صعق اليمنيون- ظهر أمس- بفاجعة جديدة إثر مجزرة دامية بمحافظة إب راح ضحيتها سبعون شخصا بين قتيل وجريح.

وهز انفجار عنيف, المركز الثقافي وسط مدينة إب أثناء إقدام أحد الانتحاريين على تفجير نفسه وسط جموع من المواطنين في احتفال أقامته جماعة الحوثي بمناسبة المولد النبوي.

وأفادت مصادر محلية بأن شخصا انتحاريا يرتدي حزاما ناسفاً, تمكن من التسلل إلى باحة المركز الثقافي وفجّر نفسه بجوار قاعة الاحتفال أثناء إلقاء كلمة لمدير المركز الثقافي بالمناسبة وسط حضور رسمي كبير وعدد من المسؤولين ومدراء العموم.

وأصيب في التفجير عدد من التلاميذ، القادمين من مدرسة «الشهيد الصباحي»، كانوا من ضمن المشاركين في الفعالية.

وارتفعت حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري إلى 28 شهيداً إلى جانب سقوط 48 مصابا جراء الانفجار وفقا لمصادر طبية قالت إن عدد القتلى مرشح للارتفاع، فيما تناقلت عدد من الوسائل الإعلامية أن عدد القتلى تزايد إلى 49 قتيلا.

وهرعت سيارات الإسعاف- عقب الانفجار- إلى مكان الحادث لإسعاف الجرحى ونقل الجثث للمستشفيات والتي توزعت بالمستشفيات الحكومية والخاصة.

وشوهدت عشرات الجثث المتفحمة بباحة المركز الثقافي وداخل قاعة الاحتفال إثر الانفجار.

وحصلت الصحيفة على أسماء 37 قتيلاً وعدد من أسماء الجرحى في التفجير الإنتحاري والقتلى هم:

" 1ـ علي احمد عبود المليكي - بني مليك 2- عبد الرؤوف محمد مسعد  بلاد شار 3- سلطان أحمد قاسم  - السياني 4- أمين درهم الشلح   السياني 5- محمد علي          شعب يافع 6- مصلح صالح الحريبي   اب 7- عبد الرحمن قحطان سيف    شارع العدين 8- بسام علي سليمان  المدينة 9- أحمد محمد حميد   السياني 10- أحمد محمد قاسم المريسي  السبرة 11- عبد الرحمن محمد مهيوب   الجعاشن 12 - سليم يحي حزام    السدة 13 - أحمد عبده سعيد   دار الشرف 14 محمد عبد الواحد الشهاري   العدين 15 - أحمد فرحان علي الفلاحي   حبيش

16 - أحمد عبده محمد خرصان  وراف 18- صدام محمد الحاج      19 - محمد علي ناجي الزبيري  القاعدة 20 - قاسم عبد الرحمن    جبلة 21 - عيسى حسن علي  الجبلين 22- حميد عبده علي أحمد   العدين 23 - ناجي محسن محمد ناجي  اب 24- أحمد عبد الجليل الهتار    المخادر 25 - محمد مهيوب الصلاحي   ذي سفال 26 -عبد السلام احمد علي الجعشني  ذي سفال 27 - فؤاد حمود قاسم  الجبلين   28 - احمد عبده مهيوب الغراسي   ميتم 29 - عبده سعيد شمسان    30- عبد الله سعيد الجبوبي  المخادر 31 - أحمد محمد صالح الجبوبي  المخادر 32 - محمد عبد الله محمد الغرباني   33- حمدي قائد أحمد يحي  جبلة 34- محمد ناجي عبد الله  السياني 35- هاني أمين علي يحي 36- محمد شرف علي

37 - منصور الشيخ   ومازال هناك 12 جثة مجهولة الهوية ".

ومن بين الجرحى: " عبدالحكيم مقبل, مدير ثقافة إب 50 عاما- عبداللطيف المعلمي 50 عاما مدير أوقاف إب- الطالب عبدالرحمن المغني- الطالب عبدالحميد كرش- الطالب عبدالرحمن الشبيبي- الطالب علاء شريف".

وفيما قالت مصادر خاصة إن محافظ إب القاضي يحي محمد الإرياني أصيب بإصابات طفيفة, نفى مكتب المحافظ أن يكون المحافظ قد أصيب مؤكدا نجاته من الحادث الإرهابي.

وأفادت المصادر بأن عددا من مدراء عموم ومسؤولين محليين أصيبوا في الحادثة، مشيرة إلى إصابة مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة إب عبدالحكيم مقبل إصابة بالغة.

وأكدت المصادر تلقي مقبل للعلاج وخضوعه للعمليات بمستشفى المنار بمدينة إب.

وبحسب المصادر فقد أصيب مدير أوقاف إب عبداللطيف المعلمي ومسؤولون محليون آخرون ومشايخ.

وقالت مصادر محلية بأن من بين القتلى والجرحى عدد من طلاب مدرسة الشهيد الصباحي والـ30 من نوفمبر حضروا الفعالية وفق توجيهات شفوية من مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ومديريات الظهار والمشنة.

وقد علق المحامي والناشط الحقوقي/ عبد الحافظ الصبري, على الزج بالأطفال في الصراع والفعاليات السياسية, مطالبا بإبعاد الأطفال عن هذا المعترك.

واعتبر المحامي الصبري لـ"أخبار اليوم" بأن ما جرى اليوم في المركز الثقافي بإب تعد جريمة إرهابية بكل المقاييس وأن الجهات المختصة والقائمين على الفعالية ومدراء المدارس والذين أخرجوا الطلاب والأطفال دون سن الثامنة عشر من مدارسهم وأتوا بالأطفال والطلاب للمركز الثقافي لحضور فعالية احتفائية, خالفوا القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي ترعى حقوق الأطفال وعدم الزج بهم في المعترك السياسي في ظل أوضاع أمنية غير مستقرة ومن ذلك قانون حقوق الطفل رقم 45 لسنة 2002م وقانون رعاية الأحداث الصادر بالقرار الجمهوري رقم 24 لعام 1992م ومخالفة مواد الدستور اليمني المقرر في 2001م في مادته (6) والـ(30) واتفاقيات حقوق الطفل المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات الدولية بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 44 في 25 نوفمبر لسنة 1989م.

وطالب كافة الأطراف السياسية والمجتمعية تجنيب الأطفال وطلاب المدارس والجامعات الصراعات السياسية والاقتتال الذي يعرضهم للخطر.

وعقب الانفجار طوقت عناصر مسلحة من مليشيات الحوثيين المركز الثقافي وقطعت الطرق المؤدية إليه ونشرت دوريات عدة حول المركز وبشارع تعز القريب من المركز الثقافي.

كما انتشر المسلحون في شوارع وأحياء المدنية المختلفة بصورة غير مسبوقة وبمختلف أنواع الأسلحة.

ولم تعلن السلطات الأمنية وقيادة السلطات بمحافظة إب عن إحصائية رسمية حقيقية لأعداد الضحايا، غير أن وكالة الأنباء الرسمية قالت بأن عدد الضحايا وصل لـ23 قتيلا و48 جريحا.

وقد كشف نائب مدير مكتب الصحة والسكان بمحافظة إب/ بكيل الجحافي عن ارتفاع حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف المركز الثقافي في المحافظة إلى 23 قتيلا وأكثر من 48 مصابا, مشيرة إلى أن أجهزة الأمن تعتقد أن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً نفذ العملية التي استهدفت الحوثيين ظهر اليوم الأربعاء.

وبثت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أنباء تشير إلى مقتل وإصابة العشرات من الحوثيين في التفجير الذي وصفته بالإرهابي.

وتضاربت الأنباء المختلفة حول أرقام الضحايا وحاولنا التواصل مع مدير أمن إب العقيد/ محمد عبد الجليل الشامي أكثر من مرة دون جدوى.

عدد من العناصر الحوثية- التي تحدثت للصحيفة- فسّرت وصول الانتحاري للمركز الثقافي وسط فعالية احتفائية تؤكد تساهل وتراخي عدد ممن تسميهم بـ اللجان الشعبية وبأنها لم تكن عند مستوى المسؤولية.

وقد شهدت المدينة- خلال الأيام الماضية- عدداً من الحوادث التي أكدت سهولة اختراق تلك المليشيات إذ أن انفجار عبوة ناسفة قبل أربعة أيام حدثت بالقرب من مبنى ادارة الأمن والمجمع القضائي للمليشيات لم تسفر عن سقوط ضحايا، فيما قتل العقيد علي الحكمي الأحد قبل الماضي وأصيب أيضا قبل 3 أيام أحد القيادات الحوثية برصاص مسلح مجهول بشارع كلية الهندسة وسط المدينة.

وتشهد المدينة فلتانا أمنيا غير مسبوق منذ سيطرة المليشيات الحوثية على المدينة منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الفائت وغياب أي دور للأجهزة الرسمية والأمنية.

وقد ارتفعت نسبة القتل والجريمة في المحافظة الأشهر الأخيرة وازدادت حدتها الأربعة الأسابيع الماضية.