تزايد الإنطفاءات منذ سيطرة المليشيات على السلطة بشكل غير مسبوق

المديونية بلغت أكثر من 3 مليارات ريال أغلبها لدى نافذين ومؤسسات حكومية

2015-03-05 12:52:08 تقرير/ محمود الحمزي

يعاني أبناء محافظة إب- كغيرهم من أبناء اليمن- مشكلة الإنطفاءات الكهربائية المتكررة والتي زادت حدتها خلال الفترة الأخيرة ومنذ سقوط العاصمة بيد المليشيات في الـ21 من سبتمبر 2014م وانقلاب المليشيات على جميع مؤسسات الدولة والرئيس الشرعي لليمن, زادت تلك الإنطفاءات التي كانت موجودة خلال السنوات الماضية لكنها لم تكن كما هي الآن، وبين معاناة الوطن والمواطن وبين تبريرات الجهات الرسمية الحالية والسابقة يكتوي المواطن العادي بلهيب فشل القائمين على السلطات وتتدهور الأوضاع الخدمية يوماً تلو آخر...

الشاب/ محمد صادق, تحدث للصحيفة بإشارته إلى أن الكهرباء منذ سنوات وهي من سيء إلى أسوأ ومن تدهور لتدهور أكبر.. وكنا نتوقع أن يصلح الحوثة الكهرباء على الأقل كما كنا نسمعهم يدًعون محاربة الفساد والاهتمام بهموم المواطنين والشهور الفائتة من حكمهم لم نلمس أي شيء.

وأضاف" الأدهى أن الكهرباء تدهورت أكثر من السابق وصارت ساعات الإطفاء كثيرة جدا ومتكررة حتى أن الكهرباء تأتي لدقيقة وأحيانا أقل وتطفأ بعد ذلك.. الكهرباء صحيح فيها مشكلة نتيجة وضع اليمن لكن السياسة هي من تؤثر على خدمات الكهرباء وغيرها وابتلى الله اليمن بالسياسيين الذين أضروا بالوطن والمواطن.

الحاجة مريم خشافه قالت" يا إبني الكهرب وينهي لما تسألني عليها وصرنا مش راكنين عليها بالخالص والناس شروا مواطير وطاقات شمسية ومحولات بدل كهرباء الحكومة. باقي احنا المساكين لنا الله مابوش معانا أي فائدة من دوشة الحوثه وهادي وعلي صالح وكلما تضاربوا ودفنا وهم ماهمش متضررين بس الدم من رأس الجعيل والحجر من السائلة".

المشكلة مركزية

وعن الاختلالات القائمة في عملية التحكم والتوزيع للكهرباء داخل المدنية قال مدير عام الكهرباء بإب عبدالملك الكامل بأن الإشكال مركزي وعدم وجود محطات احتياطية فلو حصلت إشكالية في مأرب أو الحديدة أو أي محطة أخرى تتأثر الكهرباء في إب بصورة مباشرة..

 وعن العاملين بغرفة التحكم؟ قال بأنه لو يتم إبلاغ المدير أو الإدارة بشكل عام بأي خلل من غرفة التحكم وتحديد الخلل في التوزيع أو التحكم فسيكون العقاب مباشرة لأي موظف، داعيا كل المواطنين والإعلاميين لإبلاغه بأي إشكالية من هذا القبيل أو غيره بحدود ما يمكن أن تتحمله المؤسسة أو الإدارة.

سخط متزايد

المواطن فؤاد ردمان قاسم- أحد أبناء مدينة إب وساكن بالمدينة القديمة- قال بأن انطفاءت الكهرباء صارت شيئا مؤلما وتستوجب قيام ثورة لوحدها والناس ساخطة من تزايد الإنطفاءات وإهمال أصحاب صنعاء للمحافظات خصوصا بأن إب تعطى القليل ولا يكفي محافظة بحجم 2 إلى 3 ملايين شخص.

مديونية

زرنا مدير عام مؤسسة الكهرباء بالمحافظة المهندس عبدالملك الكامل لنبحث عن مكامن الإشكال وأبرز التحديات والعوائق رغم معرفتنا بالكثير من الردود الرسمية مسبقا لكن لربما نحصل على جديد من الجهات الرسمية.. الجديد القديم الذي وجدناه بمؤسسة الكهرباء ولعله يتواجد بكل محافظة وعلى مستوى العاصمة هو وجود مديونية كبيرة للمؤسسة لدى المشتركين بكافة شرائحهم المختلفة أفراد ومؤسسات ومسؤولين.

يقول الكامل بأن مديونية مؤسسة الكهرباء بالمحافظة بلغت 3 مليارات ريال ومائة ألف حتى اللحظة وإن مديونية الكهرباء أغلبها لدى نافذين ومؤسسات حكومية إضافة إلى مناطق ريفية بالكامل تمتنع عن السداد.

وأضاف بأنهم لديهم حاليا آلية عمل لتحصيل المديونية ومتابعة هذا الأمر وفيما يخص التحصيل فقد بلغت بحسب المدير ما نسبته 500% أواخر العام المنصرم والأهالي 111% نهاية العام المنصرم أيضا قائلا سوف نتخذ إجراءات قانونية ضد المخالفين والمتلاعبين قريبا.

تحديات ومعوقات

وقال الكامل- أثناء زيارتنا له إلى مبنى المؤسسة القريب من جولة العدين- قال بأن أبرز التحديات التي تواجه كهرباء إب تعود لسببين رئيسين أبرزهما العجز القائم في التحكم المركزي نتيجة قلة التوليد على مستوى البلد ككل وهو ما ينعكس سلبا على محافظة إب والسبب الثاني والأبرز هو الاختناقات القائمة في إب بالنسبة لشبكة الكهرباء.

تزايد وعجز

وأوضح مدير كهرباء إب بأن مشتركي الكهرباء في تزايد مستمر, حيث بلغ عدد المشتركين في إب مائتي ألف مشترك مستفيدين من الشبكة الكهربائية لإب. وقال بأن إب بحاجة إلى 80 ميجا كيلو وايت وما يصلها من الشبكة الوطنية ما بين 25% إلى 40% والباقي يعد عجزا وبالتالي ينعكس سلبا على حياة الناس.

وكالعادة من جميع مدراء المؤسسات الكهربائية بكل المحافظات, طالب الجهات الرسمية والمشائخ والمواطنين تسديد المديونية عليهم كي تتمكن المؤسسة من استمرارية عملها والتغلب على المشاكل التي يمر بها الوطن حد قوله.

اعتداء على محول

تعرض صباح أمس أحد محولات الكهرباء للاعتداء من قبل أحد النافذين وبمعية عدد من الأهالي بمديرية مذيخرة بمحافظة إب. مصادر محلية ورسمية أكدت حدوث الاعتداء صباح أمس الأربعاء وتركيب محول آخر لمنطقة الشخص التي ينتمي إليها النافذ الذي قام بالاعتداء.

المصادر أفادت بأن الشيخ- وبمعية أبناء منطقة الشخص- تمكنوا من الاستيلاء على محول كهربائي تبلغ قوته 300 كيلو فلت إمبير ويقدر قيمته بقرابة ثلاثة ملايين ريال.

احتراق محول

وقد أوضح المهندس عبدالملك مصلح الكامل بأن بداية القصة بدأت في احتراق المحول الكهربائي السابق في تاريخ 19/1/2015م ومن خلال ذلك تم إبلاغنا من مدير الفرع في المديرية وتقدم لنا بطلب مولد جديد عن المحول المحروق وتم صرف محول جديد بنفس القوة بإجمالي ثلاثة ملايين ريال.

وقال الكامل بأنه وعند وصول الفرق الميدانية لتركيب المحول الكهربائي الجديد في الموقع وعندما أرادوا أخذ المحول القديم الذي تعطل لغرض صيانته وإصلاحه لإعادته للخدمة من جديد كانت المفاجأة بالنسبة لنا بقيام الأهالي بمنع الفريق من أخذ المحول وتم الرفض منهم بتاتا.


وأضاف" بأن رفضهم جعل المؤسسة تضغط عليهم بالرفض لتركيب المحول الجديد وتم التفاوض مع المشائخ هناك وأعطيناهم مهلة لتسليم المولد القديم لإصلاحه ولكن دون فائدة وتمادى الأهالي بتواطؤ من أحد المشائخ النافذين في منطقة الشخص القريبة من عزلة الحمادي تمادوا إلى الاعتداء على المحطة الفرعية وقاموا بفصل الضغط العالي على بقية المناطق كما استعانوا بمهندسين غير فنيين وقاموا بتركيب المحول الجديد وتشغيله بطريقه غير قانونية ومخالفة".

وتابع:" نحن في مؤسسة الكهرباء غير مسؤولين عن تصرفاتهم تلك وما ينجم عنها من أخطاء أيضا ترافق تعشيق المحول الجديد فضلا عن أن العملية برمتها غير قانونية".

محولات محتجزة

وبيّن مدير عام مؤسسة الكهرباء بأنه وأثناء التفاوض تبين بوجود عدد اثنين من المحولات التابعة للمؤسسة محتجزة لدى الأهالي وبذا يكون عدد المحولات المحتجزة 3 محولات محتجزة في منطقة "الشخص" المحول الأول قوته 75 كيلو فولت أمبير والمحول الثاني 50 كيلو فولت أمبير والمحول الثالث 300 كيلو فولت أمبير ومن خلال ذلك تم إبلاغ السلطة المحلية ومدير شرطة أمن إب وتحرير مذكرة لهما- مرفقا للصحيفة نسخة منها- حيث تم الاعتداء على الشبكة في مذيخرة صباح أمس الأربعاء وتم فصل محطة الحمادي التي تصل قوتها 5 ميجا كيلو امبير وتعطلت مصالح الناس هناك.

ودعا الكامل المحافظ الإرياني ومدير أمن إب بسرعة التدخل لضبط من قاموا بذلك والتحقيق معهم كونه تعدي على المال العام مضيفا بأننا نقوم بدورنا بسحب المحولات المعطلة من كل القرى ونقوم بإصلاحها لتعود للعمل من جديد.

ونوه الكامل بأن العجز الكبير في المحافظة بلغ 40% ونحن في حاجة 80 ميجا كيلو حيث ما يصلنا من الطاقة من الشبكة المركزية ما بين 25 ميجا إلى 40 ميجا وأضاف بأن إجمالي مديونية المؤسسة في المحافظة ثلاثة مليارات ومائة مليون ريال لدى شخصيات نافذة ومؤسسات حكومية وهناك مناطق في بعض المديريات لم يتم استيعابها وإدخالها في الشبكة.

فولتات القاعدة

وقال المدير الكامل بأن سبب الإنطفاءات حاليا هو العجز القائم في التحكم المركزي نتيجة قلة التوليد وهذا مشكلة تؤرق الجميع بالإضافة إلى الاختناقات القائمة في إب حيث قمنا مؤخرا الشهر المنصرم بإنشاء محطات تحويلية فرعية بقوة 20ميجا فولت أمبير تم تركيبها في مدينة القاعدة. وبشر بأن المؤسسة بصدد تركيب "محطة خليج سرت " وسوف يتم إنشائها قريبا.

متابعة قضية هزاع

وعن الناشط أحمد هزاع- أمين عام حركة رفض بالمحافظة ـ كونه أحد موظفي مؤسسة الكهرباء بإب ـ سألناه عن موقف المؤسسة فقال" نحن نطالب بإطلاق سراحه وقد شكلنا لجنة من المؤسسة لمتابعة قضيته ووعدنا بإطلاقه وقريبا سيتم إن شاء الله ونتمنى أن يحدث ذلك ، يذكر أن عدد من موظفي المؤسسة التقيناهم طالبوا المليشيات الحوثية بسرعة إطلاق زميلهم هزاع وشقيقه من سجونها وقد نفذوا عدد من الوقفات الاحتجاجية المتضامنة مع زميلهم هزاع والمطالبة بإطلاق سراحه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد