برلماني ايراني يحذّر من عواقب إغلاق السفارات ومجلة اميركية يعتبر سيطرة الحوثيين دعماً للقاعدة..

البنتاجون: القوات الأميركية والإيرانية ستعمل عن قرب مع بعضها مستقبلا في اليمن

2015-02-16 11:52:14 أخبار اليوم/ ترجمة خاصة

نقلت وكالة فارس الإيرانية عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني/ علاء الدين بروجردي, قوله إن "الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي تغلق سفاراتها في اليمن ستكون مسؤولة عن أي فوضى ممكن أن تحدث مستقبلاً في اليمن".

وقالت مجلة" فورين بوليسي الأميركية"- في تقرير لها- إن تزايد النفوذ الإيراني في اليمن يشكل تحدياً استراتيجياً محتملاً على المدى الطويل للسعودية والدول الخليجية الأخرى، التي تسعى إلى تجنب السيطرة الإيرانية على مضيق هرمز من خلال توسيع تصدير النفط عبر الموانئ المطلعة على البحر الأحمر. 

وحذر بروجردي- أمس السبت- من المؤامرات الغربية لخلق عدم استقرار وانعدام الأمن في اليمن بعد إغلاق سفاراتها وسحب موظفيها من هناك، مشيراً إلى الانتخابات في اليمن، "عندما يتخذ الشعب اليمني قرارات، يجب على الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية احترام الشعب اليمني وينبغي عليهم تجنب فرض وجهات نظرهم في شؤون هذه الدولة".

وتشير المجلة الأميركية إلى أن قرار الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في اليمن يعني أن واشنطن أيضا سحبت عدداً كبيراً من موظفي وكالة المخابرات المركزية، بما في ذلك بعض القائمين على المساعدة في تنسيق الحملة الجارية ضد متشددي القاعدة في شبه الجزيرة العربية هناك. 

وأثار استيلاء الحوثيين المدعومين من إيران على السلطة في اليمن، فزع واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط، وعززت من فرص إمكانية أن يجد الأميركيون أنفسهم مرة أخرى يقاتلون بشكل فعال إلى جانب قوات مدعومة من إيران في بلد متفجر ومهم إستراتيجيا. 

وأشارت المجلة الأميركية" فورين بوليسي" إلى حدثين وقعا بعد اتفاق 21 سبتمبر بفترة قصيرة حيث بدأ الرئيس عبد ربه منصور هادي الإذعان لمطالب الحوثيين الذين احتلوا مواقع رئيسية في العاصمة صنعاء. وفى 23 سبتمبر أفرجت الحكومة اليمنية عن اثنين من السجناء اللبنانيين اللذين يشتبه في أنهما أعضاء في حزب الله اللبناني وقد تم اعتقالهما في عدن بزعم توفير التدريب العسكري للحوثيين. وتقول زيمرمان إنه بعد يومين أفرجت الحكومة عن ثلاثة من أعضاء فيلق القدس مشتبه بانتمائهم لشبكة تجسس إيرانية.

وأغلقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية سفاراتها في اليمن بسبب ما تصفه بالوضع الأمني المتدهور والأزمة السياسية في البلاد.

وتقول المجلة في تقريرها إن درجة التنسيق بين الولايات المتحدة ووكلاء إيران في العراق وسوريا غير واضحة أيضا ويضيف الكولونيل المتقاعد ديريك هارفي إن الولايات المتحدة لا تُظهر أنها تنسق حملتها الجوية في سوريا مع إيران أو مع القوات المتحالفة معها. لكن في العراق يجب أن يكون هناك مستوى معين من التنسيق،" حتى لو تم نقله عبر وسطاء عراقيين أو أكراد.

المتحدثة باسم البنتاجون إيمي ديريك رفضت التعليق على ما وصفته بـ"قضايا القوات الخاصة أو المخابرات"، لكن مع رجاحية أن القوات الخاصة الأميركية والإيرانية تعمل عن قرب مع بعضها البعض في العراق وسوريا وربما مستقبلا في اليمن، يبقى السؤال عن أي جانب تكون الاستفادة أكثر من الشراكة غير المستقرة. 

يقول هارمر إنه بسبب تمتع الولايات المتحدة بمثل هذه الميزة الكبيرة في جمع المعلومات الاستخبارية الكترونيا، فإن فرصة مراقبة القوات الأميركية عن قرب يمكن أن تخدم المخابرات التي تعمل في الميدان لمصلحة الإيرانيين أو لوكلائهم. 

وقال: "أميل إلى الاعتقاد أنهم يحصلون على أكثر من نحصل نحن". وقال هارفي إن الولايات المتحدة أيضا لم يعد لديها "بصمة" في العراق أو اليمن التي تتطلب بناء صورة مخابراتية شاملة عن النشاط الإيراني في هذين البلدين. 


وفي حين يعترف هارمر بأنه لا يعلم عن مدى حجم محطة وكالة المخابرات المركزية الأميركية في بغداد، يقول إن تركيز المخابرات الأميركية متركزا أكثر على الدولة الإسلامية والحراك السياسي داخل العراق والأعمال الداخلية لقوات الأمن العراقية. 

وفي يوم الأربعاء، وصف رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز ابادي قرار الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بإغلاق سفاراتها في اليمن بأنها مؤامرة.

وقال فيروز ابادي: "يمكن للمرء شم رائحة المؤامرة من سلوك الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين. إنهم يستخدمون الخداع ويصنعون الضجيج. في اليمن، لن يكون هناك أي انعدام للأمن إلا إذا أراد الأمريكيون وأتباعهم في أوروبا حدوث ذلك"، مضيفا إن العاصمة اليمنية هي واحدة من المدن الأكثر أمانا في الشرق الأوسط.

وفي إشارة إلى أن الطريقة التي تتعامل بها الحكومات الغربية مع القضية اليمنية وقد أثبتت أنه لم تعد لهم أي سيطرة على هذا البلد، قال فيروز ابادي: "من الأفضل لكم التوقف عن ممارسة الخبيث والخادع".

ضابط البحرية الأميركية المتقاعد كريس هارمر، يقول إن الولايات المتحدة وجدت نفسها مضطرة للدخول في "حرب معقدة جدا. إننا نأخذ نظرة إلى كل مكان نخطو فيه لأننا في بعض الأماكن نمشي بحكم الأمر الواقع، إن لم يكن بحكم القانون، فيكون بالتحالف مع إيران. وفي أماكن أخرى ما زلنا نعارض إيران. وكل هذا يتم ربطه بطريقة أو بأخرى". 

وأضاف هارمر إنه عندما تجد الولايات المتحدة نفسها، على سبيل المثال، تقاتل في معركة شرسة على نفس الجبهة التي تقاتل فيها إيران وحلفائها في العراق واليمن، فإن البحرية الأميركية في البحار تواصل القيام بمهام الاعتراض البحري لوقف المحاولات الإيرانية لتوريد الأسلحة إلى ميليشيات حزب الله اللبناني التي تستخدمها لتهديد إسرائيل. 

إن حجم المساعدة التي يقدمها فيلق القدس أو وكلاؤه العرب للحوثيين هو موضوع مثير لبعض الجدل. كدليل على النفوذ الإيراني على الحوثيين.. أشارت كاثرين زيمرمان، المحللة في شؤون اليمن في معهد أميركان إنتربرايز.

الكولونيل المتقاعد ديريك هارفي- الذي شغل منصب كبير مستشاري المخابرات لديفيد بترايوس في ذروة حرب العراق- يقول إن إيران أرسلت مدربين من حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية لمساعدة الحوثيين، لكن حجم دورهم الحقيقي ليس واضح. 

البعض في الحكومة الأميركية يؤكدون على أن الدعم الإيراني للحوثيين لا يعني بالضرورة أن هناك نفوذ إيراني على الجماعة. وقال مسئول أميركي: "ليس هناك ما يدل على أن الإيرانيين يمارسون القيادة ويسيطرون على أنشطة الحوثيين في اليمن". 

وقالت زيمرمان إنه في حين يوجد مدربون عسكريون أميركيون في اليمن، لكن الوحدات التي يعملون معها ليست في نفس المكان الذي يتواجد فيه الحوثيون. مع ذلك، كانت هناك وقائع حدثت في الأسابيع الأخيرة تظهر تعاون الحوثيين مع القوات الحكومية اليمنية في ساحة المعركة، مثلا في القتال ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية في وسط اليمن، ويحاول الحوثيون الآن دمج مقاتليهم في القوات المسلحة الرسمية في اليمن. 

وتقول زيمرمان إن النتيجة كانت أن المجتمعات السنية الضعيفة في اليمن التي طردت في السابق القاعدة في شبه الجزيرة العربية هي الآن تسمح على مضض لعناصر القاعدة بالعودة. وتقول زيمرمان: "لسبب بسيط وهو رؤية أن القاعدة أهون من الحوثيين".

بعبارة أخرى، تقول زيمرمان إن الولايات المتحدة تعتبر الحكومة اليمنية "شريكة في مكافحة الإرهاب"، لكن تصرفاتها تدفع فعليا إلى دعم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

 وقال رودس: "ربما أن هذا هو أهم شيء سيعمله الرئيس أوباما في السياسة الخارجية خلال ولايته الثانية. هذه هي الرعاية الصحية بالنسبة لنا، مجرد أن نضع الأمور في نصابها". 

وقال هارفي إن اليمن "ليست اللعبة الرئيسية" في الشرق الأوسط.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد