استقال الرئيس والحكومة.. وإنجازات وزير الشباب الأكحلي أغنية لــ "فائز السعيد"

2015-01-30 12:12:05 محمد البحري

استقال رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادئ لأنه لم يجد الوضع مناسباً للاستمرار، بالمثل فعل رئيس الوزراء بحاح الذي بادر هو الآخر بالاستقالة وإذا كانت استقالة الرئيس نتيجة ما يعانيه من عزلة وضغوطات فإن استقالة بحاح تأخرت كثيراً لكونه قدم للوطن مجموعة وزراء لم يقدموا شئياً خلال فترة الــ3 الأشهر التي مضت وكأنهم جاءوا ليتكئوا على جراح وطن فقط كل رغبتهم في الحصول على هبات الوزارات بأسرع وقت مثلهم مثل رئيس وزرائهم الذي لا يعرف الفرق بين ضربة الجزاء وضربة الشمس بدليل أنه جاء بوزير للشباب والرياضة من خارج الوسط لن يتدرج ضمن العمل الشبابي أو الكشفي إطلاقا..

ومع هذا تفاءلنا خيرا قلنا وزير شاب بدم جديد بديلا لوزير شاب ذو خبرة ومتمرس في العمل الرياضي الإرياني معمر سابقا، قلنا أن الإدارة والإنجاز هما المحك الحقيقي لقياس نجاح الشخص ومر الوقت ولم نجد الأكحلي لا في الإدارة ولا في الحقل الرياضي، من أولها سفرية إلى السعودية صاحبها احتفال وهمي لمنتخب العيسي الذي واصل فشله في دورات الخليج ثم سفرية أخرى إلى بريطانيا لم ندر لماذا وهل كانت لاستيراد الضباب الذي حل به العام الجديد 2015 وقلنا معلش الشهر الأول ليس محسوبا فهو يمثل شهر جس النبض والتعرف على بعض آفات وزارة الشباب سواء من المصلحيين أو الشرفاء ومن ثم سيلتفت الوزير الشاب لهموم الرياضيين في مختلف المحافظات.. مرت الأيام ولم نشهد لهذا الوزير إلا بعض الزيارات أهمها كانت ظهوره بشكل شبه متواصل مع العيسي رئيس اتحاد الكرة ثم زيارة أخرى لنادي العروبة وثالثة إلى عدن لزيارة تنس الميدان ورابعة إلى النادي اليمني للفروسية دون أن يوجه بما يفيد الرياضة اليمنية في مجمل زياراته التي بالطبع حصد من ورائها بدل سفر محترم وإن كان السفر محليا..

وزير الشباب والرياضة رأفت الاكحلي حرص منذ البداية على السفر ومن رابع يوم لتعيينه وزيرا لم يقدم مصفوفة عمل للحكومة ولم يخرج بتصريح شامل لما يمكن أن يقدمه للشباب والرياضة في مختلف محافظات الجمهورية، فقط كل ما يمكن القول عن إنجازه الذي حققه بنجاح يُحسد عليه هو تحويل أغنية فائز السعيد (يلا نأخذ سيلفي) إلى واقع حيث ظهرت جميع صوره في الفيس بوك (سيلفي) الأمر الذي أثار استياء الكثير واستوجب سخريتهم بشكل لم يحصل من قبل لكون الوزير انشغل بتصوير نفسه أينما حل وأرتحل وكأنه يريد أن يقهر أحدهم كما جاء في أغنية السعيد..

الوزير تغاضى عن تكريمات أبطال الإنجازات الداخلية والخارجية ولم يلتفت لها بل لم يكلف نفسه بالسؤال عن مستحقات هؤلاء بقدر ما ابتهج كثيرا وهو برفقة العيسي، الأكحلي حرص على استقدام مدير مكتبه (الفران) ليكون اللسان الناطق والضاغط على موظفي وزارة الشباب ليبدأ هذا الفران بالحصول على مرتب كبير من صندوق النشء ومن الوزارة سيصل إلى 300 ألف ريال لم يحصل عليها رياضي مصاب أو موظف غلبان وإن حصل فلمرة واحدة وليس بشكل شهر وهو إنجاز يُضاف للوزير الأكحلي بعد إنجاز السيلفي.

وزير الشباب أيضا وهو يوجه بضرورة إخلاء عهد الاتحادات لم يأت بجديد فكل اتحاد يُخلي عهده من أحل استلام المخصصات التالية وهو أمر معتاد سوى أن الفارق الوحيد أن اتحاد الكرة أكبر من وزارة الشباب ولن يخل كالعادة أي مخصص مالي وهو الأمر الذي لا يستطيع الوزير أو الفران فرضه على اتحاد العيسي ولا يحتاج الأمر لشرح.

عندما جاء بحاح بالأكحلي وزيراً للشباب قلنا ربما يدرك بحاح أسرار نجاح لهذا الوزير لا ندركها نحن ولكن الأيام أثبتت أن حكومة بحاح فاشلة وأن الدماء أريقت في مختلف المدن في حين لم ينجح الاكحلي في إنصاف رياضي أو استرجاع حق أو بناء ملعب بتكلفة مليون ريال وعليه فإن كل من كان يعول على تعاون الوزير لعدم خبرته سيحصدون المرار والحالمون كانوا كالتالي:

أولاً: الخاسرون طبعاً رئيس اتحاد الكرة الذي كان يظن أنه بالولائم التي أقامها على شرف الوزير والمنتخب الوطني الأول سيكسب ود الرجل وسيضعه في جيبه وبالتالي ستكون أموال صندوق النشء رهن إشارة العيسي وأنه سيستمر في سحبها دون إخلاء عهد وبدون حسيب أو رقيب ولعل العيسي الآن يُعد الأكثر توجعا على ابتساماته الزائفة في وجه الاكحلي وكذا الأكثر ألما على قرار استقالة الحكومة والتي جرفت الأكحلي ولو بصورة مؤقتة عن الحقل الرياضي بانتظار ما سيسفر عنه الزمن الاعوج زمن تنحي الكفاءات وصعود المقربين كما حصل مع رئيس الوزراء بحاح الذي عين صديقه في كندا وزيرا في اليمن دون وضع اعتبار لأهمية الرياضة اليمنية وما تحتاجه من رجل مرحلة يعي متطلباتها وما تحتاجه..

ثانياً: الخاسرون بالتأكيد هو مدير مكتب الوزير (الفران) الذي كان قد بدا الشخط والنخط في أروقة الوزراء والذي سبب استياء كبير لدى كل منتسبي الوزارة وجعلهم يرددون (سلام الله على الإرياني) بالإضافة إلى توجيهات بمنح الفران مبلغ 200 ألف ريال من الصندوق دون استقطاعات و 100 ألف ريال من وزارة الشباب وهي مخالفة كبيرة أوقفتها استقالة الحكومة لكن بشكل مؤقت.

ثالثاً: الخاسرون بالتأكيد الأمين العام السابق لاتحاد الكونغ فو الأخ نبيل الجائفي والذي ما إن وجد مدير مكتب الوزير ذو قرابة بالأخ محمد الفران عضو غرب آسيا في لعبة الكونغ فو حتى عاد ليقود ثورة مضادة ضد الأخ محمد راوح الذي فاز في الانتخابات الشرعية برئاسة اتحاد الكونغ فو، هذه الثورة كانت تعول كثيرا على قرابة فران الكونغ فو بفران الوزير لكن الله شاء بأن يتوقف الجائفي أيضا بشكل مؤقت عن الاعتماد على مدير مكتب الوزير الذي سيحاول عرقلة اتحاد الكونغ فو الشرعي بفضل قربه من وزير الشباب ولكن هيهات.

رابعاً: الخاسرون هم أصحاب الوجهين والمنافقون الذين كانوا يتحصلون على مساعدات من وزير الشباب والرياضة السابق معمر الإرياني والذي تلقى في فترة وزارته العديد من الإهانات التي افتعلها بعض موظفي ومتعاقدي الوزارة وصلت بالبعض إلى سبه وشتمه بطريقة مجنونة ، هؤلاء هم من أرادوا التقرب من الأكحلي والذي كان ينتظره بركان بغيض من سخط هؤلاء في حال لم يستجب لطلباتهم فخسر هؤلاء وكسب الاكحلي سمعته ولعل هذه هي الاستفادة الثانية للوزير بعد حصوله على سيارة بسرعة البرق وبملايين الريالات قبل أن ينظر في احتياجات الرياضيين.

خامساً: تحدث الوزير كثيراً عن تفعيل العمل المؤسسي في الوزارة لكن حتى اليوم الوزارة خاوية على عروشها ولم نشهد أي عملا مؤسسيا أو جديدا في عهده إضافة إلى أن التأكيدات على نقل وزارة الشباب من مبناها الحالي إلى المبنى الجديد في الجراف لم يتم رغم جاهزية المبنى وإلى اليوم لا ندري من يعرقل عملية النقل ولماذا.

الإنجازات التي تخدم الرياضة والرياضيين لم نشاهدها حتى اليوم في ظل رفد صندوق النشء بــ1% من الاتصالات وهي ما تصل بالفائض إلى مليار ريال سنويا ما يعني أن أي أعذار أو تبريرات تعتبر مرفوضة رفضاً قاطعاً فهناك فرق عندما تتولى وزارة يلفها العجز المادي ووزارة زادت مصادر دخلها بشكل كبير.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد