مشايخها وأبناؤها يؤكدون على حمايتها من أي مسلح

مأرب.. في حالة تأهب لصدِّ المليشيات القادمة

2014-12-11 10:59:26 تقرير خاص / محمد الواشعي

محافظة مأرب تمر حالياً بظرف استثنائي غير مسبوق ،و تعيش قبائلها التي تعتبر من أشرس القبائل اليمنية في حالة تأهب قصوى ،حيث تُرابط منذ 4 أشهر تقريباً في أعماق الصحراء ، و قمم الجبال في مطارح نخلاء و السحيل و مفرق هيلان ، استعداداً لصد أي مليشيات مسلحة قد تحاول دخول محافظة مأرب.

و كانت القبائل قد تداعت من كافة المديريات تلبيةً لدعوة الشيخ محسن بن علي معيلي ، الذي دعا إلى لقاءٍ موسع لقبائل مأرب للاستعداد للدفاع عن محافظة مأرب وحمايتها من دخول أي مليشيات مسلحة ،عندما سقطت محافظة عمران بيد المليشيات المسلحة لجماعة الحوثي،

وقد استجابت القبائل لتلك الدعوة ،و حشدت أبناءها و قواتها التي تعد الأقوى تسليحاً و جاهزية بين القبائل اليمنية، معلنةً الاتحاد تحت راية الدفاع عن مأرب و حمايتها من أي غازٍ أو معتدٍ على أراضيها ،و تأجيل خلافاتها الداخلية ،و التأهب لمواجهه أي طارئ.

الطريق إليها

في ظل هذه الظروف الاستثنائية قررنا التوجُّه الى مأرب ،و نحن في الطريق الى محافظة مأرب قادمين من العاصمة صنعاء لاحظنا تواجداً خجولاً لنقاط التفتيش التابعة للجيش على الطريق العام بين العاصمة صنعاء ومحافظة مأرب.

إذ لا يتجاوز عددها 5 نقاط للتفتيش وهي في الغالب نقاط "ديكورية" يوجد في كل منها جندي واحد إلى 2 و لا تمارس أي نشاط أمني ،بينما تسيطر مليشيات جماعة الحوثي على طريق صنعاء/ مأرب.

هنا مد حوثي

و تنتشر نقاط التفتيش التي يرتفع عليها شعار الصرخة إلى داخل مديرية الجدعان بمحافظة مأرب، حيث وصل المد الحوثي الى منطقة يطلق عليها كمب كعلان بمديرية الجدعان التي يوجد فيها آخر نقطة تفتيش تابعة للمليشيات المسلحة و تقع على بعد 40 كم تقريباً من مدينة مأرب عاصمة المحافظة.

أما بقية المناطق التي تقع على الطريق في نطاق محافظة مأرب فما تزال خاليةً من شعارات الصرخة تماماً ، و ما تزال نقاط التفتيش في قبضة الجيش الذي ينشر فيها 3 نقاط للتفتيش الى تخوم مدينة مأرب ، و تبدو أكثر جاهزية من نقاط الجيش الواقعة في نطاق سيطرة مليشيات الحوثي .

مفارقات عاصمة النفط

للوهلة الأولى من وصولك الى مدينة مأرب شرق صنعاء ، لا تشاهد ما يدل على أنها محافظة نفطية ، و منبع الثروة و النفط و الغاز في البلاد، و على الرغم من أنها مصدر الطاقة التي تزود المحافظات اليمنية بالكهرباء من المحطة الغازية ،إلا أنه لا يتم تزويدها من المحطة الغازية و يتم تغطية حاجتها من الكهرباء بالطاقة المشتراة.

و ما تزال عبارة عن مدينة نائية صغيرة، تعاني من ضعف في البنى التحتية و الخدمات العامة ،ناهيك عن مديرياتها البعيدة و المترامية الأطراف التي لم تصل إليها بعد الخدمات الضرورية وتشكو التهميش و الإهمال من الحكومات المتعاقبة، رغم أن ثرواتها تشكل العمود الفقري للاقتصاد في اليمن .

يومين من وصولنا إلى محافظة مأرب تم خلالها التنسيق و التواصل مع بعض المشايخ و الشخصيات لإجراء لقاءات صحفية معها عن الأوضاع التي تمر بها المحافظة في الوقت الراهن ، و زيارة بعض المناطق التي يتواجد فيها مسلحو القبائل في حالة تأهب منذ 4 أشهر تقريبا، حتى تمكَّنا من الحصول على مواعيد مع عدد من زعماء القبائل و الذين رحَّبوا بزيارتنا، واستقبلونا بالحفاوة و الترحاب النابع من أصالة و شهامة أبناء القبائل في أرض سبأ.

وابتدأ المشوار

 1/12/2014 غادرنا مقر إقامتنا في أحد فنادق مدينة مأرب عاصمة المحافظة حوالي السابعة و النصف صباحاً لزيارة مواقع تمركز مسلحي القبائل المتواجدين على أطراف محافظة مأرب في مطارح نخلاء و السحيل و مفرق هيلان.

و انطلقت بنا السيارة باتجاه طريق صنعاء ، ثم اتجهنا يميناً عبر طريق صحراوية و استغرقنا 20 دقيقة بالسيارة من عاصمة المحافظة للوصول الى مقدمة تلك المطارح، حيث توقفت سيارتنا في قمة تبة رملية مرتفعة ،شاهدنا عشرات المسلحين في يقظة تامة ينتشرون في مواقعهم ، و آخرين يعدون الأكل و القهوة على الجمر ، الآليات و المعدات القتالية و الأسلحة بمختلف أنواعها تنتشر في كل مكان.

في مطارح نخلاء

كنت أظن تلك الاسلحة الفتاكة حكراً على الجيش ، و لم أتوقع وجودها بيد القبائل، و قد أستقبلنا في مقدمة المطارح رجلٌ خمسيني يحمل بندقيته، و معه أفراد من قبيلته، القيادي البارز في مطارح نخلاء و السحيل الشيخ/ حمد بن صالح بن وهيط .

يقول الشيخ بن وهيط إن قبائل مأرب تتواجد في مطارح نخلاء و السحيل و مفرق هيلان من قبل سقوط محافظة عمران بيد مليشيات الحوثي قبل 4 أشهر تقريبا ،مشيراً الى أن القبائل كثفت من تواجدها عقب سقوط صنعاء ،حيث احتشدت قبائل مأرب من عبيدة ،جهم ،الجدعان ،آل عقيل ،مراد ،صرواح ، الأشراف، وآل غيلان ،و غيرها من القبائل التي وفدت إلى المطارح بأسلحتها و عتادها و رجالها ، لحماية مأرب و الدفاع عن النفس و الأرض و العرض و الشرف.

مؤكداً أن قبائل مأرب تحتِّم عليها ضمائرها الدفاع عن أرضها ،و بينها عهود و مواثيق على أن تبقى يداً واحدة و صفاً واحداً لا يغيِّرها مغير في حماية مأرب التي تعتبر صمام أمان اليمن و منبع ثرواته وعماد اقتصاده، ولن تقبل أي تواجد لمليشيات الحوثي أو تنظيم القاعدة في أراضيها ،فهي جماعات إرهابية مستوردة مثل جماعة الحوثي المستوردة من إيران, وتنظيم القاعدة الذي تحركه أدوات النظام السابق و المدعومة من قِبله.

مع بن وهيط

و اعتبر الشيخ حمد بن وهيط تهديدات الحوثي باقتحام محافظة مأرب مغامرة ستكون لها عواقب وخيمة على البلاد بأكملها ، داعياً الحوثي الى أن يكف شرَّة عن مأرب و يعود الى أوكاره في محافظة صعدة ، مؤكدا أن قبائل مأرب لا تعترف بالحوثي و ليس له صفة شرعية تجعل أبناء مأرب يسمحون له بدخولها ، و لكن جماعته هي عبارة عن مليشيات غازية تفتقد الشرعية ، و لا يمكن السماح لها بدخول مأرب.

وأشار الى أن ممارسات الحوثي عقب اقتحامه لبعض المحافظات من تفجيرٍ للمنازل و المساجد و دُور القرآن أثار غضب كل أبناء الشعب اليمني ، وعندما يحمل الحوثي صفة رسمية و يكون رئيساً للجمهورية أو رئيساً للحكومة فنحن من ضمن 25 مليون ،لكن أن يأتي غازياً بمليشياته فهذا غير مقبول ، و نحن في مأرب ليس عندنا كُفر أو محرمات حتي يأتي يعدِّلنا.

و قال متسائلا : في دستور من أن محافظة تقوم بغزو محافظة أو قبيلة تغزو قبيلة ؟! .. لا يوجد في أي دستور أو نظام حكم أن حدث ذلك ، لا في عهد الحمدي أو الغشمي أو حتى في عهد علي عبدالله صالح ،مشيراً الى أن مليشيات الحوثي مليشيات غازية جاءت من صعدة لغزو المحافظات بتواطؤ من الرئيس هادي ووزير دفاعة السابق ،داعياً وزير الدفاع الجديد الى إعادة هيبة الدولة.

رهانات وتواطؤ

و أشار الى أن ارتفاع قبائل مأرب من المطارح مرهون بانسحاب الحوثيين من مناطق المحجزة و القراميش و يرفعون نقاطهم من الجدعان ،و العودة الى أوكارهم في صعدة ،و في حال لم ينسحبوا من هناك فإن قبائل مأرب ستبقى في مواقعها ،،مطالباً الجيش بأن يأتي و يقف في الوسط ،يكفي ما وصلت إليه البلاد، ونفى وجود أي تواصل أو اتفاقات بينهم و بين جماعة الحوثي.

مؤكداً أن قبائل مأرب رفضت الوساطات التي أرسلها إليهم الحوثي و لم تبرم معه أي اتفاق، وليسوا تابعين لأي جهات في صنعاء و لا يؤيدوها و هم غير معنيين بأية اتفاقات، و أرض مأرب ليست للمساومة و سندافع عنها.

و أضاف قائلا : الحوثي اجتاح المحافظات بتسهيل من الرئيس هادي وتواطؤ من قيادات في الجيش ، دخلوا عمران و نهبوا اسلحة الجيش من المعسكرات ،وضاعت خلالها هيبة الدولة منذ 6 اشهر تقريباً نُزعت هيبة الدولة و أصبح الرئيس هادي ووزير الدفاع السابق مثل المواطنين في الشارع "لا يهمهم إلا قاتهم و غداهم" ،و الرئيس هادي هو منتخب من الشعب و عليه مسؤولية كبيرة ،ولا نعلم ما هي الاسباب في تهاونه تجاه ما يحدث في البلاد ،و ربما هناك دول أو قوى خارجية و داخلية مهيمنة و تفرض عليه أن يجعل الشعب يأكل بعضه بعضاً ،و نحن متأثرون من ذلك الغموض و صمت الرئيس هادي.

خطأ محسن

وقال الشيخ بن وهيط إن اللواء /علي محسن ارتكب أخطاءً فادحة أوصلت البلاد الى ما نحن فيه ،حيث أخطأ في حق نفسه و في حق الشعب اليمني عندما وافق على تفريق ألوية الفرقة الأولى مدرع في بعض المحافظات ،و تسليم اللواء الاول مدرع و انسحابه من موقع الفرقة بالعاصمة صنعاء.

مضيفاً: اللواء علي محسن رجل شجاع و لو كانت ألوية الفرقة بقيت في مكانها لما دخل الحوثيون صنعاء و اجتاحوا المحافظات ،متهما أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني والمبعوث الاممي جمال بن عمر بالتآمر على اليمن.

آمال معلقة

وعبّر الشيخ عن أمله في وزير الدفاع الجديد اللواء/ محمود الصبيحي أن يعيد للدولة و للجيش هيبته ،وقال:" تفاءلنا كثيراً خلال الحديث معه في زيارته الاخيرة الى مأرب ، و لو قام الجيش بواجبه في حماية المحافظات كنا سنبقي في بيوتنا، واضطرينا الى الاحتشاد هنا بعد أن شاهدنا الحوثي يجتاح المحافظات و يفجِّر البيوت و المساجد و دور القرآن بينما الجيش لم يحرك ساكناً".

نؤكد أننا الى جانب الدولة و الجيش والشرعية لحماية مأرب ، و نحن ضد المخربين و بيننا تعاون مستمر مع القيادات العسكرية في المحافظة ،و إن غامر الحوثي باجتياح مأرب فقبائلها على أتم الجاهزية والاستعداد لردعه، مشيراً إلى أن قبائل مأرب ضد أعمال التخريب التي تستهدف أنابيب النفط و أبراج الكهرباء، ومستعدة للوقوف إلى جانب الجيش لملاحقة المخربين و ضبطهم.

لاتمويلات خارجية

وقد نفى الشيخ بن وهيط الأخبار التي تتحدث عن تلقِّيهم تمويلات من السعودية ،مشيرا إلى أنها كذب وافتراء و السعودية دولة شقيقة و لكن ليس لها علاقة بهم ،و القبائل المرابطة في المطارح تموِّل نفسها و كل قبيلة بتجارها و أبنائها تقوم على قبيلتها وتموِّل نفسها بنفسها.

الشيخ حسن بن صالح فرحان آل جلال أشار الى أن اشتعال أي حرب في مأرب ستدخل اليمن إلى نفق مظلم ،و قال إن أبناء مأرب أولوا باس شديد كما تحدث عنهم القرآن ،و لا يمكن أن يعتدوا على أحد إلا من اعتدى عليهم ، و لا يفيد معهم إلا تحكيم العقل.

مؤكداً أن أبناء مأرب سيبذلون الغالي و النفيس من أجل الدفاع عن محافظتهم ،وهم مستاؤون من فكرة دخول مليشيات الحوثي الى مأرب ،و يعتقدون كأنها قبيلة تهاجم قبيلة، أصبحت مأرب مقسمة الى 5 جبهات و ستدخل البلاد في صراعات لن تتوقف، وعلى الحوثي ألاَّ يفكر في دخول مأرب بالقوة و إذا كان هناك شخصان في الجدعان يقفون معه فهم لن ينفعوه، و عليه أن يؤمن بوجود الاقاليم ولا يتدخل في شؤون إقليم سبأ، وعندما يصبح رئيساً للجمهورية يعمل ما يريد ،لذا لن نسمح بدخول مليشياته الى مأرب؛ لأنها مليشيات لا تحمل أي صفة رسمية و ليست الدولة ،و ستتوقف المصافي و يتوقف الغاز ،و تنقطع الكهرباء و الأوضاع ستفلت من أيدي العقال و لا يمكن أن تكون مأرب لُقمة سائغة ،و ستكون العواقب كارثية على الوطن و على المعتدين.

تحذيرات من الاستفزاز

و حذَّر الشيخ حسن بن جلال و هو ضابط في الحرس الجمهوري و مقرب من قائد الحرس السابق أحمد علي عبدالله صالح ،حذَّر جماعة الحوثي من الاستمرار في استفزاز أبناء مأرب ،إذ ان هناك أطرافاً لم يسمِّها تدفع القبائل الى التقدم نحو صنعاء ، وطرد الحوثيين من النقاط في الجدعان و مفرق الجوف ،لولا أن وجود مجلس عسكري منظم للمطارح التي يحتشد فيها القبائل لم يسمح بذلك, و أشار بن جلال الى أن المماحكات السياسية هي سبب خراب الأوضاع في مأرب، الى جانب وجود مشايخ و أذيال لجميع الأطياف السياسية ،مؤكدا أن الاوضاع لن تهدأ في مأرب إلا بتحكيم العقل و لن تتوقف الاعتداءات على أنابيب النفط و أبراج الكهرباء الا إذا حماها أهلها.

لافتاً إلى أن في مأرب 6 ألوية تابعة للجيش لم تتمكن من منع أعمال التخريب،،فلا يوجد بين أفراد تلك الألوية من أبناء المحافظة ،داعياً مشايخ مأرب إلى الالتفاف حول الشيخ محسن بن علي معيلي الذي يعتبر اسطورة و من مشايخ اليمن الذي يضرب به المثل في الحكمة و قول كلمة الحق.

تجوال

تجوَّلنا في المواقع التي تتمركز فيها القبائل ،حيث توقفنا في الموقع الذي تتمركز فيها قبائل ال شبوان و هناك استقبلنا مشايخ آل غريب ،منهم رجال متقدمين في العمر تجاوزوا السبعينات يقولون إن مأرب ستبقي طاهرة و لن تدخلها أي مليشيات ،و قد جاؤوا إلى المطارح وهم في هذه السن المتقدمة طلباً للشهادة من أجل الارض و العرض ،كانوا يتواجدون داخل خيمة في الصحراء و تحيط بهم آليات و معدات قتالية متنوعة .

كلفوا شاباً من أبنائهم للتحدث معي.. إنه الشيخ مبارك بن علي حسن غريب الذي تحدث قائلا : إن قبائل مأرب متماسكة و قوية و قادرة على ردع أي اعتداء على مأرب ،مشيراً إلى أنهم خرجوا للدفاع عن محافظتهم على الرغم من وجود وزارتي الدفاع و الداخلية.

وساطات ورفض 

وأكد الشيخ رفض أبناء القبائل دخول مليشيات الحوثي الى مأرب ،فهي مليشيات فيها السارق و قاطع الطريق ،و أول من فجر أنابيب النفط هم أشخاص مرتبطون بجماعة الحوثي ،و إذا غامر بدخول مأرب فسَتُسحَق اليمن ، فكل الثروة فيها ،و 80 % من موازنة الدولة يعتمد على خيراتها و دخول تلك المليشيات سيكون له عواقب وخيمة على اليمن و الدول المجاورة .

و أكد الشيخ بن غريب عدم وجود أي اتفاق مع جماعة الحوثي ،مشيرا الى أن وساطات وصلتهم من قبل جماعة الحوثي و رفضوا التفاوض معها ،و لن يدخلوا في أية مفاوضات مع تلك المليشيات وقال:" لا تعنينا أي اتفاقات، لأنها مليشيات غازية و لا تمتلك صفة شرعية لدخول مأرب ،و لا نعترف بها ،و على الحوثي سحب مليشياته من تخوم مأرب و العودة الي صعدة".

وأضاف: إن قبائل مأرب لن تغادر مواقعها في نخلاء و السحيل و بقية المناطق حتى تغادر مليشيات الحوثي من إقليم سبأ ،و يستتب الامن و تفرض الدولة هيبتها ، ضمانة من الدولة و الجيش بحماية محافظة مأرب ، و نضمن عدم وجود فجوة من غياب رجال الامن و الجيش.

إصرار

كلما انتقلنا من موقع الى آخر، نجد كل القبائل مصممة على البقاء في مواقعها ، و قد اصطحبت معها كل الاحتياجات اللازمة و مستعدة للبقاء أطول فترة ممكنة، يقولون : إن وجود مليشيات الحوثي مستحيل ،و قبائل مأرب قد حسمت أمرها و قررت التضحية بالغالي و النفيس في سبيل حماية أرض سبأ ،التي كسرت العثمانيين وردَّتهم خائبين دون أن توطأ أقدامهم أرضها، و قاومت جيوش الإمام يحيي ببسالة لأكثر من 8 سنوات.

هكذا قال الشيخ صالح محمد لنجف, من قبائل عبيدة ،مشيراً إلى أن وجود مليشيات للحوثي في مأرب أمر مرفوض ، وأضاف:" نؤكد أن كل القبائل متواجدة برجالها و سلاحها و عتادها ،للدفاع عن مأرب الارض و الانسان ، و على الحوثي أن ينزل الميدان ببرنامج سياسي و الشاطر من يكسب رضى الجماهير ،أما بقوة السلاح عندنا بمأرب فليس مقبولاً" .. مؤكدا أن ممارسات الحوثي في المحافظات واقتحامه المنازل زادتهم إصراراً و تماسكاً على ردع أي محاولة لمليشياته من دخول مأرب.

و أكد الشيخ لَنْجَف أن اقتحام الحوثيين لمنازل محافِظَي مأرب و الجوف في صنعاء لن تمر مرور الكرام ،و سترد قبائل مأرب الصاع صاعين في الوقت المناسب، وعبَّر عن أسفه الشديد من موقف قبيلة حاشد تجاه ما تعرضت له منازل الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر ،و قال أسفاه على حاشد!! فليس من شِيم القبائل أن تتخلَّى عن كبيرها ."

تأكيدات الدفاع

وحول قوات الجيش المتواجدة في مأرب قال بن لنجف: عيالنا و أولادنا ، ونحن الى جانبهم ،و ما عجزوا عنه يتركوه لنا، و إن شاء الله لن يصيبهم مرض الجبن الذي أصاب أفراد الجيش و الأمن في عمران و صنعاء و ذمار ، فهم عاشوا في الصحراء و من عاش في الصحراء يكون أسداً،،مشيرا إلى أن هناك تواصلاً و تنسيقاً بين مشايخ مأرب مع قادة الجيش و قال:" وفي حال وجود التفاف علينا سيكون لكل حادث حديث ".

و دعا الشيخ لنجف جماعة الحوثي الى مغادرة العاصمة صنعاء ،و أن تتيح للدولة تأدية أعمالها، وتسحب مليشياتها من بقية المحافظات التي اقتحمتها، والعودة الى صعدة ، و تترك اليمن يبني نفسه.

الشيخ سالم بن علي آل جلال قال:" إن مأرب مؤمَّنة و لا تحتاج الى من يؤمنها، حيث كانت خلال 2011 آمنة و حافظ أبناؤه على أمنها ،و علي الحوثي أن يدرك أن دخوله الى مأرب ،ستكون عواقبه كارثية على اليمن برمتها، و لن تستطيع أي قوة أن توفر الامن في مأرب و تحمي المصالح العامة إذا لم يكن بالاتفاق مع أبناء مأرب، و على الذين خربت عليهم في 2011 أن يكفوا عن إثارة الخراب في اليمن ،فالشعب عانى بما فيه الكفاية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد