بعد أن كانوا يطالبون بميناء بحري واحد أصبحوا يسيطرون على عدة موانئ بحرية

الحوثيون في الميناء لاستقبال سفن إيران

2014-12-07 15:05:11 تقرير/ محمد علي المقري

بعد أن كان الحوثيون يطالبون- في مؤتمر الحوار- بأن يكون لهم منفذ بحري ورفضوا بشدة طريقة تقسيم الأقاليم التي تمت بعد أن كانوا يطالبون بمنفذ بحري واحد أصبحوا الآن يملكون عدة منافذ بحرية على البحر الأحمر.

لم يفعل الحوثيون كما فعل أبناء ذمار حين خرجوا في مسيرة سلمية في عهد الرئيس/ عبدالله السلال, مطالبين إياه بـ"ميناء" لهم فرد عليهم السلال, قائلاً: عليكم البحر وأنا عليَّ الميناء, لم يفعل الحوثيون كذلك بل حملوا سلاحهم وتمرَّدوا على الدولة وخرجوا مجاهدين في سبيل الحصول على الميناء على أن يكون لهم موطئ قدم في التحكُّم في خطوط الملاحة الدولية.


لم ينتظر الحوثيون من عبدربه منصور هادي إلا أن يأتي لهم بالبحر والميناء إلى صعدة فلقد رحلوا من مرَّان إلى الميناء وأصبح عبدربه هو من يريد منهم أن يسلموه الدولة بكل ما فيها من موانئ ومؤسسات.

أهمية الميناء

أهمية الميناء بالنسبة للحوثيين لا تقل شأناً عن أهمية احتفالاتهم الدينية وعن أهمية إيران, فلقد جاهد الحوثيون طويلاً في سبيل الوصول إلى الميناء, قتلوا الكثير من الأبرياء, دمَّروا العشرات من المساجد, فجَّروا العشرات من المنازل, شرَّدوا الآلاف من الأهالي, خرَّبوا العديد من المحلات والأسواق, رملوا المئات من النساء, ويتموا المئات من الأطفال, اعتقلوا الحريات, وحجزوا الآراء وكمَّموا الأفواه, هاجموا عدداً من المؤسسات الصحفية والإعلامية, سيطروا على المدن واستحوذوا على الدولة, وقبضوا على الوزارات والمؤسسات الحكومية, نهبوا خزينة الدولة وأفلسوها, خوفوا الأطفال, وبَثُّوا الرُّعب في قلوب النساء, وأسالوا دماء الأبرياء, وزرعوا التفرقة والطائفية والمذهبية والعنصرية بين أبناء الشعب الواحد, فعل الحوثيون كل ذلك وغيره الكثير والكثير من أجل أن يحصلوا على الميناء.

الميناء مهم جداً للحوثيين فهو همزة الوصل بينهم وبين إيران ومنه يتلقون الأسلحة المُرسَلة لهم من الجمهورية الإيرانية.

كان الحوثيون في بداية الأمر يحلُمون ويطمحون إلى السيطرة على ميناء ميدي فقط, ولم يكونوا يتوقعون بأن يصلوا إلى ميناء الحديدة ويسيطروا عليه بكل سهولة ويسر, اليوم أضحى الحوثيون يملكون الدولة والجيش والمطار والموانئ فكيف يا ترى حصلوا على ذلك وما الذي ساعدهم على بسط تمددهم وسيطرتهم على المحافظات الشمالية وإدارتهم للدولة فيها؟!

السحر!

 يؤكد العديد من المراقبين أن الحوثي استخدم السحر وساعده في ذلك وجود عددٍ من المشعوذين بجواره إضافةً إلى ما عُرِف عن علماء الشيعة من السحر والشعوذة.. ووفقاً للباحث علي الريمي فإن علماء الشيعة يجيدون إجادة تامة استخدام الشعوذة لتحقيق مآربهم وطموحاتهم واستدل الريمي على صحة كلامه بما كان يعثُر عليه أفراد الجيش من "أحراز" وطلاسم وشعوذة مع الحوثيين خلال حروب قوات الجيش مع الحوثيين في صعدة..

 وأكد الريمي أن وصول الحوثيين إلى صنعاء وتمكُّنهم من السيطرة وبدون أي مقاومة على الدولة وعلى كل شيء, فهذا شيء لا يحصل إلاَّ في عالم السحر والسحرة وقال الريمي: إن استخدام الحوثي السحر يعتبر من أحد العوامل التي ساعدت الحوثي على الوصول إلى ما وصل إليه من قوة تعبث بالوطن وأبنائه.

ميناء الحديدة

تعتبر الحديدة من أهم المدن الشمالية فهي تمتلك ساحلاً بحرياً واسعاً يضم أكثر من 300 جزيرة بحرية من أهمها جُزر حنيش الصغرى والكبرى وكمران, ويمتد هذا الساحل إلى باب المندب, وتعتبر الحديدة عاصمة تجارية واقتصادية وتساهم في رفد خزينة الدولة بمليارات الدولارات, إضافةً إلى ما ذُكِر فميناء الحديدة التجاري يُعدُّ من أشهر الموانئ البحرية في الوطن العربي مساحةً واتساعاً.

أضِف إلى ميناء الحديدة, فهناك ميناء الصليف جبالٌ من الملح, ومنطقة رأس عيسى, ويوجد بمنطقة الصليف جبالٌ من الملح, وتُعدُّ منطقة الصليف منطقةً تجارية مهمة... لهذه العوامل وغيرها قَدِم الحوثيون بجحافلهم وعُدَّتهم وعتادهم وزحفوا من مرَّان إلى الميناء ولم يكن طريقهم مليئاً بالأشواك أو بالأسوار والحواجز وإنما كان مفروشاً بالورود ومعطراً بروائح الزهور دخلوا إلى الحديدة, فارحين غانمين, وصل الحوثيون إلى الميناء, بسطوا سيطرتهم عليه, خلعوا ثيابهم الغبراء المتَّسخة واغتسلوا على ساحل البحر من غبار الحروب المحمَّلين بها, غيَّر الحوثيون في الحديدة ملابسهم الغبراء ولبسوا أثواباً بيضاء, واستعدوا لاستقبال السفن الإيرانية المُرسَلة إليهم والمُحمَّلة بأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة.

قنابل نووية

مراقبون عسكريون لم يستبعدوا حصول الحوثيين على السلاح النووي الإيراني وخاصةً بعد سيطرتهم على عدد من الموانئ البحرية كميناء الحديدة وميناء الصليف وميناء ميدي وبعد أن صاروا يملكون ساحلاً بحرياً واسعاً على البحر الأحمر يمتد من ساحل الخوخة إلى ميناء ميدي القريب جداً من مران التي لا تَبعُد عن ميدي سوى مسافة ساعة ونصف الساعة عبر خط أسفلتي وأكد المراقبون العسكريون أن ممَّا لا شك فيه أنهم أصبحوا يملكون سلاحاً نووياً إيرانياً..

الإيرانيون في الحديدة

بعد سيطرة الحوثيين على موانئ الحديدة والصليف وميدي وعلى ساحل البحر الأحمر, أفاد شهود عيان بأن عددا من أفراد البحرية الإيرانية وصلوا إلى ميناء الحديدة ونزلوا ضيوفاً على الحوثيين وكان في استقبالهم رئيس اللجنة الثورية للحوثيين عبد الرحمن جماعي وبحسب شهود العيان فإنَّ جماعي استقبل وفد البحرية الإيرانية وأخذهم في جولة بحرية إلى عددٍ من الجُزُر اليمنية وعددٍ من الموانئ..

 وبحسب الشهود فإن جماعي رافق وفد البحرية الإيرانية على متن زورق بحري خاص بهم إلى ميناء ميدي ومن هناك استقبلهم وفدٌ حوثي كبير ونقلهم- عبر موكب ضخم- إلى صعدة حيث كان عبد الملك الحوثي بانتظارهم.. كل ذلك وغيره يحدث خلف الكواليس والحوثيون يشغلون الرأي العام بحروبهم هنا وهناك ويستخدمونها كغطاء على تحركاتهم الدبلوماسية التي يسعون من خلالها إلى تأسيس وبناء دولتهم، هذا وتفيد عدد من الأنباء بأن سيطرة الحوثيين على سواحل البحر الأحمر خدمتهم كثيرا وعملت على تسهيل حركة تحركهم من مرَّان إلى طهران..

السيطرة على النفط

الاثنين 1/12/2014 التقى محمد علي عبد الكريم الحوثي- رئيس لجنة الرقابة الثورية بالعاصمة صنعاء وفي مقر وزارة النفط- بوزير النفط بن نبهان، وجرى في اللقاء- وفقاً لقناة المسيرة التي أوردت تفاصيل اللقاء- جرى طرح مطالب اللجنة الحوثية على وزير النفط وهي أن يتولى الحوثيون توفير كل المتطلبات التي يحتاجها القطاع النفطي، أي وبالمفتوح أن تحل شركات تابعة لهم بدل شركات خصومهم الذين عمل الحوثيون على تدميرها ونهبها والاستحواذ عليها وعلى أن تقوم الشركات الحوثية بإدارة أمور النفط في اليمن.

مفاد الخبر يوحي للجميع بأن اجتياح الحوثيين لـ"صنعاء" وسيطرتهم على الدولة والمؤسسات والوزارات الحكومية وعلى المطارات والموانئ لم يأتِ وفقاً لادعاءاتهم الباطلة وأقاويلهم الزائفة حول رفع المظالم وإزالة الفساد، وإنَّما أتى لتحقيق مصالحهم الخاصة وزيادة المظالم وتضخيم المفاسد على الطريقة الحوثية وأيضاً من أجل تحويل الوطن إلى شركة تجارية خاصة بهم لقد أضحى الحوثيون أثرياء ومظاهر الثراء الباذخ واضحة على وجوههم وللأسف الشديد أتى ثراؤهم على حساب الشعب والوطن.

من ميدي إلى المندب

اليوم بإمكان الحوثيين التنقل وبكل حرية من مرَّان إلى باب المندب إلى إيران دون أن يعترضهم أحد وبإمكانهم أيضاً تحقيق ما كانوا يطمحون إليه وهو التحكم في حركة الملاحة البحرية بعد أن مددوا بأرجلهم على الجزء الشمالي من اليمن وبعد أن سيطروا بأيديهم على مؤسسات الدولة.


في قبضة الحوثيين

مطارات جوية: مطار صنعاء ومطار الحديدة وقريبا تعز

منافذ برية: منفذ حرض ومنفذ البُقع ومنفذ علب

موانئ بحرية: ميناء الحديدة وميناء الصليف وميناء ميدي

مصافٍ نفطية: مصفاة رأس عيسى على البحر الأحمر

أطقم عسكرية: 15768 طقماً حديثاً حاملاً للحوثيين

دبابات: أكثر من 300 دبابة عسكرية استولوا عليها من الجيش

مصفَّحات: اكثر من 1400 مصفحة عسكرية

مؤسسات حكومية: جميع المؤسسات والوزارات والبنوك والمصانع والجامعات الحكومية في المحافظات الشمالية باستثناء محافظة مأرب ومحافظة تعز.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد