أحيت حشود كبيرة من أبناء محافظة تعز بساحة الحرية وفي شارع جمال ـ وسط المدينة ـ جمعة "معاً لإسقاط الانقلاب"..

وبعد صلاة الجمعة انطلقت مسيرة حاشدة من شارع جمال وجابت عدداً من شوارع المدينة وصولا إلى أمام مبنى إدارة الأمن.

وأكدت الحشود المشاركة في المسيرة رفضها لأي اجتماع أو لقاء يدعو إليه من أسموهم "الانقلابيين" في إشارة منها إلى جماعة الحوثي، واعتبرت أي اجتماع يدعو له الحوثيون يُراد من خلاله تزييف الحقائق وإعطاء شرعية للانقلاب.

 واعتبر المتظاهرون المشاركة في اجتماع الحوثي من أي جهة أو شخصية كانت خيانة وطنية, كما جددوا رفضهم التام للانقلاب "الحوثي" على العملية السياسية التوافقية والسطو المسلح على مؤسسات الدولة وفرض الإقامة الجبرية على قيادات السلطة والوزراء في الحكومة المستقيلة.

وطالبت الحشود بإنهاء سيطرة الميليشيات على صنعاء والمحافظات الأخرى وإعادة الأسلحة المنهوبة من الجيش, ورأت بأن نقل العاصمة بات ضرورة وطنية, ودعت إلى سرعة تأسيس وإعلان إقليم الجند.. وقد ردد المشاركون هتافات غاضبة ضد ممارسات جماعة الحوثي كان منها : "هذي صنعاء مش طهران يا حوثي ارجع إيران, ثورة ثورة من جديد لا أحمد ولا السيد".

 وأدان بيان صادر عن شباب وشابات تعز ما تقوم به ميليشيا الحوثي من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وقمع الحريات الإعلامية وحرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي .

وأكد البيان الرفض التام لأي حوار تحت تهديد السلاح ولا يفضي إلى عودة الأمور إلى ما قبل21سبتمبر, ودعا إلى التمسك بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واستكمال إجراءات الاستفتاء على الدستور, وطالب البيان السلطتين المحلية في محافظتي إب وتعز بسرعة اتخاذ خطوات عملية تضمن تجنيب إقليم الجند الفوضى والعجز عن مواجهة الاستحقاقات المالية للإقليم ورفض تلقي أي قرارات أو أوامر ممن وصفوها "بالسلطات المغتصبة" في صنعاء, كما أكدوا رفضهم في البيان لأي خطاب مذهبي أو طائفي أو مناطقي، ودعوا جميع المواطنين في كافة المحافظات وأبناء تعز خصوصاً إلى الاستمرار في الخروج بتظاهرات حاشدة لإسقاط "الانقلاب" وبناء الدولة المدنية المؤسسة على الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية وحيادية الجيش واستقلال القضاء.

وكان خطيب الجمعة بساحة الحرية أحمد الجبري اعتبر ما حدث ويحدث مسلسلاً لمسرحية هزلية عنوانها المكر والخيانة وأدواتها تحالفات مشبوهة.

وأشار إلى أن الميليشيات المسلحة ألغت رمزية الدولة وسيادتها واستبدلتها بالفراغ السياسي كما ألغت الشراكة واستبدلتها بالإقصاء والفوقية والعرقية المقيتة. - حد تعبيره..

وأكد الخطيب على أن العنف والسلاح لا يمكن أن يكون عنواناً للبناء، وقال بأن جماعة الحوثي تدّعي الشراكة والمظلومية بينما تمارس الإقصاء والظلم من أوسع أبوابه - حد قوله.

 وخاطب الجبري قيادات السلطة بالقول: لقد سقطت هيبتكم يوم سقطت دماج برعايتكم وانتهكت سيادتكم يوم انتهكت عمران بتواطؤكم، واقتحمت أسواركم يوم سكتم عن اقتحام أسوار صنعاء ومنازل المواطنين.

وأضاف: لن يمر الانقلاب ما دام الثوار في الميدان وعليهم التمتع بسياسة النفس الطويل وتعزيز الرفض الشعبي السلمي المتصاعد ضد العنف وسياسة هدم الدولة.

وطالب الخطيب جميع القوى والأحزاب السياسية بمكاشفة الشعب وتوضيح حقيقية ما جرى ويجري وترك الغموض والصمت, وحذر من أي مبادرة تشرعن "للانقلابين" انقلابهم وتوسع من نفوذهم أو تذعن لإملاءاتهم.   

من جانبه دعا خطيب الجمعة في شارع جمال المهندس عبد الباقي البهرمي إلى سرعة إطلاق سراح الدولة ورفع الحصار المفروض عن قياداتها والعودة إلى مخرجات الحوار، كما طالب بالرحيل الفوري للميليشيات المسلحة من جميع المدن والمحافظات اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء, ورأى بأن ما يجري في اليمن هو تغيير للقيم والقواعد السياسية والاجتماعية والثقافية, مؤكداً على أن ثقافة الخطف ثقافة مرفوضة ثار الناس عليها.

 واختتم الخطيب بالقول: علينا أن نتفوق بأخلاقنا ومطالبنا وسلميتنا فالدين الإسلامي هو دين اقرأ وليس دين اقتل وقد آن الأوان لترسيخ ثقافة التسامح والنضال السلمي ولابد للحكمة وثقافة الحوار أن تنتصر على القوة وثقافة الانتقام.