أحيت حشود كبيرة بمحافظة تعز صباح ـ أمس ـ الأربعاء الذكرى الرابعة لمجزرة جمعة" الكرامة" بتظاهرة جماهيرية حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء المحافظة..

وانطلقت مسيرتان إحداهما من شارع جمال ـ وسط المدينة ـ والأخرى من جولة سنان بمنطقة "عصيفرة" قبل أن تلتحم المسيرتان في مسيرة واحدة انطلقت من جولة سنان وجابت عددا من شوارع المدينة وصولا إلى أمام مبنى المحافظة.

ورفع المشاركون في المسيرة صورا لعدد من شهداء مجزرة الكرامة التي ارتكبتها قوات النظام السابق إبان ثورة فبراير في الثامن عشر من مارس 2011 والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء.

وأكدت الحشود تمسكها بمطلب إسقاط الحصانة ومحاكمة مرتكبي المجزرة , وردد المشاركون في المسيرة هتافات تعهدوا ـ خلالها ـ بالوفاء لشهداء الكرامة وكل شهداء ثورة فبراير وتحقيق أحلامهم التي خرجوا من أجلها في بناء الدولة المدنية ,كما تعهدوا بإسقاط المشروع الحوثي وإنهاء التمرد على الشرعية , ومن تلك الهتافات:"عهدا يا شهداء الكرامة.. لا حوثي ولا إمامه " عهدا يا شهداء الكرامة.. الحوثي قربت أيامه" ,"عهدا يا شهداء الكرامة ..القاتل سيتم إعدامه" . كما رُفعت في المسيرة عددا من النسخ لـ"أخبار اليوم" لإبداء التضامن معها تجاه الانتهاكات التي تتعرض لها الصحيفة من قبل جماعة الحوثي.

وقال بيان صادر عن المسيرة إن جمعة الكرامة مثلت السقوط الحقيقي والأخلاقي للنظام السابق وكانت نقطة فارقة في مسيرة الثورة.

 وأضاف البيان: لن تجف دماء الشهداء في ظل بقاء القتلة طلقاء يمارسون الفوضى ويعيقون مسيرة التغيير,والعدالة تقتضي تقديم القتلة إلى المحاكمة على ما اقترفوه من جريمة بشعة . وطالب البيان الرئيس هادي بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2140 )والخاص بتشكيل لجنة تقصي الحقائق بشأن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق شباب الثورة وتقديم المتهمين إلى العدالة حتى ينالوا جزاءهم الرادع واستعادة الأموال المنهوبة من قبلهم , وأشار البيان إلى أن هذه الذكرى تأتي تزامنا مع الذكرى الثالثة لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أكد البيان على أن مخرجات هذا الحوار هي السبيل إلى حل المشكلات وبناء الدولة اليمنية الديمقراطية التي ينشدها اليمنيون. ودعا البيان الرئيس هادي إلى مغادرة مربع السياسات القائمة على ما أسماها التوازنات ,والارضاءات, والاعتماد على الو لاءات الشخصية التي أدار بها "هادي" البلاد خلال الفترة الماضية وأوصلت اليمن إلى الحالة التي هو عليها اليوم. حد البيان

كما طالب القوى السياسية بمغادرة "مربع الخلافات" والمناكفات فيما بينها وتحمل روح المسئولية الوطنية في إخراج البلاد من حالة التوتر والانهيار التي تعيشها.   

من جهة أخرى ناقش محافظ تعز شوقي احمد هائل اليوم- مع ممثلي الأحزاب والمكونات السياسية وجماعة الحوثي- مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية بالمحافظة وخطوات إعداد الرؤية المزمع تقديمها من جميع المكونات السياسية بالمحافظة لمعالجة الأزمة الراهنة التي يمر بها الوطن.

وفي اللقاء، ثمن المحافظ شوقي هائل الجهود الوطنية المخلصة لمكونات المحافظة بهدف تجاوز كل أشكال الصراعات والعمل على معالجة مجمل القضايا بمسئولية، مؤكدا على أهمية التركيز على القضايا الإستراتيجية التي تهم الوطن وأمنه واستقراره والابتعاد عن الخلافات الجانبية التي لا تنسجم مع القضايا الجوهرية التي تعبر عن آمال وتطلعات أبناء الشعب اليمني، داعيا جميع المكونات إلى مواصلة العمل بروح الفريق الواحد لما فيه مصلحة المحافظة خصوصا والوطن بشكل عام.

 من جانبهم أكد ممثلو المكونات السياسية بالمحافظة أن الرؤية الخاصة بحل الأزمة والتي من المقرر إنجازها خلال الفترة القليلة القادمة تأتي مبادرة من أبناء محافظة تعز لجميع القوى السياسية على الساحة الوطنية للإسهام في إخراج الوطن من محنته الراهنة وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية.

معبرين عن تقديرهم لجهود السلطة المحلية بالمحافظة الهادفة إلى خلق اصطفاف وطني مسؤول لجميع أبناء المحافظة ومكوناتها السياسية لتعزيز حالة الأمن والاستقرار وحفظ السكينة العامة للمواطنين.