خرج عشرات الآلاف من الثوار في العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية رفضا للانقلاب وللمطالبة باستعادة الدولة وإنهاء سيطرة المليشيات المسلحة على مؤسسات الدولة وخرجها من العاصمة وبقية المحافظات التي تسيطر عليها..

ففي مدينة تعز أحيت حشود كبيرة بساحة الحرية وفي شارع جمال ـ وسط المدينة ـ جمعة "معا لإسقاط الانقلاب" وانطلقت الحشود عقبها مسيرة كبيرة من شارع جمال جابت عددا من شوارع المدينة وصولا إلى أمام مبنى إدارة الأم.

وأكدت الحشود المشاركة في المسيرة رفضها لأي اجتماع أو لقاء يدعو إليه من أسموهم بـ"الانقلابين" يُراد من خلاله تزييف الحقائق وإعطاء شرعية للانقلاب".

واعتبرت المشاركة فيه من أي جهة أو شخصية كانت خيانة وطنية, كما جددت الحشود رفضها التام للانقلاب "الحوثي" على العملية السياسية التوافقية والسطو المسلح على مؤسسات الدولة وفرض الإقامة الجبرية على قيادات السلطة والوزراء في الحكومة المستقيلة وطالبت بإنهاء سيطرة الميليشيات على صنعاء والمحافظات الأخرى وإعادة الأسلحة المنهوبة, ورأت بأن نقل العاصمة بات ضرورة وطنية, ودعت الحشود إلى سرعة تأسيس وإعلان إقليم الجند..

وأدان بيان صادر عن شباب وشابات تعز ما تقوم به ميليشيا الحوثي من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وقمع الحريات الإعلامية وحرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي, وأكد البيان على الرفض التام لأي حوار تحت تهديد السلاح ولا يفضي إلى عودة الأمور إلى ما قبل21سبتمبر.

ودعا البيان للتمسك بتنفيذ مخرجات الحوار واستكمال إجراءات الاستفتاء على الدستور, وطالب السلطتين المحلية في محافظتي إب وتعز بسرعة اتخاذ خطوات عملية تضمن تجنيب إقليم الجند الفوضى والعجز عن مواجهة الاستحقاقات المالية للإقليم ورفض تلقي أي قرارات أو أوامر ممن وصفوها "بالسلطات المغتصبة" في صنعاء, كما أكدوا رفضهم لأي خطاب مذهبي أو طائفي أو مناطقي ودعوا جميع المواطنين في كافة المحافظات وأبناء تعز خصوصا إلى الاستمرار في الخروج بتظاهرات حاشدة لإسقاط "الانقلاب" وبناء الدولة المدنية المؤسسة على الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية وحيادية الجيش واستقلال القضاء.

وكان خطيب الجمعة بساحة تعز أحمد الجبري اعتبر أن ما حدث ويحدث هو مسلسل لمسرحية هزلية عنوانها المكر والخيانة وأدواتها تحالفات مشبوهة, وأشار إلى أن الميليشيات المسلحة ألغت رمزية الدولة وسيادتها واستبدلتها بالفراغ السياسي كما ألغت الشراكة واستبدلتها بالإقصاء والفوقية والعرقية المقيتة".

وأكد الخطيب أن العنف والسلاح لا يمكن أن يكون عنوانا للبناء وقال بأن جماعة الحوثي تدّعي الشراكة والمظلومية بينما تمارس الإقصاء والظلم من أوسع أبوابه.

وخاطب الجبري قيادات السلطة بالقول "لقد سقطت هيبتكم يوم سقطت دماج برعايتكم وانتهكت سيادتكم يوم انتهكت عمران بتواطؤكم واقتحمت أسواركم يوم سكتم عن اقتحام أسوار صنعاء ومنازل المواطنين".

وأضاف" لن يمر الانقلاب مادام الثوار في الميدان", مطالباً جميع القوى والأحزاب السياسية بمكاشفة الشعب وتوضيح حقيقية ما جرى ويجري وترك الغموض والصمت, وحذر من أي مبادرة تشرعن "للانقلابين" انقلابهم وتوسع من نفوذهم أو تذعن لإملاءاتهم.   

من جانبه دعا خطيب الجمعة في شارع جمال المهندس عبد الباقي البهرمي إلى سرعة إطلاق سراح الدولة ورفع الحصار المفروض عن قياداتها والعودة إلى مخرجات الحوار كما طالب بالرحيل الفوري للميليشيات المسلحة من جميع المدن والمحافظات اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء, ورأى بأن ما يجري في اليمن هو تغيير للقيم والقواعد السياسية والاجتماعية والثقافية, مؤكدا على أن ثقافة الخطف ثقافة مرفوضة ثار الناس عليها.

حشود العاصمة تطالب بخروج المليشيات

وفي العاصمة صنعاء خرجت مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة للتنديد بقمع مليشيات جماعة الحوثيين للاحتجاجات ورفض انقلابهم على العملية السياسية في البلاد, وانطلقت مسيرة من جولة سبأ مروراً بشارع القاهرة صوب ساحة التغيير وسط المدينة، ورفعت شعارات رافضة لهيمنة الحوثيين بالقوة للسيطرة على السلطة.

وطالب المتظاهرون بخروج المليشيات المسلحة من العاصمة والمدن ومن المرافق الحكومية والخاصة التي يحتلونها.

وكانت مليشيات الحوثيين قد أغلقت منذ الصباح مداخل ساحة التغيير، تحسباً لمرور أي تظاهرة، لكن المتظاهرين لم يتعرضوا اليوم للأذى.

إب تطالب بإيقاف الانفلات

وفي إب احتشد الآلاف تحت شعار "جمعة رفض الانقلاب", مؤكدين رفضهم لانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة وتوقيع أي اتفاق معه يشرعن انقلابه.

ودعا خطيب الجمعة الدكتور/ أحمد علي عبداللطيف المجتمع اليمني برفض العنف والخطاب الطائفي, مؤكدا أن محافظه إب تعيش سلما اجتماعيا مهما اختلف الفرقاء لكنهم يعودون لجادة الصواب.

وطالب القوى السياسية جميعا تقديم مصلحه ووحدة اليمنيين على المصالح الضيقة وطالب السلطات المحلية بالتحرك لإيقاف الانفلات الأمني كما طالبهم بالكشف عن نتائج التحقيقات في مجزرة المركز الثقافي وتعويض أسر الشهداء والجرحى, وإحالة المتهمين بالحادثة إلى القضاء.

الحديدة تدعو لطرد بن عمر

وفي مدينة الحديدة خرجت مسيرات شارك فيها الآلاف جابت شوارع المدينة عقب صلاة جمعة "ثورة حتى إسقاط الانقلاب".

وأعلن المشاركون رافضهم لممارسات مليشيات الحوثي وقمعها للإعلاميين والصحفيين واختطاف الناشطين ونهب إيرادات الدولة، والانقلاب على الشرعية، ونهب المعسكرات ومصادرة الحريات وإغراق مدينة الحديدة بالمسلحين واقتحام المنازل والمؤسسات الخاصة والعامة.

وطالب المتظاهرون بمغادرة بن عمر باعتباره شريكا فيما آل إليه وضع اليمنيين وتمدد وتوسع الحوثيين على حساب ثورة الشباب اليمني، وباعتباره لم يحقق اي خطوة في اتجاه إيقاف تمدد الحوثي واستيلائه على السلطة بالقوة.

ودعا خطيب ساحة التغيير الشيخ رضوان العبسي كافة اليمنيين وعلى راسهم الشباب استكمال ثورتهم لانقاد اليمن من مخلفات الماضي البغيض الذي يعود اليوم بأشكال مختلف محاولا إجهاض أحلام اليمنيين في الحياة الكريمة والمواطنة المتساوية.