أطلق جنود من معسكر قوات الأمن الخاصة بمحافظة تعز- الموالون لجماعة الحوثي- الرصاص الحي والغازات السامة ومسيلات الدموع بشكل كثيف على مئات الآلاف من المتظاهرين أمام بوابة المعسكر..

وشهدت مدينة تعز- أمس الأحد- تظاهرات حاشدة, رفضا لتواجد العناصر الحوثية المسلحة في تعز وتحويل المحافظة إلى ساحة من الصراعات، واحتشد المتظاهرون أمام بوابة معسكر قوات الأمن الخاصة "الأمن المركزي سابقا" الذي تتواجد فيه مليشيا الحوثي والقوات الأمنية القادمة من صنعاء.

وأسفر الاعتداء على التظاهرة ,عن سقوط عشرات الجرحى والمصابين بالرصاص الحي واختناقات بالغازات المسيلات للدموع.. وفي المقابل استمر المتظاهرون الغاضبون في أماكنهم وظلوا يهتفون بشعارات مناوئة لجماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح.

ونقل الجرحى والمصابون إلى مستشفيات بالمدينة في حين ظل المئات من المعتصمين أمام بوابة المعسكر يرفضون مراوحة أماكنهم حتى خروج مسلحي الحوثي من المعسكر ورحيلهم عن المحافظة.

وأوضح مدير عام مكتب الصحة بمحافظة تعز الدكتور/ حسن العزي- في تصريح صحفي- أن عدد الحالات التي وصلت إلى عمليات مكتب الصحة من مستشفيات المدينة هي 3 حالات إصابة بشظايا طفيفة و49 حالة اختناق بالغازات المسيلة للدموع .. مضيفا إن تفاصيل البلاغات هي : مستشفى ابن سيناء 3 حالات إصابة بشظايا طفيفة و29 حالة اختناق بالغازات المسيلة للدموع وفي مستشفى الحمد 15 حالة اختناق و4 حالات اختناق إلى مستشفى الثورة وحالتين اختناق إلى مستشفى الروضة.

لافتا إلى تقديم المساعدات الطبية اللازمة لجميع تلك الحالات وقد غادرت المستشفيات وبقت حالتان فقط في مستشفى ابن سيناء وقد تحسنت حالتهما الصحية, مؤكدا عدم وجود أي بلاغ من أي مستشفى عن وقوع قتيل في أحداث اليوم.

 وكانت حشود غير مسبوقة قد توافدت- صباح أمس- إلى شارع جمال وانطلقت في مسيرة ضخمة باتجاه معسكر قوات الأمن الخاصة تنديدا بدخول مسلحي الحوثي إلى المدينة ورفضا للتعزيزات الأمنية الأخيرة التي وصلت إلى المحافظة لأهداف السيطرة عليها واستخدامها كنقطة انطلاق لاجتياح الجنوب من خلال إرسال التعزيزات العسكرية الموالية للحوثي والرئيس السابق علي صالح إليها .

ورفع المتظاهرون لافتات تضمنت شعارات تؤكد تمسكهم بالسلمية وعدم الانجرار نحو العنف. وأفاد ناشطون في المحافظة انضمام العشرات من أفراد قوات الأمن الخاصة ظهر أمس إلى المعتصمين المتواجدين أمام المعسكر بينهم أركان حرب الكتيبة الثالثة لقوات الأمن الخاصة بتعز النقيب ياسر الضنين 

ووصل يوم أمس مئات الجنود على متن طائرة عسكرية، كما وصل أول أمس رتل عسكري إلى مقر قوات الأمن المركزي في المحافظة ويحوي عربات جند وراجمات صواريخ وأسلحة ثقيلة ومتوسطة.

وعزز الحوثيون أقسام الشرطة في المدينة بعشرات من مسلحيهم.

وأشار شهود عيان إلى وصول تعزيزات عسكرية تضم آليات عسكرية وعشرات الدبابات وحاملات جند إلى محافظة تعز قادمة من محافظتي صنعاء وذمار بالإضافة إلى وصول المئات من المسلحين الحوثيين يرتدون بزات خاصة بقوات الأمن الخاصة وصلوا على متن طائرة عسكرية من نوع "انتينوف " هبطت في قاعدة طارق الجوية بتعز ظهر أمس فيما تحدثت مصادر محلية في محافظة إب عن مرور عشرات الأطقم المسلحة وناقلات الجند وأكثر من عشرين دبابة من نقيل "السياني" باب متجهة إلى تعز.

واستحدث مسلحون حوثيون- صباح أمس الأحد- نقاطاً مسلحة في محافظة تعز.

وذكرت مصادر محلية بأن الحوثيين استحدثوا نقاطاً على خط عدن – الراهدة، منها نقاط في مدينة خدير وأماكن أخرى.

إلى ذلك أكدت قوى الثورة بمحافظة تعز, على موقفها الرافض للتعزيزات عسكرية قادمة من صنعاء إلى محافظة تعز واعتبرتها إجراءات غير مسؤولة لا تمتلك أي مشروعية مع وجود رئيس الجمهورية بعدن ومعه وزير الدفاع، وتصرفات خارج معرفة ومسؤولية محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية.

ودعت قوى الثورة بتعز- في بيان لها- كافة مواطني المحافظة إلى التصدي لمحاولة تحويل المحافظة لساحة صراع أو قاعدة الانطلاق لحروب أو مواجهات قد تهدد الوحدة الوطنية بالانهيار وتخل باستقرار امن المحافظة.

وأكدت رفضها لأي سعي لاستخدام محافظة تعز محطة عبور ومواجهة لاستهداف أبناء المحافظات الجنوبية.

وطالبت رئيس الجمهورية عبده ربه منصور هادي ووزير الدفاع بمحاسبة قائد قوات الأمن الخاصة بتعز وإحالته إلى محاكمة عسكرية مع كل القادة الذين سمحوا و سهلوا دخول تلك القوات وخالفوا قرارات اللجنة الأمنية بتعز في اجتماعها يوم الجمعة والتي قضت بعدم احتياجها لأي تعزيزات عسكرية.

ودعت إلى سرعة سحب التعزيزات الأخيرة من المحافظة ودون تأخير وقالت إن بخروجها سيزول التوتر الأمني الذي أحدثته بالمحافظة.

وطالبت رئيس الجمهورية ووزير الدفاع بتعيين قائدين عسكريين للواء 22 حرس والأمن الخاص بمحافظة تعز لمخالفتهم أوامر اللجنة الأمنية وإدخالهم المحافظة في دوامة الفتنة والفوضى بما يخالف شرفهم العسكري واجبهم الدستوري، كما طالبت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز بتحديد موقفها مما يجري من جر للمحافظة لادوار مفروضة عليها ولا تتسق مع دورها الوطني، مؤكدة على مسؤولية اللجنة الأمنية في الحفاظ على امن المحافظة وإزالة بؤر التوتر الأمني في المحافظة.

وطالبت السلطة المحلية بمحافظة تعز بتحديد موقف واضح مما جرى من مخالفات من قبل قيادات اللواء 22 حرس وقوات الأمن الخاصة لقرارات اللجنة الأمنية.