وصف الشيخ مبخوت بن عبود الشريف أحد وجهاء قبائل "سبأ" أن اليمن تتعرض لاستهداف ممنهج يستهدف إسقاط الدولة، ثم إسقاط المجتمع كأخطر مرحلة تمر بها البلاد في تاريخها.

وقال بن عبود في برنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة، "أن النسيج المجتمعي اليمني –ككل المجتمعات العربية- يقوم على القبيلة التي هي اللبنة الأساسية للدولة، لكنها تعرضت لاستهداف ممنهج عمل على إضعافها خلال الثلاثة العقود الأخيرة من حكم صالح".

وأضاف بن عبود "صالح استطاع أن يضعف القبيلة بصورة ممنهجة خلال الثلاثة العقود وعمل على فصل مشائخ القبل عن مجتمعاتهم ، عبر إذكاء الصراعات والخصومات فيما بينهم وعجز مشائخ القبل عن أفرادها".

معتبراً أن الحوثي جاء يكمل مشوار صالح في ضرب العمق المجتمعي للدولة، بل وتجاوز ذلك إلى نسف كل مكونات الدولة بعد أن اسقط كل مؤسساتها، يسعى الآن إلى إسقاط المجتمع وتمزيقه.

وكشف بن عبود أن "والفكر الحوثي جاء ليكمل مهمة استهداف القبيلة عبر تحركه من التقسيم العرقي والسلالي وعدم اعترافه بالقبيلة كمكون بنيوي للدولة والمجتمع اليمني ، كسائر المجتمعات العربية، والحوثي يسعى إلى تفكيك القبيلة لأنه ينطلق من ثنائية "الزبيل والقنديل"

وقال "أن القبائل أحست بخطورة ما يجري من استهداف حقيقي للمجتمع وعبره استهداف الدولة ونسف كل قواعدها وتغيير الخارطة السكانية والجغرافية، واللعب على إذكاء الصراعات والتحريش بين القبل، تداعت القبل وشكلت ملتقى عريض يحمي النسيج المجتمعي اليمني من الاستهداف الممنهج والخطير ، ويحافظ على الدولة اليمنية كآخر معاقل مكوناتها"

وأوضح "أن القبيلة التي لا تزال تحافظ على نظامها ونسيجها وأعرافها وتقاليدها كلبنة قوية للدولة على سبيل المثال قبيلة عبيدة بمأرب حيث أنها بقيت خارج دائرة الصراع الذي كان يلعبه الرئيس السابق صالح، فحافظت على مكانتها وتماسكها وتعتبر حاجز صد ورافعة قوية لاستعادة منظومة الدولة اليمنية والشعب على حد سواء".

وينطلق مشروع الحوثي من نظرية "الهندسة السياسية" والتي تعني إعادة تشكيل كل مكونات الدولة الرسمية والشعبية والفكرية واستبدالها بمؤسسات أخرى، وهو ما يجري الآن حيث استبدل الحوثي مؤسستي الجيش والأمن بما أسماها "اللجان الشعبية" وبإعلانه الدستوري الغير شرعي يسعى إلى استبدال آخر مؤسسات الدولة بتكوين مجالس خارج الأطر الدستورية.