كما هو عادتها اللصوصية.. مليشيا الحوثي بعد أكثر من شهر- منذ اقتحامها واحتلال مبنى مؤسسة "الشموع" للصحافة والإعلام وصحيفة “أحبار اليوم” بالعاصمة صنعاء تكمل مسيرة النهب الممنهج لكل ما هو تابع للمؤسسة.. في واحدة من فضائحها التي تمارسها في طريق بناء الدولة التي تدعي إقامتها..

لم تكتف باحتلال مقر المؤسسة والعبث بممتلكاتها.. كما لم تقف عند نهب المطابع وأجهزة الكمبيوتر والمخازن والمعدات والمكاتب وباصات التوزيع.. بل زادت فوق ذلك بنهب الأثاث وحتى الحمامات وغرف النوم.. وبلا هوادة..


منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م تواصل مليشيا الحوثي المسلحة انتهاكاتها الصارخة للصحفيين ووسائل الإعلام.. والتي وصلت حد الاقتحام والنهب والإغلاق والقصف والاختطاف والتعذيب..

أساليب الاضطهاد

ورغم التحذيرات المتوالية من قبل المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني المحلية والدولية من خطورة هذه الانتهاكات التي تمارسها المليشيا الحوثية وصارت تشكل تهديداً خطراً للحريات الصحفية والعاملين في الصحافة..

منظمة" مراسلون بلا حدود" في أحدث تقرير لها قالت إن المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن لا يزالون يضطهدون الصحفيين ووسائل الإعلام بعد ثمانية أشهر من سيطرتهم على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد.

وتشمل أساليبهم التهديد بالقتل والاختطاف والنهب. وسجّلت نقابة الصحفيين اليمنيين ما لا يقلّ عن 67 حالة من هذه الأساليب من أجل منع الصحفيين من القيام بعملهم

اختطاف ونهب

وفي إحدى أحدث الحالات التي سجلتها النقابة، اختطفت عناصر الميليشيا الحوثية المتمردة صحفيين اثنين يعملان لحساب جريدة “أحبار اليوم” وهما عبد الواحد النجار مسؤول المونتاج وفؤاد الزبيري من دار “الشموع” للنشر في 5 مارس/آذار.. قالت المنظمة الدولية.

وأشارت إلى نهب معدات الطباعة والطاولات والكراسي وتحميلها على متن شاحنات متوقفة أمام الدار قبل 18 يوماً أو أكثر.. وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين وغيرها من المنظمات غير الحكومية المحلية قد دعت الحوثيين لإطلاق سراح الصحفيين.

تضيف المنظمة: "أما الأشخاص الذين كانوا معتصمين لمطالبة المتمردين الحوثيين بالانسحاب من الدار، فقد تعرّضوا لتهديدات بالسلاح وتم تفريقهم بالقوة من قبل المتمردين في 26 فبراير/شباط".

استنكار

واستنكرت منظمة" مراسلون بلا حدود" المضايقات التي تتعرض لها وسائل الإعلام اليمنية على يد المتمردين الحوثيين والتي ازدادت في أغسطس/آب، ومجدداً منذ وصولهم إلى العاصمة في سبتمبر/أيلول.

تقول المديرة المساعدة في شعبة البرامج لدى المنظمة فرجيني دانغل:" إننا نشجب هذه الهجمات المتعمدة ضد وسائل الإعلام والصحفيين، حيث تشكل تهديداً حقيقياً لحرية الإعلام وعملية التحول السياسي التي تعيشها البلاد".

وبحسب المنظمة فقد كرّس المتمردون الحوثيون أنفسهم أسياد اليمن الجدد في غضون أشهر فقط. وبعد التوجه إلى العاصمة في سبتمبر/أيلول، سيطروا على المقرات الحكومية الرئيسية في يناير/كانون الثاني.

سلسلة مضايقات

وفي حادثة أخرى ضمن سلسلة مضايقات الحوثيين لوسائل الإعلام، تحدث التقرير عن تعرّض أكثر من عشرة مصورين صحفيين للضرب المبرح على يد أفراد جماعة مسلحة مرتبطة بميليشيا الحوثيين أثناء تغطيتهم المظاهرات السلمية في 28 يناير/كانون الثاني.

كان معظم الضحايا يعملون لصالح وسائل إعلام أجنبية، بما فيها رويترز وتلفزيون العالم وفرنسا 24. كما هدد مسلحون لم تُعرف هويتهم مدير مكتب قناة الجزيرة في صنعاء.

فضيحة حوثية

وفي فضيحة حوثية جديدة من العيار الثقيل.. نشر موقع الرأي برس تقريراً عن نهب للحمامات وأدوات الكهرباء والموكيت والتلفزيونات وغرف النوم التابعة لمؤسسة “الشموع” وصحيفة “أحبار اليوم”. وأكملت الميليشيات الحوثية التي تحتل مؤسسة “الشموع” للصحافة والإعلام منذ 35 يوما نهب محتوياتها وعبثت بما لم تستطع حمله.

وكان المسلحون الحوثيون اقتحموا مقر مؤسسة “الشموع” وصحيفة “أحبار اليوم” بتأريخ 2/5 وطردوا المحررين خارج الصحيفة بعد أن حققوا معهم لبعض الوقت كما أخرجوا العوائل الذين كانوا يسكنون في الأدوار الأخيرة واحتلوها من ذلك التأريخ حتى اليوم.

وتناشد صحيفة “أحبار اليوم” في كل أعدادها التي تصدر من عدن, مبعوث الأمم المتحدة/ جمال بن عمر لرفع الاحتلال الحوثي عن مقر المؤسسة غير أن تلك المناشدات لم تحرك ساكنا لدى بن عمر.

إكمال المهمة

وأمس الأربعاء نقل "الرأي برس" عن صاحب الامتياز/ سيف الحاضري أن الحوثيين أكملوا اليوم مهمتهم في نهب كل ممتلكات مؤسسة “الشموع” و”أحبار اليوم”.

وقال مصدر محلي في حي الأنصار- حيث مقر الصحيفة- إنه شاهد المسلحين وهم ينهبون محتويات المؤسسة إلى داخل شاحنات كانت تقف أمام البوابة الرئيسية.

وأضاف لـ" الرأي برس": رأيتهم وهم يحملون المولد الكهربائي برافعة إلى داخل الشاحنة فقلت لهم اتقوا الله هذا المولد يستفيد منه سكان الحي كما ترون الأسلاك الكهربائية وهي تصل إلى منازلهم منذ فترة طويلة, فطلبوا مني السكوت والابتعاد عن مقر المؤسسة وإلا سيتم اعتقالي وإدخالي السجن.

صمود

وكانت نقابة الصحفيين دعت إلى عدد من الوقفات الاحتجاجية المناهضة لاحتلال مؤسسة “الشموع” وصحيفة “أحبار اليوم” غير أن تلك الوقفات لم تحرك ساكنا لدى الحوثيين وقيادتهم الذين يقولون إن مسيرتهم قرآنية..

ورغم ذلك لم تتورع مليشيا الحوثي في مواصلة لصوصيتها وجريمتها في حق “الشموع” المؤسسة و”أحبار اليوم”.. اعتقلت واختطفت الموظفين.. طاردت باصات التوزيع في كل شوارع العاصمة ونهبت ما تمكنت من نهبه.. عبثت وعاثت بكل أملاك المؤسسة.. لكن ذلك لم يرهب “أحبار اليوم” ولم يمنعها من الصدور.. ولم يوقف محرريها من مواصلة مسيرة الكفاح.. لتؤكد استمرارية إصدارها من محافظة عدن أن الكلمة أقوى في مواجهة الرشاش.. وأن “أحبار اليوم” في وجه المليشيا..



حصاد النهب

في رصد شامل لجرائم المليشيا الحوثية في حق “أحبار اليوم” نورد هنا إجمالي ما نهبوه وفق تصريح مدير عام مؤسسة “الشموع”:

نهب المركز الإخباري.

نهب مركز الرصد.

نهب الأرشيف كاملاً.

نهب جميع أجهزة الكمبيوترات بهيئات تحرير الصحف الصادرة عن المؤسسة

نهب السرفرات الرئيسية

نهب جميع الإدارات داخل المؤسسة

نهب جميع المكاتب والكراسي

نهب جميع أجهزة الإخراج

نهب أكثر من سبعين شاشة تلفزيون وخازنات الرصد الآلية للقنوات الفضائية والإذاعات

نهب صالات الاجتماعات

نهب الإدارة المالية

نهب مخازن قطع الغيار داخل المؤسسة

نهب المطبخ المركزي بالمؤسسة

نهب خمسه مخازن تابعه للمؤسسة

نهب المطبعة بكل توابعها

نهب ثلاث سيارات تابعه للتوزيع

نهب مولدين كهربا قدرة كل واحد ١٧٠كيلو

نهب حاضنة ورق

نهب شقة المدير العام السكن الشخصي بكل ما فيها

نهبوا كل ما لا تتخيلوه.. لم يتركوا حتى السقف المعلق والسيفونات في الحمامات وأدوات الكهرباء والموكيت.