شهدت عدد من المدن والمحافظات اليمنية أمس مسيرات حاشدة تنديداً بالانقلاب الحوثي على الدولة ورفضاً لهذا الانقلاب.. كما طالبت بتحرير الدولة من قبضة الملشيا.

تعز سلسلة بشرية

إذ خرجت صباح ـ أمس الأربعاءـ بمحافظة تعز مسيرة شارك فيها العديد من أبناء المحافظة  للمطالبة بتحرير الدولة من قبضة الميليشيات التابعة لجماعة الحوثي, وانطلقت المسيرة من شارع جمال ـ وسط المدينة ـ وتوجهت إلى أمام مبنى المحافظة وجدد المشاركون فيها رفضهم لأي حل لا يفضي إلى رحيل الميليشيات ونزع سلاحها وإطلاق المعتقلين لديها, وعدّوا التحاور مع من أسموهم بـ"الانقلابيين" دون تنفيذ تلك الشروط خيانة عظمى, واعتبروا تشكيل مجلس رئاسي شرعنة "للانقلاب" الحوثي, وقد رفع المشاركون في المسيرة لا فتات اتهموا فيها الأحزاب بالتخاذل في مواقفها تجاه حالة التدهور السياسي والأمني الحاصلة في البلد وبيع قضية الوطن, حد وصفهم.

كما طالب المواطنون بإزالة جميع الشعارات التي تتعلق بالحوثيين من كافة الشوارع والأحياء والأماكن العامة باعتبار ذلك واجبا وطنيا يتحتم على كل مواطن حر وغيور على وطنه.

 ورددوا هتافات أدانوا- من خلالها- عمليات القمع والاعتقال وسياسة تكميم الأفواه التي تمارسها جماعة الحوثي ضد العديد من الناشطين والإعلاميين, وطالبوا المجتمع الدولي بتحديد موقف واضح من "الانقلاب" يلبي إرادة الشعب اليمني, مشيرين إلى أن السماح للميليشيات المسلحة بالانتشار وتمكنيها من الوصول إلى "الرئاسة" يُعد تآمرا على المدنية والسلم الاجتماعي. وقد سبق تلك المسيرة سلسلة بشرية طويلة أمام مكتب التربية والتعليم أكدت على أن تعز ستظل شرارة الثورة الأولى والقادرة على تحرير اليمن ممن وصفتها بـ"ثقافة الكهوف".   

صنعاء انتفاضة شبابية

كما شهدت العاصمة صنعاء عصر أمس تظاهرة شبابية شارك فيها آلاف الشباب ومن مختلف التوجهات السياسية بالمحافظة للتعبير عن رفضهم لوجود ميليشيات الحوثيين في العاصمة صنعاء وتوسعهم.

وجاءت هذه التظاهرات مناوئة لحكم الحوثيين بعد سيطرتهم على العاصمة ومقرات الدولة وشارك الآلاف الشباب والشابات وطلاب الجامعة بمختلف توجهاتهم السياسية بالمدينة, وللتعبير عن رفضهم لوجود ميليشيات أنصار الله الحوثيين في العاصمة صنعاء وتوسعهم في عدد من المدن اليمنية.

وقال مشاركون في التظاهرات إنها جاءت كنتيجة طبيعة لما تمارسه هذه المليشيات من بلطجة واعتداءات على نشطاء وعلى اقتحامها للعاصمة صنعاء وما وصلت إليه الأوضاع في اليمن ككل بعد استقالة الحكومة والرئيس واعتقال ومحاصرة منازل الرئيس ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء.

وقالت المصادر إن مسلحين حوثيين فرقوا التظاهرة بالرصاص الحي واختطفوا واعتدوا على أكثر من 20شابا وشابة أثناء التظاهرة.

كما تم الاعتداء على صحفيين كانوا يوثقون التظاهرة الرافضة لتواجد الحوثيين وانقلابهم على مؤسسات الدولة, بينهم الصحفي يحيى القباطي، يعمل في موقع "الاشتراكي نت"، وصامد السامعي، يعمل في صحيفة "الأولى".

وقال عدد من المشاركين إن بلطجة واعتداء جديدا تمارسه جماعة الحوثي وأن ماحدث هو أن شباب الثورة كانوا قد أعلنوا أن تنطلق مسيرة في شارع الستين ويكون التجمع في جولة مذبح لكن مسلحي وبلاطجة الحوثي سبقوا إلى هناك لمنع تجمع المسيرة مما دفع بالمشاركين إلى تغيير نقطة التجمع من مذبح إلى تقاطع الرباط مع الستين (عند جسر السنينة) تفاديا لأي احتكاك أو تصادم معهم.

وأشاروا إلى أن جماعة الحوثي كانوا مصرين على منع المظاهرة وأرعبتهم عزيمة الشباب وحماسهم الثوري فقاموا بالاعتداء علي المظاهرة في شارع الرباط، جولة القادسية (سيتي مارت) وأطلقوا الرصاص واختطفوا البعض.

الحديدة.. إطلاق نار واختطاف

في محافظة الحديدة أطلق مسلحو الحوثي الرصاص الحي على متظاهرين احتشدوا أمام مبنى محافظة الحديدة عصر أمس عقب مشاركتهم في مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات الألاف من أبناء مدينة الحديدة, رفضاً لتواجد مليشيات الحوثي المسلحة بالمحافظة وتنديداً بالانقلاب على السلطة وتقويض الدولة من قبل المليشيات المسلحة. 

وكانت المسيرة- التي دعا لها شباب الثورة- قد انطلقت من جولة كمران بشارع صنعاء وصولاً إلى مبنى المحافظة جابت خلالها عدداً من شوارع المدينة, مرددين هتافات وشعارات رافضة للانقلاب وتقويض السلطة من قبل مليشيات الحوثي المسلحة ومطالبين بخروجهم من المحافظة وفور وصول المتظاهرين الى أمام مبنى المحافظة باشرهم مسلحو الحوثي المتمركزون في مبنى المحافظة بإطلاق وابل من الرصاص الحي بغية تفريقهم. 

وأفادت المصادر عن إصابة 5 أشخاص من شباب الحراك التهامي في مدينة الحديدة واختطاف 3 آخرين أحدهم مصاب بالرأس جراء اعتداءات الحوثيين بالرصاص الحي على مسيرة حاشدة وغير مسبوقة شهدتها مدينة الحديدة تدفقت من مختلف أرجاء السهل التهامي.

فيما قامت مليشيات الحوثي بالتقطع لعشرات السيارات القادمة من مديريات الريفية الواقعة إلى شمال المحافظة عند نقطة الضحي، وقامت بالاعتداء على الثوار القادمين من الريف ومنعتهم من المشاركة في مسيرات شهدتها مدينة الحديدة في حشود غير مسبوقة منددة بالانقلاب والاستحواذ على الجيش والأمن واسقاط الدولة.

وفي المسيرة- التي شهدت إطلاق الرصاص الحي في محاولة لتفريق المسيرة التي طوقت مبنى محافظة الحديدة- طالبت بمغادرة الحوثيين الذين اغتصبوها بقوة السلاح منذ شهرين، وكانت مليشيات الحوثي قد احتجزت عشرات السيارات، وحمل شباب الثورة مليشيات الحوثي سلامة المختطفين، ودعت للإفراج عنهم سواء من اختطفوا إلى داخل معسكر الضحي أو أولئك الذين اختطفوا الى قلعة الكورنيش التي حولها الحوثيون إلى سجن خاص بهم، ودعا الشباب إلى الاستمرار في الثورة والمسيرات والسلاسل البشرية بشكل يومي أمام مبنى محافظة الحديدة وإدارة شرطة الحديدة والقوات الخاصة التي استولى عليها الحوثيون بقوة السلاح.