أحيت حشود غفيرة في ساحة الحرية بمدينة تعز أمس جمعة " رفض الاختطافات والاعتقالات", وأكدت الحشود على مواصلة التصعيد الثوري الرافض "للانقلاب" الحوثي والمُطالب باستعادة الدولة..
وعبّرت الحشود عن رفضها واستنكارها لممارسات ميليشيا الحوثي بحق أبناء الشعب واصفة تلك الممارسات بالهمجية" والخارجة عن القانون والأعراف اليمنية والدولية.
وأعلن ثوار تعز عن تدشين أسبوع ثوري آخر يضم فعاليات مختلفة لفرض مزيد من الحصار على "التمرد" الحوثي.
وكانت مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة الحرية- عقب صلاة الجمعة- مروراً بمنطقة الثورة وشارع الحوض ـ وسط المدينة ـ ورفع المشاركون فيها لا فتات تُحذر من محاولات جر المحافظة إلى مربع العنف والصراع ودعوا كافة مكونات تعز إلى العمل بما يخدم أمن واستقرار المحافظة ويحفظ سلمها الاجتماعي.
كما ردد المشاركون هتافات جددت الدعوة للرئيس هادي بسرعة التحرك لاستعادة شرعية الدولة وإنهاء ما أسموه "عبث" الانقلاب, مؤكدين أن أساليب الخطف التي تنتهجها ميليشيا الحوثي لن تُرهبهم أو تعيق مسيرتهم النضالية في بناء دولتهم المدنية, وأبرز تلك الهتافات كانت:" يا هادي سير سير وإحنا معاك للتحرير", "لن نخاف لن نخاف الإرهاب والاختطاف".
وأقيمت صلاة الجمعة في سبع ساحات ثورية في مختلف مناطق ومديريات محافظة تعز وخرجت عقب الصلاة مسيرات حاشدة تأييدا لشرعية هادي ومطالبة له ببسط نفوذ الدولة على كافة الأراضي اليمنية .
من جانبه لفت خطيب جمعة"رفض الاعتقال والاختطاف" منصور حزام بأن المعتقلين في سجون الحوثي يدفعون ثمن حريتهم وثوريتهم ووطنيتهم كغيرهم من أحرار الشعب, وقال بأن من وصفهم بـ" المتمردين" لا عهد لهم ولا ذمة وإن قانون القوة يقودهم إلى الهاوية فيما تبقى قوة القانون هي الوحيدة في سبيل انتزاع الحقوق اليوم أو غدا.
وتابع الخطيب بالقول: أيها "المتمردون" إن من حقكم أن تَحِنوا إلى مسقط رؤوس أجدادكم في أصفهان وأخواتها لكن ليس من حقكم أن تُقدموا شعب اليمن وسيادته قربانا بين يدي فارس وقُرصانها والشعب اليمني والمجتمع الدولي يفهم أن ثورتكم تمرد وحواركم تمدد فما تركتم مقدسا إلا دنستموه ولا عزيزا إلا ذليتموه ولا تراثا إلا أحرقتموه ولا معسكرا إلا نهبتموه وليس لكم من منجزات سوى ذلك.
وأضاف الخطيب: الحاقدون على تعز وأمنها واستقرارها وتعايشها وموقفها الموحد هم من وضعوا بالأمس عبوة ناسفة ببرميل القمامة في شارع العواضي ولم يجدوا غير هذا المكان ليضعوا فيها حقدهم الدفين وثقافاتهم "العفنة" ـ حد وصفه ـ وهم بذلك يضعون تباشير مشروعهم الموعود, وهي رسالة تُحتم على جميع مكونات تعز الالتحام والاندماج في كيان واحد وتعلن تعز حزبها الوحيد .
وخاطب "هادي" بالقول: الشعب لا يراك خيارا إجباريا لأنك الشرعية الوحيدة المتبقية والشعب يثبت كل يوم وفائه لك ولشرعيتك لذلك كن عند مستوى المسؤولية, لا نريد أن نسمع بعد اليوم خطاً أحمر أو أخضر, نريد بسط سيادة الدولة على كل أراضي الجمهورية, مؤكدا على أن اليمن لا يقبل الأجساد الغريبة ـ حد تعبيره ـ وليس لغير المشروع الوطني المنبثق من ثوابت الشعب بقاء أو استمرار, متسائلا: لقد ضربتَ بسيف السلم حتى استسلمت فهل حملته معك أم تركته خلفك في العاصمة المحتلة؟
ووصف الخطيب المبعوث الأممي إلى اليمن/ جمال بن عمر, بمثابة العصا الذي اتكأ عليه "الحوثيون" وأن حواره شرعن للمتمردين الحوثيين التمدد, مشيرا إلى أن الشعب لن يرضى حوارا في عاصمة محتلة ومع ميليشيات انقلبت على الشرعية, مشددا على ضرورة أن يكون التحرير قبل الحوار. حد قوله
كما خاطب دول الجوار وتحديدا دول الخليج العربي بالقول: لم نرَ منكم سوى أقوالا وهناك اليوم جسرا جويا وبحريا يصل بين طهران وحلفائها والمتمردين الحوثيين في صنعاء لذلك نريد حظرا جويا وبحريا على المتمردين لأن ما يصلهم من السلاح عبر هذا الجسر ليس بهدف السيطرة على اليمن فقط وإنما على الخليج ككل.
في سياق آخر أصدر المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بتعز بيانا ردّا على اتهام الحوثيين للإصلاح بالاعتداء على مسيرتهم التي قاموا بها الخميس الماضي بالعصي والحجارة, حيث أدان حزب الإصلاح في بيانه أي اعتداء أو تعرض لأي مسيرة كونها وسيلة حضارية من وسائل التعبير المكفول , مبديا رفضه للمزاعم التي أوردها الحوثيون في بيانهم .
وأشار بيان الحزب إلى أن تعز عاشت قرونا من الزمن في ظل نسيج وطني وأخوي متماسك لافتا إلى أن مجتمع تعز واليمن كلها يدركون تماما المتغيرات الجديدة التي تثير تلك النزعات الجهوية والعنصرية.
وتابع البيان بأن التجمع اليمني للإصلاح يشيد بتلاحم أبناء المحافظة وتماسكهم و رفضهم لأي إثارة طائفية أو عنصرية كانت قد اجتثت بقاياها الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، مشيرا إلى أنه يضع يده وجهده جنبا إلى جنب مع السلطة المحلية وكافة القوى السياسية والاجتماعية لصالح تعز واستقرارها ولصالح اليمن كله .
كما شجب الإصلاح ورفض رفضاً قاطعاً ما ورد في بيان الحوثيين من إساءة لأبناء مدينة تعز ووصفه لهم بالتكفيريين..
