استياء واسع لدى أبناء محافظة إب وصحفييها وناشطيها تجاه اقتحام واحتلال مليشيا الحوثي لمؤسسة الشموع

"أخبار اليوم" تدفع ثمن انحيازها للوطن والمواطن وثورة فبراير السلمية

2015-02-10 13:58:15 تقرير/ محمود الحمزي

قوبلت عملية اقتحام مؤسسة "الشموع" للصحافة والنشر ومقر صحيفة "أخبار اليوم" باستياء واسع وكبير لدى أبناء محافظة إب بشكل عام وإعلامييها بوجه خاص, وقد أدان صحفيو إب الأعمال القمعية التي تمارسها مليشيات الحوثي بحق الصحافة والإعلام وحرية الكلمة والتعبير ومنها ما تتعرض له صحيفة "أخبار اليوم"...


فاشية دينية

الأديب والكاتب الصحفي والقيادي الناصري/ أحمد طارش خرصان قال: يتمادى الحوثيون في إظهار قبحهم دفعة واحدة، ويسرفون في منحنا ما يؤكد انتماء هؤلاء لكل سيء ومقيت، قد يكون هو العنوان الأبرز لعهد جديد تحت حكم هذه الميليشيات، التي تعتمد العنف طريقاً لتحقيق مشروعها الصادم للمدنية والتحديث، ولعل اقتحام مقر صحيفة "أخبار اليوم"، وتقييد حريات طاقمها واحتجازهم، والسطو على بعض ممتلكات الصحيفة يعد مؤشرا واضحا على مستقبل الحريات في اليمن، ما يقودنا إلى الجزم أننا أمام فاشية دينية ومنفلتة تماماً.

وتابع الأديب خرصان: سنشهد في الأيام القادمة خطوات أكثر حدة وخطراً، وسيكون الوسط الصحفي والإعلامي المعارض لهذه الجماعة، هدفاً يأمل من خلاله الحوثيون تكميم الأفواه، والتوقف عن نقد جماعة الحوثي المسلحة.

وأردف قائلاً: لن تكون قناة سهيل وصحيفة "أخبار اليوم" وصحيفة الثورة وباقي الصحف الرسمية، سوى البداية الأولى لتدشين مرحلة خطيرة لمصادرة الحريات العامة والشخصية وتقييدها، كمدخل لبناء ديكتاتوريات جديدة، إذْ لم يتبقَّ أمام هذه الميليشيا المسلحة- وقد التهمت مؤسسة الجيش- سوى التهام المؤسسات الإعلامية، بغرض حرفها عن مسارها وتأدية رسالتها على الوجه المطلوب.

وختم حديثه بالقول: ربما سيوغل الحوثيون في تحقيق ذلك الهدف، دون أن يدركوا أن غيرهم ومن سبقهم فشل في ذلك وعلى كل المؤسسات الإعلامية والصحفية وعلى الكتاب والمثقفين الإيمان بعدالة قضيتهم، ومن ثمّ الدفاع عن ذلك بكل ما لديهم من أدوات ووسائل.

أعمال معارضة للدستور والقانون

المحامي/ عبدالحافظ الصبري, أدان ما تعرضت له صحيفة "أخبار اليوم" مطالبا أنصار الله بإعادة مقر المؤسسة والصحيفة وممتلكاتها بعد سيطرتهما نهاية الأسبوع الفائت يوم الخميس 5 فبراير 2015م.

وقال المحامي الصبري إن ما تتعرض له صحيفة "أخبار اليوم" ومؤسسة "الشموع" من قبل الجماعات المسلحة يأتي كعمل مخالف لأحكام الدستور والقانون النافذ رقم 25 لسنة 1990م ولنص المادة (3 ،4 ،5 ) من القانون رقم 25 عام 90م بشأن الصحافة والمطبوعات, حيث كفلت هذه المواد حرية المعرفة والفكر والصحافة والحصول على المعلومات وبأن ذلك حق من حقوق المواطنين وأن الصحافة مستقلة تمارس رسالتها بحرية في خدمة المجتمع وتكوين الرأي العام والتعبير عن اتجاهاته بمختلف وسائل التعبير ولا يجوز التعرض لنشاطها إلا وفقا لأحكام القانون, والصحافة حرة فيما تنشره وحرة في استسقاء المعلومات والأنباء من مصادرها.

وتابع الصبري بأن هنالك حقوقا كفلها القانون للصحفي في الفصل الثاني من ذات القانون للصحافة والمطبوعات وفي حال وجود شيء في الصحافة يتعارض مع أي جهة حزبية أو المنظمات الجماهيرية والأشخاص وغيرهم فإنه يكون لهذه الجهة أو هذا الشخص حق الرد والتوضيح خلال المدة القانونية وفقا لنص المادة (60 ، 61) من قانون الصحافة مع العلم بأن القانون قد حدد محظورات النشر في الصحافة في المادة 103.

وأضاف" وهذا مالا يتواجد أو يتعارض مع ما نشرته وتنشره صحيفة "أخبار اليوم" ومؤسسة" الشموع" للصحافة والنشر وقد رتب القانون على ذلك أحكاما جزائية". وأردف" فلا يجوز المساس بحرمة مهنة الصحافة من أي جهة كانت وهذا وفقا للدستور والقانون اللذين كفلا للصحافة حرية النشر تحت أي مسمى بما لا يتعارض مع القانون وعلى المتضرر اللجوء للقضاء المختص".

وأدان المحامي الصبري, اقتحام الصحيفة والسيطرة على مقرها ونهب الباص واختطاف موظفيها, معتبرا ما تقوم به المليشيات تصرفات عصابة ولا تستند لقانون أو نظام أو حتى الأعراف.

وطالب الصبري وسائل الإعلام بالتضامن والوقوف إلى جانب "أخبار اليوم" حتى لا يصلها ضرر المليشيات, فاليوم سيكون على "أخبار اليوم" وغدا على غيرها وهكذا.

"رفض" تدين

أمين عام حركة رفض الناشط والقيادي الشبابي/ أحمد هزاع, تحدث للصحيفة بالقول: نحن في حركة رفض ندين ونستنكر ما أقدمت عليه مليشيا الإنقلاب الحوثي المسلح من اقتحام لـ "أخبار اليوم" واحتجاز طواقمها وذلك يعد تجنياً غير عادي على حرية التعبير والإعلام.

وأضاف هزاع": نعلن تضامننا الكامل مع مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم اللتين انحازتا للوطن والمواطن وثورة الشعب, ونرفض كل التصرفات الهمجية والبطجية التي تنتهجها مليشيا القبح بحق الصحافة والصحفيين ونحن في حركة رفض نعد ذلك انحطاطا أخلاقي غير مبرر وتعديا صارخا على السلطة الرابعة والحريات العامة ونذير شؤم بمستقبل الحريات في البلد".

وتابع" ندعو كل أبناء الشعب خصوصا شباب اليمن إلى التصدي لكل أفعال وتصرفات الإنقلابين وإفشال إنقلابهم من خلال إنتفاضة شعبية يشارك فيها الجميع حتى نستعيد الدولة وحق الوطن والمواطن وأيضا نستعيد حرية التعبير والإعلام".

المواطن/ حميد محمد- أحد أبناء محافظة إب- تحدث بالقول: الحوثة يا بني لا يعجبهم إلا ما براسهم والصحف يفضحوهم أمام الناس وهم لايريدون أحدا يتكلم عليهم.

وتابع: "أخبار اليوم" صحيفة كبيرة كان لدي قضية ذات مرة نشرتها في الصحيفة وكان لهذا النشر أثر إيجابي في قضيتي واليوم أسمع أنهم يشتوا يغلقوها ويصادروها وأن الحوثه مسيطرون عليها في صنعاء لأنها كانت مع الشعب وهموم الناس.. الله لا ألحقهم خيرا لا دنيا ولا آخرة.

سابقة خطيرة

د/عبدالحكيم مكارم- رئيس قسم الإعلام بجامعة تعز- قال: شخصيا أدين هذا الاعتداء على مؤسسة "الشموع" وصحيفة "أخبار اليوم" ونعتبره سابقة خطيرة بإنتهاكات تتعرض لها الصحافة ووسائل الإعلام.

وأضاف" يعتبر أهمية هذه الوسائل الإعلامية من أهمية الرأي العام المحلي والخارجي وتظل الوسائل التي تقوم بالتعبير عن الحقوق وتعبر عن الرأي العام تأخذ قدسيتها من قدسية المهمة المناطة بها والاعتداء عليها اعتداء على الحريات التي كفلها الدستور ومخرجات الحوار الوطني التي يطالب بتنفيذها كل أبناء اليمن بمن فيهم جماعة أنصار الله والتي كانت تتحدث عن تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. الاعتداء على مؤسسة الشموع نحن كإعلاميين ننظر إليه كظاهرة وسابقة خطيرة والاعتداء عليها سيهدد القيم كأفراد ومجتمع.

وأضاف" في ظل ما يقومون به نحن نتساءل كيف سيكون هناك حرية التعبير؟! والرأي العام والصحافة وهي عبارة عن مؤسسات إعلامية تنقل الواقع ومن تضرر منها عليه اللجوء للقضاء والمحاكم أو طلب الرد".

واختتم حديثه بالقول" نحن كإعلاميين نعتبر الاعتداء يضعنا أمام تساؤلات مستقبلية لحرية التعبير وحرية الصحافة والإعلام في ظل سيطرة أنصار الله على مؤسسات الدولة".

تقييد كامل الحريات

الصحفي/ نبيل مصلح- مراسل صحيفة الأيام- تحدث للصحيفة بالقول: هؤلاء يريدون كتم الحرية والتعبير ويريدون أن تظل الصحافة ووسائل الإعلام بأيديهم وعدم نقل جرائمهم الخطيرة تجاه الشعب اليمني.

وأضاف مصلح: ما أقدم عليه مسلحو الحوثي شيء خطير من اقتحام وتخويف للصحفيين في صحيفة "أخبار اليوم" التي تنقل جرائمهم المتواصلة.

وتابع نبيل مصلح قائلا: الحوثيون بعد أن سيطروا على الإعلام الرسمي يريدون الآن الصحف المستقلة وأن يفرضوا توجهها للإعلام وبما يريدون ولكن ذلك بعيد عنهم بعد الشمس وسوف نظل ننقل كل جرائمهم التي ترتكب ضد الشعب والمظاهرات السلمية، وماذا تتوقع من إمام قادم من جبال صعدة هل يريد حرية التعبير ونقل وكشف الحقائق.

وأردف: توقع منهم أي شي فهؤلاء جهلاء ويريدون تجهيل شعب ونحن نتضامن مع "أخبار اليوم" وكذلك العديد من الصحفيين الذين تم اختطافهم من قبل مسلحي الحوثي في كل محافظات اليمن حتى لو أغلقت "أخبار اليوم" فهناك مائة صحيفة اسمها "أخبار اليوم" بأقلام شريفة تنقل جرائم الحوثة وحسبنا الله ونعم الوكيل.

غرفة عمليات

الصحفي/ عبدالوارث النجري- رئيس تحرير موقع إب برس- تحدث للصحيفة بالقول: هنالك تأكيدات بأن جماعة أنصار الله الحوثية أنشأت مؤخرا غرفة عمليات لمتابعة كل ما ينشر عن الجماعة في الصحف والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي من قبل صحفيين وناشطين.

وتابع النجري: تقوم مجموعة من الصحفيين والإعلاميين التابعين للجماعة بتوثيق كل ما ينشر وكتابة تقرير مفصل عن صاحب المقال أو المنشور من حيث (عنوانه – الجهة التي يعمل بها – توجهه السياسي) من ثم الرفع بذلك إلى اللجان الشعبية التابعة للجماعة والتي بدورها تقوم بمتابعة صاحب المنشور واعتقاله في أقرب فرصة أثناء مشاركته بأي فعالية احتجاجية.

وأضاف: جماعة أنصار الله الحوثية كانت قد قامت مؤخرا باعتقال الكاتب الصحفي/ سام الغباري في محافظة ذمار وكذلك موظفي مؤسسة "الشموع" وهذا إجراء معروف لمجموعة ميليشيات مسلحه فوضوية لا يحكمها قانون أو أعراف أو تقاليد ولذا أعلن تضامني مع كافة المختطفين من قبل هذه الجماعة ونناشد المجتمع الدولي للتدخل وإنقاذ اليمن من عبث تلك العناصر الفوضوية.

ثمن للكلمة

المركز الإعلامي بمحافظة إب, أدان الحادثة ووصفها بأنها جريمة بحق الوطن, معتبرا ما تقوم به المليشيات عبارة عن ضيق بالكلمة وأيضا دفع للثمن الذي برزت من خلاله صحيفة "أخبار اليوم" ومؤسسة الشموع بإعتبارها كانت صوت الوطن والمواطن.

المركز الإعلامي قال: يتوجب على مليشيات الحوثي باعتبارها سلطة أمر واقع أن تحترم الوسائل بإعتبارها وسيطا بينها وبين الجمهور وحملها تبعات ما تتعرض له مؤسسة "الشموع" و"أخبار اليوم" وغيرها من الوسائل الإعلامية والصحفيين والناشطين.

منهجية قمعية

الصحفي محمد أبو رأس تحدث للصحيفة بالقول : اقتحام مقر مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم الصادرة عنها بالعاصمة صنعاء من قبل مليشيا الحوثي يعد انتهاكا جسيما للصورة الأخرى ولوجهة النظر المعارضة لممارسات الجماعة القمعية والتي استولت على السلطة بقوة السلاح.

وقال أبو رأس: الاستيلاء على مؤسسة الشموع تعكس المنهجية الدينية العنصرية القعمية التي تنتهجها الجماعة وتنطلق من معتقدات اقصائية وإلغائية لمن يعارضها أو يوجه نقدا لممارستها الغير سوية ورغم ان الجماعة كانت تطرح أفكاراً في الإعلام حول الحرية والديمقراطية والمدنية إلا أن المليشيات بممارستها تكشف عن حقيقة إرهابية متكاملة تختزلها الجماعة في باطنها وبدأت تظهر في ممارستها المفضوحة أمام الشعب.

عواقب مستقبلية

الصحفي الإعلامي محمد علي تحدث للصحيفة بالقول نحن في الوسط الإعلامي والصحفي ندين الاعتداء على أي مؤسسات إعلامية وصحفية ونقول بأن مثل هذه التصرفات أو الأعمال ستكون عواقبها غير طبيعية خصوصا كبت الرسالة الإعلامية.

وتابع: لو هنالك جهة أو شخص متضرر أو من له أي مطلب أو أي شيء آخر فهنالك نيابة ومحكمة المطبوعات فله حق التقاضي بحسب الدستور والقانون.. وختم حديثة بالقول الاعتداء أو ما يتعرض له الإعلام عموما يعد بادرة سيئة تطال الجميع ونحن نؤكد تضامننا مع الإعلام كونه الوسط الذي نعيش فيه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد