أكد رئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي, على ضرورة التمسك بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني باعتبارها كفيلة بحل مشاكل البلد بعيدا عن المركزية المفرطة والإقصاء والتهميش.

جاء ذلك خلال لقائه أمس الأربعاء بالعاصمة عدداً من قادة الأحزاب السياسية الاقتصادية والتجارية عدن.

وتناول اللقاء طبيعة الأحداث والأزمة التي تمر بها البلد وجهود الأحزاب والقوى السياسية في سبيل تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والوطنية في خلق رأي عام يوحد الصفوف في سبيل الحفاظ على مكتسبات البلد والحفاظ على ثوابته الوطنية المتمثلة بالأمن والاستقرار والوحدة للحيلولة دون انجرار البلد إلى مزيد من الأزمات والتبعات التي لا يتحملها المواطن الذي ينشد الأمن والسلام والعيش الكريم.

وخلال اللقاء جدد قادة الأحزاب وقوفهم إلى جانب الرئيس هادي وشرعيته الدستورية المستندة على الانتخابات التي جرت في فبراير عام 2012م وسط إجماع شعبي منقطع النظير.. مشيرين إلى أن ذلك يتجدد اليوم بالإجماع خلف الرئيس باعتبار البلد تواجه أزمة جديدة ناجمة عن انقلاب الحوثيين على مخرجات الحوار والتوافق الوطني وهو ما يستدعي القوى السياسية إلى تحمل مسئولياتها من خلال التمسك بالثوابت الوطنية ومخرجات الحوار الوطني التي تعتبر المخرج الأساسي للازمة الحالية .

وحصلت "أخبار اليوم" من مصادر مطلعة حضرت لقاء الرئيس أمس بقيادات الأحزاب السياسية بمدينة عدن وأكدت "أن الرئيس وجه سؤالان إلى قادة الأحزاب وقال" هل تضمنون أن يخرج الحوثي من صنعاء" فأجابوه بالنفي وأنهم لا يضمنون ذلك", ووجه سؤالاً آخر "هل هناك ضمانات لتسليم الحوثي السلاح والخروج من مؤسسات الدولة", فأجابه القادة أيضا بأنهم لا يضمنون أن يسلم الحوثي السلاح, لكنه قد يخرج من بعض مؤسسات الدولة", فرد عليهم "إذاً على ماذا نتفاوض؟".

وقالت المصادر إن الرئيس هادي, أكد أنه لن يكون هناك أي تفاوض خارج المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وأنه لن يكون هناك تفاوض على المؤسسات الشرعية المنتخبة".

وفي سياق متصل استقبل الرئيس هادي- أمس بمدينة عدن- وفد البرلمان العربي برئاسة رئيس البرلمان العربي معالي أحمد الجروان.

وفي اللقاء رحب الرئيس برئيس البرلمان العربي ونائبه الأول وأعضاء الوفد المرافق.. مستعرضا ما مرت به اليمن من تحديات منذ أزمة 2011م وتداعياتها التي يدركها الجميع وصولاً إلى عملية التوافق والوفاق التي ارتضاها الجميع سبيلا للخروج من أتون تلك الأزمة والصراعات بين شركاء العملية السياسية الذي توج بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وأشار إلى أن الدخول في عملية الحوار الوطني الشامل الذي استوعب مختلف قضايا اليمن قد وضع لها الحلول والمعالجات الجذرية الكفيلة ببناء دولة اتحادية عادلة تضمن الشراكة في السلطة والثروة دون إقصاء أو تهميش.. مؤكدا أن التداعيات الأخيرة للأسف حالت دون السير قدما في مراجعة مسودة الدستور وبالتالي انزله للاستفتاء الشعبي.

وجدد الرئيس التأكيد على أن مشاكل اليمن وما تواجهه من تحديات وصعوبات جمة لن تحل إلا من خلال الحوار البناء والهادف والمبني على الثوابت الوطنية وبما يحفظ أمن واستقرار ووحدة اليمن..

وثمن الرئيس زيارة رئاسة البرلمان العربي والوفد المرافق له باعتبارهم يمثلون الشعب العربي من المحيط إلى الخليج, لما تمثل هذه الزيارة من دعم إضافي للشرعية الدستورية.. محييا دورهم البناء الذي يقومون به في سبيل إرساء الأمن والاستقرار في اليمن وحيا البيانات الصادرة عن البرلمان العربي الداعمة لهذا الاتجاه..

 ومن جانبهم عبر رئيس البرلمان العربي ونائبه وأعضاء الوفد المرافق, عبروا عن سرورهم للقاء الرئيس.. ناقلين تحيات أعضاء البرلمان العربي وكذلك تحيات قادة بلدانهم التي يمثلونها..

وأعلنوا عن دعمهم ومساندتهم للأخ الرئيس بصفته الرئيس الشرعي في البلاد ودعمهم المطلق للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني باعتبارها المخرج الآمن والوحيد لليمن لتجاوز مشاكله وتحدياته..

إلى ذلك التقى الرئيس هادي بالعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن بعدد من المكونات الشبابية في إقليم الجند (تعز واب).

وأكد الرئيس- خلال اللقاء- أن خمسة أقاليم أعلنت عن نفسها وأكدت على تطبيق مخرجات الحوار الوطني ورحبت بعملية الاستفتاء على الدستور ولم يتبق إلا الإقليم السادس وهو في إطار الحوار وبما يحفظ أمن واستقرار ووحدة اليمن.

وفي اللقاء رحب الرئيس بأبناء إقليم الجند الثائر.. مشيرا إلى دور الشباب في ثورة 2011م واستمراره من أجل تحقيق الأهداف الوطني المتمثلة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني في إطار الدولة الاتحادية الواحدة.

وشدد الرئيس على أهمية الاصطفاف الوطني للخروج بالوطن إلى بر الأمان وتجاوز تحدياته والصعوبات التي يمر بها البلد.

من جانبهم نقل الحاضرون تهاني أبناء إقليم الجند لرئيس الجمهورية بمناسبة وصوله سالما إلى العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن الباسلة.. مؤكدين بأن وصوله إلى عدن وممارسة مهامه الشرعية والدستورية هو انتصار لإرادة الحق والشرعية والإرادة الشعبية.

وأعلنوا- باسم كافة شباب إقليم الجند- وقوفهم مع شرعية الرئيس المرتكزة على مبادئ الحكم الرشيد والشراكة في السلطة والثروة.

وقالوا مخاطبين الرئيس: نعلن وقوفنا مع شرعيتكم ونحمل لكم أصوات الآلاف من الشباب الذين يجوبون شوارع تعز وإب, مطالبين بدولة اتحادية ونؤيد كل ما تضمنه بيانكم الرئاسي الأخير.. داعيين إلى إلزام السلطة المحلية في تعز واب بعدم التعامل مع الانقلابيين الحوثيين وإطلاق سراح المعتقلين بالمحافظة.

وجددوا تمسك شباب وشابات "تعز واب" بمؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته.

وفي سياق لقاءاته أمس بمدينة عدن التقى الرئيس هادي قيادة السلطة المحلية والتنفيذية والشخصيات الاجتماعية ووجهاء محافظة الضالع الذين نقلوا له تهاني أبناء الضالع له بسلامة الخروج والوصول إلى عدن الباسلة.

وشدد الرئيس- خلال اللقاء- على ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن.. مشيدا بالدور الكبير الذي لعبه أبناء الضالع في سبيل الدفاع عن الثورة والوحدة جنبا إلى جنب مع كافة أبناء اليمن الشرفاء الحريصين على بلدهم من الانزلاق في أتون الصراعات التي تضر المواطن والوطن حسبما أفاد.

وتطرق إلى التداعيات التي شهدها اليمن منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية الدستورية ومخرجات الحوار الوطني التي تؤسس لبناء دولة اتحادية قائمة على العدل والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة.

وأوضح الرئيس بأن وجوده في عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن هو من أجل الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن.. منوها إلى أن خمسة أقاليم أعلنت رفضها لانقلاب الحوثي وجددت تمسكها بمخرجات الحوار الوطني المبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. داعيا الجميع إلى فتح صفحة جديدة والعمل على خروج اليمن من أزمته الحالية إلى بر الأمان.

وأكد الأخ الرئيس بأن القضية الجنوبية حظيت باهتمام كبير خلال مؤتمر الحوار الوطني.

من جانبهم أعلن الحاضرون باسم أبناء الضالع, رفضهم لانقلاب الحوثي ووضع رئيس الوزراء والوزراء تحت الإقامة الجبرية.. مشيرين إلى أن هذه الأفعال تتنافى مع الأعراف والقيم اليمنية.

وأكدوا باسم أبناء الضالع وقوفهم مع الشرعية الدستورية المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية المنتخب من قبل كافة أبناء الشعب اليمني.

ودعا أبناء الضالع كافة القوى السياسية إلى تحمل مسئولياتها في إخراج البلد إلى بر الأمان وذلك من خلال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني المبنية على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية.