادته قبل ان ينفخ فيه الروح كافية بأن يتبين للانسان كيف كان خلق ادم والقول بأن الانسان كان اصله قرد فتطور حتى صار انسانا هو مصادم لنصوص القرآن الكريم واي كلام مصادم لنصوص خاصة وهذه النصوص بينة واضحة ليس فيها لبس ولا يمكن ان تحمل على معاني متعددة فان القول بخلاف ذلك هو طعن في كلام الله عز وجل.
الامر الثاني من القضايا التي ذكرت لي ان الترابي قالها انه يدعي بانه اعلم من النبي صلى الله عليه وسلم واذا كان ذلك كذلك فهذه في الحقيقة جرأة عظيمة جداً وهي قلة ادب في حق النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي تلقى العلم مباشرة من ربه تبارك وتعالى بواسطة جبريل عليه السلام والله تبارك وتعالى قد امتن على رسول الله عليه الصلاة والسلام بانه الذي تولى تعليمه قال عز وجل «ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك وما يضلون إلا انفسهم وما يضرونك من شيء والله نزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم» وهذا الوحي المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم هو مصدر كل علم ومصدر كل هدى ومصدر كل تقوى ومصدر كل خير والنبي صلى الله عليه وسلم هو اعلم الناس على الاطلاق بمراد الله عز وجل وكل من يأتي بعده لا يستطيع ان يجزم في كثير من القضايا ان هذا مراد الله لان الادلة احياناً تحتمل عدة معاني يعني بعض الالفاظ قد تكون دلالاتها قطعية وقد تكون دلالاتها ظنية فالالفاظ التي دلالاتها تتحمل عدة معاني ومن هنا جاء الاختلاف بين اهل العلم فاحد الاسباب التي دعت إلى الاختلاف هي وجود النص الذي يحتمل اكثر من معنى ولذلك نجد الائمة في كتبهم ائمة اهل الفقه ابتداءً من ابي حنيفة وانتهاء باحمد هؤلاء تجد في كتبهم الكثير من الخلاف بدليل ان هذه الفهوم تختلف باعتبار الاستنباط الذي يختلف من شخص لاخر فالذي يعلم مراد الله على الاطلاق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي عليه الصلاة والسلام اخبر عن نفسه انه اخشى الناس لله واتقى الناس لله وهذا هو حقيقة العلم فالعلم الذي يورث الخشية والمعرفة والتقوى هو العلم الحقيقي ولا يوجد احد اتقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك فهو الاعلم وهو الاخشى وهو الاتقى ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام لكمال معرفته بالله عز وجل وكمال خشيته من الله عز وجل تحققت فيه كمال العبودية وهذا اعظم شرف له عليهم فشرف النبي علىه الصلاة والسلام يتحقق في شيئين في كمال عبوديته وفي الرسالة التي اكرمه الله عز وجل بها واي شخص يريد ان يصل إلى مرحلة الكمال فلا يصلها إلا بقدر ما يتحقق عبوديته لله تبارك وتعالى إلى غير ذلك من الايات التي تتحدث عن العلم والوحي وعن هذا القرآن الكريم الذي جعله الله عز وجل تبياناً لكل شيء فقد يدعي انسان انه يتعلم شيئاً في العلوم الانسانية أو المعاصرة أو القوانين الوضعية أو غير ذلك مما لا يمت للاسلام بصلة فيأتيه الغرور فيقول انه علم من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا تطاول في حق النبي عليه الصلاة والسلام، ومن القضايا التي نسبت للترابي انه يقول بأن اهل الكتاب مؤمنون وأن اليهود والنصارى مؤمنون والله عز وجل حسم القضية في كتابه العزيز أولا نحن نعرف ان اي شرك يصدر من اي انسان أو جماعة فهذا الشرك يخرج الانسان من ملة الاسلام والنصارى قد اخبر الله عنهم انهم قالوا عن عيسى ابن الله وهذا هو عين الشرك وربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم «ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا» فالذي يؤمن بعيسى لا يؤمن بمحمد اخر الله عز وجل انه وجد فيه كمال الكفر والعياذ بالله الآيات التي تتحدث عن اليهود والنصارى وعن تأليههم لعيسى عليه السلام ولأمة وكذلك اليهود الذين قالوا عزير بن الله اكثر من ان تحصى في كتاب الله عز وجل وقد نصت أكثر من ايه بهذه الاية التي تجدونها في سورة النساء وغيرها من الايات تنص نصاً صريحاً على كفر هؤلاء اليهود والنصارى وانما وجد الفرق بينهم وبين المشركين في بعض الاحكام لانهم اهل كتاب ومن هذه الفوارق كما تعرفون جواز الزواج بكتابية ولا يجوز الزواج بالمشركة وان كان كثير من اهل العلم لا يجيز الزواج بكتابية حتى لو كانت يهودية أو نصرانية لان هناك مفاسد عظيمة جداً في هذا العصر تتعلق بزواج المسلم بالكتابية هذه مذكورة في اماكنها ومن اهم هذه الفوارق ان الاصل في المسلم ان يكون له القوامة على المرأة وان يضمن سلامة اولاده من الانحراف واليوم الانسان الذي يتزوج بكتابية خاصة في الغرب لأمن ان ينحرف ولده لان القوانين الوظيعة تقف إلى جانب المرأة اكثر من أن تقف إلى جانب الرجل وقوامة الرجل في تلك المجتمعات ضعيفة والرجل لا يستطيع ان يلزم ولده بدين معين ولا مذهب معين ومن هنا تأتي الانحرافات إلى غير ذلك من المفاسد التي يذكرها اهل العلم من الزواج من كتابية ومن الاشياء التي نسبت إلى الترابي رد القطيعات يعني ما جاء في الاسلام من القضايا الشرعية في الحلال والحرام أو الواجبات وغير الواجبات ومنها ما تكون ظنية ومنها ما تكون قطعية هي التي اصبحت معلومة من الدين بالضرورة فنحن نعلم وكل انسان على وجه البسيطة من المسلمين يعلم ان الصلاة واجبة وان الزكاة واجبة وان الحج واجب وان الصوم واجب ويعلم الجميع ان الربا محرم وان الخمر محرم إلى غير ذلك من الاشياء القطيعة التي لا يتنازع فيها فأي انسان يأتي فيشكك في هذه القطيعات فهو يشكك في كتاب الله عز وجل وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي اجماع الامة فلا يؤخذ بقوله سواء في هذه القضايا التي ذكرتها كمثال أو غيرها من القضايا التي اصبحت معلومة من الدين بالضرورة وهذا مصادم لدين الله عز وجل ولشرعه.
خامساً من القضايا التي تنسب إلى الترابي انه يقول: بالتجديد في اصول الحديث وفي العقائد فنقول له هل تقصد بالتجديد ؟ التجديد في الانسانيد الموصلة إلى عقائد إلى نفوس الناس فهذا لا ضمير فيه؟ ام انك تريد التجديد في اصل العقائد في دين الله عز وجل؟ يعني كيف نؤمن بالله عز وجل؟ كيف نؤمن بالملائكة ملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر؟ فهل يشكك في هذا؟ وهل يمكن أن يحول في هذا الامر وهل يمكن ان يكون في الاعتقاد الذي جاء في كتاب الله عز وجل وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وما كان عليه السلف الصالح من الصحابة ومن تبعهم وهذا باطل فانه ليس من حق اي انسان ان يجتهد في مثل هذه القضايا فانها قضايا بتت فيها النصوص الشرعية واي قول فيها فانه باطل في دين اله عز وجل وتطاول على شرع الله عز وجل.
اخيراً يقول: الدعوة إلى التقارب مع الغرب والرافضة والعلمانية فماذا يريد بالتقارب؟ هل نتازل عن شيء من ثوابت ديننا من اجل ارضاء هؤلاء اليهود والنصارى؟ أو ان اليهود مستعدون ان يتنازلوا عن شيء من ثوابتهم ويتقاربوا معنا - كل هذا مستحيل- فلا اليهودي ولا النصاري بامكانه ان يتنازل عن عقيدته حباً لسواد عيون المسلمين ولا المسلمون ايضاً بامكانهم ان يتنازلوا عن شيء من ثوابتهم من اجل ارضاء اليهود والنصارى ولو فعل المسلمون ذلك وارضوا اليهود والنصارى لانكروا بذلك قضية الولاء والبراء التي ابدى القرآن والسنة النبوية فيها في آيات واحاديث كثيرة واي تنازل عن شيء من دين الله عز وجل من اجل ادعاء التقارب مع اليهود والنصارى فمعناه طمس حقيقة الاسلام بل مسخ الاسلام والعياذ بالله وتنازل عن امره والله سبحانه وتعالى اوجد النصوص الشرعية التي لا مجال فيها للخروج ولا للتأويل ولا للاجتهاد فيها واما الرافضة فمعلوم منهجهم ومن لا يعرف من هؤلاء الرافضة؟ فإن كتبهم التي ترصد حقيقة اعتقادهم وكونهم يطعنون في اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بل ان كثيراً منهم يكفر هؤلاء الصحابة وقد كنت قبل ايام استمع إلى شريط لاحد الشيعة في الكويت وهو يتحدث عن الصحابة فيقول في بداية الشريط ان المسلمين احسنوا الولاء ولم يحسنوا البراء ثم فسر عبارة لم يحسنوا البراء بقوله: لم يتبرأوا من ابي بكر ويلعنوه ولم يتبرأوا من عمر ويلعنوه وهكذا يتكلم في اولئك الذين هم قمم في الايمان رضي الله عنهم وارضاهم فكتبهم كالكافي وغيرها من الكتب التي تطعن في القرآن الكريم وتقول انه محرف وانه ناقص وتطعن في الصحابة وتكفرهم.
يقول الشيخ ابو الحسن الندوي -رحمه الله تعالى- عندما زار اليمن قال هناك في لندن حديقة يدعو فيها اي انسان لما يريد فوقف رجل من اهل السنة يدعو الناس إلى الاسلام ويبين محاسن الاسلام فقام له احد الشيعة فقال اي دين تدعو اليه؟ الذي ارتد اهله بعد موت الرسول محمد يعني ان الصحابة كلهم مرتدون وعلى كل حال فإن هؤلاء الرافضة معروفون ويعتقدون العصمة في ائمتهم بل يجعلون لهم مكانة فوق مكانة الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام فما هو هذا التقارب؟ هؤلاء الرافضة ارادوا ان يرفعوا شعار التقريب بين اهل السنة والشيعة ولم يصلوا إلى شيء لان معنى التقريب عندهم ان يجرونا إلى مذهبهم لتتنازل عن قضايانا الاساسية حتى نعتقد ما يعتقدون واما التقريب مع العلمانيين فانه لا فرق بين العلمانيين والغربيين فالعلمانيون هؤلاء الذي يتبرأون من الدين وفصلوا بين الدين والدنيا ولم يجعلوا للدين اي حق في ان يتدخل في اي قضية وجعلوا الدين قضية شخصية للانسان ان يفعل ما يشاء فله ان يرتدوله ان يعبد الله وله ان يترك العبادة ولا يهمهم التحريم والتحليل في قضايا وتعرفون ان مصدر العلمانية كان في الصراع الذي حصل بين رجال الدين في الكنيسة وبين العماء الذين ابتكروا كثيراً من العلوم العصرية فلما جاءت بعض تلك العلوم مناقضة لما كان يفهمه هؤلاء القساوسة من الدين المحرف دخل الصراع بينهم وبين هؤلاء العلماء فتبرأ الناس من الكنيسة والدين ورفعوا شعار «اللادين» واصبحوا بعيدين عن الله عز وجل ولذلك تجدون اليوم الغرب اقرب إلى الالحاد منهم إلى الدين الذين يزعمون انهم ينتمون اليه اكتفي بهذا والحمد لله رب العالمين.
من جانبه تحدث الدكتور امين علي مقبل- استاذ الفقه- عن بعض مفاسد الترابي وشبهاته وتجاوزاته حيث قال بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فإن الدكتور حسن الترابي قد تجرأ على كثير من الاحكام الشرعية الثابتة والقطعية بالمخالفة والافتاء بضدها مما يوجب على من لديه علم بشرع الله سبحانه وتعالى ان يبين باطله للناس حتى لا يضلوا بسببه قياماً بواجب البلاغ والبيان الذي اوجبه الله على اهل العلم ونصحاً للامة التي اوجب الله النصح لها فمن تلك القضايا التي انكرها انكاره حد الردة وتجويزه للردة وقد ثبتت حرمة الردة وايجاب الحد عليها بالكتاب والسنة والاجماع فمن الايات القرآنية في موضوع الردة قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة «ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون» وهو يقول ان الامر حرية ان شاء ارتد وان شاء لم يرتد وهذا كلامه المنسوب اليه وكما يجوز لليهودي والنصراني ان يبدل دينه إلى الاسلام فالعكس ايضاً مثله ومعلوم ايضاً ان الصحابة رضي الله عنهم ابو بكر الصديق ومعمة بقية الصحابة اقاموا حرباً على المرتدين وقاتلوهم حتى رجعوا إلى دين الله وقتل من قتل منهم ومن السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود المشهور في الصحيحين وغيرهما «لا يحل دم امرء مسلم يشهد ان لا إله إلا الله واني رسول الله إلا باحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة» وحديث البخاري «من بدل دينه فاقتلوه» لكن الترابي يقول ان الردة لاحد فيها ولا يقتل المرتد وهذا نقل عنه في مواقع الكترونية وفي كتب كثيرة والظاهر انه لا يجادل في نسبته اليه ومعلوم ان الفقهاء قد نقلوا الاجماع على وجوب قتل المرتد وان هذا من الامور القطعية التي عمل بها الأئمة وعمل بها الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم واستمر العمل بها وقال بذلك جميع فقهاء الاسلام الذين يركن إلى اقوالهم ويتبعون في مذاهبهم والترابي تمسك بهذه الاية قوله عز وجل «لا اكراه في الدين» فهي في الدخول في الاسلام كما قال المفسرون اي لا يكره احد على الدخول في الاسلام اما بعد ان يعتنق الاسلام فقد ترتب عليه احكام اخرى فاذا ارتد فقد استحق ما سبق الاشارة اليه من تلك النصوص والاجماع عليها، الامر الثاني مما اباحه الترابي ونسب اليه انه يجوز الاذن بالخمر للمدمنين لمدة سنة حتى يتهيأوا لتركها وهذا في الواقع نوع من الاستحلال الذي اشار اليه الحديث الذي في صحيح البخاري «ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» وهذا هو الاستحلال سواء كان متوقفاً أو دائماً وايضاً يقول الترابي ان الخمر لا يوجب العقوبة إلا اذا اقترن بالعدوان معلوم ان العدوان يستحق عقوبة استقلالاً فمعنى هذا ان الخمر لا عقوبة عليه ولا حد وانما العقوبة هي مقابل عدوان المخمور على غيره وهذا في الواقع الغاء لحد الخمر وانما المؤثر هو العدوان وهذا كما لو قال قائل : من زنى بأمرأة مكرها لها على الزنا فعليه الحد حين اذن يكون شرط اقامة حد الزنا هو الاكراه أو الاجبار والشروط الشرعية للحدود أو للعبادات أو للعقود انما تثبت بالادلة الشرعية لا بالاهواء والاكاذيب والتلفيق ومعلوم حد الخمر في نصوص السنة وفعل النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يؤتى بالسكران فيأمر بجلده بالجريد والنعال وثبت انه ضرب بالجريد نحو اربعين وفعل ذلك ابو بكر بعده وفي عهد عمر كذلك ثم استشار الناس عندما استسهل بعض من يشرب الخمر الحد فتشاوروا فزادوا الحد اما تعزيراً أو حداً على اختلاف الفقهاء في ذلك إلى الثمانين واستمر على هذا العمل بين القول بالاربعين وبين القول بالثمانين ولم يقل احد من فقهاء الاسلام باسقاط الحد عن المخمور أو باعطائه فرصة سنة حتى يتيسر له ترك الخمر أو بانه لا يحد إلا اذا قارف جرم العدوان.
ثالثاً قول الترابي: بجواز زواج المرأة المسلمة من الكتابي يهودياً أو نصرانياً وقد قال الله سبحانه وتعالى «ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولامة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم اولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة باذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون» فحرم الله سبحانه وتعالى زواج المؤمنة بالمشرك ولا تنحكوا المشركين اي لا تزوجوهم حتى يؤمنوا فالغاية جواز تزويجهم اذا امنوا فاذا لم يؤمنوا فلا يجوز تزويجهم مطلقاً وكذلك قوله في سورة الممتحنة «لاهن حل لهم ولا هم يحلون لهن» وان كانت الاية في سياق المشركين من اهل مكة ولكن الحكم عام لا تخصيص فيه باتفاق المفسرين انما التخصيص لصدر الاية وهو «ولا تنكحوا المشركات» باستثناء المشركات من اهل الكتاب من اليهود والنصارى لان الله اباح ذلك لقوله «اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم» فنص على استثناء هؤلاء المشركات مع انهن مشركات لان من يقول بأن لله ولد أو بأن الله ثالث ثلاثة فهو مشرك ومن يقول عزير ابن الله هو مشرك ولكن الله سبحانه وتعالى يستثنى ما يشاء ولأن في ذلك حكمة وهو ان الرجل اذا تزوج المشركة الكتابية فانه لا يكرهها على دينها ولكنه وبمقتضى القوامة وبمقتضى الاقناع والدعوة والترغيب قد تقتنع هي بالاسلام فتدخل فيه اما العكس فإن المرأة ضعيفة فقد يكرهها على دينه وقد يرغبها في الاعتدال عن دين الله فالحاصل ان زواج المسلمة لليهود والنصارى محرم بظواهر الكتاب وبعمل الامة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه إلى يوم الناس هذا والاجماع فيها كذلك ثابت ولا اشكال فيه.
الامر الرابع قال الترابي: ان شهادة المرأة كشهادة الرجل وهذا امر عجيب مصادم للنصوص القطعية في القرآن وللنصوص الصحيحة الصريحة في السنة ولا يوجد لهذه المغالطة اي مسوغ إلا الانحراف والعياذ بالله والسعي وراء التغريب الذي يدعو إلى تسوية الرجل بالمرأة في كل الامور فان الله سبحانه وتعالى قد قال «واستشهدوا شهيدين من رجالكم» في اية الدين فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احدهما فتذكر احداهما الاخر».لعيسى عليه السلام ولأمة وكذلك اليهود الذين قالوا عزير بن الله اكثر من ان تحصى في كتاب الله عز وجل وقد نصت أكثر من ايه بهذه الاية التي تجدونها في سورة النساء وغيرها من الايات تنص نصاً صريحاً على كفر هؤلاء اليهود والنصارى وانما وجد الفرق بينهم وبين المشركين في بعض الاحكام لانهم اهل كتاب ومن هذه الفوارق كما تعرفون جواز الزواج بكتابية ولا يجوز الزواج بالمشركة وان كان كثير من اهل العلم لا يجيز الزواج بكتابية حتى لو كانت يهودية أو نصرانية لان هناك مفاسد عظيمة جداً في هذا العصر تتعلق بزواج المسلم بالكتابية هذه مذكورة في اماكنها ومن اهم هذه الفوارق ان الاصل في المسلم ان يكون له القوامة على المرأة وان يضمن سلامة اولاده من الانحراف واليوم الانسان الذي يتزوج بكتابية خاصة في الغرب لأمن ان ينحرف ولده لان القوانين الوظيعة تقف إلى جانب المرأة اكثر من أن تقف إلى جانب الرجل وقوامة الرجل في تلك المجتمعات ضعيفة والرجل لا يستطيع ان يلزم ولده بدين معين ولا مذهب معين ومن هنا تأتي الانحرافات إلى غير ذلك من المفاسد التي يذكرها اهل العلم من الزواج من كتابية ومن الاشياء التي نسبت إلى الترابي رد القطيعات يعني ما جاء في الاسلام من القضايا الشرعية في الحلال والحرام أو الواجبات وغير الواجبات ومنها ما تكون ظنية ومنها ما تكون قطعية هي التي اصبحت معلومة من الدين بالضرورة فنحن نعلم وكل انسان على وجه البسيطة من المسلمين يعلم ان الصلاة واجبة وان الزكاة واجبة وان الحج واجب وان الصوم واجب ويعلم الجميع ان الربا محرم وان الخمر محرم إلى غير ذلك من الاشياء القطيعة التي لا يتنازع فيها فأي انسان يأتي فيشكك في هذه القطيعات فهو يشكك في كتاب الله عز وجل وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي اجماع الامة فلا يؤخذ بقوله سواء في هذه القضايا التي ذكرتها كمثال أو غيرها من القضايا التي اصبحت معلومة من الدين بالضرورة وهذا مصادم لدين الله عز وجل ولشرعه.
خامساً من القضايا التي تنسب إلى الترابي انه يقول: بالتجديد في اصول الحديث وفي العقائد فنقول له هل تقصد بالتجديد ؟ التجديد في الانسانيد الموصلة إلى عقائد إلى نفوس الناس فهذا لا ضمير فيه؟ ام انك تريد التجديد في اصل العقائد في دين الله عز وجل؟ يعني كيف نؤمن بالله عز وجل؟ كيف نؤمن بالملائكة ملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر؟ فهل يشكك في هذا؟ وهل يمكن أن يحول في هذا الامر وهل يمكن ان يكون في الاعتقاد الذي جاء في كتاب الله عز وجل وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وما كان عليه السلف الصالح من الصحابة ومن تبعهم وهذا باطل فانه ليس من حق اي انسان ان يجتهد في مثل هذه القضايا فانها قضايا بتت فيها النصوص الشرعية واي قول فيها فانه باطل في دين اله عز وجل وتطاول على شرع الله عز وجل.
اخيراً يقول: الدعوة إلى التقارب مع الغرب والرافضة والعلمانية فماذا يريد بالتقارب؟ هل نتازل عن شيء من ثوابت ديننا من اجل ارضاء هؤلاء اليهود والنصارى؟ أو ان اليهود مستعدون ان يتنازلوا عن شيء من ثوابتهم ويتقاربوا معنا - كل هذا مستحيل- فلا اليهودي ولا النصاري بامكانه ان يتنازل عن عقيدته حباً لسواد عيون المسلمين ولا المسلمون ايضاً بامكانهم ان يتنازلوا عن شيء من ثوابتهم من اجل ارضاء اليهود والنصارى ولو فعل المسلمون ذلك وارضوا اليهود والنصارى لانكروا بذلك قضية الولاء والبراء التي ابدى القرآن والسنة النبوية فيها في آيات واحاديث كثيرة واي تنازل عن شيء من دين الله عز وجل من اجل ادعاء التقارب مع اليهود والنصارى فمعناه طمس حقيقة الاسلام بل مسخ الاسلام والعياذ بالله وتنازل عن امره والله سبحانه وتعالى اوجد النصوص الشرعية التي لا مجال فيها للخروج ولا للتأويل ولا للاجتهاد فيها واما الرافضة فمعلوم منهجهم ومن لا يعرف من هؤلاء الرافضة؟ فإن كتبهم التي ترصد حقيقة اعتقادهم وكونهم يطعنون في اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بل ان كثيراً منهم يكفر هؤلاء الصحابة وقد كنت قبل ايام استمع إلى شريط لاحد الشيعة في الكويت وهو يتحدث عن الصحابة فيقول في بداية الشريط ان المسلمين احسنوا الولاء ولم يحسنوا البراء ثم فسر عبارة لم يحسنوا البراء بقوله: لم يتبرأوا من ابي بكر ويلعنوه ولم يتبرأوا من عمر ويلعنوه وهكذا يتكلم في اولئك الذين هم قمم في الايمان رضي الله عنهم وارضاهم فكتبهم كالكافي وغيرها من الكتب التي تطعن في القرآن الكريم وتقول انه محرف وانه ناقص وتطعن في الصحابة وتكفرهم.
يقول الشيخ ابو الحسن الندوي -رحمه الله تعالى- عندما زار اليمن قال هناك في لندن حديقة يدعو فيها اي انسان لما يريد فوقف رجل من اهل السنة يدعو الناس إلى الاسلام ويبين محاسن الاسلام فقام له احد الشيعة فقال اي دين تدعو اليه؟ الذي ارتد اهله بعد موت الرسول محمد يعني ان الصحابة كلهم مرتدون وعلى كل حال فإن هؤلاء الرافضة معروفون ويعتقدون العصمة في ائمتهم بل يجعلون لهم مكانة فوق مكانة الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام فما هو هذا التقارب؟ هؤلاء الرافضة ارادوا ان يرفعوا شعار التقريب بين اهل السنة والشيعة ولم يصلوا إلى شيء لان معنى التقريب عندهم ان يجرونا إلى مذهبهم لتتنازل عن قضايانا الاساسية حتى نعتقد ما يعتقدون واما التقريب مع العلمانيين فانه لا فرق بين العلمانيين والغربيين فالعلمانيون هؤلاء الذي يتبرأون من الدين وفصلوا بين الدين والدنيا ولم يجعلوا للدين اي حق في ان يتدخل في اي قضية وجعلوا الدين قضية شخصية للانسان ان يفعل ما يشاء فله ان يرتدوله ان يعبد الله وله ان يترك العبادة ولا يهمهم التحريم والتحليل في قضايا وتعرفون ان مصدر العلمانية كان في الصراع الذي حصل بين رجال الدين في الكنيسة وبين العماء الذين ابتكروا كثيراً من العلوم العصرية فلما جاءت بعض تلك العلوم مناقضة لما كان يفهمه هؤلاء القساوسة من الدين المحرف دخل الصراع بينهم وبين هؤلاء العلماء فتبرأ الناس من الكنيسة والدين ورفعوا شعار «اللادين» واصبحوا بعيدين عن الله عز وجل ولذلك تجدون اليوم الغرب اقرب إلى الالحاد منهم إلى الدين الذين يزعمون انهم ينتمون اليه اكتفي بهذا والحمد لله رب العالمين.
من جانبه تحدث الدكتور امين علي مقبل- استاذ الفقه- عن بعض مفاسد الترابي وشبهاته وتجاوزاته حيث قال بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فإن الدكتور حسن الترابي قد تجرأ على كثير من الاحكام الشرعية الثابتة والقطعية بالمخالفة والافتاء بضدها مما يوجب على من لديه علم بشرع الله سبحانه وتعالى ان يبين باطله للناس حتى لا يضلوا بسببه قياماً بواجب البلاغ والبيان الذي اوجبه الله على اهل العلم ونصحاً للامة التي اوجب الله النصح لها فمن تلك القضايا التي انكرها انكاره حد الردة وتجويزه للردة وقد ثبتت حرمة الردة وايجاب الحد عليها بالكتاب والسنة والاجماع فمن الايات القرآنية في موضوع الردة قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة «ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون» وهو يقول ان الامر حرية ان شاء ارتد وان شاء لم يرتد وهذا كلامه المنسوب اليه وكما يجوز لليهودي والنصراني ان يبدل دينه إلى الاسلام فالعكس ايضاً مثله ومعلوم ايضاً ان الصحابة رضي الله عنهم ابو بكر الصديق ومعمة بقية الصحابة اقاموا حرباً على المرتدين وقاتلوهم حتى رجعوا إلى دين الله وقتل من قتل منهم ومن السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود المشهور في الصحيحين وغيرهما «لا يحل دم امرء مسلم يشهد ان لا إله إلا الله واني رسول الله إلا باحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة» وحديث البخاري «من بدل دينه فاقتلوه» لكن الترابي يقول ان الردة لاحد فيها ولا يقتل المرتد وهذا نقل عنه في مواقع الكترونية وفي كتب كثيرة والظاهر انه لا يجادل في نسبته اليه ومعلوم ان الفقهاء قد نقلوا الاجماع على وجوب قتل المرتد وان هذا من الامور القطعية التي عمل بها الأئمة وعمل بها الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم واستمر العمل بها وقال بذلك جميع فقهاء الاسلام الذين يركن إلى اقوالهم ويتبعون في مذاهبهم والترابي تمسك بهذه الاية قوله عز وجل «لا اكراه في الدين» فهي في الدخول في الاسلام كما قال المفسرون اي لا يكره احد على الدخول في الاسلام اما بعد ان يعتنق الاسلام فقد ترتب عليه احكام اخرى فاذا ارتد فقد استحق ما سبق الاشارة اليه من تلك النصوص والاجماع عليها، الامر الثاني مما اباحه الترابي ونسب اليه انه يجوز الاذن بالخمر للمدمنين لمدة سنة حتى يتهيأوا لتركها وهذا في الواقع نوع من الاستحلال الذي اشار اليه الحديث الذي في صحيح البخاري «ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» وهذا هو الاستحلال سواء كان متوقفاً أو دائماً وايضاً يقول الترابي ان الخمر لا يوجب العقوبة إلا اذا اقترن بالعدوان معلوم ان العدوان يستحق عقوبة استقلالاً فمعنى هذا ان الخمر لا عقوبة عليه ولا حد وانما العقوبة هي مقابل عدوان المخمور على غيره وهذا في الواقع الغاء لحد الخمر وانما المؤثر هو العدوان وهذا كما لو قال قائل : من زنى بأمرأة مكرها لها على الزنا فعليه الحد حين اذن يكون شرط اقامة حد الزنا هو الاكراه أو الاجبار والشروط الشرعية للحدود أو للعبادات أو للعقود انما تثبت بالادلة الشرعية لا بالاهواء والاكاذيب والتلفيق ومعلوم حد الخمر في نصوص السنة وفعل النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يؤتى بالسكران فيأمر بجلده بالجريد والنعال وثبت انه ضرب بالجريد نحو اربعين وفعل ذلك ابو بكر بعده وفي عهد عمر كذلك ثم استشار الناس عندما استسهل بعض من يشرب الخمر الحد فتشاوروا فزادوا الحد اما تعزيراً أو حداً على اختلاف الفقهاء في ذلك إلى الثمانين واستمر على هذا العمل بين القول بالاربعين وبين القول بالثمانين ولم يقل احد من فقهاء الاسلام باسقاط الحد عن المخمور أو باعطائه فرصة سنة حتى يتيسر له ترك الخمر أو بانه لا يحد إلا اذا قارف جرم العدوان.
ثالثاً قول الترابي: بجواز زواج المرأة المسلمة من الكتابي يهودياً أو نصرانياً وقد قال الله سبحانه وتعالى «ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولامة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم اولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة باذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون» فحرم الله سبحانه وتعالى زواج المؤمنة بالمشرك ولا تنحكوا المشركين اي لا تزوجوهم حتى يؤمنوا فالغاية جواز تزويجهم اذا امنوا فاذا لم يؤمنوا فلا يجوز تزويجهم مطلقاً وكذلك قوله في سورة الممتحنة «لاهن حل لهم ولا هم يحلون لهن» وان كانت الاية في سياق المشركين من اهل مكة ولكن الحكم عام لا تخصيص فيه باتفاق المفسرين انما التخصيص لصدر الاية وهو «ولا تنكحوا المشركات» باستثناء المشركات من اهل الكتاب من اليهود والنصارى لان الله اباح ذلك لقوله «اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم» فنص على استثناء هؤلاء المشركات مع انهن مشركات لان من يقول بأن لله ولد أو بأن الله ثالث ثلاثة فهو مشرك ومن يقول عزير ابن الله هو مشرك ولكن الله سبحانه وتعالى يستثنى ما يشاء ولأن في ذلك حكمة وهو ان الرجل اذا تزوج المشركة الكتابية فانه لا يكرهها على دينها ولكنه وبمقتضى القوامة وبمقتضى الاقناع والدعوة والترغيب قد تقتنع هي بالاسلام فتدخل فيه اما العكس فإن المرأة ضعيفة فقد يكرهها على دينه وقد يرغبها في الاعتدال عن دين الله فالحاصل ان زواج المسلمة لليهود والنصارى محرم بظواهر الكتاب وبعمل الامة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه إلى يوم الناس هذا والاجماع فيها كذلك ثابت ولا اشكال فيه.
الامر الرابع قال الترابي: ان شهادة المرأة كشهادة الرجل وهذا امر عجيب مصادم للنصوص القطعية في القرآن وللنصوص الصحيحة الصريحة في السنة ولا يوجد لهذه المغالطة اي مسوغ إلا الانحراف والعياذ بالله والسعي وراء التغريب الذي يدعو إلى تسوية الرجل بالمرأة في كل الامور فان الله سبحانه وتعالى قد قال «واستشهدوا شهيدين من رجالكم» في اية الدين فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احدهما فتذكر احداهما الاخر».
يتبع ........... الحلقة القادمة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد