أكدت سكان محليون بمديرية المعلا أن الأوضاع الأمنية بالمديرية, ظلت متوترة حتى وقت متأخر من مساء أمس، إثر قيام قوات الأمن الخاصة "الأمن المركزي سابقاً" بإغلاق شارع الشهيد مدرم ومنعت حركة السير من وإلى الشارع الرئيس بالمعلا والشوارع الفرعية المؤدية إلى مبنى السلطة المحلية ومبنى المحافظة، بعد الاشتباكات التي شهدتها المديرية بين عناصر من اللجان الشعبية وأفراد قوات الأمن الخاصة الذين يتولون حراسة مبنى المحافظة.
وذكرت المصادر أنه- في وقت لاحق- سمحت قوات الأمن الخاصة بفتح الشارع الرئيسي المؤدي إلى شارع الشهيد مدرم من الجهة الشرقية والشارع المقابل له من الجهة الغربية، وسمحت بدخول المارة سيراً على الأقدام ومنعت دخول أي سيارة من المرور في الشارع الرئيسي.
وفي هذا السياق أكد مصدر في السلطة المحلية لـ "أخبار اليوم" أن المشكلة بدأت حين حاول أحد عناصر اللجان الشعبية, الدخول لمبنى السلطة المحلية بالمعلا، وذلك لغرض التسجيل في كشوفات طالبي التجنيد، فمنعه أحد الجنود التابعين لقوات الأمن الخاصة من الدخول كونه يحمل سلاحاً، ودخلا في مشادة كلامية الأمر الذي دفع الجندي لإشهار سلاحه الآلي وإطلاق رصاصة من بندقيته صوب الأرض وأخذ سلاح عنصر اللجان الشعبية دون أن يصيبه..
وأوضح المصدر أن عناصر اللجان توافدت بعد لحظات من وقوع هذه المشكلة عقب أن استدعاهم زميلهم، ودخلوا إلى مبنى السلطة المحلية بالمعلا وقام أعضاء السلطة المحلية بالمديرية باحتواء الموقف وإنهاء التوتر بين اللجان وأفراد الأمن المركزي وأرجعوا السلاح للجان وألزموا الجندي بالاعتذار وأكدوا لهم أنهم "سيحكمون" اللجان بعد العصر وفق العرف القبلي، وما هي إلا لحظات بعد أن أخذ أحد أفراد اللجان سلاحه- الذي كان لدى الجندي- فقام بإطلاق رصاصه من سلاحه صوب الأرض إلا أنها أصابت الجندي الذي دخل معه في مشادة كلامية ومنعه من الدخول ثم اعتذر له، مشيراً إلى أن الرصاصة أصابت الوريد في قدم الجندي الذي ظل ينزف حتى توفي ويدعى "عمار أبو شوارب" ليتوتر الموقف من جديد وتندلع الاشتباكات بين أفرات قوات الأمن الخاصة "الأمن المركزي" ومسلحي اللجان الذين انتشروا حول مبنى السلطة المحلية.
وذكر المصدر أن الاشتباكات- التي استخدم فيها الطرفان سلاح الـ"أربي جي" والمعدلات، أدت إلى إصابة ثلاثة من عناصر اللجان الشعبية، واستمرت الاشتباكات لساعات وتم محاصرة أفراد قوات الأمن الخاصة داخل مبنى السلطة المحلية وعند الساعة الرابعة من مساء أمس سمحت اللجان بعد وساطة قادها قائد المنطقة الرابعة ومدير أمن محافظة عدن- بدخول مدرعة تابعة لقوات الأمن الخاصة لإخراج الجنود المحاصرين داخل المبنى ليتسلم بعد ذلك أفراد اللجان الشعبية حراسة المبنى.
المصدر ذاته أكد أنه مع حلول مغرب أمس قدمت خمس مدرعات تابعة لقوات من الجيش إلى المعلا بتوجيهات من وزير الدفاع اللواء الركن/ محمود الصبيحي وقامت بقطع الطريق المؤدية إلى مبنى السلطة المحلية وشارع الشهيد مدرم ومنعت حركة المرور من وإلى الشارع الرئيسي بالمديرية في حين تحصن أفراد اللجان بمركز شرطة المعلا ومبنى السلطة المحلية ومبنى محافظة عدن إلى جانب أفراد الشرطة العسكرية المتواجدين، ولازالت الأوضاع متوترة حتى ساعة كتابة الخبر في وقت متأخر من مساء أمس، خاصة بعد رفض وزير الدفاع أن تتولى اللجان الشعبية حراسة مبنى المحافظة ووجه بإبقاء حراسة المبنى من قبل الشرطة العسكرية المتواجدة سابقا مع تعزيزها بقوة إضافية من قوات الشرطة العسكرية وانسحاب اللجان.
وأكد المصدر أن اللجان الشعبية استكملت أمس سيطرتها على جميع مباني المجالس المحلية والمكاتب الحكومية لتتولى حراستها ومن ضمنها مبنى البنك المركزي.
وتأتي هذه التطورات في وقت لازال العميد/ عبدالحافظ السقاف- قائد قوات الأمن الخاصة- يرفض تنفيذ قرار رئيس الجمهورية بتغييره من منصبه وتعيين شخص آخر بدلاً عنه إلا أن العميد السقاف ظل يماطل ويتلكأ بعدد من الحجج التي تم إزالتها جميعاً من قبل لجان الوساطة التي تدخلت لإقناع السقاف بتنفيذ القرار. إلا أن السقاف أبلغ تلك الوساطات رفضه تنفيذ قرار الرئيس.
