رفعت جماعة الحوثي المسلحة- التي لازالت تحتل صنعاء ومؤسسات الدولة وعدداً من المنشآت الخاصة, منها مبنى مؤسسة "الشموع" للصحافة والإعلام وصحيفة "أخبار اليوم"- رفعت الإقامة الجبرية- التي كانت تفرضها منذ شهرين- على رئيس الوزراء المستقيل/ خالد محفوظ بحاح وعدد من الوزراء في حكومته المستقيلة الذين رفضوا العمل تحت مسمى حكومة تصريف الأعمال في ظل احتلال الحوثي لصنعاء ومؤسسات الدولة.
ومساء أمس أكدت مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء غادر صنعاء عبر المطار وتضاربت الأنباء حول وجهته, حيث تحدثت الأنباء عن توجهه إلى حضرموت وأخرى تحدثت عن سفره خارج اليمن.
وفي هذا السياق أكدت مصادر مطلعة لـ "أخبار اليوم" أن جماعة الحوثي المسلحة وضعت شرطا للإفراج عن بحاح والوزراء الموضوعين تحت الإقامة الجبرية، موضحة أن الشرط هو عدم التراجع عن الاستقالة التي تقدموا بها وألا يعودوا إلى مزاولة عملهم في ظل حكومة الكفاءات من محافظة عدن، مشيرة إلى أن المبعوث الأممي/ جمال بن عمر نقل هذا الشرط إلى الوزراء وبحاح ونقل- في نفس الوقت- موافقته وموافقة بقية الوزراء المحاصرين، إلى جماعة الحوثي، مؤكدة أن المبعوث الأممي رعى هذا الاتفاق وعملية الإفراج.
وكان بحاح قد كتب على صفحته على "الفيسبوك" منشوراً أكد أنه تم رفع الإقامة الجبرية النافدة منذ 19 يناير 2015م عن رئيس الوزراء/ خالد محفوظ بحاح، وكافة الوزراء في حكومة الكفاءات المستقيلة، ويتضمن الحرية المطلقة بالتنقل داخل وخارج الوطن كحق إنساني ودستوري، ويأتي ذلك كبادرة حسن نوايا صادقة وبروح المسؤولية التي يلتزم بها الجميع للدفع إيجابا بالعملية السياسية الجارية حالياً تحت رعاية الأمم المتحدة.
وقال: وحيث أن حكومة الكفاءات قد قدمت استقالتها يوم 22 يناير 2015م، وتأكيد عدم نيتها في تسيير الأعمال نظراً للظروف الاستثنائية، فإنها بذلك تفسح المجال للمكونات السياسية بتحمل مسؤوليتها الوطنية للخروج باتفاق يعمل على إعادة مسار الانتقال السياسي على ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيدية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.
وأضاف بحاح في منشوره: وهنا انتهزها فرصة لتوجيه دعوة صادقة إلى كافة مكونات القوى السياسة والمجتمعية للحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن، والعمل بنوايا صادقة وجادة ومسؤولة لتجنب عواقب الارتداد السياسي الذي يجر البلد حاضراً ومستقبلاً، دولهً وشعباً إلى عواقب وخيمة- لا قدر الله- وإلى مآل مأساوي لن ينجو منه أحد، مؤكداً أن على الجميع الحفاظ على الدولة وعلى كافة أجهزتها ومؤسساتها المدنية والأمنية والعسكرية، والحفاظ على حياديتها، بعيدا عن التدخلات والتجاذبات السياسية من أي طرف وتحت أي حجج، فهي الملاذ الآمن والحاضن الوحيد للجميع لخدمة هذا الشعب الصبور.
وقال في الأخير استودعكم لمغادرة العاصمة الحبيبة صنعاء إلى حين، متوجهاً لزيارة أسرتي، وبعد المكوث الإجباري لما يقرب الشهرين في منزلي.
وكان بحاح قد دعا- أمس الأول- اليمنيين للقيام بتحركات شعبية وشبابية من أجل أخذ زمام المبادرة وإنهاء كل الأوضاع غير الطبيعية، مؤكداً أن مشكلة صنعاء ستطول.
وأشاد بحاح بالأحزاب والمنظمات السياسية وقياداتها، التي قال إنها أثبتت وجودا، خلال الأزمة التي يمر بها اليمن حاليا، أفضل من القيادات السياسية العليا التي قال إنها تعاني من مشكلات مزمنة ولديها حسابات سياسية وذاتية لا تمكنها من التوصل إلى حلول للأزمة الراهنة.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط عن بحاح قوله: إنه على المجتمع اليمني القيام بتحركات شعبية وشبابية من أجل اخذ زمام المبادرة وإنهاء كل الأوضاع غير الطبيعية. وذكر أن مركز الحكم في اليمن «معلول وسيظل معلولا لفترة طويلة»، في إشارة إلى العاصمة صنعاء، ودعا أبناء الأقاليم والمحافظات اليمنية إلى الانتباه إلى أقاليمهم ومحافظاتهم والعمل على تنميتها وبنائها والحفاظ عليها، في ظل الظروف الراهنة. وأشار إلى أن الهرم مقلوب في اليمن، فالاهتمام لم يبدأ بالأسفل، المديريات ثم المحافظات ثم المركز، لكنه انصب على المركز وهو العاصمة صنعاء. وقال إن «المركز كعادته يكون أنانيا، لكن على أبناء الأقاليم الاهتمام بها».
وتحدث رئيس الحكومة اليمنية حول هموم الأقاليم واليمن وبالأخص إقليم تهامة، وتجنب الحديث عن مسألة بقائه تحت الإقامة الجبرية، كما تحدث مطولا عن ضرورة ضخ دماء جديدة في الأحزاب والمنظمات وأهمية أن تصبح هذه الدماء قيادات جديدة في المستقبل القريب. وكان حديثه شاملا لليمن، شماله وجنوبه، وبحكم منصبه ومعرفته بوضع البلاد تطرق إلى جملة من معاناة المواطنين في كل المحافظات اليمنية، من دون استثناء، في الحديدة وفي عدن وحضرموت وغيرها من المحافظات، ووصف هذه الأوضاع بأنها مأساوية، مطالبا اليمنيين بالسعي بقوة من أجل تغيير نمط حياتهم والنهوض بها.
ولم يخف رئيس الحكومة اليمنية امتعاضه، ضمنيا، من الوضع الذي يمر به، لكن لسان حاله كان يقول إن العزاء هو وجودكم وأمثالكم في منزلي اليوم وكل يوم.
