وجَّها كلمتين بمناسبة الذكرة التاسعة للتصالح والتسامح الجنوبي..

البيض يتمسَّك بالانفصال وعلي ناصر مع فيدرالية من إقليمين

2015-01-14 13:39:20 أخبار اليوم/ خاص

وجَّه الرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد، كلمة مقتضبة أكد خلالها على مضيه في تبني خيار الفيدرالية من إقليمين ليمنٍ موحَّد.. فيما وجَّه الرئيس / علي سالم البيض، كلمة مطولة أكد فيها خ تمسُّكه بخيار فك الارتباط بين الجنوب والشمال (الانفصال) وجاءت الكلمتان بمناسبة الذكرى التاسعة لما بات يُعرَف بيوم التصالح والتسامح الجنوبي الذي يصادف يوم 13يناير من كل عام وهو اليوم ذاته الذي شهد فيه الجنوب اليمني عام1986م أكبر مجزرة لحرب أهلية شهدتها اليمن عبر التاريخ إبان صراع الرفاق في الحزب الاشتراكي اليمني على السلطة وقيادة الحزب التي تعاقب عليها الرئيسان علي ناصر محمد حتى يناير1986م، وعلي سالم البيض ما بعد يناير1986م..

وقال البيض مخاطباً أبناء الجنوب المعتصمين في الساحات: "إن اعتصامكم المفتوح وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية قد بيَّن عمق الارتباط بالمدنية لدى شعب الجنوب من حيث أنها عكست سلوككم الحضاري المتأصل في التعايش والتضامن والتآزر في ما بينكم من خلال تسيير القوافل والمعونات القادمة من كل مناطق ومديريات ومحافظات الجنوب المحتل ومن خلال اقتسامكم لرغيف العيش في مخيمات الاعتصام اليومي وهذا دليلٌ واضح على عُمق وتأصُّل مبادئ التصالح والتسامح التي رسختم أعمدتها المتينة وبنيتم ركائزها منذ أعلنتموها في جمعية ردفان الخيرية في 13 يناير/ 2006م والذي تحتفلون اليوم بالذكرى التاسعة لتأسيسها".

وتابع قائلاً: " إن هذه القيمة الحضارية وهذه المبادئ الإنسانية التي يحملها التسامح والتصالح ليست مرتبطة بفترة تاريخية من تاريخ الجنوب بعينها وليست خاصة بأحداث أو شخوص أو كيانات سياسية محددة بل إنها مبادئ سامية ارتأيتم إلا أن تكون سمةً حضارية للمجتمع الجنوب يتَّسم بها ويتفاخر بها ويتسامى من خلالها فوق آلام الماضي ويجعلها مرتكز لبناء الدولة والمجتمع مستقبلاً".

وأضاف البيض قائلاً: "ونحن اليوم نلحظ ونلتمس هذا التعاطي الواقعي مع قضية شعب الجنوب الذي يناضل منذ 20 عاماً من أجل تحرير أرضه واستعادة دولته".

وأكد البيض على تمسُّكه بمشروع فك الارتباط والانفصال وقال: " إن مواصلة الإبداع الثوري السلمي ومواصلة التصعيد المنهجي لثورتكم المباركة خلق على مستوى الجنوب ككل حراكاً سياسيا نُخبوياً وحراكاً اجتماعياً وإعلامياً متصاعداً على امتداد جغرافيا الجنوب العربي من المهرة شرقاً الى جزيرة ميون غرباً".

وتابع قائلاً: (وما الحوارات الدائرة بين مكونات الثورة الجنوبية ونخبها السياسية إلا دليل على حجم هذا الحراك السياسي ونعدُّها ظاهرة صحية لا خوف منها بل على العكس من ذلك هي الكفيلة بإيجاد حامل سياسي واحد من خلال مؤتمر يُفضي إلى تشكيل جبهة وطنية أو ائتلاف أو تحالف أو ما شاؤوا من التسميات التي يتفقوا عليها بعد هذه الحوارات الشفافة، وعليه نؤكد أننا مع هذه الحوارات الشفافة ومع الاتفاقات التي ستتوصل إليها ونباركها شريطة أن تضم كل المكونات المؤمنة بالهدف الذي سقط في سبيله آلاف الشهداء والجرحى والمتمثل بتحرير واستقلال الجنوب العربي الأرض والإنسان والمعروفة بنطاقها الجيو/سياسي التي قامت عليها "جمهورية اليمن الجنوبية والديمقراطية لاحقاً" وبناء الدولة العصرية الجديدة التي لا نعني بها دولة ما قبل 67 ولا ما بعده حتى عام 90م).

وأضاف البيض قائلاً: (لقد تابعنا بألم شديد سقوط الكثير من شهداء الجنوب وقياداته الأبطال في فعالياتهم السلمية خلال الشهور الأخيرة وندرك عمق تأثُّرنا لما جرى من قتلٍ وحشي للشهداء في عدن وفي شبوة وفي الضالع وحضرموت ونعدها وكان آخرها التصفية الجسدية للشهداء المهندس/ الجنيدي والدكتور/ اليزيدي والمناضل مطلوب والمناضل السليماني والمناضل حزام الشنفرة وغيرهم من شهداء الجنوب الذي اغتالتهم سلطات الاحتلال بدمٍ بارد هذه الجرائم التي اهتزت من هولها مدن الجنوب المحتلة" ــ حد وصفه.

وختم الرئيس البيض كلمته المطوَّلة بوصف رعاة المبادرة الخليجية بـ"دول الوصاية" ودعاهم لمساندة الجنوب وقال: (ومن هنا ندعو المجتمع الدولي وعلى رأسهم ممثلي دول الوصاية العشر ودول الخليج العربي ومؤسسات الجامعة العربية وهيئات الأمم المتحدة الى إدانة ووقف جرائم القتل وحرب الإبادة التي يتعرض لها شعب الجنوب يومياً ونحملهم المسؤولية الأخلاقية والإنسانية لما يجري لشعب الجنوب دون أن يحركوا ساكناً)..

من جانبه احتفى الرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد، بالمناسبة ووجَّه كلمة مقتضبة نشرتها المواقع الإعلامية كمقال صحفي قال فيه: "عندما انطلقت فكرة التصالح والتسامح قبل تسع سنوات لأول مرة من جمعية ابناء ردفان في مدينة عدن الجميلة والباسلة، بدأت صغيرة ومتواضعة، لكنها ككل الافكار النبيلة سرعان ما أخذت تكبر وتلقى الاستجابة".

وتابع الرئيس علي ناصر قائلاً: (بالرغم من المعارضة والرفض من قبل البعض الذين قاوموها، ووقفوا ضدها، وحاربوها بكل ما استطاعوا حتى لا ترى النور، أو تُقتَل في المهد، إلا أن الفكرة انتصرت وملأت الآفاق بالرغم من كل الصعاب والعراقيل، ولاتزال تكبر وتتسع عاماً بعد عام وتعتبر انتصاراً لشعبنا العظيم في الجنوب الذي اكتوى بنيران الصراعات السياسية التي كانت تتخذ في الغالب الصراع الدموي ــ كما هو الحال في الشمال ــ وغيرها من دول العالم الثالث".

وأوضح علي ناصر في مقاله: (إن شعبنا في الجنوب الذي جسَّد مبدأ التصالح والتسامح في كل أنشطته من ذلك التاريخ يستحق ليس الإشادة فحسب بمواقفه وبتضحياته العظيمة التي يجترحها في كل ساعة عبر حراكه السلمي الشعبي وبصموده في الساحات من أجل الانتصار لقضية الجنوب العادلة بل أكثر من ذلك يستحق من قياداته في الداخل والخارج أن ترتفع الى مستوى المسؤولية الوطنية التاريخية الملقاة على عاتقها في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة فتكون عند مستوى ثقة شعبها بها وعليها أن تبرهن بالأفعال قدرتها على توحيد صفوفها بالاتفاق على وحدة الهدف والرؤية والمرجعية السياسية وإلا فإن التاريخ لن يسامحنا جميعاً على إضاعة الفرص واحدة تلو الأخرى".

وخاطب علي ناصر الجنوبيين قائلاً: (وليس غريباً على شعبنا الأبي في الجنوب أن يكون هذا موقفه من فكرة عظيمة ونبيلة كالتصالح والتسامح ، فلقد برهن هذا الشعب عبر كل مراحل ومنعطفات التاريخ انه شعب عظيم يمتلك إرثاً وطنياً من الكفاح والبطولات واجتراح المعجزات في أصعب وأقسى الظروف، ولعل من المناسب الإشارة بهذا الخصوص إلى تاريخ قريب عندما وقف شعبنا مع ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، وانتظم في صفوف الفدائيين، وجيش التحرير، وحرب التحرير الوطنية، حتى خروج الاستعمار وبزوغ فجر الاستقلال الوطني 1967م، وحين وقف هذا الشعب الأبي مرة أخرى لبناء دولة وطنية قوية ومُهابة عبر توحيد الجنوب في كيان سياسي واحد ليس فيه مكان للثأر والطائفية، وحين وقف هذا الشعب ذاته مع قيادته ودولته الوطنية عندما كانت اليمن الديمقراطية تواجه ظروفاً اقتصادية ومالية صعبة بسبب الحصار المفروض عليها, يومها خرج الى الشوارع يطالب بتخفيض الرواتب، وتنازل بكل إرادته عن جُزءٍ من لقمة عيشه لكي يخفف عن الدولة بعضاً من أعبائها المرحلية).

وأضاف علي ناصر قائلاً: (ولا نظن أن ذلك قد حدث في أي دولة على مر التاريخ فيما نعلم، يومها علَّق بعض الدبلوماسيين في عدن عندما رأوا هذه المشهد التاريخي النادر قائلين: الناس في كل الدنيا تخرج في مظاهرات تطالب بزيادة الرواتب؛ لكن أن يخرج شعب الى الشوارع مطالباً بتخفيض رواتبه فذلك ما لم نسمع به حتى رأيناه هنا في العاصمة عدن !، وهذا الشعب نفسه هو الذي وقف خلف قياداته في قضية الوحدة اليمنية حتى تحققت عام 1990م".

وجدَّد الرئيس علي ناصر انحيازه للوحدة اليمنية على أن تكون دولة فيدرالية من إقليمين وقال: "نرى أن فكرة الفيدرالية من إقليمين التي خرج بها المؤتمر الجنوبي الأول في القاهرة نوفمبر 2011م هي الأنسب والخيار الواقعي ليس فقط للقضية الجنوبية العادلة بل للأزمة اليمنية بشكل عام ، ولنا في التجارب الوحدوية والدول الاتحادية الناجحة خير مثال, كتجربة الامارات العربية المتحدة ، وتجربة إقليم كردستان في العراق، وتجربة الولايات المتحدة الاميركية، وتجربة الاتحاد الروسي وغيرها من التجارب الإنسانية المعاصرة.. ونحن مع الخيار الذي يرتضيه شعبنا في الجنوب".

ودعا علي ناصر إلى مصالحة وطنية شاملة في الشمال والجنوب وقال: (في ذكرى التصالح والتسامح التاسعة، وانطلاقاً من أهدافه النبيلة ورسالته العظيمة التي برهنت الأيام والأعوام على صحتها وجوهر معدنها الأصيل وبناءً على المشهد السياسي الراهن شمالاً وجنوباً وإفرازاته على مدى العقود الأخيرة".

وأكد قائلاً: "أقول إن اليمن شمالاً وجنوباً في حاجة الى مصالحة وطنية تاريخية تنقله من حالة الحروب والصراعات الدموية، ومن حالة الكراهية والخوف، ومن حالة الاستقواء، الى حالة أخرى مغايرة تقوم على التصالح والتسامح، وعلى شراكة وطنية سياسية حقيقية، وعلى المواطنة المتساوية، ومصالحة وطنية تاريخية نعالج من خلالها بكل صراحة وشفافية قضايا الخلاف، مع الاعتراف بالتعدد وبالآخر، مصالحة تاريخية تنقل اليمن شمالاً وجنوباً الى حياة جديدة".

وختم الرئيس علي ناصر بالتأكيد على المصالحة التاريخية بين كل اليمنيين في الشمال والجنوب وقال: "آن الأوان لكي نصنع تاريخاً جديداً بتحقيق مصالحة تاريخية ووطنية تضع حداً للصراعات وحروبَ ومآسي الماضي الأليم، وتضع اليمن شمالاً وجنوباً على عتبة المستقبل وتُخرجه من دائرة الفقر والمرض والتخلُّف والكراهية والإرهاب الى دائرة التطور والتنمية والأمن والاستقرار وبناء الدولة المدنية الحديثة، ونعتقد بـأن ذلك الأمر ممكن التحقيق دون أن نُقلل من حجم التحديات والصعوبات والعراقيل؛ لكن نُبل الهدف وعظمة المهمة يستدعي المسؤولية بنفس القدر وهمماً عالية بذات المستوى .. ولا يوجد ما هو مستحيل أمام الشعوب إذا امتلكت القيادة والإرادة الحرة، واتبعتها بالفعل"..

وأردف قائلاً: "والكرة الآن في مرمى النُّخَب السياسية اليمنية في الشمال وفي الجنوب لالتقاط هذه اللحظة التاريخية غير المسبوقة، فهل هي على مستوى وقدر هذه المسؤولية التاريخية الوطنية بامتياز".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد