شهدت عدد من المدن اليمنية, مسيرات حاشدة مناهضة لمليشيا الحوثي المسلحة ورفضاً لما يسمى الإعلان الدستوري, وللتنديد بممارسات الحوثيين في قمع المظاهرات السلمية وتقييد الحريات والاختطافات.

وتأتي هذه المظاهرات والمسيرات- التي أصبحت طقسا يوميا في كثير محافظات يمنية- تأتي تواصلاً للتعبير السلمي عن الرفض الكبير والواسع الذي تعلنه مختلف شرائح المجتمع اليمني رفضاً للانقلاب الحوثي.

قمع بالرصاص واختطاف

وشهدت العاصمة صنعاء أمس مسيرة حاشدة مناهضة لجماعة الحوثي، وما يسمى "الإعلان الدستوري". وتؤيد الشرعية وتطالب بإخراج المليشيات المسلحة وإعادة أموال الدولة المنهوبة وفرض هيبة الدولة والجيش. كما نددت المظاهرة بالممارسات الهمجية التي ترتكبها جماعة الحوثي ضد المتظاهرين.

المسيرة انطلقت من شارع الزبيري، باتجاه شارع هائل، مروراً بعدد من شوارع العاصمة، وأن المشاركين فيها أكدوا تمسكهم "بشرعية الرئيس هادي الدستورية"، وعبروا عن رفضهم ما يسمى بـ"الإعلان الدستوري" الذي أعلنته جماعة الحوثي، من طرف واحد، واصفين إياه بـ"الانقلاب".

ورفع المشاركون في المسيرة لافتات "تندد بممارسات الحوثيين، وقمع المظاهرات السلمية، وتكميم الأفواه، واختطافات القيادات الحزبية والطلابية".

وكان مسلحو الحوثي قد اعتدوا على المتظاهرين بالرصاص الحي والرشق بالحجارة في شارع هائل في محاولةٍ منهم لتفريقها إلا أن المتظاهرين واصلوا مسيرتهم يهتفون بغضب "لا تقتيل ولا احتراب.. الحوثي هو الإرهاب ".

ورفع المتظاهرون لافتاتٍ تندد بقمع المليشيا بحق المناهضين للتواجد المليشاوي داخل المدن التي سيطرت عليها مطالبين بالإفراج الفوري عن جميع المختطفين في سجون الحوثي، ويحملون مسلحي الحوثي كامل المسؤولية عن حياة المختطفين.

وقال شهود عيان أن مسلحين من جماعة الحوثي ظلوا يلاحقون عددا من شباب الثورة في أزقة وحارات شارع هائل بعد محاولة تفريقهم للمسيرة التي انطلقت عصر أمس.

وأشارت مصادر إلى أن مسلحي جماعة "الحوثيين" اختطفوا 7 من المتظاهرين أثناء مرور المسيرة من جولة كنتاكي.

وتأتي هذه المسيرة بالتزامن مع مظاهرات مماثلة في عدد من المدن اليمنية، بعد إعلان جماعة الحوثيين المسلحة "الإعلان الدستوري" الذي أصدرته في 6 فبراير الماضي.

تعز.. تواصل الرفض

كعادتها تعز- التي لا تكل عن انتفاضاتها اليومية المتواصلة الرافضة للانقلاب الحوثي والمؤيدة والداعمة لشرعية الرئيس هادي- شهدت مسيرة ضخمة احتشد فيها مئات الآلاف في محافظة تعز- صباح أمس- دعماً لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ومطالبته بإعلان قرارات جدية لتطبيق مخرجات الحوار ومحاصرة المتمردين الحوثيين وتحرير المدن التي احتلوها.

ورفع المتظاهرون- في المسيرة التي انطلقت من شارع جمال مرورا بشوارع المدينة إلى أمام مبنى المحافظة-رفعوا لافتات تعبر عن رفضهم للانقلاب وتطالب بإصدار قرار عاجل بإعلان عدن عاصمة اتحادية لليمن.

وعبر المتظاهرون عن شكرهم للدول التي أيدت شرعية هادي وخصوصا الدول التي نقلت سفاراتها إلى محافظة عدن. ورددوا بهتافات نددوا فيها بعمليات الاختطاف التي تطال الناشطين والصحفيين، طالبوا بالإفراج عن عنهم.

كما رفع المحتجون أمام مبنى المحافظة صور الرئيس هادي ولافتات تدعو إلى استكمال العملية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ورددوا هتافات تدعو هادي إلى إعلان عدن عاصمة اتحادية لليمن.

وطالبت قوى الثورة بتعز بسرعة اتخاذ الرئيس هادي قرارات وإجراءات كفيلة بإنهاء التمرد واستعادة الدولة دون تكرار لسيناريو التساهل.

ودعا بيان صادر عن القوى الثورية إلى سرعة الإفراج عن المعتقلين ورفع الإقامة الجبرية عن رئيس الحكومة والوزراء. وناشد البيان مجلس الأمن والدول الراعية والمنظمات الإقليمية والدولية إلى دعم الشرعية ومساعدة اليمن للخروج من الوضع الراهن.

كما دعا المنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية إلى رصد انتهاكات جماعة الحوثي وإعداد ملفات لمحاكمتها باعتبارها تمارس جرائم وإرهاب.

الحديدة حشود غير مسبوقة

فقد شهدت مدينة الحديدة مساء أمس الأربعاء مسيرات حاشدة تقاطرت من مختلف مديريات المحافظة رفضا للانقلاب وتدخلات إيران بالشأن اليمني ودعما للشرعية. مطالبين بالإفراج عن الناشطين والحقوقيين المحتجزين لدى السجون الحوثية.

وخرج شباب الثورة والحراك التهامي ومعلمي الحديدة في مظاهرات حاشدة رافعين في أيديهم اللافتات والشعارات المطالبة بإخراج المليشيات الحوثية المسلحة وتستنكر إقدام المسلحين الحوثيين على اعتقال عدد من الناشطين الشباب المناهضين للجماعة خلال الأيام الماضية وتعذيبهم بطريقة وحشية وتقويض السلطة من قبل مليشيات الحوثي..

وتعهد المشاركون في المسيرة بالاستمرار في احتجاجاتهم حتى إسقاط الانقلاب الحوثي وإخراج الميليشيات المسلحة من تهامة..

 وأكدت الجماهير المشاركة في المسيرة التي دعا لها شباب الثورة والحراك التهامي، على أنهم داعمون لشرعية الرئيس هادي حتى إسقاط الانقلاب واستعادة السيادة اليمنية التي رهنها الانقلابيون الحوثيون لإيران.

ودعا المتظاهرون دول العالم ايقاف تدخلات إيران في الشأن اليمني وتحويلها مطارات وموانئ اليمن إلى وسيلة لتزويد الحوثيين بأسلحة القتل والدمار والخراب، وندد المتظاهرون بالانتهاكات التي تقدم عليها مليشيات الحوثي من أعمال القتل والخطف ونهب مؤسسات الدولة والاعتداء على معسكرات الأمن والجيش وهدم المؤسسات الحكومية وفرض عناصرها بقوة السلاح ورهن اليمن للخارج.

وطالب المتظاهرون الأحزاب السياسية إلى إيقاف ما أسموه بمنح الحوثيين شرعية الانقلاب من خلال الحوار معهم دون التزام الحوثيين بكافة الاتفاقيات السابقة ، وحذر ثوار الحديدة الأحزاب السياسية من المضي في حوار الطرشان مع جهة مليشاوية لا تعترف الا بمنطق القوة والسلاح في الحوار.

 وأكد ثوار الحديدة ان الرهان اليوم على ثورة الشعب السلمية لاستكمال أهداف ثورة 11 من فبراير وحتى اسقاط الانقلاب.

وأعلن ثوار الحديدة والحراك التهامي أن عدن عاصمة أبدية لليمن وان على الأقاليم في اليمن سرعة التنسيق والتوحد وفق الوطن الواحد وعزل القوى الانقلابية في العاصمة المغتصبة، وأكد ثوار الحديدة أنهم ماضون في ثورتهم العارمة حتى خروج مسلحي الحوثي من محافظتهم الباسلة.

وأكد مشاركون في المسيرة بأن هذه الحشود الكبيرة اليوم هي رسالة لمليشيات الحوثي المسلحة وعليها أن تعي في أن لا مكان لهم في الحديدة وفي إقليم تهامة وان شباب الثورة وكافة أبناء تهامة المخلصين سيقفون صفاً واحداً تجاه غطرسة وعنجهية هذه المليشيات وأنهم عازمون على المضي قدماً ولن يتراجعوا خطوة واحدة حتى خروج مليشيات الحوثي من المحافظة.