أحيا الآلاف من الحراك الجنوبي في محافظتي عدن حضرموت أمس الذكرى التاسعة للتصالح والتسامح الجنوبي التي توافق الـ13 من يناير.

وشهدت المحافظتان مهرجاناتٍ ومسيرات نفَّذها أنصار الحراك الجنوبي للمطالبة بالانفصال.

وفي محافظة عدن شهدت ساحة العروض ــ حيث يرابط معتصمو الحراك منذ أشهر ــ مهرجاناً حاشداً شارك فيه الآلاف من مختلف أبناء المحافظات الجنوبية لإحياء ذكرى التصالح والتسامح.

وقد أُلقيت في المهرجان عددٌ من الكلمات من قِبل شلال شائع والشيخ/ عبد الرب النقيب أكدت في مجملها على أن احتفال الثور بذكرى التصالح هذا العام جسَّدت معنى التسامح الحقيقي بين الثوار المعتصمين في ساحة العروض منذ أكثر من 90 يوماً للمطالبة بالتحرير والاستقلال.

وشدَّدت الكلمات على ضرورة تجسيد التصالح والتسامح برصِّ الصفوف وحثَّت على الاستمرار في النضال الثوري حتى تحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كامل السيادة.

وعقب المهرجان نظَّم المشاركون مسيرة راجلة انطلقت من ساحة العروض وصولاً إلى الشارع الرئيسي بالمعلا رفع المشاركون فيها العلم الجنوبي وصور الشهداء، مطالبين بالتحرير والاستقلال.

وعاد المتظاهرون إلى ساحة الاعتصام دون أن يتم اعتراضهم من قِبل قوات الأمن المنتشرة على الطرقات بالمحافظة.

وفي ساحة "القرار قرارانا" بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن، نظَّم أنصار الحراك مهرجاناً جماهيرياً بمناسبة ذكرى التصالح والتسامح.

وألقيت خلال المهرجان عدد من الكلمات أكدت على أهمية خطوة التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب والتي أُقيمت في العام 2006م وأشاروا إلى أن هذه الخطوة تطوي كل النزاعات السياسية السابقة وتفتح صفحة جديدة يشترك فيها أبناء الجنوب من أجل هدف التحرير والاستقلال وبناء دولة جنوبية جديدة يشارك فيها الجنوبيون بمختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية.

وأصدر المشاركون في فعاليتي المكلا وعدن بياناً مشتركاً أكدوا فيه رفضهم القاطع لكل محالات الانتقاص أو الالتفاف على أهداف ثورتهم الجنوبية التحررية السلمية المتمثلة في تحرير الجنوب العربي وطناً وإنساناً وهوية من ربقة النظام اليمني الغاصب وتمكين شعب الجنوب من إقامة دولته المدنية الفدرالية الحديثة كاملة السيادة.

وأكد الحراك الجنوبي في ذكرى التصالح والتسامح رفضه لكل محالات الانتقاص أو الالتفاف على أهداف الثورة الجنوبية المتمثلة في تحرير الجنوب.

وشدد البيان الصادر عن مليونية ذكرى التصالح والتسامح على إقامة دولته المدنية الفدرالية الحديثة كاملة السيادة .

وجدَّد البيان العهد على تعزيز قيم التسامح والتصالح الجنوبي ورفض كل صنوف نبش الماضي وصراعاته والسعي لتفعيل مصالحة جنوبية شاملة غداه الاستقلال، مؤكداً على اعتماد الحوار آلية مُثلى لإدارة الخلافات والتباينات بين القوى والمكونات الثورية التحررية وأطياف المجتمع الجنوبي.

وبارك كافة الجهود والمساعي والحوارات الجارية لإنضاج عوامل نجاح المؤتمر الجنوبي الجامع للتحرير والاستقلال داعياً كل قوى التحرير والاستقلال للانخراط في تلك الجهود بما يؤمِّن عقد المؤتمر ونجاحه في أسرع وقت ممكن للتوافق على قيادة وطنية ثورية جنوبية واحدة ومتماسكة ورؤية وطنية جنوبية واحدة وهياكل ثورية نضالية موحدة ــ وفقا للبيان.

وشدَّد على أن استقلال الوطن الجنوبي سيظل ناقصاً وغير مكتمل إن لم يتلازم مع استقلال الجنوب بهويته التاريخية بصفته جنوباً عربياً خالصاً لا تُداخله أي نوازع تبعية لليمن والهوية اليمنية.

ودعا البيان مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر العربية إلى إسناد شعب الجنوب، مؤكداً على أن تمكِّن شعب الجنوب من نيل حقوقه الوطنية المشروعة المتمثلة في تحرير الجنوب واستقلاله وبناء دولته الجديدة بات ضرورة قومية عربية لتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وتأمين مصالح شعوب المنطقة.

وفي السياق أصدر المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب بياناً أوضح خلاله بأن مبدأ التصالح والتسامح, لن يكون لإعادة الماضي الأليم بأشخاصه ووسائله؛ بل جاء من أجل رص صفوف شعب الجنوب ومواصلة النضال حتى تحقيق الاستقلال , وإقامة دولة الجنوب العربي المستقلة على الحدود الدولية , لما كان يُعرَف(ب.ج .ي. د .ش ), مضيفاً: لم يكن مطلقاً مبدأ التصالح والتسامح مفتاحاً ليعود الماضي ومن لُطخت أيديهم بأخطاء الماضي لينتقصوا من حق شعبنا الجنوبي في الحرية والاستقلال ويقدموا باسمه بإصرار على الوصاية عليه مشاريع إبقاء وطننا الجنوب العربي تحت النظام اليمني.

وشدَّد على إسقاط كل من تقدم ومازال يقدم بالمشاريع المنتقصة لحق الجنوب في الاستقلال مشيرا إلى أن هذه الشخصيات الجنوبية تستميت من أجل إبقاء النظام اليمني جاثماً على شعب الجنوب , مردفا: نقول لهم جميعاً اصمتوا وابتعدوا عن طريق شعبنا الجنوبي الذي سيفرض واقعاً على الأرض , وينتزع حقه.

وطالب أصحاب تلك المشاريع بالاستفادة من سماح شعب الجنوب لهم مشيراً إلى أنه من حق شعب الجنوب أن يعيد النظر في كل من يحمل مشاريع هدامة لنضاله.

 ودعا البيان الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي , إلى الإسراع لمساعدة شعب الجنوب لنيل حقه المشروع في الحرية والاستقلال , ومساعدته على بناء دولته التي قال إنها ستكون مفتاحاً لحل ألازمه المتفاقمة، مناشداً الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي, أن تستمع لصوت شعب الجنوب وتعترف بما سيفرضه حين يسيطر وينتزع حريته واستقلاله.