"أخبار اليوم" توثق مسلسل الحقد الدفين الذي يكنه الحوثيون للجنوبيين..

حصاد العنصرية الحوثية تجاه أبناء الجنوب

2015-03-19 12:57:17 تقرير/ خاص

مثلما تعاملت جماعة الحوثيين وزعيمهم مع اليمنيين في أبناء الشمال باحتقار, منتهجة أسلوب حكام اليمن الإماميين المنتمين لذات السلالة, بجعلهم اليمنيين عبيداً لأسرة حميد الدين.. تكشف تصرفات وممارسات الحوثيين ضد الجنوب اليمني عن تعامل يبدو أكثر دونية مع أبنائه في الشمال.. ولا يكتفي زعيم الجماعة- وهو يدعي حق الاصطفاء الإلهي- بمغازلة الجنوبيين, دون نسيان نهجه العنصري والمناطقي مع جنوبيين تعرضوا لكثير من الأعمال العدائية التي تنم عن حقد دفين يكنه الحوثيون لكافة أبناء الوطن اليمني والجنوبيون خاصة..


كانت الشواهد كثيرة وما تزال على ممارسات الحوثي بحق أبناء الجنوب التي طالت مواطنين جنوبيين ومسؤولين وقادة عسكريين ومدنيين وناشطين وصولاً إلى رئيسي الجمهورية والوزراء, بالاعتقال والقتل والاختطاف والحصار ونهب الممتلكات.. ومنذ إسقاط العاصمة صنعاء في الواحد والعشرين من سبتمبر العام 2014م مارست جماعة الحوثي أعمالاً عنصرية ومناطقية انتقامية وبدونية واحتقار في حق أبناء الجنوب اليمني, ترصدها "أخبار اليوم" في التقرير التالي..

استهداف ممنهج

بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء تعرض الكثير من الشرفاء الجنوبيين الذين يرفضون ملشنة الدولة من قبل الحوثيين، لمضايقات واعتقالات. وعمدت الجماعة إلى محاصرة رئيس الجمهورية ووضعه مع قيادات الدولة, خصوصاً من أبناء الجنوب, تحت الإقامة الجبرية في صنعاء. واعتبر جنوبيون حصار القيادات الجنوبية- وعلى رأسها رئيس الجمهورية- عبارة عن معركة لاستعادة السلطة من أيدي الجنوبيين..
ووصفوا بقاء الرئيس تحت الحصار هو تجاوز لكل الأعراف والأخلاق السياسية والعسكرية وأن الحوثيين يريدون موظفين يديرون مصالحهم ويديرون البلاد من خلالهم ولا يريدون دولة تدير مصالح اليمن.. واعتبروا كل هذه الممارسات أخطأ ارتكبوها الآخرون طوال سنوات حكم صالح والمفترض أن لا يكررها الحوثيون. وأكدوا أن جماعة الحوثيين ينتهجون نفس نهج نظام علي عبد الله صالح في تعاملهم مع الجنوبيين ويكررون نفس سيناريو حشد عام 94 الذي دعا إليه الرئيس السابق.

نسف الوحدة

بين الحين والآخر يظهر زعيم جماعة الحوثي (عبدالملك الحوثي)، في خطابات مطولة يتحدث دائماً عن الوحدة الوطنية أو اليمنية وهي الكلمة الأكثر تكراراً في خطاباته، رغم انه يتزعم جماعة لا أرضية شعبية لها خارج الطائفة الزيدية التي تتمركز في أقصى شمال اليمن، وتؤمن بالتمايز العرقي للسلالة الهاشمية.

وفي خطاب له في السادس والعشرين من فبراير حذر الحوثي من القاعدة التي قال إن التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد، هدفت إلى إرساء تواجد القاعدة بشكل مكثف في الجنوب. كما اتهم قوى سياسية وفي مقدمتها الرئيس هادي بالعمل على نقل الصراع من الشمال إلى الجنوب، في محاولة منه لاستعطاف الجنوبيين للوقوف ضد هادي. في إشارة منه, وفق متابعين, إلى أن الجنوب اليمني صار حاضنة القاعدة والإرهاب.

يقول القيادي الجنوبي ورئيس الوزراء الأسبق/ حيدر أبو بكر العطاس- في تصريحات لوسائل الإعلام- إن ما يقوم به الحوثيون، يقضى على آخر آمال الوحدة. واعتبر الوحدة في اليمن شبه منتهية بعد الأعمال العدائية التي قامت بها الجماعة وفي مقدمتها العدوان على منزل الرئيس/ عبدربه منصور هادي ومحاصرته إضافة إلى رئيس الحكومة وعدد من الوزراء الجنوبيين.

رؤية جنوبية

عقب انقلاب جماعة الحوثي المسلحة على الدولة والسلطة سعت مليشيا الحوثي إلى نسف كل ما يمكن أن يكون رابطاً لبقاء الوحدة اليمنية.. مستهدفة بذلك القضاء على آخر ما تبقى من الدولة, بعد محاصرة الرئيس هادي ورئيس الوزراء ووزراء حكومته الذين أعلنوا استقالتهم.. فكان ما يسمى "الإعلان الدستوري" الذي أعلنته الجماعة آخر مسمار حوثي في نعش الدولة..

ويعتبر جنوبيون أن الوحدة تمر بأسوأ ظروفها، بعد صدور ما يسمى بـ”الإعلان الدستوري” عقب سيطرة مسلحي جماعة الحوثي على الدولة وإقدامهم على محاصرة رئيسي البلاد (عبد ربه منصور هادي) والحكومة (خالد بحاح) ودفعهما للاستقالة، خاصة وأنهما جنوبيان. وينظر معظم الجنوبيين- على اختلاف مشاربهم- إلى جماعة الحوثي على أنها “جماعة مذهبية متطرفة تريد العودة بالبلاد إلى الماضي الأليم، في الوقت الذي يتطلع فيه أبناء الجنوب إلى النظام والقانون والتقدم والمساواة، سواء في ظل دولة منفصلة، أو حتى في ظل دولة يمنية موحدة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد