كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله اللبناني في تقرير لها عن التفاهمات التي تمَّت بين الحراك الجنوبي من جهة وجماعة "أنصار الله" الحوثية من جهة أخرى بما في ذلك اتفاق الطرفين على فيدرالية من إقليمين معتبرةً ذلك أول الغيث وكتبت الصحيفة (الحراك الجنوبي وأنصار الله: الاتفاق على إقليمين لليمن أول الغيث)، كما أكدت الصحيفة اللبنانية تقارير وأخبار سابقة سبق وأن نشرتها "أخبار اليوم" خلال الفترة الماضية عن لقاءات وتفاهمات الحوثيين والحراك الجنوبي وبمشاركة قيادات في الحزب الاشتراكي في العاصمة اللبنانية بيروت..
وقالت الصحيفة اللبنانية في تقريرها المعنون بـ"الأحمر يمهِّد لعرقنة اليمن": (ليس للحراك الجنوبي أي خلاف مع أنصار الله، الجانبان يلتقيان على الظلم والتهميش اللذين تعرَّضا له لعقود من سلطة آل الأحمر. القوتان تريدان التغيير وترفضان الاستمرار في الوضع الراهن. زعيم أنصار الله، عبدالملك الحوثي، حذَّر صراحةً من تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم. كلامه يريح الجنوبيين، ويفتح المجال للتلاقي معه).
وتابعت الصحيفة المُقرَّبة من حزب الله اللبناني تقريرها نقلاً عن مصادرها الخاصة التي أكدت (أن لقاءات عدة جرت بين الطرفين في أكثر من مناسبة. في بيروت جلسوا على الطاولة أكثر من مرة، وفي صعدة جلسوا بعضهم مع بعض، وفي عدن أيضاً استضاف الحراك الجنوبي عدداً من أعضاء المكتب السياسي لـ"أنصار الله" والتقوا بعدد من الشخصيات الجنوبية، من بينها محمد علي أحمد رئيس تيار شعب الجنوب، وهو التيار الذي شارك في مؤتمر الحوار الوطني ومن ثم انسحب عقب رفض المتحاورين إقرار مبدأ الفدرالية بإقليمين شمالي وجنوبي، وحق تقرير الجنوب لمصيره).
وكشفت الصحيفة المقربة من حزب الله عن نقاط الاتفاق بين جماعة الحوثي وفصائل في الحراك الجنوبي أو ما يعتبر برتوكول التفاهم بين الطرفين في خمس نقاط وهي بحسب الصحيفة اللبنانية:
- تكثيف التنسيق الأمني بين الحراك والحوثيين، وتبادل المعلومات حول خلايا القاعدة والتنظيمات المتشددة.
- تعهَّد أنصار الله للحراك بعدم اجتياح أي منطقة في محافظات الجنوب.
- الاتفاق على تقديم التعويضات المادية للمتضررين وعائلات الضحايا والمسرَّحين من الجيش اليمني في الجنوب بعد حرب عام 1994.
- رفض أنصار الله تقسيم الجنوب إلى إقليمين، واتفاق الطرفين على تبنِّي خيار الفدرالية بين الشمال والجنوب.
- استمرار الخلاف بين الجانبين على مبدأ حق تقرير الجنوب لمصيره.
وأكدت الصحيفة اللبنانية أن (أنصار الله والحراك الجنوبي مستمران في اللقاءات، لا يمكن لأي طرف شمالي كسب ودِّ الجنوبيين من دون القبول بخصوصيتهم الجنوبية. هم كانوا مستقلين، كياناً لوحده، أُجبِر تحت النار على القبول بالوحدة مع دولة أخرى. هكذا يفكرون، كل الجنوبيين، الشعب والقادة. الحل الوحيد معهم قد يكون بفدرالية تحفظ لهم هويتهم التي يؤمنون بها).
وأضافت الصحيفة في ختام تقريرها قائلة: (الصعوبة لا تكمن في هذه الأمور, من السهل أن تعطي الجنوبيين فدرالية واستقلالية داخلية وتحافظ على محافظاتهم. ربما يتنازلون في المقابل عن تقرير المصير, الصعوبة ستكمن في هيكلية الدولة وإعادة تنظيمها من جديد).
وأردفت متسائلةً: (هل ستكون على شاكلة النظام العراقي، يتمتعون تقريباً باستقلالية عن المركز كما هي حال الأكراد في إقليم كردستان؟ ماذا عن السياسة الخارجية والدفاع؟ هل سَيُعاد بناء جيش وطني لليمن؟ والأهم، ماذا عن الثروة النفطية؟ هل سيقبلون بتقاسمها مع الشماليين بعد أن حُرِموا منها لسنوات؟ الشيطان يكمن في التفاصيل، وكثيرون هم من يريدون شيطنة البلاد وتفجيرها).