مخاوف غربية من انهيار اليمن بعد تعليق السعودية مساعداتها نكايةً في الحوثي

2014-12-05 13:12:03 أخبار اليوم/ متابعات

نقلت وكالة رويترز عن مصادر يمنية وغربية أن السعودية علَّقت معظم مساعداتها المالية لليمن، في مؤشر واضح على عدم رضاها عن النفوذ السياسي المتنامي لمقاتلي الحوثي الذين تربطهم صلات ودِّية بإيران خصم المملكة في المنطقة.

ووفقاً للوكالة فإن السعوديين يخشون أن يؤدي تركيز حركة الحوثيين على حقوق الشيعة الزيدية إلى تفاقم التوترات الطائفية التي قد يستغلها تنظيم القاعدة لتوسيع نفوذه في المناطق السُّنية ويشن هجمات على المملكة.

ويخشى الغرب من أن يؤدى موقف الرياض وحجب المساعدات عن اليمن إلى نتائج عكسية ويدفع البلاد صوب مزيدٍ من عدم الاستقرار.

وبعد استيلاء المقاتلين الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول أوقفت السعودية على الفور جانباً كبيراً من المساعدات خشية أن يستغل الحوثيون قوتهم العسكرية في الهيمنة على السياسة المحلية ويبرزون بذلك نفوذ إيران.

وكثيراً ما كان اليمن يعتمد على السعودية للمساعدة في تمويل كل شيء من مرتبات العاملين في الحكومة إلى مدفوعات الرعاية الاجتماعية.

ويواجه اليمن تمرداً مسلَّحاً من جانب تنظيم القاعدة وحركة انفصالية في الجنوب وفساداً متفشياً.

وأشارت رويترز في تقريرها إلى أنه رغم تشكيل الحكومة الجديدة باليمن مايزال مقاتلو الحوثي يديرون نقاطَ تفتيش في مختلف أنحاء المدينة ويسيطرون على بعض مؤسسات الدولة في العاصمة.

وقال مسؤول رفيع بالحكومة اليمنية لرويترز "السعوديون ربطوا أي مساعدات بتنفيذ (الاتفاق). وعلى الحوثيين الرحيل قبل أن يدفعوا.".

ورغم تعليق المساعدات إلا أن أعلنت السعودية هذا الاسبوع عن تخصيص 54 مليون دولار لتقديم مساعدات غذائية لعدد 45 ألف أسرة. وقال مصدر غربي ــ طلب عدم الكشف عن هويته ــ إن السعوديين مازالوا يُموِّلون بعض مشروعات التنمية والبنية التحتية، لكن المصدر قال إن السعوديين أوقفوا صرف أي مدفوعات ضرورية أخرى.

وقال المصدر: "نهج السعوديين (كأنهم يقولون سنتراجع ونجعل اليمنيين يشعرون بعواقب اختيارهم للحوثيين وفي النهاية سيعودون إلى صوابهم.( ولدينا شكوك خطيرة في الحكمة من وراء ذلك."

وقال المسؤول اليمني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع إن السعوديين دفعوا 450 مليون دولار لسداد مدفوعات الضمان الاجتماعي, بالإضافة إلى تقديم منتجات وقود قيمتها 950 مليون دولار في الصيف قبل سقوط صنعاء.

وأضاف: إن الرياض رفضت دفع 500 مليون دولار مخصصة للأغراض العسكرية بما في ذلك شراء ذخائر وقطع غيار لأسطول جوي عتيق.

وأكد مصدر دبلوماسي غربي في صنعاء أن السعودية علَّقت المساعدات وقال المصدر: "السعوديون يرون كل شيء من منظور إيران."

وقال إنه في أوائل نوفمبر تشرين الثاني قال السعوديون إنه لا يمكنهم ضخ المال في اليمن في الوقت الذي يُحتَمل أن يستخدمه فيه الحوثيون.

وفي الرياض لم يرد مسؤولون بوزارة المالية على طلبات رويترز للتعليق. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية إن كل المساعدات المالية تتولاها وزارة المالية وإنه لا يمكنه التعليق.

وتدهور الوضع المالي لصنعاء بسرعة هذا العام إذ أدت هجمات رجال القبائل والمتشددين على خطوط أنابيب إلى حرمان الدولة من إيرادات مهمة, كما استنزفت الحرب التي تشنها الحكومة على تنظيم القاعدة وغيره من المتمردين ميزانيتها.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد