شهدت مديرية الملاح بمحافظة لحج أمس الجمعة اشتباكات وصفت ب"العنيفة" بين وحدات من الجيش اليمني تابعة للواء "201" المرابط في منطقة العند ومسلحين، يعتقد أنهم من الحراك الجنوبي يحاصرون موقعاً عسكرياً بردفان.
وقالت مصادر محلية إن 2 من جنود الجيش أصيبا صباح الجمعة في الاشتباكات بين الجنود وبين مهاجمين من أبناء المنطقة.
وأضافت المصادر بأن الجرحى من جنود الموقع العسكري أصيبوا عقب محاولة تقدم طقم عسكري ومدرعة إلى خارج الموقع .
وأشارت الى أن جندياً أصيب بعيار ناري اخترق منطقة "الفك الاسفل" من الفم وأصيب آخر برصاصة في اليد، مشيرين إلى أن إصابة الجندي الذي اصيب بعيار ناري في الفك "خطيرة".
قالت مصادر طبية بمستشفى البريهي بمدينة عدن إن خمسة من جنود الجيش وصلوا ظهر أمس الجمعة عقب اصابتهم بجروح جراء مواجهات مسلحة اندلعت بين مسلحين قبليين وقوات من الجيش بمنطقة ردفان بمحافظة لحج.
وأضاف مصدر طبي لـ"عدن الغد": ان المستشفى استقبل عند الساعة 12 من ظهر الجمعة خمسة جنود جرحى بينهم مصاب بحالة خطرة، موضحاً بأنهم يتلقون العلاج .
ومنذ الساعات من صباح أمس، حلق الطيران الحربي على علوٍ منخفض في المواقع التي تشهد مواجهات مسلحة بالقرب من المناطق السكنية..
وتزامن تحليق الطيران الحربي مع قصف شنته الدبابات والمدفعية على المواقع التي يتحصن فيها عشرات من المسلحين القبليين من أبناء مديريات ردفان بمحافظة لحج، والذين يفرضون حصاراً على إحدى الكتائب العسكرية التابعة لمحور العند والتي ترابط شرقي عاصمة مديرية الملاح .
وأشارت مصادر محلية الى أن القصف جاء بعد أن تمكن العشرات من المسلحين من فرض حصار خانق على الكتيبة العسكرية، التي رفضت الانسحاب من مواقعها وتسليم الكتيبة لمسلحي الحراك أسوة بالمواقع العسكرية الأخرى التي سيطر عليها المسلحين يوم الأربعاء الماضي .
وذكر شهود عيان بأن تعزيزات عسكرية مكونة من عشرات الشاحنات المحملة بالجنود وعربات الكاتيوشا والمدفعية تحرك من محور العند متجهة صوب مديرية الملاح، غير أنها لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة وتمركزت في منطقة بلة القريبة من مواقع المواجهات، في الوقت الذي شوهد المئات من المسلحين القبليين يتوافدون إلى مديرية الملاح من كافة مديريات ردفان ويافع للانضمام إلى جموع المسلحين في قتالهم ضد قوات الجيش .
وقال مواطنون في مدينة الملاح: إن العشرات من المسلحين انتشروا وسط المدينة تحسباً لمواجهات مسلحة قد تندلع في حال تقدم قوات الجيش إلى داخل المدينة .
وشهدت منطقة ردفان توتراً حتى مساء امس إثر المواجهات بين قوات الجيش الذي يطالب المواطنون برحيله من المنطقة وبين اللجان الشعبية، التي تشكلت من المواطنين للدفاع عن المنطقة.
من جهته قال محافظ لحج احمد عبدالله المجيدي: إن المسلحين الذين يحاصرون سرية عسكرية في مدينة الملاح قدموا من خارج مديريات ردفان، التي يرفض أبناؤها الأعمال الخارجة عن القانون.
وعزا المجيدي في تصريح لـ"أخبار اليوم" محاصرة المجاميع المسلحة لأفراد السرية المتواجدين في القطاع العسكري لمديرية ردفان منذ أربعة ايام, الى النزعة المناطقية، التي قال إنها تولدت لدى تلك المجاميع على اعتبار أن الذين يتواجدون في السرية هم من أبناء المحافظات الشمالية, مشيراً إلى أن ذلك الاعتقاد خاطئ، وأن (70%) من الجنود المتواجدين في قطاع العسكري في مديرية وردفان السرية المحاصرة بالملاح هم جميعهم جنوبيين من أبناء الصبيحة والحواشب والضنابر ومن أبناء الحبيلين، وان أبناء المحافظات الشمالية عددهم قرابة 70 شخصاً، معلناً رفضه لتلك النزعة المناطقية باعتبار أن الجنود سواء أكانوا من
أبناء المحافظات الشمالية أو الجنوبية فجميعهم يمنيين - حسب تعبيره.
واعتبر استمرار محاصرة السرية من قبل المجاميع المسلحة سيزيد الوضع تعقيداً وسيخلق قتالاً بين أبناء الجنوب باعتبار الجنود، الذين يجري محاصرتهم وهم من أبناء الصبيحة والحواشب والضنابر ومن الحبيلين بمحافظة لحج ابرياء ولم يقوموا بالاعتداء على المهاجمين، منوهاً الى ان تلك المجاميع المسلحة التي تثير الفتنة والخارجة عن القانون تتلقى دعماً من جهات خارجية وداخلية تدفع بها وتمولها بهدف افتعال المشاكل في ردفان.
وحذر من ان قيام المجاميع المسلحة بمحاصرة السرية في الملاح يعد تمهيداً لدخول العناصر الإرهابية .
وأشار الى ان الجنود في سرية الملاح قاموا بحفر قبورهم داخل السرية للدفاع عن انفسهم لمواجهة أي هجوم يتعرضون له.
واكد ان قيادة المحافظة التقت خلال اليومين الماضيين بعدد من وجهاء وقيادات الحراك في مديرية ردفان لمناقشة الوضع في مديرية الملاح، مشيراً إلى أن تلك الشخصيات اعلنت رفضها للحصار المفروض على السرية, لافتاً إلى أن الاجتماع افضى إلى تشكيل لجنة من قيادة المحافظة برئاسة على حيدرة ماطر، نائب المحافظ وكذا عضوية وكيلي المحافظة صلاح الداؤودي وصالح الصوملة, ومن طرف الحراك قاسم عسكر, واللواء صالح عبدالمجيد واحمد علي الهباب، والتي ستجتمع اليوم لتهدئة الوضع وحقن الدماء.
وعلى صعيدٍ متصل حمّل مشايخ وأعيان ووجهاء مديريات ردفان الأربع قيادات محافظي لحج وعدن وقائد المنطقة العسكرية الرابعة المسؤولية عن هذه التداعيات والأحداث التي تشهدها ردفان.. وقالوا في بيان صادر عن اجتماع موسع عقد عصر "أمس" في منصة الشهداء بردفان كرس للوقوف أمام تداعيات الأحداث، التي تشهدها مديرية الملاح والقصف الذي تتعرض لها بعض المناطق في المديرية جراء الاشتباكات التي تشهدها المنطقة – قالوا بأن اللجنة الأمنية ممثلة بمحافظ لحج أحمد عبدالله المجيدي وعبدالعزيز حبتور محافظ عدن وقائد المنطقة الرابعة وقائد معسكر العند يتحملون مسؤولية ما يجري اليوم من قصف لقرى ومناطق ردفان بشكل عشوائي براجمات الصواريخ والمدفعية من معسكر العند والكتائب المتواجدة في سيلة بلة وتحليق الطيران الحربي, مؤكدين بأن شيوخ القبائل لن يكونوا إلا في صفوف أبناء ردفان بل وسيكونون في مقدمة الصفوف للتصدي لأي حملات عسكرية يجري التحضير لإرسالها الى ردفان.
وأضاف البيان: ان محافظ لحج ومحافظ عدن وقيادات ما يعرف بـ"أقليم عدن" أصدروا بيان قبل أيام بعدم تحرك الجيش إلا بناءً على تعليماتهم، ونحن نتساءل: هل ما يتم اليوم في ردفان هو بناء على تعليماتهم؟!
