تعز عاصمة الثقافة اليمنية.. آمال وعوائق

2015-01-20 12:50:58 أخبار اليوم / ياسر حسن

يُجمع اليمنيون على أن اختيار محافظة تعز عاصمة للثقافة اليمنية كان قراراً صائباً، كونها والثقافة صنوين لا ينفصلان منذ القِدم، غير أنهم يتساءلون: ما الذي قدمته الدولة لتعز لتكون عاصمة ثقافية بحق؟ وهل يمكن لتعز أن تصنع الثقافة اليمنية حالياً كما يُراد لها أن تفعَّل؟

وعلى الرغم من مرور قُرابة عام ونصف العام على إعلان تعز عاصمة للثقافة، فإن التغيير المرجو من ذلك الإعلان لم يتحقق ولو شيئاً يسيرا، فالدولة لم تقدم شيئاً غير ميزانيات ومشاريع على الورق، لم يرَ النور طريقه إليها بعد.

وقال وكيل محافظة تعز عبد الله أمير: إن المنطقة تملك الثقافة والموروث والإنسان، ورغم شحة الإمكانيات فإننا نمتلك المقوم الأهم وهو الإنسان المثقف الذي نراهن عليه كثيراً.

وأشار - في حديث للجزيرة نت- إلى أنه تم رصد قرابة 22 مليار ريال يمني (نحو عشرة ملايين دولار) للارتقاء بالعاصمة الثقافية خلال الفترة من 2014 إلى 2016، غير أنه لم يُصرف منها شيء، فحتى المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية لم يُصرَف له غير الميزانية التشغيلية للمكتب، وهو الأمر الذي أدى إلى ضعف الأنشطة الثقافية خلال الفترة الماضية.

انحسار ثقافي

واعتبر أمير أنه كان من المفروض أن تكون تعز هي المُنتِج الثقافي الذي يُنتج الثقافة ويقدمها لكل مناطق البلاد، إلا أن ذلك لم يحصل حتى الآن، فالثقافة في حالة انحسار وعلينا جميعاً العمل على الإنقاذ الثقافي لتعز، والسعي من أجل إبداع ثقافة تلامس جوهر الإنسان.

بدوره، يرى رئيس المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية رمزي اليوسفي أن اختيار تعز عاصمة ثقافية لم يكن عشوائياً، بل هو منح حق لتعز ورد اعتبار لها كونها لم تُعطَ حقها خلال الفترات الماضية كمُصدِّر للثقافة لليمن عامة، فهي زاخرة بالمآثر التاريخية والصناعات التقليدية والعقول المفكرة والمبدعة في كل جوانب الثقافة.

وأكد - للجزيرة نت- أنه إلى الآن لم يتم تقديم أي شيء لتعز كعاصمة ثقافية غير قرار الحكومة باعتماد الموازنة بمبلغ قدره 21 مليار و599 مليون ريال يمني (نحو عشرة ملايين دولار) لثلاث سنوات (2014-2016)، على أن يتم تنفيذ مصفوفة المشاريع والأنشطة خلال ثلاث سنوات ابتداءً من عام 2014، إلا أن ما شهدته البلاد من أزمة اقتصادية خلال العام الماضي لم يُمكِّن الحكومة من ذلك.

وأشار اليوسفي إلى أن هناك مشاريع لإنشاء بُنى تحتية لتعز مثل المسارح المكشوفة والمكتبات ومراكز التنمية الثقافية في المديريات وقاعة مؤتمرات دولية وصالة معارض، ومجمع متحفي ومركز للموروث الشعبي وقناة تلفزيونية، غير أن كل تلك الخطط حبيسة الأدراج ولم يُنفَّذ منها شيء، ولذلك طُلب من الحكومة تغيير الفترة الزمنية لتنفيذ تلك المشاريع لتكون من 2015 إلى 2017.

ونبَّه اليوسفي إلى أنه رغم كل تلك المعوقات فإنه تم تنفيذ عدد من الأنشطة الثقافية، منها "مهرجان الفضول" و"عيدكم مخا" و"محلى هواك"، ومشاركات خارجية كمهرجان بغداد للشعراء، ومهرجان تركيا لفنون الخط الإسلامي، كما أن هناك توجهاً لإعلان تعز عاصمة للثقافة العربية عام 2017 بالاتفاق مع اليونسكو، وقد يتأجل لعام 2018 حتى يتم استكمال البنى التحتية لتعز.

ظروف قاهرة

من جانبه، يرى صلاح الهيجمي مشرف الصفحة الثقافية بصحيفة الجمهورية الرسمية الصادرة من تعز أن هناك ظروفاً قاهرة تمرُّ بها تعز حالياً أثَّرت على انطلاقها كعاصمة للثقافة والإبداع، غير أن ذلك لا يُقلل من دورها الثقافي الذي تقدمه لليمن عموماً، وإن المبدعين في تعز يشكون من الواقع المر، ومع ذلك لم ييأسوا بل هم مستمرون في إبداعهم.

وقال الهيجمي للجزيرة نت: إن الدولة لم تقدم لتعز شيئا لتكون عاصمة ثقافية بما تعنيه الكلمة، فالقصور كبير وإن كان هناك بعض الاهتمام فإنه يعتريه النقص، مؤكدا ضرورة لفت الأنظار إلى تعز، والبحث عن المثقفين والمبدعين وتبنيهم، وإنشاء مكتبات عامة ومنتديات ومؤسسات ثقافية، بالإضافة إلى المحافظة على الموروث الثقافي والشعبي الموجود، والاستفادة من تجارب الآخرين في الجانب الثقافي كالعواصم الثقافية في الوطن العربي وخارجه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد